أما هي الاقتصادات التي تتصدر مؤشر الأمم المتحدة لتنمية الحكومة الإلكترونية؟

تواجه الحكومات في جميع أنحاء العالم العديد من التحديات في سعيها لتقديم خدمات فعالة وناجعة ومنصفة للمواطنين في العصر الرقمي.

ويستخدم مؤشر الويبو العالمي للابتكار بيانات الحكومة الإلكترونية التي تعدها إدارة الأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية لتقييم أداء الابتكار في الاقتصادات - وفي هذه الحالة الحكومات - في مجال استيعاب تكنولوجيا المعلومات وتأثيرها.

وقد أبرزت جائحة كوفيد-19 أهمية مبادرات الحكومة الإلكترونية، حيث كان على الحكومات التكيف بسرعة مع الطرائق الجديدة لتقديم الخدمات إلى المواطنين. وتوجد العديد من الاتجاهات والتحديات العالمية التي تحتاج الحكومات إلى معالجتها إذا أرادت مواكبة العصر الرقمي بنجاح:

الدانمرك وفنلندا وجمهورية كوريا ونيوزيلندا وآيسلندا تتصدر مؤشر الحكومة الإلكترونية

وفقاً للبيانات المستمدة من استقصاء الأمم المتحدة بشأن الحكومة الإلكترونية والمستخدمة في مؤشر الابتكار العالمي، تتصدر الدانمرك وفنلندا وجمهورية كوريا ونيوزيلندا وآيسلندا والسويد وأستراليا وإستونيا وهولندا والولايات المتحدة قائمة أفضل 10 بلدان في مجال الحكومة الإلكترونية في عام 2022. وتتسم تلك البلدان الأولى في مجال الحكومة الإلكترونية بعدة عوامل مشتركة للنجاح. وتشمل تلك العوامل الالتزام بالابتكار الرقمي مع خطة واضحة لتحقيق النضج الرقمي على مستوى الوكالات الحكومية والأطراف المعنية، والتركيز على إمكانية الوصول والشمولية، وإشراك المواطنين وتقديم الخدمات (مثل الهوية الرقمية، وصندوق البريد الرقمي، والخدمات الضريبية عبر الإنترنت، وما إلى ذلك)، والتركيز على الأمن السيبراني وخصوصية البيانات. وفضلاً عن ذلك، تساعد ثقافة التعاون وتبادل المعرفة بين الوكالات الحكومية والأطراف المعنية على تحقيق تحسينات مستمرة في الحكومة الإلكترونية.

تعرفوا على الفائزين الإقليميين في تصنيف تطوير الحكومة الإلكترونية

تماشياً مع تصنيف البلدان في مؤشر الابتكار العالمي^[1]، يوضح الرسم البياني التالي خريطة لأفضل الفائزين الإقليميين في مجال الحكومة الإلكترونية. إلى جانب أمريكا الشمالية وأوروبا، فإن المناطق الثلاث الأولى هي غرب أفريقيا وآسيا الوسطى وأمريكا اللاتينية، إذ شهدت البلدان التالية تحديداً أداء جيداً: الإمارات العربية المتحدة (المرتبة 13 من أصل 193 بلداً) وإسرائيل (المرتبة 16) وكازاخستان (المرتبة 28) وأوروغواي (المرتبة 35) وشيلي (المرتبة 36). وفي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، تحتل جنوب أفريقيا (المرتبة 65) الصدارة.

اكتسبت الحكومة الإلكترونية زخماً من جراء الجمود الوبائي، ولكن التقدم العالمي غير متساوٍ داخل المناطق وفيما بينها: البلدان المرتفعة الدخل في الصدارة، ومنطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى لا تزال متخلفة عن الركب

شهد تطوير الحكومة الإلكترونية تحسناً على المستوى العالمي بين عامَي 2018 و2022، ولا سيما عند مقارنة البيانات قبل الجائحة وفي أثنائها وحتى اليوم. ومع ذلك، لم يتحقق التحول الرقمي الشامل في القطاع العام بالكامل بعد، إذ تركز معظم التقدم في السنوات الماضية على تقديم الخدمات في ظل جائحة كوفيد-19، ولكنه ركز في الغالب على خدمات الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية بدلاً من تحديث هياكل تكنولوجيا المعلومات الأوسع ومعالجة نقص إمكانية الاتصال.

وكما يتضح من التصنيفات، توجد اختلافات صارخة "1" داخل المناطق، "2" وفيما بين المناطق. وبإمعان النظر في الاختلافات بين المناطق الإقليمية، كما هو الحال في وسط وجنوب آسيا، لدينا بعض القادة الأقوياء، حيث أظهرت الحكومات إرادة سياسية واستثمارات واضحة، مثل كازاخستان، وكذلك بلدان أخرى مثل أفغانستان وباكستان تحتل المراتب الدنيا.

ومن بين 48 بلداً في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، تحتل الغالبية العظمى (44 بلداً) مرتبة متدنية تتراوح بين 106 و193. والاستثناءات هي جنوب أفريقيا (المرتبة 65) وموريشيوس (المرتبة 75) وسيشيل (المرتبة 85). وقد تمكَّن البلدان الأخيران من احتلال مرتبة أعلى بفضل مزاياهما الفريدة بوصفهما من الدول الجزرية الصغيرة ذات البيئات السياسية المستقرة، مما سمح لهما بالاستثمار في مبادرات الحكومة الإلكترونية.

ولا تزال تحديات القدرة على تحمل التكاليف والوصول والقدرة (مثل الدراية الرقمية) قائمة. وبدون اعتماد تدابير هادفة ومنهجية لمساعدة البلدان المنخفضة الدخل والشريحة الدنيا من البلدان المتوسطة الدخل، سيؤدي التحول الرقمي إلى توسيع أوجه عدم المساواة فيما بين البلدان والمناطق وداخلها (التفاوتات بين الريف والحضر). ولضمان نجاح خطة "عدم تخلف أحد عن الركب"، من المهم التفكير في كيفية استخدام البيانات والتصميم والتنفيذ. ويشمل ذلك جمع البيانات التي تسترشد باحتياجات الفئات الضعيفة، وإشراك الناس في عملية التصميم، واستخدام أساليب مبتكرة لضمان الوصول إلى من تخلفوا عن الركب. وينبغي أن تكون هذه النهوج متكيفة مع سياق كل مجموعة وأن تقيَّم بانتظام للتأكد من فعاليتها.

معلومات أساسية

يتضمن مؤشر الابتكار العالمي ركيزة بشأن البنية التحتية، مع ركيزة فرعية واحدة بشأن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومؤشرين بشأن 3.1.3 الخدمات الحكومية الإلكترونية و3.1.4 المشاركة الإلكترونية. وقد استُمدت هذه البيانات من استقصاء الأمم المتحدة بشأن الحكومة الإلكترونية لعام 2022 الذي أعدته شعبة المؤسسات العامة والحكومة الرقمية (شعبة الإدارة العامة وإدارة التنمية سابقاً) التابعة لإدارة الأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية. تنزيل مجموعة بيانات الحكومة الإلكترونية.