المدير العام للويبو يزور المكسيك ويلتقي كبار المسؤولين الحكوميين وغيرهم من أصحاب المصلحة
Fri Mar 25 19:11:00 CET 2022
مكسيكو سيتي - ستدعم الويبو الجهود التي تبذلها المكسيك للاستفادة من نظام الملكية الفكرية من خلال برامج مصممة خصيصا لتحقيق نتائج ملموسة، ولا سيما من قبل الذين يعانون تقليديا من نقص في الخدمات التي يقدمها نظام الملكية الفكرية، وهم المجتمعات الأصلية والنساء والشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة.
وكان ذلك فحوى رسالة المدير العام للويبو دارين تانغ خلال زيارة رسمية إلى المكسيك في الفترة من 24 إلى 26 مارس 2022 حيث التقى بوزيرة الثقافة ووزيرة الاقتصاد والمسؤولين الحكوميين عن الملكية الفكرية وأعضاء السلطة القضائية والمتخصصين في الملكية الفكرية والمحامين وممثلي المجتمعات الأصلية والشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة.
وقالت وزير الثقافة، أليخاندرا فراوستو غيريرو، إن المكسيك تبني اقتصادا إبداعياً تدعمه الملكية الفكرية. وأضافت أن البلد تنعم بثقافة غنية تعود إلى عصر ما قبل كولومبوس وتشكل قوة ثقافية. وذكرت أن من بين أولويات وزارتها الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيزه وحمايته من أي استغلال غير مشروع، مستشهدة بدور الأزياء الأجنبية التي اختلست تصاميم الشعوب الأصلية المكسيكية في الماضي. وذكرت الوزيرة أيضا الحاجة إلى تمكين النساء رائدات الأعمال.
وقالت السفير كارمن مورينو توسكانو، وكيلة وزارة العلاقات الخارجية، إن الملكية الفكرية أداة رئيسية لتعزيز الابتكار والإبداع وتطويرهما، وأكدت أن استخدام أدوات نظام الملكية الفكرية مجال يحظى بالأولوية بالنسبة للحكومة.
وأكدت السيناتور سوزانا هارب إيتوريباريا، ممثلة ولاية واخاكا في الكونغرس المكسيكي، وهي أيضا مغنية موسيقى تقليدية، على الدور الحاسم للملكية الفكرية في تشجيع الابتكار والإبداع. وقالت إن استخدام أدوات نظام الملكية الفكرية من المجالات ذات الأولوية بالنسبة للحكومة.
وفي فعالية استضافتها وزيرة الاقتصاد تاتيانا كلوتييه، قال السيد تانغ إن الويبو ستواصل دعم الحرفيين من الشعوب الأصلية، وكثير منهن من النساء. وسلط الضوء على مشروع رائد للويبو مع المكسيك لدعم إنتاج الحرير التقليدي"Seda de Cajonos" من سان بيدرو كاخونوس في ولاية واخاكا. ويجري إعداد هذا المشروع في سياق حزمة جائحة كوفيد للويبو بهدف تحديد وتنفيذ استراتيجية تجارية، والاستفادة من المؤشر الجغرافي "Seda de Cajonos" والجمع بينه وبين التوسيم والتغليف لمساعدة هذا المنتج المبتكر للتراث الحرفي في الوصول إلى أسواق جديدة.
وشرحت جينوفيفا مارتينيز ممثلة "Seda de Cajonos" الفوائد التي جلبتها حماية المؤشرات الجغرافية لذلك المجتمع المحلي، سواء من حيث العائدات المالية أو من حيث تعزيز صورة المنطقة وحرفييها. وقالت إن حماية المؤشر الجغرافي ساعدت المجتمع المحلي أيضا على تطوير المنتجات وإضافة قيمة تنتج عنها مكاسب مالية كبيرة.
وقال السيد تانغ إن المؤشرات الجغرافية هي أداة قوية لتحقيق التنمية المستدامة والازدهار والحفاظ على الدراية الفنية التقليدية والثقافة المحلية. وأشار إلى أن للمكسيك باعا طويلا في حماية المؤشرات الجغرافية لمختلف المشروبات الروحية والمنتجات الزراعية والحرف اليدوية. وعلاوة على ذلك، يمكن أن يكون للملكية الفكرية أثر موحّد.
وقالت وزيرة الاقتصاد تاتيانا كلوتييه إن أي خطة لتنويع الاقتصاد والصادرات يجب أن تشمل عنصرا من عناصر الملكية الفكرية. وإن قصة "Seda de Cajonos" هي مثال على الشمول والتنويع. ففي هذه الحالة، ساعدت حماية الملكية الفكرية على ترويج المنتجات ومنع التملك غير المشروع. وولدت الوظائف أيضاً. وقالت إن منصة إلكترونية ستجعل هذه المنتجات متاحة للعالم أجمع، وتفتح أسواقا جديدة ومصادر دخل لهذا المجتمع.
وفي ذات الحدث، استمع السيد تانغ إلى مخاوف ممثلي الشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة من مجموعة متنوعة من القطاعات. ولاحظ أن أكثر من 4 مليون شركة من الشركات الصغيرة والمتوسطة في البلد تشكل العمود الفقري للاقتصاد ومصدرا كبيرا للعمالة وأن الاستخدام الاستراتيجي للملكية الفكرية كأداة للأعمال يمكن أن يساعد هذه الشركات على التطوّر والتوسّع.
وردا على سؤال من السيد تانغ بشأن التحديات التي يواجهونها، أشار عدة متحدثين إلى تكلفة الحماية والإنفاذ، ولكنهم اتفقوا على أن هذا الاستثمار يستحق التكلفة. وناشدوا الويبو والحكومة لوضع بنية تحتية مناسبة لتيسير انتفاع الشركات الصغيرة بنظام الملكية الفكرية. وأشار السيد تانغ إلى دراسة جارية تجرّب مع المعهد المكسيكي للملكية الصناعية لدراسة استخدام الشركات الصغيرة والمتوسطة للملكية الفكرية وتحديد السياسات التي يمكن وضعها لمواصلة دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة في استخدام الملكية الفكرية لتنمية أعمالها التجارية.
وفي اجتماع مع ممثلي مهنة قانون الملكية الفكرية، قال السيد تانغ إن الويبو، بوصفها الجهة المقدمة لخدمات الملكية الفكرية، حريصة دائما على تلقي ردود بشأن كيفية تحسين خدماتها لتلبية احتياجات مستخدمي نظام الويبو: "تنظر الويبو للمودعين كعملاء ونرغب في اتباع نهج أكثر تركيزا على المستخدمين في تصميم وتحسين خدماتنا. وعلى هذا النحو، نأمل في زيادة استخدام خدماتنا، ولكن ذلك ليس بحد ذاته غايتنا، بل لأنه سيحسّن الدعم المقدم لرواد الأعمال المحليين والشركات المحلية التي تحتاج إلى نقل ملكيتها الفكرية عبر الحدود."
وقال السيد جوزيه خوان منديز من جمعيات ومؤسسات محامي الملكية الفكرية إن منظمته تشاطر الويبو رؤيتها بشأن نظام متوازن وشامل للملكية الفكرية.
والتقى السيد تانغ أيضا بمجموعة تمثل السلطة القضائية. وعرض القضاة تحديات التعامل مع القضايا المتعلقة بالملكية الفكرية، لا سيما فيما يتعلق بالتملك غير المشروع للأصول الثقافية. ووجه المدير العام الدعوة إلى القضاة للمشاركة في معهد الويبو القضائي حيث يتشاطر قضاة الملكية الفكرية من جميع أنحاء العالم خبراتهم ويناقشون التحديات المشتركة، وأشار أيضا إلى مركز الويبو للتحكيم والوساطة كمسار للأطراف المتنازعة للنظر في سبل بديلة لتسوية المنازعات.
وإضافة إلى ذلك، شارك السيد تانغ في حوار مفتوح مع مجموعة من الحرفيات وفنانات الأداء اللاتي تقاسمن تجاربهن مع المدير العام، واستشهدن بالصعوبات في تحصيل الحماية والتقدير لعملهن. وقال السيد تانغ إن الويبو ستعمل مع الكيانات الحكومية المكسيكية المعنية لوضع برامج لدعم رائدات الأعمال من نساء الشعوب الأصلية. وأشار أيضا إلى إطلاق برنامج، في الآونة الأخيرة، للملكية الفكرية للمصدرين في المكسيك وبلدان أخرى، وقال إن البرنامج قابل للتكييف مع التركيز على الشعوب الأصلية.
وأشاد السيد تانغ ببناء مجتمع من رائدات الأعمال من أجل تقاسم التحديات المشتركة، وذكر أن الويبو يمكن أن تربط هذه المجموعة بنساء الشعوب الأصلية في أنحاء أخرى من العالم. وقال إن من المهم سماع أصواتهن.
وفي اجتماع مع ممثلي منظمات الإدارة الجماعية، استمع السيد تانغ إلى مخاوف من هذه المجموعة من أصحاب المصلحة والتحديات التي يواجهونها فيما يتعلق بتأمين مقابل مادي للمبدعين. واتفقوا على الحاجة إلى بناء ثقافة احترام الملكية الفكرية، وأن ذلك لا يمكن أن يحدث إلا حينما يصبح الموسيقيون والفنانون والمبدعون المحليون دعاة ومساندين لنظام الملكية الفكرية.
وكان أحد المواضيع المتكررة في اجتماعات السيد تانغ مسألة التزام الويبو بالعمل على بناء نظام إيكولوجي أكثر شمولا للملكية الفكرية يدعم جميع البلدان والمجتمعات المحلية. وقال السيد تانغ إن الملكية الفكرية ليست مجرد حزمة من الحقوق القانونية وإنما هي محفز قوي لتوليد فرص العمل والاستثمار وتنمية الأعمال التجارية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية. وقال: "لم تعد الويبو وكالة تقنية بل وكالة تنموية تساعد الدول الأعضاء على استخدام الملكية الفكرية لتحقيق النمو والتنمية."