خطاب المدير العام

جمعيات الدول الأعضاء في الويبو

من 4 إلى 8 أكتوبر 2021

 

سعادة السفير زنيبر، رئيس الجمعية العامة للويبو،

معالي الوزراء، أصحاب السعادة،

المندوبون الموقرون، الأصدقاء والزملاء الأعزاء،

يسرّني عظيم السرور أن أرحب بكم أحر ترحيب في السلسلة الثانية والستين لجمعيات الدول الأعضاء في الويبو.

وأود أن أبدأ بكلمة شكر لحضرتك، سعادة السفير زنيبر، بصفتك رئيس الجمعية العامة للويبو، على توجيهاتك القيمة التي قدمتها في وقت سابق من هذا الأسبوع، وطوال السنة الأولى من اضطلاعي بمنصب المدير العام الجديدـ.

والشكر موصول أيضا لسعادة السفير صبري باش طبجي، الذي ساعدنا، ونحن إدارة جديدة، بقيادته القديرة والسديدة للجنة البرنامج والميزانية على الحظيان بدعم اللجنة للعديد من المقترحات المهمة التي طرحت أمامها والمتصلة ببرنامج المنظمة وعملها.

وأود أيضا أن أغتنم هذه الفرصة لأشكر جميع أعضاء المكاتب المترئسين للجان الويبو والأفرقة العاملة والهيئات الأخرى على حسن قيادتهم وانخراطهم على مدار العام الماضي في ظل ظروف صعبة، والشكر كل الشكر للمنسقين الإقليميين على ما اضطلعوا به من مهام شاقة وجوهرية في تنسيق مجموعاتهم الإقليمية.

وأخيرا وليس آخرا، أودّ أيضاً أن أعرب عن فائق تقديري لكم جميعا الملتحقين بنا عن بعد من جميع أرجاء العالم أو الحاضرين معنا في جنيف. فالدعم الذي تقدمونه من العواصم أساسي كي نحقّق الوقع الفعال على اقتصاداتكم، كما أن تفاعلكم المتواصل مع الويبو، من أماكن بعيدة جدا عن جنيف أحيانا ورغم هذه الأوقات العصيبة، إنما يذكّرنا بأن هذا هو حقا المجتمع العالمي للملكية الفكرية وعائلة الويبو الدولية.

أصحاب السعادة،

نحن وسائر أسرة الأمم المتحدة، أو بالأحرى العالم برمته، عشنا سنة هيمنت عليها جائحة كوفيد-19. فوضعت هذه المنظمة وزملائي العاملين فيها أمام تحديات جديدة وصعبة.

وفضلا عن الاضطرابات في عمل الويبو، نقف معكم حداداً على الأرواح التي خسرناها في هذه الجائحة وما كان لها من أثر مدمر لا يزال متواصلاً على الاقتصادات والمجتمعات في جميع أنحاء العالم.

ولكن بدل أن ندع حزننا الجماعي هذا يثقل كاهلينا، يجب أن نسخره وقوداً يلهب عزمنا الثابت والمشترك في التغلب على هذه الجائحة وإعادة البناء على نحو أفضل.

ولتحقيق ما سبق، يجب أن نتفحص الفرص المتاحة أمامنا ونحسن انتهازها، حتى في خضم عملنا نحو التغلب على الأزمة الحالية.

لا شك أن الجائحة أثرت على حياة الناس وسبل عيشهم، إلا أنها سرّعت أيضا الاتجاهات التي كانت سائدة قبل الجائحة في استخدام الملكية الفكرية والابتكار والإبداع كمحركات للنمو في شتى أنحاء العالم.

فقد بيّن مؤشر الابتكار العالمي للويبو لعام 2021، أن إيداعات الملكية الفكرية، والنفقات في مجال البحث والتطوير، ونشاط رأس المال الاستثماري ارتفعت جميعها عام 2020، رغم أعمق انكماش اقتصادي شهدناه في الأزمنة الحديثة.

وفي الوقت نفسه، نواجه تحديات عالمية تهدد وجودنا ذاته، وتطرح تحدي بقاء لكوكبنا – ألا وهي الجائحة، وتغير المناخ، والنمو غير المتكافئ، وما أُدرج ضمن أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.

وفي هذه الأوقات، لا يمكن للويبو، كما لا يمكننا جميعا، مواصلة العمل وكأن شيئا لم يكن.

في هذه الأوقات، يجب أن نسخر طاقاتنا وننشر خبراتنا لنساعد في التغلب على هذه التحديات العالمية وإرساء أسس النمو المستقبلي.

أصحاب السعادة،

في يونيو، نشرنا خطة استراتيجية متوسطة الأجل جديدة مدتها خمس سنوات، حددنا فيها رؤية الويبو ومهمتها الجديدتين.

ولهذه الخطة الاستراتيجية متوسطة الأجل هدف ذو شقين:

....أولهما تعزيز مجالات القوة التقليدية في الويبو، كمنظمة تقدّم خدمات الملكية الفكرية العالمية وتضمّ المجتمع الدولي للملكية الفكرية.

...وثانيهما هو ضمان أن تكون الملكية الفكرية حافزاً فعالاً في توليد الوظائف والاستثمارات والتنمية الاقتصادية وتعزيز حيوية المجتمعية في جميع الاقتصادات وفي كل منطقة من مناطق العالم.

ولتحقيق الأهداف المذكورة، سنبني عملنا على أربع ركائز استراتيجية، يسندها أساس.

وفي إطار الركيزة الأولى، ستوسع الويبو نطاق استراتيجيتنا الخاصة بالتواصل والتفاعل كي يتسنى لنا التواصل مع الجماهير الجديدة بطرق جديدة.

ويكمن جوهر هذا النهج في جعل الملكية الفكرية ذات صلة وجيهة وملموسة للجميع في كل مكان.

فمن رائدة الأعمال الكينية الشابة نافالايو أوسيمبو أومباتي، التي تستخدم الملكية الفكرية لتوسيع شركتها لتصنيع أحذية الجري (ENDA).

...إلى كيم هانول الذي يقوم بتحويل كمامات الوجه المستعملة إلى علامة أثاث جديدة في جمهورية كوريا.

...وصولا إلى ماريا سانشيز أمونو، أحد أفراد فريق أرجنتيني حصل على براءة لنوع جديد من قرميد الأسقف المصنوع من المواد المعاد تدويرها.

الملكية الفكرية تنهض بحياة الناس والمجتمعات في جميع أنحاء العالم، ومن واجبنا أن ننشر هذه القصص.

وبينما نمضي قدما، سنجد سبلا جديدة للوصول إلى مجموعات مثل الشباب والنساء والشركات الصغيرة والمتوسطة التي كانت غالباً على هامش النظام الإيكولوجي للملكية الفكرية.

وقد ركز اليوم العالمي للملكية الفكرية لهذا العام على موضوع "الشركات الصغيرة والمتوسطة – نقل أفكارك إلى السوق". وكان أنجح يوم للملكية الفكرية في تاريخ الويبو، مع أكبر عدد من المشاركات في جميع أنحاء العالم، وذلك بفضل عملنا سوية مع كل منكم لإيصال رسالة الملكية الفكرية إلى هذا المجتمع الهام، مجتمع الشركات الصغيرة والمتوسطة

وسنواصل عملنا في خدمة الفئات التي تعاني من نقص في الخدمات، وأخبركم أن اليوم العالمي للملكية الفكرية في العام المقبل سيتمحور حول الملكية الفكرية والشباب.

وشدّد الكثير منكم على أهمية الملكية الفكرية والقضايا الجنسانية، وأغتنم هذه الفرصة أن أجدّد دعمنا الكامل لإيجاد السبل الملموسة للإتيان بالشمولية الجنسانية إلى النظام الإيكولوجي للملكية الفكرية.

وفي إطار الركيزة الثانية، ستواصل الويبو الاضطلاع بدور نشط في صياغة القواعد والمعايير العالمية للملكية الفكرية، وتكون المنظّم العالمي لمناقشة قضايا الملكية الفكرية.

ورغم أن هذه الأدوار قد واجهت تحديات خلال الأشهر الاثني عشر الماضية، ستواصل الويبو إيجاد سبل جديدة للجمع بين أطراف المجتمع الدولي بغية التقدّم في جدول الأعمال المعياري، وإذكاء الاحترام للملكية الفكرية، وتبادل وجهات النظر بشأن القضايا الناشئة مثل الملكية الفكرية والتكنولوجيات الحدودية.

وعلى نطاق أعم، ما انفك عدد الدول الأعضاء المنضمة إلى المعاهدات التي تديرها الويبو في الارتفاع، إذ شهد العام الماضي 45 حالة انضمام وتصديق جديدة، فضلا عن 26 حالة انضمام وتصديق خلال النصف الأول من هذا العام.

وتظل معاهدة مراكش، التي توسع إمكانيات التعلم والتعليم لأكثر من 250 مليون شخص من المكفوفين أو معاقي البصر أو ذوي إعاقات أخرى في قراءة المطبوعات، أسرع معاهدات الويبو نمواً.

وفي غضون خمس سنوات فقط، نمت لتشمل 107 بلدان في جميع أنحاء العالم.

وفيما يتعلق بمعاهدة مراكش - وعمل اتحاد الكتب الميسرة للويبو - ليست الإحصاءات محور الاهتمام بل الأشخاص الذين تغيرت حياتهم في جميع أنحاء العالم.

ومعاهدة مراكش مثال قوي آخر على تسخير الملكية الفكرية من أجل دعم الشباب في تعليمهم، وتعزيز المسارات المهنية وتعزيزها، وتوفير فرص الترفيه والتعلم الجديدة.

وقد رفعت الويبو من مستوى مشاركتها مع المنظمات الحكومية الدولية الأخرى خلال الأشهر الاثني عشر الماضية.

ومن خلال تعاوننا الثلاثي المعزز مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة التجارة العالمية، ندعم المجتمعات والاقتصادات للتغلب على الجائحة وإعادة البناء.

وقد كان موقف الويبو ولا يزال واضحا ومتسقاً: فنحن نؤمن بالإنصاف في اللقاحات وأنه لا أمان للفرد ما لم ينعم الجميع بالأمان.

ولكن هدف تحقيق الإنصاف في اللقاحات معقّد ومتعدّد الجوانب.

ولذلك، اجتمعنا نحن، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية والمديرة العامة لمنظمة التجارية العالمية وأنا في شهر يونيو واتفقنا، ثلاثتنا، على تعزيز تعاوننا عن طريق إيجاد حلول متسقة فيما بين الوكالات للتحديات التي تواجهها اقتصاداتنا ويجابهها كل منكم في التغلب على هذه الجائحة.

واتفقنا على تنظيم سلسلة من حلقات العمل التقنية لتكوين الكفاءات والجمع بين خبراتنا في النفاذ والملكية الفكرية والمسائل التجارية في منصة مشتركة للمساعدة التقنية الثلاثية.

وقد عقدت حلقة العمل الثلاثية الأولى بشأن نقل التكنولوجيا وترخيصها في الأسبوع الماضي بمشاركة أكثر من 200 شخص من مختلف أنحاء العالم.

ويعمل هذا التعاون الثلاثي المعزز جنبا إلى جنب مع حزمة الويبو لتدابير الاستجابة لجائحة كوفيد-19، التي سنخصص لها مبلغاً إضافياً قدره 3 ملايين فرنك سويسري خلال الثنائية المقبلة لأغراض دعمكم.

ومن خلال تقديم مساعدة تقنية مكيفة حسب الاحتياجات ودعم تكوين الكفاءات، بما في ذلك المسائل الحيوية مثل نقل التكنولوجيا، تزيد الويبو من حجم التدابير التي تتخذها على جميع الجبهات لدعم أعضائها على احتواء أثر جائحة كوفيد-19 وإعادة البناء على نحو أفضل.

وفي إطار الركيزة الثالثة، سنعمل على تعزيز تقديم خدمات الملكية الفكرية ومعارفها وبياناتها العالمية.

ورغم التحديات التي طرحتها الجائحة، نمت إيداعات معاهدة البراءات في العام الماضي بنسبة 4 في المائة تقريبا، مع انخفاض طفيف في إيداعات نظامي مدريد ولاهاي.

وهذا العام، ارتفعت إيداعات طلبات معاهدة البراءات بنسبة 2 في المائة إضافية خلال الأشهر الستة الأولى. وقد شهدنا انتعاشا قويا في إيداعات نظامي مدريد ولاهاي بنسبة 18 في المائة و10 في المائة على التوالي، سنوياً.

وستواصل الويبو تحديث ما تقدمه من خدمات يستخدمها المبتكرون والمبدعون، مع تركيز والتواصل مع زبائننا على نطاق أوسع، حتى نتمكن من خدمتهم بفعالية أعلى.

وسندعم أيضا تطوير التقارير الرئيسية مثل مؤشر الابتكار العالمي، وكذلك منصتي WIPO GREEN وWIPO Re: Search اللتين تساعدان في مواجهة التحديات العالمية وإحراز التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وفي إطار الركيزة الرابعة، ستنظر أجندة الويبو للتنمية في كيفية الانتقال إلى نموذج قائم على الأثر، عوضا عن النموذج القائم على الأنشطة فقط. ولن نقوم بذلك في إطار نهج واحد يناسب الجميع، ولكن بتخصيص هذا النموذج ليتناسب مع الظروف الفريدة لكل دولة من الدول الأعضاء.

فطموحنا هو تمكين جميع البلدان، ولا سيما البلدان النامية والبلدان الأقل نموا، من استخدام الملكية الفكرية كأداة فعالة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. 

وكأحد الأمثلة على هذا النهج، أود أن أتكلم بإيجاز عن برنامج الويبو لرائدات الأعمال والملكية الفكرية في البلدان الأقل نموا.

فبفضل التعاون الوثيق مع إحدى المنظمات غير الحكومية في أوغندا، التي أسسها مؤخرا خريج لمشروع سابق للويبو، بدأ البرنامج بتقديم التوجيه إلى مجموعة من رائدات الأعمال بشأن ما يمكن للملكية الفكرية أن تقدمه لمساعدة أعمالهن التجارية على النمو.

وبدعم من الويبو، وضعت خطط عمل فردية لكل واحدة من أعضاء المجموعة، مع التركيز على قضايا مثل تسجيل الشركات وإيداع العلامات التجارية.

وكارولين ماتوفو هي إحدى رائدات الأعمال اللاتي ندعمهنّ. 

وقد ابتكرت كارولين سائل تنظيف (تريون) صنعته في حديقة منزلها وأصبح يستخدم في المستشفيات والمتاجر الكبرى والمدارس للمحافظة على الأسطح نظيفة وحماية الصحة العامة في خضم مكافحة أوغندا للجائحة.

وبدل النشاط المعتاد مثل عقد ندوة أو ورشة قصيرة تدوم بضعة أيام، فإن علاقتنا مع المنظمة غير الحكومية في البلد تمكننا من تقديم المزيد من الدعم الملموس على أرض الواقع لفائدة هؤلاء المقاولين على مدى أسابيع وأشهر. 

وقد تمكنت كارولين سريعا من إنشاء علامة تجارية قوية حظيت بثقة الناس. وبفضل مشاركتها في البرنامج، تسعى كارولين في الوقت الراهن للحصول على علامة تجارية لتعزيز جودة منتجها، وتحصيل الدعم اللازم في رحلة نقل علامتها لجميع أنحاء البلاد والعالم.

وفي الشهر الماضي، بدأنا مشروعا مماثلا في السودان، ونحن بصدد توسيع هذا المشروع ليشمل بلدانا أخرى أيضا.

وتكمن قوة هذا النهج في أنه يحول الملكية الفكرية إلى دافع واضح لنمو الشركات، يسمح للمبتكرين والمبدعين من أي مكان بفهم أهمية الملكية الفكرية كأداة قوية لتحقيق آمالهم وتطلعاتهم.

وأساس الركائز الأربعة وكل أوجه هذا العمل هم الأفراد الاستثنائيون الذين يكوّنون الويبو.

فمرارا وتكرارا أثبت موظفو هذه المنظمة أنهم أهل لمواجهة التحديات التي برزت خلال الأشهر الاثني عشر الماضية.

وأتوجّه بالشكر والامتنان للزملاء والزميلات في المنظمة على مهنيّتهم وتفانيهم وصبرهم الدؤوب الذي مكّن الويبو من التكيّف مع طريقة مختلفة في العمل والحرص في الوقت ذاته على تحقيق النتائج التي تنتظرونها أنتم الدول الأعضاء من طرفنا.

ويمكننا رغم ذلك أن نزيد هذا الأساس قوةً ومتانةً.

ومن خلال استراتيجيتنا الجديدة للموارد البشرية أجرينا تقييما في غاية الموضوعية لكيفية تطور الثقافة التنظيمية للويبو، وكيفية التزامنا بتعزيز ثقافة منفتحة وتعاونية وشاملة - ثقافة تناسب منظمة تتجلّى رسالتها في دعم المبتكرين والمبدعين في جميع أنحاء العالم.

وسيظل التنوع هدفا مهما لمنظمتنا، وأرى أنه مصدر قوة سيتيح لنا التواصل على نحو أفضل مع جميع المناطق في العالم.

ورغم أن جائحة كوفيد-19 لا تزال تؤثر في الاقتصادات العالمية، يسرّني أن أبلغكم بأن الويبو قد حافظت على وضع مالي سليم خلال الأشهر الاثني عشر الماضية. وقد بلغ فائض المنظمة في السنة الماضية أعلى مستوى في تاريخ المنظمة.

ولكن، ومع استمرار حالة عدم اليقين في الاقتصاد العالمي، لا يمكننا أن نعتبر سلامة الوضع المالي من المسلّمات.

وعلاوة على ذلك، نحن مدينون للأعضاء بضمان مواصلة استخدام مواردنا بروح من المسؤولية والكفاءة والحكمة، بما يمكّننا من الاستثمار في مستقبل البنى التحتية والمهارات.

وإن جمعنا ما سبق مع الإدارة القوية التي ستعتمد على أفضل الممارسات داخل أسرة الأمم المتحدة وخارجها، فإننا سندير المنظمة ونسيرها بكفاءة وفعالية ونشاط.

أصحاب السعادة،

كما هو الحال دائماً، ينتظركم جدول أعمال حافل جداً في هذا الأسبوع.

إذ ستتخذون، بتوجيه حكيم من رئيس دورتنا، عددا من القرارات المهمة للمنظمة، بما في ذلك بشأن برنامج العمل والميزانية وخطط عمل اللجان والأفرقة العاملة خلال العام المقبل.

وأودّ أن أذكر أيضا بالأهمية الكبرى التي تعلّقها الويبو على التعدّدية اللغوية كإحدى القيم الجوهرية لمنظومة الأمم المتحدة.

وترى إدارتنا أن التعدّدية اللغوية وثيقة الصلة بالجهود المبذولة على نطاق أوسع في إشراك جمهور أوسع في العمل المهم الذي ننجزه هنا في الويبو. إن التعدّدية اللغوية تساعد في تيسير العمل المتعدد الأطراف ونحن سعداء إذ تمت التوصية بالموافقة على السياسة المنقحة للغات.

زملائي، زميلاتي، أصدقائي الأعزاء،

ها نحن نجتمع مجدداً في ظل أكبر تحدٍ واجهته البشرية في الأزمنة الحديثة - وهو منعرج سيحدد مستقبلنا الجماعي ومستقبل الأجيال القادمة.

ومع أن الطريق قدما لن يكون هيّناً، سنتغلب بفضل الابتكار والإبداع على هذه الجائحة وسنعيد البناء بطريقة عادلة وشاملة ومستدامة.

لكن لا بدّ من تغذية الابتكار والإبداع بحرص ومهارة حتى يساهما فعليا في تحقيق الوقع المنشود.

فإن فعلنا ذلك على نحو صحيح، سيكون مستقبلنا مستقبلا يستخدم فيه كل عضو في الويبو الملكية الفكرية كأداة قوية لخلق فرص العمل واستقطاب الاستثمار وتوسيع الشركات وفي النهاية تنمية الاقتصادات والمجتمعات.

وهكذا، بفضل دعمكم الراسخ وتشجيعكم الفعال ومشاركتكم القوية، كلّي ثقة بأننا سنحقّق هذا التغيير، وسنحقّق معاً نظرتنا لعالم يحظى فيه الإبداع والابتكار من كل مكان بدعم الملكية الفكرية لما يأتي بالخير للجميع.

وشكرا.