خطاب المدير العام أمام الجمعيات 2023

[يرجى تدقيقه وفقاً للإلقاء]

سعادة السفيرة تاتيانا مولسيان، رئيسة الجمعية العامة للويبو،

معالي الوزراء،

أصحاب السعادة،

رؤساء الوفود،

الأصدقاء والزملاء الأعزاء،

أتشرف بل وأفخر أن أرحب بكم في سلسلة الاجتماعات الرابعة والستين لجمعيات الدول الأعضاء في الويبو، وهي أكثر الجمعيات حضوراً في تاريخ الويبو.

ga-20230706
(الصورة: WIPO/Berrod)

***

السيدات والسادة الأفاضل،

بعد فترة وجيزة من تولي هذه الإدارة مهامها منذ قرابة ثلاث سنوات، عملت وزملائي معكم جميعاً على صياغة رؤية جديدة للويبو – رؤية تسخر فيها كل دولة عضو الملكية الفكرية كمحفز قوي لتوليد الوظائف وجذب الاستثمارات ودعم الشركات ورواد الأعمال، وصولاً إلى النمو والتنمية في نهاية المطاف.

ولترجمة هذه الرؤية إلى واقع ملموس، طلبنا موافقتكم على خطتنا الاستراتيجية المتوسطة الأجل ومنحتمونا إيّاها. وكانت الخطة الاستراتيجية المتوسطة الأجل هي مخططنا لتحويل معنى الملكية الفكرية، وتوضيح كيف يمكننا تحويل الملكية الفكرية من موضوع تقني تنحصر وجاهته على متخصصي وخبراء الملكية الفكرية فقط، إلى أداة تساعد المبتكرين والمبدعين على أرض الواقع ومن أي مكان في العالم على جعل أفكارهم حقيقة قائمة.

وسأصف هذا التحول بأرقام وإحصاءات في سياق خطابي، لكن أودّ البدء بسرد قصة رحلة لشخص واحد، رحلة تجري أحداثها على بعد آلاف الأميال من هذه القاعة في الأودية الوعرة في منطقة البتراء الأردنية، الشهيرة على مر القرون.

السيدة إخلاص الرواجفة من قرية الراجف، وهي قرية في تلك البقعة من الأردن.

على مدى 11 شهرا مضت، كانت واحدة من بين 35 رائدة أعمال محلية شاركت في برنامج تدريب وتوجيه مكثف للويبو.

وفي هذا البرنامج، لم نكتف فقط باستخدام قوة الملكية الفكرية لمساعدة المجموعة على تسويق منتجاتها وتسويقها وتغليفها، بل جعلنا الملكية الفكرية جزءاً من حياتهم اليومية.

وقريباً، ستستفيد 35 رائدة أعمال من علامة تجارية جماعية تسمى "Rose Hands"، تيمناً بلمعان سماء البتراء في ضوء الصباح.

ولن يؤدي ذلك إلى حماية الحرف اليدوية الفريدة للمجموعة من التقليد فحسب، بل سيكون أيضًا بوابة لأسواق جديدة ونمو الأعمال اعتماداً على التاريخ الغني للمنطقة.

والمشروع يُحدث تأثيرًا بطرق أخرى أيضًا.

فإضافة إلى كونها حرفية ورائدة أعمال، تعمل السيدة إخلاص كمتطوعة في جمعية الراجف للتربية الخاصة، مستخدمة حرفتها لتعليم وترفيه الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم.

وهي تستكشف الآن سبل تسخير مهاراتها في مجال الملكية الفكرية لدعم الجمعية في إنشاء شعارها الخاص، وبذلك تستخدم ما اكتسبته من معرفة عملية بالملكية الفكرية في مساعدة الآخرين.

ورحلتها هي واحدة فقط من رحلات عديدة في أرجاء المعمورة تدعمها الويبو من أجل جلب الملكية الفكرية إلى القواعد الشعبية.

***

السيدات والسادة الأفاضل،

غالباً ما تحدث التحولات في أوقات تغيير عظيم.

وفي السابق، أدت هذه الاضطرابات العالمية إلى انخفاض في إيداعات الملكية الفكرية وأنشطتها. لذا كان من المثير للدهشة أن تواصل هذه الأنشطة إظهار المرونة والنمو خلال فترة الجائحة.

وبعد الاستفادة من الإدراك المتأخر، اتضّح أن الملكية الفكرية أصبحت، بسبب الجائحة لا على الرغم منها، أكثر جوهرية للشركات والاقتصادات خلال السنوات القليلة الماضية.

وتبرز أمامنا ثلاثة اتجاهات رئيسية.

أولاً، تواصل إيداعات الملكية الفكرية وإحصاءات الابتكار أداءها الجيد، إذ توجّه الشركات والاقتصادات أنظارها بشكل متزايد نحو الابتكار وريادة الأعمال والتكنولوجيا والرقمنة – وكلها مجالات مرتبطة بالملكية الفكرية – بغرض النمو.

فعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، ارتفعت إيداعات البراءات بموجب معاهدة التعاون بشأن البراءات بنسبة 5 في المائة لتصل إلى أكثر من 278,000 إيداعاً. وارتفعت إيداعات العلامات التجارية بموجب نظام مدريد بنسبة 8 في المائة لتبلغ 69,000 إيداعاً. وارتفعت إيداعات التصاميم بناء على نظام لاهاي بنسبة 15 في المائة لتفوق 25,000 إيداعاً. ويعزى جزء كبير من هذا إلى مثلث النمو بين الصين واليابان وجمهورية كوريا، لكننا نرى زيادة في نشاط الملكية الفكرية في العديد من مناطق أخرى من العالم أيضًا.

ووصل استخدام نظام معاهدة التعاون بشأن البراءات ونظام لاهاي إلى مستويات قياسية العام الماضي، وتضاعف عدد القضايا المعروضة على مركز الويبو للتحكيم والوساطة، بما في ذلك زيادة في المنازعات المتعلقة بأسماء الحقول.

ومن الديناميكيات المثيرة للاهتمام أنه وبعد النمو القوي في التكنولوجيا المتعلقة بالصحة في عام 2021، استعادت مجالات الاتصالات الرقمية وتكنولوجيا الحاسوب وأشباه الموصلات مكانتها كأسرع مجالات معاهدة البراءات نموًا في العام الماضي.

والاتجاهات متشابهة في نظام مدريد، إذ انخفضت الفئات المرتبطة بالجائحة، مثل الأدوات الطبية، بينما نمت الإيداعات المرتبطة بالاقتصاد الرقمي وتجارة التجزئة.

وأثبتت مقاييس الابتكار الأوسع مرونة ومتانة مشابهتين. وفي 27 سبتمبر، سنطلق مؤشر الويبو للابتكار العالمي لعام 2023. وسيبيّن المؤشر أن كبار المنفقين على البحث والتطوير زادوا إنفاقهم إلى 1.1 تريليون دولار أمريكي العام الماضي، وهو رقم قياسي جديد، وأن صفقات رأس المال الاستثماري العالمية زادت بما يقرب من 20 في المائة في عام 2022، لتصل إلى أكثر من 23,000 صفقة، على الرغم من البيئة الاقتصادية الصعبة.

ثانياً، إن نشاط الملكية الفكرية والابتكار لم يعد حكراً على منطقة واحدة، ولكنها مستمرة في اتجاه بدأ منذ عقود لتصبح أكثر عالمية، إذ تظهر محركات نمو جديدة في جميع أنحاء العالم.

وتجسد الهند صعود لاعبين جدد في هذا المشهد الديناميكي. فحتى عام 2006، أودعت الهند أقل من 100,000 طلب علامة تجارية محلي سنوياً. أما الآن، فيصل هذا الرقم إلى قرابة نصف مليون إيداع، وتحتل الهند المرتبة الرابعة في مجال تسجيل العلامات التجارية في العالم.

وكذلك، فإن نشاط تسجيل البراءات المحلي يمضي قدماً. فوفق آخر إحصاء، تلقت الهند أكثر من 61,000 طلب براءة، وهو سادس أعلى إجمالي في العالم، وفي عام 2022 سجلت الهند أكبر نمو بين جميع كبار المودعين بموجب معاهدة البراءات، إذ ارتفعت الطلبات بأكثر من 25 في المائة.

ومن القواعد الدنيا، تُظهر كولومبيا ومصر وماليزيا والمكسيك وتايلاند أيضًا علامات على التحرك في اتجاه مماثل، فقد سجلت كل بلد زيادات بنسبة 17 في المائة على الأقل في طلبات معاهدة البراءات في العام الماضي.

وفي غضون ذلك، شهدنا على مدار السنوات الخمس الماضية زيادات من رقمين في طلبات مدريد من اقتصادات متنوعة مثل بلغاريا والمغرب وفييت نام، مع ارتفاع عدد الطلبات الواردة من إندونيسيا بمقدار الضعف، وتلك الواردة من الإمارات العربية المتحدة بمقدار ثلاثة أمثال.

وفي مجال التصاميم، قفزت حصة الطلبات القادمة من آسيا بموجب نظام لاهاي من 3 في المائة إلى 23 في المائة على مدى السنوات العشر الماضية، مع دخول الصين العام الماضي لتعزيز النمو. وفي الوقت ذاته، ارتفعت حصة الطلبات القادمة من أمريكا الشمالية من حوالي 4 في المائة إلى أكثر من 10 في المائة خلال نفس الفترة.

ببساطة، إنه عالم تنبثق فيه الأفكار والملكية الفكرية من كل مكان. عالم تصدرت فيه إفريقيا وأمريكا اللاتينية مشهد نمو صفقات رأس المال الاستثماري العام الماضي، وكانت إفريقيا هي المنطقة الوحيدة التي لم تشهد انخفاضاً عاماً في قيمة استثمارات رأس المال الاستثماري.

ثالثاً، لقد حددت الويبو في مؤشر الابتكار العالمي للعام الماضي موجتين جديدتين للابتكار بدأتا في إثبات وجودهما عبر الاقتصادات والمجتمعات: موجة الابتكار الرقمي، المبنية على الذكاء الاصطناعي والحوسبة الفائقة والأتمتة، وموجة ابتكار علمية عميقة مبنية على التكنولوجيا الحيوية وتكنولوجيا النانو.

ورغم أن ظهور التقنيات الجديدة يولد الكثير من العناوين الرئيسية والاهتمام، من المهم أن نتذكر أننا ما زلنا في المراحل الأولى من هذه العملية وأن الكثير لم يكتشف بعد.

لكن ما نعرفه على وجه اليقين هو أن التطورات المستقبلية، سواء في الطاقة أو النقل أو الطب أو الذكاء الاصطناعي، يجب أن تصل إلى الجميع وأن تعمل لمصلحة الجميع.

وبدلاً من الفجوة الرقمية، يجب أن نستخدم قوة الابتكار لجني عائد رقمي لفائدة الجميع في العالم – تولّد فيه التقنيات والحلول الجديدة فرص العمل وتحرك النمو وتساعد على بناء عالم أفضل وأكثر عدلاً ومساواة.

***

وبينما تروي إحصاءات الملكية الفكرية العالمية قصة مهمة، من المهم لنا أيضًا فهم ما يدور في قلوب وعقول الناس. ولهذا السبب أطلقنا في وقت سابق من هذا العام WIPO Pulse - وهي أولى دراساتنا الاستقصائية العالمية بشأن المواقف تجاه الملكية الفكرية حول العالم.

واستنادًا إلى 25,000 رد من 50 بلداً من جميع مناطق العالم، تقدم الدراسة لمحة فريدة عن التصورات العالمية تجاه حقوق الملكية الفكرية ودور الملكية الفكرية في الاقتصاد.

وسنصدر التقرير الكامل في سبتمبر وسنعقد جلسات إعلامية، بما في ذلك للبعثات الدائمة والخبراء، بغية إطلاع الجمهور على النتائج الرئيسية.

لكن، اسمحوا لي أن أقدم نظرة متعمقة على بعض الاستنتاجات السريعة الرئيسية التي برزت، لأنها مذهلة.

أولاً، بينما يقر المجيبون في جميع المناطق بالتأثير الإيجابي للملكية الفكرية على الاقتصاد، يبدو هذا التأثير موضع تقدير كبير في مناطق آسيا والمحيط الهادئ وأمريكا اللاتينية والكاريبي وأفريقيا.

ففي كل حالة، كان لأكثر من ثلثي المشاركين – وهم أشخاص عاديون وليسوا خبراء – وجهة نظر إيجابية عن تأثير الملكية الفكرية – أعلى من أوروبا وأمريكا الشمالية.

ثانياً، يرى المجيبون من جميع المناطق الملكية الفكرية كأداة رئيسية لضمان الدخل العادل للمبتكرين والمبدعين والمؤلفين والمصممين الأفراد.

وثالثاً، هناك مؤشرات قوية على أن الوعي بالملكية الفكرية، خاصة بين الشباب، أعلى في جنوب العالم منه في البلدان المتقدمة.

فعلى سبيل المثال، أفاد أكثر من 4 من كل 10 شباب شملهم الاستطلاع في إفريقيا وأمريكا اللاتينية بفهم شخصي للعلامات التجارية. أمّا في معظم البلدان المتقدمة، فكان الرقم 2 من كل 10 شباب.

 

وتظهر هذه الأرقام أن أمامنا الكثير والكثير من العمل لربط عملنا مع أولئك الموجودين على الأرض في كل مكان في العالم. ولكن هذه الأرقام تعرض أيضاً صورة مختلفة عن التصور المشترك والقوالب النمطية بأن الملكية الفكرية معروفة ومقدَّرة فقط في شمال العالم، وتعطينا دافعاً للعمل بجدية أكبر لجلب الملكية الفكرية إلى كل إنسان في كل منطقة.

***

أصحاب السعادة،

إن هذه الاتجاهات العالمية بانتقال الملكية الفكرية من الهامش إلى المحور في اقتصاداتنا ومجتمعاتنا وقلوب الناس وعقولهم تؤكد لنا شديد التأكيد على أن رحلة تحوّل الويبو يجب أن تستمر.

وبذلك، سنبني على ما بدأناه من عمل في السنوات السابقة.

ويقدّم تقرير أداء الويبو لعام 2022 نظرة شاملة على إنجازاتنا خلال العام الماضي.

ونظراً لاستحالة الخوض في تفاصيل كل منها، سأبرز عدداً من الإنجازات الرئيسية في إطار كل من الركائز الاستراتيجية الأربع وأساس الخطة الاستراتيجية المتوسطة الأجل.

***

الركيزة الأولى تتعلق بالتواصل والمشاركة. أي جعل الملكية الفكرية ذات صلة بحياة الجميع ومفهومة من قبل الجميع.

وتحقيقاً لذلك، ركزنا على مشاركة القصص التي تجلي الغموض عن الملكية الفكرية وتبيّن تأثيرها الحي. واعتماداً على رحلات الأشخاص الذين ندعمهم على أرض الواقع، أنتجت الويبو أكثر من 160 مقطع فيديو على مدار الاثني عشر شهراً الماضية، بما في ذلك ميزات أول ميتافيرس في باكستان، وصواريخ مطبوعة ثلاثية الأبعاد في الولايات المتحدة، وسجاد بابار الجزائري. وتسعى هذه الجهود لإيصال عملنا لجماهير جديدة سترى الملكية الفكرية الآن في ضوء جديد.

وبالطبع، فإن المحتوى الصحيح يجب أن يقدّم باستخدام القنوات الصحيحة.

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، نما عدد متابعينا بنسبة تقارب 20 في المائة العام الماضي ليتجاوزوا عتبة 400,000. ومنصتنا الأسرع نمواً هي Instagram، حيث يوجد حوالي 60 بالمائة من المتابعين تحت سن 34 عاماً، ومعظمهم من النساء. ولقد أطلقنا للتو قناة الويبو على TikTok للوصول إلى مجموعة سكانية مختلفة، والاضطلاع بالتحدي المتمثل في جعل الملكية الفكرية ترقص.

وقمنا أيضاً بتجديد موقعنا الإلكتروني للتركيز بشدة أكبر على تجربة العملاء وجعل محتوانا في متناولكم بشكل أيسر. ويسعدنا أن هذا العمل قد حظي بالإشادة وأن الويبو قفزت من المرتبة 49 إلى المرتبة 5 في الترتيب الأخير لاستعراض العلامات التجارية العالمية (World Trademark Review) لتيسير النفاذ إلى مواقع الملكية الفكرية، مع ارتفاع عدد مشاهدات صفحاتنا العام الماضي بأكثر من 50 في المائة إلى ما يقرب من 60 مليون مشاهدة.

وكذلك، فإن المشاركة في حملتنا الرائدة لليوم العالمي للملكية الفكرية تزداد بشكل مطّرد. وكان موضوع هذا العام "النساء والملكية الفكرية: تسريع الابتكار والإبداع"، ودعمه واحتفل به الكثير منكم شخصياً إلى جانبنا. ولقد سجلنا أكثر من 40 مليون ظهور عبر منصاتنا الرقمية، أي أعلى مرتين ونصف عن المستوى العام الماضي، ودعمنا أكثر من 400 حدث في أكثر من 130 بلداً. وإجمالاً، شارك مستخدمون من 209 بلداً وإقليماً في الحملة، وهو رقم قياسي.

***

أما الركيزة الثانية، فتتعلق بالجمع بين الناس وعقد الشراكات مع الجميع لتشكيل مستقبل نظام الملكية الفكرية العالمي.

وتواصل الدول الأعضاء المشاركة بشكل مكثف وبناء في العمل الحيوي للجاننا الدائمة وأفرقة العمل.

ولا تقف هذه اللجان مكتوفة الأيدي، بل تشارك بنشاط في القضايا الحاسمة للتطوير المستقبلي للملكية الفكرية في جميع أنحاء العالم. وكأمثلة على ذلك، ستجمع اللجنة الدائمة المعنية بقانون البراءات (لجنة البراءات) قريباً خبرات عملية بشأن البراءات الأساسية المعيارية والقضايا ذات الصلة بشروط الترخيص العادل والمعقول وغير التمييزي (FRAND). وشاركت حوالي 80 دولة عضو في عمل لجنة العلامات بشأن العلامات التجارية الوطنية. وتعرض أمامكم الولاية المجددة للجنة الحكومية الدولية المعنية بالملكية الفكرية والموارد الوراثية والمعارف التقليدية والفولكلور (لجنة المعارف) للموافقة عليها في هذه الجمعيات.

ونعمل أيضاً على استكشاف الكيفية التي يمكن بها للنهج الحديثة أن تضخ طاقة جديدة في المناقشات طويلة الأمد.

وفي الاجتماع الأخير للجنة الدائمة المعنية بحق المؤلف والحقوق المجاورة (لجنة حق المؤلف)، عقدنا جلسة إعلامية عن البث التدفقي للموسيقى جنباً إلى جنب مع جدول أعمال اللجنة الرسمي. وعمل الزملاء في لجنة حق المؤلف مع المنظمات غير الحكومية والدول الأعضاء لتطوير "مجموعة أدوات بشأن حفظ المصنفات"، لدعم المشرعين وواضعي السياسات في حماية التراث الثقافي العالمي.

وفيما يخص جدول الأعمال المعياري، فدفعه إلى الأمام يتطلب الكثير، لكنه ليس بالأمر المستحيل.

إذ كان القرار التاريخي الذي اتخذ العام الماضي بالمضي قدماً لعقد مؤتمرين دبلوماسيين بشأن حماية التصاميم والملكية الفكرية والموارد الوراثية والمعارف التقليدية المرتبطة بها إنجازاً جللاً في عمل الويبو.

ومنذ ذلك الحين، نعمل بجد لإعطاء تأثير عملي لهذه القرارات.

ونتعهد بمواصلة دعم المفاوضين في كلتا القضيتين في الوقت الذي نؤسس فيه للجنتين التحضيريتين المقرر عقدهما في الخريف، وكذلك المؤتمرين الدبلوماسيين العام القادم.

ولو تفضلتم، سأغتنم هذه الفرصة لأدعو الدول الأعضاء إلى إظهار إرادة سياسية صلبة كي نعبر خط النهاية معاً – كمجتمع ويبو واحد – بشأن هاتين المسألتين المهمتين، حتى نتمكن من إحداث تغيير في حياة العديد من الأشخاص في جميع أنحاء العالم ممن يتطلعون إلينا لقيادة التغيير.

***

وإلى جانب جدول أعمالنا المعياري، نرغب أن تكون الويبو المنتدى العالمي لمناقشة قضايا الملكية الفكرية.

ويركز بعض هذه القضايا على مجتمعات محددة، مثل العمل الذي يقوم به معهد الويبو القضائي لجمع قضاة الملكية الفكرية معاً لمساعدتهم على التواصل وتبادل أفضل الممارسات.

لكن بعض أعمالنا الأخرى في هذا المجال واسعة وشاملة. على سبيل المثال، من خلال محادثاتنا السبع بشأن الملكية الفكرية والتكنولوجيات الحدودية، اضطلعت الويبو بدور رائد في توسيع فهم كيفية تقاطع الملكية الفكرية مع تكنولوجيات من قبيل الذكاء الاصطناعي.

واستقطبت محادثتنا الأخيرة بشأن الملكية الفكرية والميتافيرس في شهر مارس، أكثر من 4,000 مشارك من أكثر من 140 دولة عضو - ثلثاهم من البلدان النامية.

وستتطرق محادثتنا القادمة إلى الملكية الفكرية والذكاء الاصطناعي التوليدي – وهي مسألة موضوعية للغاية وأنا متأكد من أنها ستثير الكثير من الاهتمام والمشاركة عند انعقادها يومي 20 و21 سبتمبر.

ومن القضايا الهامة الأخرى قضية التمويل المدعوم بالملكية الفكرية، ومن المقرر عقد محادثة ثانية رفيعة المستوى للويبو في نوفمبر عقب جلسة أولى ناجحة في العام الماضي.

ورغم تقديرنا لهذه المناقشات، حيثما أمكن عقدها، إلا أننا نريد ترجمتها إلى نتائج وإجراءات عملية.

ولهذا السبب بدأنا عيادة إدارة الملكية الفكرية للشركات الصغيرة والمتوسطة الناشطة في الذكاء الاصطناعي، وسنطلق دليل سياسات لمكاتب الملكية الفكرية بشأن الذكاء الاصطناعي في وقت لاحق من هذا العام، إضافة إلى تشكيل فريق استشاري من الخبراء بشأن تقييم الملكية الفكرية.

ونحن ملتزمون أيضاً، كجزء من هذه الركيزة، ببناء الاحترام للملكية الفكرية.

وفي حين أن الكثير من هذا العمل يتمحور حول المساعدة على تطوير القدرات في الدول الأعضاء لمعالجة قضايا إنفاذ الملكية الفكرية، إلا أنه في أوسع نطاقاته يتمحور حول مساعدة الدول الأعضاء على بناء ثقافة الثقة والاحترام، وسأتجرأ وأقول، حتى ثقافة محبة الملكية الفكرية والابتكار.

ولهذا، وإلى جانب برامج التدريب وتكوين الكفاءات لفائدة المدعين العامين والقضاة والمسؤولين عن إنفاذ القانون وغيرهم، وفضلاً عن نمو خدمة WIPO ALERT إلى ما يقرب من 11,000 حقل مسجل، فإننا نعمل على تسريع تنفيذ المشاريع التي تبني احترام الملكية الفكرية على أرض الواقع.

ويركز كثير من هذه المبادرات على الشباب وكيفية تعليم أطفالنا. ولتحقيق ذلك، نحتاج إلى إيصال رسائل سهلة الفهم بشأن الملكية الفكرية لأصغر الفئات السنية. وعلى مدى العقد الماضي، وبمساعدة صناديق من جمهورية كوريا، طوّرنا مجموعة من ستة رسوم متحركة للأطفال عن الملكية الفكرية، مبنية على الشخصية الشعبية، بورورو البطريق الصغير. والسلسلة متاحة الآن بتسع لغات – أحدثها باللغة التايلاندية – وفي وقت سابق من هذا العام بلغ عدد المشاهدات على YouTube 20 مليون مشاهدة.

والانخراط مع المدارس هو جانب آخر مهم من هذا العمل. إذ تدير الويبو مع المنظمة الإقليمية الأفريقية للملكية الفكرية (ARIPO) أندية ملكية فكرية دعمت 200 تلميذ في بوتسوانا وملاوي وزيمبابوي للتعرف على أهمية حقوق الملكية الفكرية.

ونحثّ الدول الأعضاء على المشاركة معنا في المزيد من هذه المشاريع، حتى نتمكن من مساعدة أطفالنا وشبابنا على فهم أن الملكية الفكرية جزء من رحلتهم أيضاً.

***

ومع وصول الويبو إلى البلدان بشكل أعمق وعلى نطاق أوسع في جميع أنحاء العالم، تزداد أهمية التنفيذ من خلال الشراكات.

وقد أسعدنا أن العديد منكم دعموا تعاوننا المعزز مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة التجارة العالمية أثناء الجائحة. وقد أثمر ذلك عدداً من المبادرات المهمة للدول الأعضاء، بما في ذلك ندوة تقنية مشتركة عن الاستجابة للجائحة والتأهب والصمود استضافتها الويبو في ديسمبر الماضي، وإنشاء منصة المشتركة للمساعدة التقنية الخاصة بكوفيد-19، والتي تزود الدول الأعضاء بإمكانية النفاذ "الجامع" إلى خبرات جميع المنظمات الثلاث ومواردها للتعامل مع قضايا الملكية الفكرية والصحة والتجارة.

ولم يكن هذا العمل مؤثراً فحسب، بل قدم أيضاً نموذجاً للتعاون بين الوكالات يتدفق الآن عبر مجالات أخرى من عملنا.

ونتشارك مع مركز التجارة الدولية في "SheTrades"، لإضافة عنصر ملكية فكرية لهذا البرنامج. وإلى جانب الأونكتاد ومبادرته "التجارة الإلكترونية للنساء (E-Trade for Women)"، قدمنا التدريب لأكثر من 100 رائدة أعمال في أفريقيا وأمريكا اللاتينية بشأن حقوق الملكية الفكرية في الاقتصاد الرقمي.

ويجري عقد شراكات جديدة، كان آخرها مع اللجنة الأولمبية الدولية، لتقريب عالمي الملكية الفكرية والرياضة كي نتمكن من دعم الاتحادات الرياضية والرياضيين لتسخير الملكية الفكرية لأغراض استدامة النمو والمسيرات المهنية.

ولأن مجتمع الملكية الفكرية هو مجتمع لأصحاب المصلحة المتعددين، فالشراكات مع أصحاب المصلحة الآخرين الذين يمثلون مجموعات مهنية مختلفة، مثل الرابطة الدولية للعلامات التجارية (INTA) وجمعية مديري التكنولوجيا بالجامعات (AUTM) والجمعية الدولية لمديري الترخيص (LESI) وكذلك الاتحاد العالمي للمكفوفين في مشروع اتحاد الكتب الميسرة - تتيح لنا الاستفادة من الخبرات والشبكات والأفكار لطيف واسع من أصحاب المصلحة بغرض دعم مجموعة واسعة من المستفيدين.

ونرحب بمزيد من الشراكات والتعاون المماثلين كي نستطيع فعل المزيد معكم ومن أجلكم.

وقد يكون المجال الذي يمكن أن يحقق فيه التعاون عبر الوكالات أكبر تأثير هو خطة عام 2030 وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.

ودخلت الويبو عامها الثاني كعضو في مجموعة أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، واتضح أكثر أن للملكية الفكرية دوراً مهماً في دعم الحلول المبتكرة في تحدياتنا العالمية المشتركة عبر جميع أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر.

والزخم في هذا الاتجاه آخذ في التزايد. فقد عقدنا مؤخراً مؤتمراً دولياً كبيراً بشأن الملكية الفكرية وأهداف التنمية المستدامة بالتعاون مع البرتغال، ونشرنا تقريراً جديداً يحدد كيفية دعم مكاتب الملكية الفكرية لخطة 2030، كما أعلن أن موضوع اليوم العالمي للملكية الفكرية في العام المقبل سيكون "الملكية الفكرية وأهداف التنمية المستدامة".

ولأن هذا المجال ذو أولوية لنا، سيكون فحوى رسالتي لزعماء العالم ومجتمع الأمم المتحدة الأوسع عند حضور قمة أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة في سبتمبر، هو أن الويبو مصممة على تسخير قوة الملكية الفكرية والابتكار والإبداع لإعادة أهداف التنمية المستدامة إلى المسار الصحيح وبناء عالم أفضل وأكثر إنصافًا واستدامة.

***

أمّا الركيزة الثالثة، فهي تقديم خدمات ومعارف وبيانات عالية الجودة في مجال الملكية الفكرية.

ولا شك أن الويبو متفردة بين وكالات الأمم المتحدة في تقديم خدمات لا تقتصر على الحكومات وواضعي السياسات، بل تصل بشكل مباشر للأفراد والشركات.

ولطالما كان تقديم القيمة لمستخدمينا جزءاً أصيلاً من هويتنا وأساسياً من مهمتنا، وسيظل كذلك.

وقد أطلقنا العام الماضي مبادرة كبرى عبر جميع خدمات الويبو لدفع الرسوم لتحويل روح خدمة العملاء لدينا وتجربتها ومنهجها. وسيضمن ذلك استمرار الويبو في مواكبة الاحتياجات المتطورة لمستخدمينا في كل أنحاء العالم.

ونستكشف أيضاً طرقاً ممكنة لتسخير التقنيات الجديدة بغية زيادة كفاءة خدماتنا. ومن أمثلة ذلك، عمل مركز التطبيقات التكنولوجية المتقدمة، الذي يقوم بترسيخ أدوات الذكاء الاصطناعي لزيادة تعزيز عملياتنا ودعم الترجمة وتقديم خدمات جديدة للمستخدمين.

وإضافة إلى تعزيز خدماتنا من خلال الإيداع الإلكتروني والتحسينات الأخرى، سنواصل دعمكم كمكاتب ملكية فكرية وطنية بفرض تعزيز وظائفكم وبنيتكم التحتية.

وحالياً، يستخدم أكثر من 90 مكتباً نظام IPAS4.0 ومجموعة الويبو لبرمجيات عمل مكاتب الملكية الفكرية، بما في ذلك 25 مكتباً في إفريقيا و20 مكتباً في أمريكا اللاتينية والكاريبي.

ونواصل كذلك دعم مكاتب الملكية الفكرية الوطنية في عملها وتزويد المشرعين بالبيانات التي يحتاجونها لاتخاذ خيارات سياسية مستنيرة بشأن الاستراتيجيات الوطنية للملكية الفكرية والابتكار.

وعلى المستوى العالمي، أضحى مؤشر الابتكار العالمي للويبو معلماً راسخاً كمورد عالمي رائد ودليل مرجعي لفهم حالة أكثر من 130 نظاماً إيكولوجياً للابتكار في بقاع العالم.

وعلى المستوى التقني، استكملنا تحديث تقرير الويبو بشأن واقع البراءات الخاصة باللقاحات والعلاجات المتصلة بكوفيد-19 بهدف تقديم نظرة أعمق عن نشاط تسجيل البراءات المرتبطة بالجائحة، والمساهمة بشكل بناء في المناقشات الهامة بشأن الملكية الفكرية والصحة العالمية.

وبعيداً عن التقارير والبيانات، يعرف الكثير منكم أن منصة WIPO GREEN هي أكبر منصة تكنولوجيا مناخية تقدمها وكالة تابعة للأمم المتحدة وأكثرها تطوراً.

إذ تغطي الآن 130,000 تكنولوجيا من أكثر من 140 بلد، وتساعد مشاريع التسريع لمنصة WIPO GREEN على النهوض بالزراعة الذكية مناخياً في الأرجنتين والبرازيل وشيلي وبيرو؛ وتعزيز كفاءة الطاقة في الصين؛ ودعم تخضير إنتاج زيت النخيل في إندونيسيا.

لقد طالبنا كثير منكم أن نفعل المزيد في هذا المجال. ولقد اصغينا إليكم بكل تأكيد، وسنواصل البحث عن سبل للاستمرار بذلك.

***

والركيزة الرابعة هي استخدام الملكية الفكرية لدفع عجلة النمو والتنمية.

وكجزء من رؤيتنا في الخطة الاستراتيجية المتوسطة الأجل لبناء نظام إيكولوجي أكثر شمولاً للملكية الفكرية، أجرينا تغييرات على طريقة تقديم المساعدة الإنمائية.

وبالطبع لا تزال طرقنا الراسخة لمساعدتكم على استخدام الملكية الفكرية من أجل التنمية ذات أهمية.

ا الوطنية للملكية الفكرية وتنفيذها في كثير من الحالات.

وعملنا في مجال تكوين الكفاءات لا ينفك عن النمو.

وحالياً، أصبحت أكاديمية الويبو أكبر معهد وأكاديمية للتدريب على الملكية الفكرية في العالم، إذ دربت أكثر من مليون شخص منذ إنشائها وأكثر من 220,000 شخص في العامين الماضيين.

ونواصل كذلك تطوير وتوسيع نطاق ما نقدّمه من دورات الملكية الفكرية بدءاً من الدورات التقليدية الموجهة إلى متخصصي الملكية الفكرية، وصولاً إلى دورات تكوين مهارات الملكية الفكرية العملية الموجهة لرواد الأعمال والباحثين والمدرسين والمصدرين. وكانت إحدى أعظم نجاحاتنا في العام الماضي دورة الملكية الفكرية الخاصة بالدبلوماسيين والمسؤولين التجاريين.

وبجانب أكاديمية الويبو، تواصل شبكتنا من مؤسسات التدريب على الملكية الفكرية نموها. فلدينا الآن 14 مؤسسة في جميع أنحاء العالم، إضافة إلى 13 مؤسسة أخرى قيد التطوير بما في ذلك في الجزائر وأرمينيا وإكوادور وأوكرانيا وفييت نام. والعام الماضي، استفاد ما يقرب من 90,000 من المشاركين من الدورات التدريبية لمؤسسات التدريب على الملكية الفكرية حول العالم.

غير أننا إلى جانب هذه الأنواع من الدعم الراسخ، نطوّر بشكل متزايد مساعدتنا الإنمائية، ونستخدم الحزمتين والمشاريع لإحداث تأثير على أرض الواقع.

وفيما يخص الحزم، فقد أبدعت الويبو أثناء الجائحة من خلال إنشاء حزمة الاستجابة لكوفيد-19 لمساعدة الدول الأعضاء على الاستفادة من خبرة الويبو في قضايا الملكية الفكرية والصحة وغيرها من القضايا. ويسعدنا جداً أن 45 بلدا قد استفاد من الحزمة المذكورة، والتي سنحولها الآن إلى حزمة تعافي حتى تتمكن الدول الأعضاء من استخدام خدماتنا عبر المنظمة بأكملها.

وقد أعلنت في الدوحة هذا العام، في المؤتمر الخامس للبلدان الأقل نمواً، عن حزمة تخرج البلدان الأقل نمواً لمساعدتها تلك البلدان المتخرجة في الاستفادة من الملكية الفكرية والابتكار والإبداع كجزء من رحلة تخرجهم.

وفيما يخص المشاريع، فقد أطلقنا قرابة 90 مشروعاً في جميع أنحاء العالم. وكثير منها مرتبط بعملنا من أجل بناء نظام إيكولوجي أكثر شمولاً للملكية الفكرية، وبالتالي فإن الفئات المستفيدة هي تلك التي عانت من نقص الخدمات في الماضي – أي فئات النساء والشباب والشركات الصغيرة والمتوسطة والمجتمعات الأصلية.

وكمثال على ما سبق، استفادت 120 امرأة من 10 بلدان في أمريكا اللاتينية من برامجنا الإقليمية لدعم رائدات الأعمال والنساء في وظائف العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وسنبدأ قريباً المرحلة الثالثة من برنامج الويبو للتوجيه والتوفيق الموجه لرائدات الأعمال من الجماعات الأصلية والمحلية، الذي أحدث بالفعل فارقاً في حياة أكثر من 90 امرأة من أكثر من 50 بلداً. وفي غضون ذلك، أطلقنا منذ فترة فصيرة مشروعين جديدين لدعم 65 رائدة أعمال في بنغلاديش وباكستان، بناءً على مشاريعنا الناجحة في الأردن ومصر وناميبيا.

وهذه المشاريع مكثفة وتستغرق شهوراً لا أياماً، لأن هدفنا لا يقتصر على نقل المعرفة النظرية بالملكية الفكرية فقط، بل نسعى لتغيير حياة المستفيدات ودعم سبل عيشهن من خلال الملكية الفكرية.

ويسرّني أن هذا العمل يضم بازدياد عناصر من بلدان الجنوب إضافة إلى روابط أقاليمية. فعلى سبيل المثال، أطلقنا مؤخراً مشروعاً لدعم مطوري ألعاب الفيديو. ورغم أن المشروع بدأ هذا في منطقة أوروبا الوسطى ودول البلطيق، فقد لاقى اهتماماً كبيراً بحيث نمت الشبكة بسرعة لتشمل مطوري ألعاب من آسيا وأمريكا اللاتينية. وبهذا، فإننا نبني من خلال مشاريعنا روابط إيجابية عبر أرجاء العالم.

وقد عززنا أيضاً الدعم المقدم للشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة والباحثين.

وجرى النفاذ إلى أداة WIPO IP Diagnostics للشركات الصغيرة والمتوسطة أكثر من 22,000 مرة في أول 18 شهراً منذ إطلاقها، وتوليد 3,000 تقرير مخصص لأصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة في كل بقاع الأرض مترجمة إلى 12 لغة، وهناك 7 أخرى قيد الإعداد.

وقد استفادت أكثر من 52,000 شركة صغيرة ومتوسطة حول العالم من تدريب أكاديمية الويبو على مدى العامين الماضيين.

وفي مجال نقل التكنولوجيا، لا زلنا نساعد مئات الآلاف من الباحثين والمبتكرين على حماية أعمالهم وإدارتها وتوليد القيمة بفضل شبكتنا التي تضم أكثر من ألف وخمسمائة مركز من مراكز دعم التكنولوجيا والابتكار النشطة في أكثر من 90 بلداً.

ويظل عملنا بشأن النوع الاجتماعي مهماً. إذ تشكل النساء نصف العالم، لكنهن يمثلن أقل من 1 من بين كل 5 مخترعين مدرجين في طلبات البراءات المودعة لدى الويبو العام الماضي.

وتحفيزاً للعمل على المستوى العالمي، نشرنا في اليوم العالمي للملكية الفكرية هذا العام، أول IP GAP للويبو على الإطلاق – وهي خطة عملنا بشأن الملكية الفكرية والمسائل الجنسانية.

وسيثمر ذلك عن إنتاج بيانات جديدة بشأن الفجوة بين الجنسين في الملكية الفكرية، وتشجيع الاستجابة السياساتية على المستويين الوطني والإقليمي، ومواصلة تقديم مشاريع مدفوعة بالتأثير – فردياً وضمن شراكات – لدعم المزيد من المبتكرات والمبدعات في جميع أنحاء العالم.

وقد انتعش عملنا في مجال الشباب أيضاً، مع العديد من المشاريع والأنشطة التي أطلقت أو ستطلق. ومن أمثلة ذلك أول مسابقة محكمة صورية للملكية الفكرية (IP Moot) ومعسكر تدريبي للشباب في مجال الملكية الفكرية في أمريكا اللاتينية وألعاب تعليم الملكية الفكرية للشباب في إفريقيا. ونعتزم جمع عملنا لدعم الشباب بشكل متماسك تحت خطة عمل للشباب، وسنطلعكم على هذه الخطة في الوقت المناسب.

***

ولا شك أن بناء نظام إيكولوجي أكثر شمولاً للملكية الفكرية يقتضي زيادة التواصل مع المجتمعات الأصلية ومساعدتها على استخدام الملكية الفكرية لنشر ثقافتها وتراثها في العالم.

ونقدم الدعم لمجموعة متنوعة من المجتمعات، منها مجتمعات في أنتيغوا وبربودا وكمبوديا والمكسيك وعُمان والسنغال وتوغو لحماية منتجاتها الفريدة وتوسيمها بعلامة وتسويقها من خلال الملكية الفكرية.

ويجري تسليم مشاريع في مجال الملكية الفكرية والطب التقليدي في إثيوبيا. وفي مجال الملكية الفكرية والسياحة في إندونيسيا. وفي مجال الملكية الفكرية وسياحة المأكولات في الكاميرون وماليزيا والمغرب وبيرو.

وبما أنني من عشاق الموسيقى، فإن العمل مستمر في مشروع اتحاد الويبو للمبدعين، وهو شراكتنا بين القطاعين العام والخاص مع مجتمع الموسيقى لمساعدة الموسيقيين الجدد على فهم كيفية استخدام الملكية الفكرية والتعرف عليها بغية اكتساب قوتهم واستدامة مسيرتهم المهنية. ونخطط لإقامة حدث إطلاق في جنيف في وقت لاحق من هذا العام، وندعو المزيد من الشركاء للانضمام إلى اتحاد الويبو للمبدعين.

السيدات والسادة الأفاضل،

عرضت على جمعكم الكريم لمحة مختصرة عن الطرق العديدة التي تعمل بها الويبو لدعمكم، ودعم المبتكرين والمبدعين في بلدانكم. وأنا على يقين من أنكم ستنخرطون مع زملائي خلال هذا الأسبوع في العديد من الأنشطة والمبادرات التي تهمكم، وأهيب بكم أن تواصلوا هذه المحادثات.

***

إن الأساس الذي تقوم عليه ركائزنا الأربع هو القوة التنظيمية للويبو.

من الناحية المالية، لا تزال الويبو تتمتع بصحة جيدة في مواجهة بيئة الاقتصاد الكلي الصعبة. فقد أنهينا العام الماضي بفائض إجمالي قدره 7.7 مليون فرنك سويسري، ونتوقع تحقيق فائض أكبر في الثنائية المقبلة. وسنواصل استخدام إطار الإدارة القائمة على النتائج، ويسعدني في هذا الصدد أن أخبركم أن أكثر من ثلاثة أرباع مؤشرات الأداء الرئيسية للويبو تسير على الطريق الصحيح لتحقيق أهدافها للثنائية.

وممّا يقال، إن الثقافة تلتهم الاستراتيجية في وجبة الإفطار. ولذلك، فإن تحويل الملكية الفكرية حول العالم سيأتي مصحوباً برحلة تحوّل داخل الويبو لبناء ثقافة عمل أكثر انفتاحا وديناميكية واستباقية وتعاونية. وهو أمر يتطلب مشاركة ومحادثات صريحة، ولهذا السبب نجري حالياً عملية منهجية تتضمن استطلاعات ومناقشات سنوية على جميع المستويات لتحديد المخاوف ومعالجتها والتفاعل مع موظفينا.

ولا أخفيكم أننا نتفق بشدة مع رغبتكم في رؤية قوة عاملة أكثر تنوعاً في الويبو، بما في ذلك من حيث التمثيل الجغرافي العادل والمساواة بين الجنسين. وأرى أن الدعم متبادل بين الاثنين، ونحن ملتزمون بإحداث فارق في هذه المسألة. لكننا لا نستطيع تحقيق ذلك بمفردنا. وشراكتكم واهتمامكم بهذه المسألة، ليس فقط خلال الجمعيات، ولكن على مدار العام أمر بالغ الأهمية لتحقيق هدفنا المشترك.

برنامج العمل والميزانية للثنائية 2024-25. إذ مكّننا ذلك من إحراز تقدم كبير في الغالبية العظمى من المجالات خلال الاجتماعات الأخيرة للجنة الميزانية، لتكون هذه الميزانية خارطة طريق لمتابعة رفع مستوى ما نقدمه لكم.

***

أصحاب السعادة،

السيدات والسادة الأفاضل،

اسمحوا لي أن أختتم كلامي ببعض الملاحظات الصريحة بصفتي المدير العام لمنظمتكم الموقرة.

جماعي، وهي عامل بالغ الأهمية لحل هذه التحديات.

وبناء على ذلك، أناشد جميع الدول الأعضاء في منظمتنا، وأناشد الممثلين الحاضرين في هذه القاعة وخارجها، بأنني وبصفتي المدير العام لمنظمتكم، يحذوني أمل بأن نواصل معاً تقدير التعددية وصونها ودعمها. فرغم أنها ليست مثالية، أعتقد أنني أردد وجهة نظر الكثيرين إننا لا نملك طريقة أفضل لضمان خدمة جميع مصالحنا وحمايتها وتعزيزها من التعددية، رغم كل عيوبها.

وفي الختام، أود لو سمحتم أن أغتنم الفرصة نيابة عن جميع الزملاء والزميلات لأشكركم على اهتمامكم بعملنا ودعمكم وتشجيعكم وتوجيهاتكم ومشورتكم، وأؤكّد أننا نثمّن غالياً مشاركتكم واهتمامكم بتحويل الويبو والنظام الإيكولوجي العالمي للملكية الفكرية.

سعادة مناقشاتكم في الأيام التالية على درب اختتام مكلل بالنجاح لسلسلة الاجتماعات 64 لجمعيات الويبو.

مراجع:

  • التقرير المالي السنوي والبيانات المالية السنوية لعام 2022 PDF, Annual Financial Report and Financial Statements 
  • تقرير أداء الويبو 2022 PDF, WIPO Performance Report 2022 
  • اقتراح برنامج العمل والميزانيةPDF, Program of Work and Budget for 2024-25