Thu Apr 22 12:59:41 CEST 2021
غالباً ما يتولى إدارة إحدى الشركات الصغيرة والمتوسطة شخص تعرفونه – شخص يسكن على مقربة منكم أو صديق من أيام الدراسة أو أحد الأقرباء الذين نشأتم معهم أو إخوتكم أو والديكم.
وتمثّل الشركات الصغيرة والمتوسطة، أيا كانت خلفيتكم، الأساس الذي يقوم عليه اقتصادكم. وتمثّل تلك الشركات، مجتمعة، ما يناهز 90% من مجموع الشركات في العالم، وتستخدم 70% من العاملين على الصعيد العالمي، وتشكّل نصف اقتصاد العالم بأسره.
وخلاصة القول إن الشركات الصغيرة والمتوسطة هي المحرّكات التي تدفع عجلة اقتصادنا والعناصر الأساسية المجهولة التي يرتكز إليها ذلك الاقتصاد.
غير أن شركات عديدة من تلك الشركات لا تزال تفتقر إلى المعرفة اللازمة بالملكية الفكرية والطريقة التي يمكن بها للملكية الفكرية مساعدتها في ترجمة أفكارها إلى منتجات وخدمات، وما يجعل الملكية الفكرية أداة متينة بالنسبة لها، ليس للتمكّن من البقاء فحسب، بل كذلك لاكتساب القدرة على التنافس والنمو.
وتشير دراسة أجريت مؤخراً إلى أن الشركات الصغيرة والمتوسطة الموجودة في أوروبا ممن تملك حقوق ملكية فكرية من قبيل العلامات التجارية والتصاميم والبراءات تجني من الإيرادات لكل عامل نسبة تفوق بما يقارب 70% ما تجنيه الشركات الأخرى التي لا تستخدم الملكية الفكرية بعد. ولكن الواقع أنه لم تقم بتسجيل حقوق الملكية الفكرية فعلياً سوى 9% من تلك الشركات في أوروبا. وإن كان ذلك هو الحال السائد في أوروبا، فإنني واثق أن الوضع مماثل، إن لم يكن أسوأ، في مناطق العالم الأخرى.
فلا بدّ إذاً من تغيير.
وذلك هو ما جعل اليوم العالمي للملكية الفكرية يركّز، هذا العام، على الشركات الصغيرة والمتوسطة، وشعارنا هذه السنة هو "الملكية الفكرية والشركات الصغيرة والمتوسطة: نقل أفكارك إلى السوق."
وتواجه الشركات الصغيرة والمتوسطة، بالطبع، تحديات مختلفة في مختلف مناطق العالم، ويجب تكييف الطريقة التي نساعد بها تلك الشركات حسب الاحتياجات الخاصة بمنطقتكم. ولكن ما يهمنا بالأساس هو إرسال إشارة توحي بأننا نسعى جميعاً إلى مساعدتها، سواء عبر إذكاء وعيها بالملكية الفكرية من خلال الحديث عن تلك الملكية الفكرية بصورة تراعي مقتضيات قطاع الأعمال، أو تصميم برامج تبدّد الغموض المحيط بعملية تسجيل الملكية الفكرية وحمايتها وتسويقها، أو استحداث أدوات تمكّنها من تحسين أدائها في إدارة الملكية الفكرية وتحديد استراتيجيتها، أو مساعدتها على بناء المهارات والقدرات اللازمة لاستخدام الملكية الفكرية لأغراض تحقيق النمو لمشاريع الأعمال الخاصة بها.
والمساعدة التي يمكننا تقديمها إلى شركاتنا الصغيرة والمتوسطة، في أي شكل كانت، ستكون مساعدة تُقدم إلى حجر الأساس الذي يقوم عليه اقتصاد بلدكم، وإلى العمود الأساسي الذي يستند إليه اقتصاد العالم. وفي نهاية المطاف، ستمكّن تلك المساعدة عالمنا من إعادة بناء هياكله بصورة أفضل.
وبمناسبة اليوم العالمي للملكية الفكرية، دعونا نحتفل بشركاتنا الصغيرة والمتوسطة ونعمل معاً من أجل مساعدتها على استخدام الملكية الفكرية كأداة للنمو، حتى يتسنى لها نقل أفكارها إلى السوق.
يوم عالمي سعيد للملكية الفكرية.