تقرير المدير العام إلى جمعيات الويبو – من 9 إلى 17 يوليو 2024
[يرجى تدقيقه وفقاً للإلقاء]
سعادة السفير ألفريدو سويسكوم، رئيس الجمعية العامة للويبو،
السادة الوزراء،
أصحاب السعادة،
حضرات رؤساء الوفود،
الأصدقاء والزملاء،
صباح الخير ومرحباً بكم في السلسلة الخامسة والستين من اجتماعات جمعيات الدول الأعضاء في الويبو. وهذه هي أكبر جمعياتنا على الإطلاق، إذ وصل عدد المشاركين المسجلين إلى ما يفوق 1400 مشارك(ة)، 900 منهم حاضرون معنا هنا و500 سيتابعوننا عبر الإنترنت. ويسرني بالغ السرور أن أرحب بكم جميعاً من جديد في الويبو، وأخص بالترحيب أكبر مجموعة من الوزراء الحاضرين.
اسمحوا لي بداية أن أعرب عن تضامننا كمجتمع الويبو مع جميع المتضررين من إعصار بيريل في منطقة الكاريبي والولايات المتحدة، بما في ذلك بعض أعضاء مجتمع الملكية الفكرية الذين اضطروا إلى التغيب عن الجمعية العامة بسبب الاضطرابات. لقد شاهدنا مناظر الدمار التي خلفها أحد أقوى الأعاصير المسجلة ونتمنى لجميع المناطق والمجتمعات المتضررة كل التوفيق في إعادة البناء والتعافي.
***
هذا العام سأستعيض عن تقديم الإحصاءات والاستراتيجيات فقط، بأن أشارككم قصتي امرأتين - سونيا ستانتشيكوفا ومارياما سارج. سونيا ومارياما تعيشان في مكانين تفصلهما آلاف الكيلومترات، ولكن يجمع بينهما رابط مشترك - فكلتاهما تستخدمان الملكية الفكرية لتوليد فرص جديدة لهما ولمجتمعاتهما.
تنحدر سونيا من منطقة ديتفا في سلوفاكيا، وهي من الجيل الرابع لعائلة ساهمت بحفظ الملابس والفنون الشعبية التقليدية. وتشتهر منطقتها بنوع خاص من التطريز المحمي منذ فترة طويلة كمؤشر جغرافي. ولكن حالها حال العديد من مصممي الجيل الجديد، تضع سونا لمستها الخاصة على الممارسات التقليدية.
وفي العام الماضي، انضمت سونيا إلى برنامج التدريب والتوجيه والتوفيق بين رائدات الأعمال في دول أوروبا الوسطى والبلطيق الذي استمر أحد عشر شهراً وضمّ 21 امرأة من المجتمعات المحلية في 15 بلداً.
وتلقت سونيا تدريباً متخصصاً على كيفية استخدام الملكية الفكرية لحماية تصاميمها وكأداة لتوسيم منتجاتها وتسويقها. وبفضل دعمنا، تمكنت من تسجيل زخارفها وأنماطها كتصاميم محميّة العام الماضي، مما أثمر عن حماية إبداعاتها وفتح لها الأبواب أمام أسواق جديدة.
مارياما سارج من غامبيا. وهي صاحبة شركة صغيرة، لم تكن على دراية كافية بالملكية الفكرية إلى أن سمعت عن حلقة عمل محلية للويبو. وسرعان ما أوصلها حب المعرفة لأن تكون واحدة من بين 50 صاحبة شركة صغيرة ومتوسطة تلقين تدريباً وتوجيهاً شاملاً في مجال الملكية الفكرية بفضل مشروع استمر لمدة 6 أشهر، ونفذ بالاشتراك مع شركاء محليين.
واستفادت بعض المشاركات من التدريب لتسجيل علامات تجارية. وقامت أخريات بتحسين استراتيجيات أعمالهن. وقد اخترعت مارياما عربة متعددة الوظائف تعمل بالطاقة الشمسية - وهي بديل أنظف وأكثر مراعاة للبيئة للباعة المتجولين.
وبمساعدة منا، أصبحت أول مخترعة تسجل نموذج منفعة في غامبيا. وعلى حد قولها: "الملكية الفكرية تطلق العنان لإبداعي وعقلي وفرصي... أريد أن أكون جزءًا من مجتمع المبتكرين في أفريقيا".
سونيا ومارياما ليستا حالتين منعزلتين.
ففي جميع أنحاء العالم، هناك ملايين مثلهنّ يحلمن بتغيير العالم وإثراء حياتنا بفضل الابتكارات والإبداعات.
وواجبنا هو تقديم الدعم لهم ولهنّ، ولهذا السبب تتمثل مهمتنا في بناء نظام أيكولوجي عالمي متوازن وفعال للملكية الفكرية يدعم المبتكرين والمبدعين في كل مكان.
***
ولنفهم السياق الذي يعمل فيه المبتكرون والمبدعون اليوم، يجب أن نفهم الحالة العالمية للملكية الفكرية. وهنا نرى عدّة اتجاهات كبيرة.
أولاً، أن نشاط الملكية الفكرية يواصل النمو بشكل مطرد رغم حالة عدم اليقين الاقتصادي، إذ أصبحت مراكزها أكثر عالمية.
فقد أودع أكثر من 23 مليون طلب ملكية فكرية في عام 2022 – أي بما يفوق معدل 40طلباً لكل دقيقة، وما يقرب من ثلاثة أمثال حجم الإيداع قبل 15 عامًا. ويأتي ما نسبته 70% من هذه الإيداعات الآن من آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.
ونلحظ أيضاً قفزة مماثلة في نشاط الملكية الفكرية في مجال حق المؤلف. فعلى سبيل المثال، نمت عائدات الموسيقى المسجلة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 25% تقريبًا العام الماضي، وهو أسرع معدل نمو على مستوى العالم. وتخلص أبحاث الويبو إلى أن الإنتاج السينمائي العالمي قد تعافى بعد الجائحة، بما في ذلك في الاقتصادات المتوسطة الدخل مثل الأرجنتين والبرازيل والفلبين.
وتدعم هذه الاتجاهات تحولاً غير ظاهر، ولكنه حتمي، وهو انتقال توليد القيمة من الأصول الملموسة إلى الأصول غير الملموسة، والتي تبلغ قيمتها الآن أكثر من 60 تريليون دولار، أي أكثر من قيمة أكبر الاقتصادات العالمية مجتمعة.
وقبل أسبوعين، أصدرت الويبو تقريراً هاماً أظهر أنه على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، نمت الاستثمارات في الأصول غير الملموسة بمعدل أسرع بثلاث مرات من الأصول الملموسة، إذ بلغت قيمتها حوالي 7 تريليون دولار في العام الماضي.
ورغم أن الاقتصادات المتقدمة مثل السويد والولايات المتحدة وفرنسا هي الأكثر كثافة في الاستثمار في الأصول غير الملموسة، إلا أن النمو لا يقتصر على الاقتصادات ذات الدخل المرتفع. فعلى سبيل المثال، في الفترة بين عامي 2011 و2020، سجلت الهند أسرع نمو في الاستثمار في الأصول غير الملموسة، بفضل توجهها المتزايد نحو التنمية القائمة على الابتكار.
وتتماشى هذه النتائج مع مؤشر الابتكار العالمي للويبو، الذي يستخدم بيانات على مستوى المؤسسات ليكشف أن تركيا وإندونيسيا والمكسيك هي ضمن قائمة أكبر 20 اقتصادًا من حيث كثافة الأصول غير الملموسة. وبالتالي، فإن الأصول غير الملموسة لا تُحدث تحولاً في الاقتصادات المتقدمة فحسب، بل في الاقتصادات الناشئة والنامية أيضًا.
ثانياً، نلحظ أن أنماط الابتكار ذاتها تتطور وتتغير أيضًا، إذ تزداد أهمية الابتكار الرقمي وتندمج مع الابتكار الصناعي. والخط الفاصل بين الأجهزة والبرمجيات آخذ في التلاشي، فحتى السيارة، وهي رمز من رموز العصر الصناعي، أصبحت بشكل متزايد مركزًا للبرمجيات والبيانات والترفيه على أربع عجلات. وحالياً، تتعلق قرابة ثلث جميع البراءات المودعة بالتقنيات الرقمية، ومع القفزة في براءات الذكاء الاصطناعي التوليدي، من المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في التصاعد.
ويعني ما سبق أنه لم يعد بإمكاننا النظر إلى الملكية الفكرية في صوامع قانونية منفصلة فقط، بل كمجموعة من الأصول غير الملموسة التي تستخدمها الشركات للنمو وتسخرها البلدان للتنمية. وسيتعين أن يصبح وضع سياسات الملكية الفكرية أكثر تنسيقًا وشمولية، والتفكير في الملكية الفكرية بطريقة أفقية لاً عمودية.
ثالثاً، إن كل هذه التحولات في الابتكار والتكنولوجيا والإبداع تحدث في عالم شديد الانقسام من الناحية الجيوسياسية. فقد أصبح الاتفاق بالإجماع صعباً، وقدرتنا على وضع المعايير والقواعد العالمية تباطأت جداً.
وقبل شهرين، في شهر مايو، اجتمع مجتمع الويبو بأسره كبنيان واحد لإبرام معاهدة تاريخية جديدة بعد 25 عامًا من المفاوضات. وقد أرسلت معاهدة الويبو، السابعة والعشرون، بشأن الملكية الفكرية والموارد الوراثية والمعارف التقليدية المرتبطة بها إشارة قوية مفادها أنه حتى في أصعب المجالات التي تتسم بالعواطف الجياشة والاختلافات الشديدة في وجهات النظر، نستطيع كمجتمع عالمي تحقيق توافق في الآراء - إذا ما دخلنا المفاوضات بروح من التعاون والبراغماتية والشفافية والشمولية، كما حدث في شهر مايو. ولم تكن النتيجة انتصارًا للشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية ومنظومة ملكية فكرية أكثر شمولاً فحسب، بل كانت النتيجة انتصارًا لتعددية الأطراف أيضاً.
وأحث الدول الأعضاء على مواصلة هذه الروح من العمل ككيان واحد، لا لأننا نقترب من المفاوضات بشأن معاهدة جديدة لقانون التصاميم في نوفمبر فحسب، بل وكذلك لنواصل المهمة الحاسمة المتمثلة في تعزيز عمل الويبو في جميع أنحاء العالم.
***
الزملاء والأصدقاء الأعزاء،
لقد مضت ثلاث سنوات منذ أن أطلقنا الخطة الاستراتيجية المتوسطة الأجل 2022-2026.
وقد أسست الخطة الاستراتيجية المتوسطة الأجل لرؤية جديدة للملكية الفكرية، إذ لم تعد مجرد مسألة تقنية تهم خبراء الملكية الفكرية والمتخصصين فحسب، بل أصبحت محفزًا قويًا للوظائف والاستثمارات والنمو والتنمية الاقتصادية، وعامل تمكين لمواجهة تحدياتنا العالمية المشتركة. وبفضل تأييدكم لهذه الاستراتيجية، عملنا جاهدين معكم بغية تحقيق هذه الرؤية.
وكما جرت العادة في هذه الجمعيات، أود أن أغتنم هذه الفرصة لأقدم تقريراً عن العمل المنجز منذ آخر مرة خاطبتكم فيها كأعضاء في منظمتنا الموقرة.
ولذلك الغرض، سأتبع الركائز الأربعة وأساس الخطة الاستراتيجية المتوسطة الأجل.
وفي إطار الركيزة 1، ينصب تركيزنا على إزالة الغموض عن الملكية الفكرية كي تكون مفهومة ووجيهة وظاهرة ليس فقط للمطلعين والخبراء في مجال الملكية الفكرية، بل للعالم أجمع.
وتحقيقاً لذلك، ننتج محتوى فريداً من نوعه يروي قصصاً عن كيفية تغيير الملكية الفكرية لحياة الناس على أرض الواقع. وقد أنتجنا أكثر من 270 مقطع فيديو على مدار الاثني عشر شهراً الماضية، بما في ذلك مقاطع فيديو عن العلامات التجارية للحقائب الجلدية في بنغلاديش، والنساء الحرفيات في المناطق الريفية في إسبانيا، واختراع لحرق البخور في عُمان.
وهذه الجهود، تقرّب عملنا من جماهير جديدة في جميع أنحاء العالم. وتشمل هذه الجهود أيضاً وسائل التواصل الاجتماعي، فقد ارتفع عدد متابعينا بنسبة تزيد عن 30 في المائة العام الماضي ليتجاوز نصف مليون متابع. وقد كانت المنصات الجديدة مثل إنستغرام وتيك توك فعالة بشكل خاص في الوصول إلى جمهور أصغر سناً.
وامتد تجديدنا لطريقة تواصلنا ليشمل موقعنا الإلكتروني، الذي صنفته مجلة "World Trademark Review" مؤخراً كأكثر المواقع الإلكترونية تيسيراً للنفاذ بين مواقع مكاتب الملكية الفكرية في العالم. وكذلك فإن حملة اليوم العالمي للملكية الفكرية تزداد اتساعاً ونمواً. وكان موضوع هذا العام هو الملكية الفكرية وأهداف التنمية المستدامة، وأقيمت في إطاره أكثر من 300 فعالية في جميع أنحاء العالم، وأثمر عن توليد ما يقرب من 60 مليون انطباع رقمي، بزيادة تقارب 50% عن عام 2023، وإطلاق مشاركة عالمية حقيقية بشأن قضية حيوية في وقت حرج. ويسرني أن أعلن أن موضوع اليوم العالمي للملكية الفكرية في العام المقبل سيكون الملكية الفكرية والموسيقى، وهي مسألة قريبة إلى قلبي وإلى قلوبكم أيضاً.
ونشهد أيضاً تحولاً في طريقة تواصل مكاتب الملكية الفكرية مع جماهيرها، ونأمل أن يقوم المزيد من مكاتبكم بذلك لأن من الجوهري أن نستطيع إيصال ما نضطلع به من عمل للعالم، وأن نواجه الروايات غير الصحيحة والمغلوطة عن الملكية الفكرية، وأن نكون واثقين، كمجتمع الملكية الفكرية، من أن الملكية الفكرية يمكن أن تحدث فرقاً إيجابياً في العالم.
***
وتنتقل الركيزة 2 من الاتصالات الخارجية إلى دور الويبو بوصفها المنتدى العالمي لمناقشة الملكية الفكرية ووضع معاييرها وقواعدها، فضلاً عن المشاركة في أحدث المواضيع الناشئة في مجال الملكية الفكرية.
وبعد نجاح مؤتمرنا الدبلوماسي في مايو، اتجهت الأنظار إلى المؤتمر الدبلوماسي بشأن معاهدة قانون التصاميم في الرياض في نوفمبر القادم. وقد بدأت الأعمال التحضيرية لهذا المؤتمر بشكل جدي، ونعمل بشكل وثيق مع البلد المضيف، المملكة العربية السعودية، لوضع أنسب وأفضل الترتيبات اللوجستية والإدارية والتفاوضية لمؤتمر يكلله النجاح.
وإلى جانب هذه المؤتمرات الدبلوماسية التي تعقد مرة كل جيل، يتواصل العمل الجاد في لجاننا وأفرقتنا العاملة العديدة. ويدعم عملها هذا تبادل أفضل الممارسات وحل القضايا والمعايير الفنية التي قد لا تستحوذ على العناوين الرئيسية للصحف، ولكنها تسيّر عمل مكاتب الملكية الفكرية. ولا تزال اللجنة المعنية بالتنمية والملكية الفكرية حاضنة للعديد من البرامج المثيرة للاهتمام في الويبو، بما يدعم التعميم المستمر لأجندة التنمية في عمل الويبو.
وبالتوازي مع هذه المنتديات ذات الطابع الأكثر رسمية ورسوخاً، تسعى الويبو إلى أن تكون عين المكان الذي تناقش فيه أحدث قضايا الملكية الفكرية.
وتزدهر محادثاتنا بشأن الملكية الفكرية والتكنولوجيات الحدودية، فقد بلغ إجمالي عدد المشاركين حتى الآن 9000 مشارك(ة). وقد أتاحت لنا هذه المحادثات الثرية إنشاء مجموعة أدوات لسياسات الذكاء الاصطناعي لفائدة مكاتب الملكية الفكرية والجهات التنظيمية، إضافة إلى دليل عملي بشأن الذكاء الاصطناعي التوليدي والملكية الفكرية لفائدة المؤسسات.
ونظمنا أيضًا محادثتنا العالمية الثانية بشأن التمويل المدعوم بالملكية الفكرية، وتناولت موضوعاً هاماً هو تقييم الملكية الفكرية والضمانات والتمويل، وجمعنا مجتمعي الابتكار والتمويل – اللذين لا يلتقيان سويةً في كثير من الأحيان، ولكن ينبغي أن يجتمعا معاً – لمناقشة استخدام الملكية الفكرية كأصل مالي. ومرة جديدة، ترافقت هذه المحادثة مع العديد من الأنشطة الأخرى، مثل عدد من دراسات الحالة، وإنشاء فريق خبراء معني بتقييم الملكية الفكرية، والتدريب الرائد بشأن تقييم الملكية الفكرية في رابطة آسيان.
وأطلق مسار عمل جديد بشأن مستقبل الملكية الفكرية بغية تطبيق تخصصات التخطيط المستقبلي والسيناريوهات المستقبلية على عمل الويبو. وأولى مبادراتنا في هذا المجال هي مبادرة "WIPO Pulse"، وهي دراسة استقصائية عالمية بخصوص أفكار عموم الناس عن الملكية الفكرية وكيف ستتغير هذه الأفكار مع مرور الوقت. وسيعلن عن مبادرات أخرى في الوقت المناسب.
وتشمل هذه الركيزة أيضاً عملنا في إذكاء احترام الملكية الفكرية، وهو عامل أساسي لمنظومة ابتكار قوية.
وقد نمت قاعدة WIPO Alert – وهي قاعدة بياناتنا العالمية للمواقع الإلكترونية المتعدية على حق المؤلف – لتشمل أكثر من 8,000 موقع "مستخدم"، وستتضمن الآن وحدة جديدة تسمى WIPO Alert Pay، ستستهدف تمويل قراصنة الإنترنت. ونمضي كذلك قدماً في نظام التسجيل والمعلومات الجمركية للدول الأعضاء (CRIS). وعموماً، أعربت البلدان النامية عن اهتمام أكبر بالتدريب على مسائل إنفاذ الملكية الفكرية، ولذلك، نحن بصدد تكثيف هذا التدريب لفائدة القضاة والمدعين العامين والمنظمين والمهنيين.
وتتزايد أهمية الشراكات في الوقت الذي تتطلع فيه الويبو إلى توسيع نطاق عملها وإحداث تأثير.
وعملنا مع منظمات غير حكومية مثل مجمع براءات اختراع الأدوية (MPP) والاتحاد الدولي لوكلاء الملكية الفكرية (FICPI) والاتحاد الدولي لجمعيات المكتبات (IFLA) والرابطة الدولية للعلامات التجارية (INTA) وجمعية خبراء التراخيص الدولية (LESI) ورابطة مديري التكنولوجيا في الجامعات (AUTM) و رابطة البلدان الأمريكية للملكية الفكرية (ASIPI) – على سبيل المثال لا الحصر – أثمر عن مجموعة من المشاريع لمختلف أصحاب المصلحة، وسمح لنا بالتواصل مع أصحاب المصلحة الذين لم يكونوا ليتواصلوا مع الويبو لولا تلك المشاريع.
ومع المنظمات الحكومية الدولية الإقليمية، فقد كثّفنا العمل مع الشركاء، ومن ضمنهم رابطة آسيان، ومنظمة دول شرق الكاريبي ومنتدى المحيط الهادئ. ومن أهم المشاريع البارزة مشروع AfricDeezayn، وهو تطبيق جديد للهاتف المحمول لزيادة الوعي بحماية التصميم في جميع أنحاء غرب أفريقيا، وكانت الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا هي شريكنا الرئيسي في هذا المشروع.
وفيما وراء المنصات الإقليمية، نواصل كذلك تمتين عملنا على مستوى وكالات الأمم المتحدة. وتعاوننا الثلاثي مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة التجارة العالمية يستمر في تعميق جذوره، وعقدنا مؤخراً ندوات عن تغير المناخ والصحة البشرية، وكذلك بشأن الملكية الفكرية وقانون المنافسة وسياساتها. ونواصل العمل مع مركز التجارة الدولية ومؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) لدعم رائدات الأعمال النساء ورواد الأعمال الشباب، ومع الاتحاد الدولي للاتصالات بشأن تسخير الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا من أجل الخير، وقد وقعنا للتو اتفاقية تعاون مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لأغراض إنفاذ الملكية الفكرية.
ويسعدني أيضًا أن أخبركم عن انخراطنا المتزايد في عمليات الأمم المتحدة الأوسع نطاقًا مثل الاتفاق الرقمي العالمي وجدول أعمالنا المشترك. ويتمثل عملنا هناك في المساعدة على استخدام الملكية الفكرية في تسخير قوة الابتكار والإبداع والتكنولوجيا لإعادة أهداف التنمية المستدامة إلى مسارها الصحيح، وبناء مستقبل أفضل للجميع. ونتيجة لذلك، نشهد زيادة في العمل التعاوني مع هيئات الأمم المتحدة مثل المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة (ECOSOC) ومع وكالات الأمم المتحدة الأخرى مثل الاتحاد الدولي للاتصالات في فعاليات مثل قمة المستقبل وعمليات مؤتمر الأطراف.
ونؤمن بأن الشراكات عامل بالغ الأهمية لتحقيق النجاح توسيع النطاق، وسنواصل السعي في سبل العمل التعاوني هذه.
***
وتتعلق الركيزة 3 بخدمات الملكية الفكرية وبياناتها. وباعتبارنا وكالة الأمم المتحدة الوحيدة التي تقدم الخدمات مباشرة للشركات، فمن الأهمية بمكان أن ندير أن سجلاتنا العالمية للملكية الفكرية على نحو فعال وأن نوفر قيمة لمستخدمينا. ويهدف برنامج تحويل تجربة العملاء إلى وضع العميل في قلب هذه الخدمات. وإن هذا البرنامج يسير بشكل جيد ويلبي الاحتياجات المتطورة لقاعدة المستخدمين المتنوعة. وقد بلغ مؤشر رضا العملاء لدينا نسبة عالية قدرها 85% في فترة السنتين 2022 و2023.
وللحفاظ على ذلك، نواصل الاستثمار في الأنظمة والتكنولوجيات الخاصة بنا. وتشمل الخطوات الجديدة إطلاق منصة الويبو للبحث العالمي(WIPO Universal Search) ، التي يجعل تصفح موقعنا الإلكتروني وقواعد البيانات العالمية أكثر كفاءة، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لتحديث الوظائف الخارجية لسجل لاهاي وإدخال المزيد من التحسينات على أنظمة الإيداع الإلكتروني لدينا.
وخدمتنا الأسرع نمواً هي مركز التحكيم والوساطة. ففي عام 2023، عالج المركز ما يقارب 700 منازعة في مجالي الابتكار والتكنولوجيا، بزيادة قدرها 24%، وسجّلت منازعات الوساطة وأسماء الحقول نمواً قوياً. ولتلبية الاحتياجات الجديدة، أصبحنا نوفر خدمات مصممة خصيصاً للصناعات سريعة النمو من قبيل ألعاب الفيديو والرياضات الإلكترونية والتكنولوجيا الخضراء.
وبالإضافة إلى تعزيز خدماتنا، فإننا نواصل دعم المكاتب الوطنية للملكية الفكرية في تعزيز أنظمتها وبنيتها التحتية، وكذلك في مجال الرقمنة. وفي المجمل، يستخدم أكثر من 90 مكتباً للملكية الفكرية أنظمة مكاتب الملكية الفكرية التابعة للويبو، وفي العام الماضي، أصبحت بوتسوانا أول مكتب للملكية الفكرية في أفريقيا يتم رقمنته بالكامل في إطار مشروع مكتب الويبو النموذجي.
والويبو هي أيضاً مستودع عالمي للبيانات والمعلومات فيما يتعلق بالملكية الفكرية، التي نستخدمها لفهم النظام الإيكولوجي للابتكار على نحو أفضل. ونحن فخورون بكوننا أحد المصادر الرائدة للأبحاث في مجال الملكية الفكرية واتجاهات الابتكار، ومن بين أبرز المستجدات صدور التقرير العالمي الجديد للملكية الفكرية بشأن الابتكار والتنمية، وورقة اقتصادية بشأن الذكاء الاصطناعي والملكية الفكرية. كما أن عملنا في تحليلات البراءات، الذي يستخدم بيانات البراءات وغيرها من البيانات للحصول على معارف حول التكنولوجيا، يشهد تزايداً هو الآخر، مع صدور تقارير واقع البراءات حول الملكية الفكرية وأهداف التنمية المستدامة، وكذلك حول الذكاء الاصطناعي التوليدي هذا العام.
ولا شكّ أنّ منشورنا الرئيسي يظلّ مؤشر الابتكار العالمي، الذي يقيس أداء الابتكار لأكثر من 130 عضواً، وهو يشكل، على نحو متزايد، المقياس المعياري للابتكار بالنسبة للبلدان وواضعي السياسات والباحثين وغيرهم من أصحاب المصلحة. وستُطلق النسخة الأخيرة من مؤشر الابتكار العالمي في نهاية شهر سبتمبر من هذا العام.
وتغطي هذه الركيزة أيضاً "الخدمات" غير مدفوعة الرسوم مثل منصة WIPO Green التي تشكل قاعدة بيانات عالمية تضم نحو 130,000 تكنولوجيا من أكثر من 140 بلداً، وتعد أكبر منصة تابعة للأمم المتحدة فيما يتعلق بالتكنولوجيا الخضراء، وقد حظيت بالاعتراف بكونها حل رقمي يغير قواعد اللعبة في قمة الأمم المتحدة لأهداف التنمية المستدامة التي عُقدت العام الماضي. ونركّز بشكل متزايد على المهمة الصعبة المتمثلة في نشر التكنولوجيات الخضراء على أرض الواقع، من خلال مشاريع التسريع الجديدة وعيادات إدارة الملكية الفكرية وإصدار طبعتين من كتاب التكنولوجيا الخضراء.
***
أصحاب السعادة،
لكي تغيّر الملكية الفكرية حياة الأفراد وترافقهم في رحلاتهم، وجب علينا أن نجعل ما هو غير ملموس ملموساً أكثر، وما هو تقني أكثر قابلية للفهم، وما هو مجرد أكثر تأثيراً.
وهذا هو عمل الركيزة 4، حيث نركز على المهمة الحاسمة المتمثلة في ضمان قدرة الملكية الفكرية على دفع النمو والتنمية في أرجاء العالم. وقد شهد عملنا في هذا المجال تحولات كبيرة بفضلنا سعينا الدؤوب لتحقيق التأثير.
ومن الأمثلة على ذلك عمل أكاديمية الويبو، التي درّبت نحو 000 500 شخص في السنوات الأربع الماضية، لتصبح أكبر مركز في العالم للتعليم والتدريب وتكوين الكفاءات في مجال الملكية الفكرية.
ومنذ إطلاق الخطة الاستراتيجية المتوسطة الأجل، قمنا بإعادة تصميم محفظة دوراتنا، وتجاوزنا نقل المعرفة التقنية للملكية الفكرية، لتشمل أيضاً اكتساب مهارات عملية في مجال الملكية الفكرية.
وخلال هذه الاجتماعات، سوف نطلق خدمة جديدة لتكنولوجيا التعليم في مجال الملكية الفكرية (EdTech)، مصممة لمواصلة تصميم دورات التعلم الإلكتروني في مجال الملكية الفكرية التي تقدمها الأكاديمية، لتناسب مختلف الاقتصادات الوطنية والجماهير. وفي المجمل، استفاد من الأكاديمية 000 230 شخص خلال فترة السنتين، 70% منهم تحت سن 35 عاماً وأكثر من 80% من البلدان النامية.
وإلى جانب التدريب على المهارات العامة، يستمر التعليم والدعم المتخصصان بوتيرة ثابتة. وقد أنشئت 8 معاهد أخرى للتدريب على الملكية الفكرية في العام الماضي، ليصل عدد معاهد التدريب التي تضمها شبكتنا العالمية إلى 19 معهداً. ونعتزم زيادة هذا العدد إلى 35 معهداً في المستقبل.
وتقدم وحدات أخرى أيضاً دعماً متخصصاً لأصحاب المصلحة المحددين، من قبيل معهد الويبو القضائي، الذي وسع نطاق تدريبه لفائدة قضاة الملكية الفكرية من جميع أنحاء العالم، وأنشأ قاعدة بيانات متنامية للسوابق القضائية في قاعدة البيانات WIPO Lex، ويستضيف اجتماعاً سنوياً لقضاة الملكية الفكرية.
ولا يزال الطلب ثابتاً على دعمنا التقليدي في مجال المساعدة التشريعية والسياسية، حيث قدمنا المشورة إلى 36 بلداً في العام الماضي، ولتطوير 25 استراتيجية وطنية للملكية الفكرية والابتكار حول العالم.
وإلى جانب هذه الأشكال الراسخة من الدعم، فإننا نبتكر في مجال المساعدات التنموية بفضل حزم ومقترحات جديدة.
وفيما يتعلق بالحزم، نواصل إعادة تصميم مسارات عملنا لتلبية احتياجات الأعضاء في مراحل مختلفة من التطوير. وتشمل مخرجات الويبو لفائدة أقل البلدان نمواً ومجموعة تدابير الويبو لمساعدة البلدان على الخروج من فئة أقل البلدان نمواً، والمنفذة حالياً في أنغولا ولاوس وسان تومي وبرينسيبي. ولدينا أيضًا مسار جديد لدعم الدول الجزرية الصغيرة النامية والبلدان الأقل نموًا غير الساحلية.
أما فيما يتعلق بالمشاريع، فإننا نواصل تحويل نهجنا تجاه المساعدة الإنمائية. وبينما كانت الويبو تعقد في السابق ندوة أو حلقة عمل واحدة، فإننا نقدم الآن برامج تدريبية وتوجيهية مكثفة تمتد لعدة أشهر، وتقرّب الملكية الفكرية من القاعدة الشعبية وترافق المبتكرين والمبدعين في رحلاتهم. وبما أن 82 من هذه المشاريع قد اكتملت أو هي قيد التنفيذ، اسمحوا لي أن أشارككم بعض الإنجازات التي تحققت في العام الماضي.
أولاً، استفادت نحو 4,000 رائدة أعمال من مشاريع الويبو في عام 2023. ويركز الكثير من هذا العمل على قطاعات أو مجتمعات محددة. وعلى سبيل المثال، دعم مشروعنا الخاص بالشركات الصغيرة والمتوسطة التي تقودها نساء في قطاع الأعمال الزراعية 30 شركة صغيرة ومتوسطة من 25 بلداً في أفريقيا، بينما وصل مشروعنا لرواد الأعمال من المجتمعات الأصلية والمحلية إلى أكثر من 100 امرأة في أكثر من 60 بلداً.
وأُحرز أيضاً تقدم جيد في تنفيذ خطة عمل الويبو بشأن الملكية الفكرية والمسائل الجنسانية، وهي خطة عملنا لتحقيق المساواة بين الجنسين. ولدينا الآن شبكة تضم أكثر من 70 مكتباً للملكية الفكرية تعالج قضايا الملكية الفكرية والمسائل الجنسانية، مما أدى إلى إنشاء قاعدة بيانات جديدة تضم حوالي 200 سياسة ومبادرة قائمة على نوع الجنس من جميع أنحاء العالم. وفي عام 2023، التحقت أكثر من 000 100 امرأة ببرامج أكاديمية الويبو.
ثانياً، لقد أطلقنا للتو استراتيجية الويبو الأولى بشأن تمكين الشباب (IP-YES !)، وهي أول استراتيجية للويبو لتمكين الشباب في مجال الملكية الفكرية. والهدف منها هو توفير إطار واضح ومتماسك يثير الشغف، ويبني المهارات، ويزود الأجيال الشابة، في جميع أنحاء العالم، بالمعرفة والوعي والفرص.
اسمحوا لي أن أقدم مثالاً على نوع العمل الذي نريد إعطائه الأولوية. إننا نعمل في تونس مع وزارة الشباب لتدريب القادة المحليين في مجال تعليم الملكية الفكرية، حتى تتاح لهم المهارات والثقة اللازمة لتعزيز ثقافة الابتكار والإبداع، وبالتالي تحويل مراكز الشباب إلى مراكز للابتكار أيضاَ.
وفي المجمل، استفاد أكثر من 150,000 شاب وشابة من تدريب أكاديمية الويبو في العامين الماضيين. وإلى جانب ذلك، ومن خلال خدمة IP4Youth&Teachers (برنامج الملكية الفكرية للشباب والمعلمين)، قمنا أيضاً بتزويد 2000 معلم بالمعرفة اللازمة لتقديم دروس تركز على الملكية الفكرية. وستزيد استراتيجية IP YES ! من تعزيز هذه الجهود في جميع أنحاء العالم.
ثالثاً، تستفيد الشركات الصغيرة والمتوسطة في أكثر من 80 بلداً من مشاريع الويبو ومبادراتها. ويتضمن ذلك رقماً قياسياً من عيادات إدارة الملكية الفكرية، إذ سيجري تسليم أكثر من 20 عيادة في 30 بلداً هذا العام.
وفي نيجيريا، يُعدّ مشروعنا الجديد IP Labs الخاص بعيادات إدارة الملكية الفكرية، أول برنامج معجّل قائم على الملكية الفكرية لفائدة الشركات الناشئة في البلاد. وفي المرحلة الأولى، قمنا بتوجيه وإرشاد 56 شركة، وتتلقى 21 منها الآن دعماً إضافياً من خلال عيادة محلية لإدارة الملكية الفكرية.
وبالإضافة إلى التدريب، فإننا نقدم الأدوات للشركات الصغيرة والمتوسطة في جميع أنحاء العالم. وإن أداة IP Diagnostics المجانية للويبو قد استُخدمت حوالي 40,000 مرة، مع 20 إصداراً مختلفاً مصمماً لتلبية الاحتياجات المحلية، بما في ذلك أداة مخصصة للمنظمة الأفريقية للملكية الفكرية والتعديلات باللغات الهندية الأربع: الهندية والبنغالية والأوردو والتاميلية.
رابعاً، يستمر دعمنا للجامعات وفيما يتعلق بتسويق البحث والتطوير في التسارع. فقد شهدت شبكتنا العالمية من مراكز دعم الابتكار التكنولوجي أو مراكز دعم التكنولوجيا والابتكار زيادة إلى ما يقارب 1600 مركز في أكثر من 90 بلداً، وقامت بمعالجة نحو مليوني طلب في العام الماضي. كما ساعدنا 600 جامعة على وضع سياسات خاصة بها في مجال الملكية الفكرية، مع توفير التدريب المباشر لموظفين من الجامعات ومعاهد البحوث في بلدان مثل السنغال وزيمبابوي. وساعدنا في وقت سابق من هذا العام في بناء وربط شبكات نقل التكنولوجيا في دول البلطيق.
خامساً. إننا ندعم المجتمعات والمنتجات التقليدية. فنحن نقوم بتوجيه 100 شركة من شركات الحرير والسجاد التقليدي في لاوس وبنغلاديش، وقد بدأنا مرحلة جديدة في مشروعنا الخاص بممارسي الطب التقليدي، إذ قمنا بتوسيع نطاق المشروع الرائد في إثيوبيا إلى تسع بلدان أفريقية أخرى.
وننفذ أيضاً مشاريع لدعم التراث المحلي في شيلي وجورجيا وغانا وكازاخستان وتونغا. وفي الأسبوع الماضي، احتفلنا بتسجيل Madd de Casamance (فواكه كازامانس البرية) كأول مؤشر جغرافي للسنغال.
سادساً وأخيراً، بالنسبة للمبدعين والاقتصاد الإبداعي، أطلقنا منصة CLIP، منصتنا الإلكترونية المجانية لمساعدة الموسيقيين على فهم الملكية الفكرية والبيانات والتكنولوجيا لكسب لقمة العيش. في الأسبوع الماضي، أصبح المحتوى الشامل لـ CLIP متاحاً بجميع لغات الأمم المتحدة الست ويجذب ما يقارب 30,000 مستخدم شهرياً.
وإننا نعمل أيضاً على تكثيف جهودنا لمساعدة الدول الأعضاء على فهم اقتصادها الإبداعي وقياسه، من خلال مشروع تجريبي يجري تنفيذه الآن في الفلبين. واعتمدت 16 منظمة إضافية للإدارة الجماعية، منها 9 من البلدان الأقل نمواً، أداة WIPO Connect كحل معلوماتي خاص بها لإدارة حق المؤلف والحقوق المجاورة.
ويمكنني أيضاً أن أعلن أن خدمة الكتب العالمية، التي يديرها اتحاد الكتب الميسرة لدينا، أصبحت تحوي الآن أكثر من مليون عنوان متاح للتبادل عبر الحدود بموجب معاهدة مراكش. وتُحدث هذه الكتب فرقاً كبيراً بالنسبة للمكفوفين ومعاقي البصر في جميع أنحاء العالم، وتُعد معاهدة مراكش محركاً قوياً لتكافؤ الفرص.
***
وترتكز هذه الجهود على أساسنا العام، ألا وهو السلامة المالية والتنظيمية للويبو. وقد أبلغنا في لجنة البرنامج والميزانية الذي عُقد الشهر الماضي أن 73% من الأهداف قد تحققت بالكامل خلال الثنائية، إذ بلغت الإيرادات 972.2 مليون فرنك سويسري، وقُدّر الفائض بمبلغ 121.5 مليون فرنك سويسري. وسنواصل استخدام نظام الإدارة القائمة على النتائج الذي يضمن استخدام الموارد بما يتماشى مع النتائج والأولويات التنظيمية، وسنواصل أيضاً التأكيد على الكفاءة والإدارة المالية الحكيمة حتى تظل الويبو في وضع مالي جيّد.
وفيما يتعلق بالإيداعات، مثلما هو الحال بالنسبة للعديد من مكاتب الملكية الفكرية، أدت حالات عدم اليقين الاقتصادي، إلى جانب ارتفاع أسعار الفائدة، إلى تراجع حماس الشركات وانخفاض طفيف في إيداعات طلبات الملكية الفكرية بموجب معاهدة البراءات ومدريد العام الماضي، فقد شهدت انخفاضاً بنسبة 1.8% و7% على التوالي. على الرغم من نمو إيداعات لاهاي بنسبة 1%.
وعلى الرغم من أننا واثقون من أن حالات التباطؤ هذه مؤقتة وأن النمو سيعود في النصف الثاني من هذا العام، فإننا نراقب الوضع عن كثب ويمكن للدول الأعضاء أن تطمئن إلى أننا سنتصرف بشكل استباقي لمعالجة الوضع.
وإن جهودنا الرامية إلى تحويل النظام الإيكولوجي العالمي للملكية الفكرية لن تكون ممكنة دون تحويل ثقافة عملنا. نحن ملتزمون بتهيئة بيئة عمل ديناميكية واستباقية ومنفتحة وشفافة، مع أخذ الحوكمة على محمل الجد، وإنشاء قوة عاملة أكثر تنوعاً جغرافياً وجنسانياً.
***
وجميع الأعمال المذكورة أنفاً هي مجرد لمحة عمّا أنجزناه بالكامل، ولكن كما ترون، فهي ذات عمق واتساع لا يصدقان. دعوني أغتنم هذه الفرصة لأشكر نواب المدير العام ومساعدي المدير العام، وكذلك زملائي الكثيرين في الويبو بأكملها، الذين يعملون بجد وشغف لتحقيق كل هذه النتائج لكم، وللتعبير عن امتناننا الجماعي لكم كأعضاء على إرشاداتكم وتوجيهاتكم وشراكتكم ودعمكم في عملنا.
***
الزملاء والأصدقاء الأعزاء
في الختام، إن العمل على تحويل النظام الإيكولوجي العالمي للملكية الفكرية بدأ يؤتي ثماره، ليس فقط في تشكيل معايير جديدة للملكية الفكرية العالمية وجذب انتباه قادة السياسة والمجتمع، ولكن أيضاً من خلال التعمق في هذا المجال والتأثير على حياة عدد أكبر من الناس أكثر من أي وقت مضى.
لكن هذا العمل لم ينته بعد. فمقابل كل سونيا ومارياما تمكّنا من مساعدتها، هناك الملايين ممن ما زالوا غير قادرين على تسويق أفكارهم، وهم متعطشون لاستخدام قوة الملكية الفكرية لتغيير حياتهم والعالم.
لذلك دعونا نواصل، كمجتمع الويبو الواحد، إرساء الممارسات والقواعد والمعايير والسياسات والمشاريع الجيدة، حتى نتمكن معًا من جعل الملكية الفكرية جزءًا من رحلة المبتكرين والمبدعين، وتصبح حافزاً للنمو والتنمية في كل شبر من أرجاء العالم.
مرة أخرى، أشكركم على دعمكم وإرشادكم وتوجيهكم لعملنا كأعضاء، وأتعهد بأن يقدم زملائي في الأمانة الدعم الكامل في المناقشات المقبلة، وأتمنى لكم كل التوفيق في الدورة الخامسة والستين للجمعيات وعساها أن تكون ناجحة ومثمرة.