لقد دأبنا على الاحتفال باليوم العالمي للملكية الفكرية كل عام منذ 19 سنة. وكل عام نختار شعارا يبرز الأهمية الكبيرة التي تكتسيها الملكية الفكرية بالنسبة للمجتمع والاقتصاد وبالنسبة لحياتنا اليومية.
وشعار هذا العام هو "للذهب نسعى: الملكية الفكرية والرياضة". والرياضة ليست بالضرورة ما يميل المرء تلقائيا إلى ربطه بالملكية الفكرية. ولكن إذا تأمّلنا في الرياضة، فسنجد أنها في الأساس نوع من أنواع العرض.
وتختلف الطريقة التي يحدث بها ذلك العرض حاليا اختلافا كبيرا عن طريقة حدوثه في الماضي. ففي السابق، كانت التذاكر تُباع لهواة الرياضة كي يدخلوا ميدانا يشاهدون فيه العرض. وفي ذلك الوقت، لم يكن الحماس الناجم عن المنافسة الرياضية يتجاوز كثيرا حدود الميدان. أما الآن وبفضل الإنجازات التكنولوجية الهائلة، بات يمكن لملايين وملايين من الناس تشغيل أجهزتهم ومشاهدة العرض، الذي شهد هو نفسه تحوّلا من جوانب عدة تحت تأثير التكنولوجيا. ومن خلال تلك العملية المتمثلة في بثّ الوقائع الرياضية للهواة في كل أرجاء العالم، وما تتطلبه من استثمار، تكتسب هيئات البث حقا من حقوق الملكية الفكرية يمكّن بدوره من تمويل العرض.
تسهم حقوق الملكية الفكرية في تدعيم وتمكين النموذج المالي لجميع التظاهرات الرياضية في شتى ربوع العالم.
المدير العام فرانسس غري
وفي الوقت الحالي، تستفيد هيئات البث من العديد من تكنولوجيات الاتصالات المتاحة لها. وبفضل تلك الابتكارات الرائعة، أصبح بإمكاننا أن نعيش عن كثب مجريات لعبة أو مباراة، بل بات يمكننا سماع ما يقوله الحكم للاعبين، وفي بعض الرياضات، ما يقوله اللاعبون لبعضهم البعض. وكل ذلك صار ممكنا بفضل الابتكارات التكنولوجية، التي تدعمها وتشجعها الملكية الفكرية.
ويمكّن التصميم، الذي هو حق آخر من حقوق الملكية الفكرية، الأفرقة ومنظمي المنافسات الرياضية وأدوات التوسيم الرياضية من استحداث هوية فريدة ومميّزة والترويج لها، ويمكّن الهواة من التمييز بينها.
وهناك بالطبع العلامات التجارية، التي تدعم التوسيم في مجال الرياضة، والتي تُعد حقا من حقوق الملكية الفكرية يكتسي أهمية استثنائية بالنسبة للأفرقة والرياضيين للتميّز والبروز في سوق شديدة المنافسة. وتؤدي الحقوق التي تمنحها العلامات التجارية دورا حاسما في تمكين فرادى اللاعبين والأفرقة من اكتساب عائد مالي من عمليات كثيرة منها، مثلا، التسويق – بما في ذلك الملابس واللوازم والأحذية وغير ذلك – وصفقات الرعاية.
وتسهم حقوق الملكية الفكرية في تدعيم وتمكين النموذج المالي لجميع التظاهرات الرياضية في شتى ربوع العالم. وتلك الحقوق هي في صميم البيئة الرياضية العالمية وكل العلاقات التجارية التي تساهم في تفعيل الرياضة وتمكّننا من مشاهدة المباريات الرياضية متى وحيثما وكيفما نريد.
وتحتفل حملة اليوم العالمي للملكية الفكرية لهذا العام بالدور الإيجابي الذي تلعبه الملكية الفكرية في تشجيع الرياضة، التي تتجلى في مجموعة رائعة من الأنشطة عكف البشر دوما على ممارستها وما فتئت تُثري حياتنا من جوانب مختلفة عدة.
أتمنى لكم كل التوفيق مع مختلف التظاهرات التي تجري في كل أرجاء العالم احتفالا باليوم العالمي للملكية الفكرية 2019.