المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) يعرض المشروعات الجديدة الداعمة للملكية الفكرية والابتكار في شيلي
Fri Oct 07 15:11:00 CEST 2022
سانتياغو - قام المدير العام للويبو دارين تانغ بزيارة شيلي في الفترة من 6 إلى 7 أكتوبر 2022 بهدف فهم النظام الإيكولوجي للابتكار في شيلي فهماً أعمق وإعلان مجموعة من المشروعات الجديدة الرامية إلى التقريب بين الملكية الفكرية وأرض الواقع.
وفي الاجتماعات التي عقدها السيد تانغ مع كبار المسؤولين الحكوميين وكبار الفاعلين في مجالي الصناعة والابتكار والمبتكرين والمبدعين ورائدات الأعمال، رحّب بأداء شيلي المتين في إطار مؤشر الابتكار العالمي – إذ انضم البلد إلى قائمة البلدان الخمسين الأولى لهذا العام واحتفظ بمكانته كأعلى أداء في أمريكا اللاتينية بحسب مؤشر الابتكار العالمي.
وإذ نوّه المدير العام بصعود الشركات التي توصف على أنها "وحيدة القرن" (يونيكورن) على غرار Betterfly وCornershop وNotCo، شدّد أيضاً على أهمية "بناء ثقافة الثقة في الابتكار"، لا سيما في أوساط الشباب في شيلي لكي يروا أن "الابتكار أمر مفرح، والإبداع أمر مفرح" وأعرب عن رغبة الويبو في أن تكون "الملكية الفكرية جزءاً من رحلتهم".
أسس متينة
في حوار مع نيكولاس غراو، وزير الاقتصاد والتنمية والسياحة، وزيامينا فوينتس، وزيرة الشؤون الخارجية بالوكالة، وكارولينا غاينزا، نائبة وزير العلوم والتكنولوجيا والمعارف والابتكار، أشاد المدير العام بالمؤسسات القوية في شيلي، وقاعدة البحث المتينة، والاستثمارات المتزايدة في رأس المال الاستثماري، الذي بلغ حوالي 3 مليارات دولار أمريكي في العام الماضي.
وخلال المحادثات مع وزير الزراعة، إستيبان فالينزوي لا فان تريك، ناقش السيد تانغ التحديات الناجمة عن اللامركزية من أجل دعم النمو في جميع أنحاء شيلي، وكيفية المضي في دفع عجلة الابتكار في القطاع الزراعي في البلد، فضلاً عن الدور الذي يمكن أن تؤديه الملكية الفكرية في دعم إيسام المنتجات المحلية التي تستهدف الأسواق الدولية وتسويقها وتغليفها.
وكانت حيوية الاقتصاد الإبداعي في المنطقة، بالإضافة إلى دور شيلي في دعم هذا القطاع المتنامي، من المواضيع التي تناولتها المحادثات الثنائية بين المدير العام ووزيرة الثقافة والفنون والتراث، جولييتا برودسكي، اللذين تحدثا أيضاً بشأن مركز الثورة التكنولوجية في مجال الصناعات الإبداعية، وهو مركز فريد مخصص لاحتضان للتكنولوجيا الإبداعية، وقد زاره المدير في سانتياغو.
المضي قدماً
وكانت الكيفية التي يمكن بها للويبو أن تساعد شيلي على الاستفادة من هذه الأسس المتينة والمضي قدماً من المواضيع الرئيسية للزيارة.
وخلال مائدة الإفطار مع الأطراف الفاعلة في مجال الابتكار، أجرى السيد تانغ نقاشاً مفصلاَ عن مواطن القوة والتحديات التي يواجهها النظام الإيكولوجي للابتكار في شيلي، الذي أنشئ في الثمانينات من القرن الماضي. وتناول الاجتماع بإسهاب العناصر المحددة اللازمة لترجمة البحوث إلى أثر ملموس، وشدّد على التزام الويبو بدعم نقل التكنولوجيا في شيلي.
وناقش المشاركون الدور المهم الذي يمكن أن تؤديه تحليلات البراءات في دعم مكاتب نقل التكنولوجيا، وكيفية تكوين القدرات الخاصة بالشركات داخل النظام الجامعي، وضرورة الربط بين الشركات الناشئة وقياسات الأداء ضمن قطاع البحوث، وكيف يمكن لمبادرات الشركات أن تعزز النظام الإيكولوجي للابتكار في شيلي وتدعم توجّه البحوث نحو الأسواق.
وتعهد السيد تانغ أيضاً بدعم الويبو لشيلي في بناء أنظمة إيكولوجية للملكية الفكرية والابتكار تتسم بمزيد من الشمولية.
وإذ تحدّث السيد تانغ خلال حدث في المعهد الوطني للملكية الصناعية حول الملكية الفكرية والمساواة بين الجنسين، تعهّد بمواصلة العمل المشترك لإذكاء الوعي بالملكية الفكرية وكسر الحواجز الجنسانية في شيلي وما وراءها، وقال للحاضرين، "إن هدفنا ليس أن نكون مجرد منتدى للنقاش يعمل في جنيف، ومهمتها تتمثل في تحقيق أثر حقيقي في شيلي، وفي جميع أنحاء المنطقة وفي جميع أنحاء العالم."
المشروعات الجديدة
للتأكيد على ما سبق، استغل المدير العام الزيارة التي قام بها للإعلان عن مشروعين جديدين في إطار مجموعة أدوات المساعدة التي تقدمها الويبو في مجال كوفيد-19.
وسيكون المشروع الأول لفائدة مزارعي الزعتر البري في بوتري، في أقصى شمال البلاد، الذين تضرروا كثيراً بفعل الجائحة. وينتمي العديد من المنتجين إلى فئة كبار السن الذين حجبوا عن العمل أو عجزوا عن تأديته في السنوات الأخيرة. وعلى الرغم من أن القيود المفروضة على التنقل تحد من الفرص التجارية المتاحة للمزارعين، فقد أُلغي العديد من المعارض المحلية، وهي عنصر حيوي للتجارة في المنطقة.
واستجابة لذلك، ستقدّم الويبو خبرتها للمساعدة على تعزيز صورة الزعتر البري، وتحسين التسويق والتغليف، ودفع عجلة النمو التجاري في جميع أنحاء منطقة أريكا. وبهذه الطريقة، سيساعد المشروع على دعم سبل العيش، والحفاظ على المهارات التقليدية، وتهيئة الفرص لجيل جديد من المزارعين من أجل إيصال تراثهم إلى العالم.
والمشروع الثاني هو "Hilando Libertad" أو نسج الحرية. وستتشارك فيه الويبو مع المعهد الوطني للملكية الصناعية وغيره من الشركاء على أرض الواقع لدعم مبادرة الرامية إلى إعادة تأهيل السجناء من الذكور عن طريق استخدام الصوف المحلي من منطقة باتاغونيا، في أقصى جنوب البلاد، لتصنيع الملابس وغيرها من المواد لدعم أسرهم.
وقد أجبرت الجائحة صناعة الصوف المحلية على إغلاق أبوابها وحدّت من فرص البيع بالتجزئة. وسيركز الدعم الذي تقدمه الويبو على استراتيجية الملكية الفكرية وإمكانية حماية المنتجات اليدوية الصنع وتسويقها.
وقال السيد تانغ إن إطلاق المخططات "سوف يساعدنا على بناء نظام ملكية فكرية أكثر شمولاً، لا يقتصر على سكان سانتياغو فحسب بل يطال جميع أنحاء شيلي".
وأثناء الزيارة التي أجراها المدير العام، قام أيضاً بتوقيع اتفاق مع نظيره في المعهد الوطني للملكية الصناعية، لوريتو بريسكي، لإنشاء مؤسسة وطنية للتدريب في مجال الملكية الفكرية في البلد، كما وقّع مذكرة تفاهم مع أكاديمية أندريس بيلو الدبلوماسية لتطوير دورة جديدة بشأن الملكية الفكرية لفائدة الدبلوماسيين والمفاوضين التجاريين.
وفي ختام الزيارة التي قام بها المدير العام لمدة يومين، خاطب جمهوراً من المندوبين والمسؤولين مشدداً على أن البلد "لديه ما يلزم من الأسس المؤسسية والذهنيات التي تمكّنه من النهوض وبناء الفصل التالي لنظامه الإيكولوجي الابتكاري".