اليوم العالمي للملكية الفكرية – 26 أبريل 2013

يوم 26 أبريل هو اليوم العالمي للملكية الفكرية. وشعار هذا العام هو الإبداع – الجيل القادم.

الإبداع قاسم مشترك للبشرية جمعاء.

مَهما كنّا وحيثما أقمنا ومهما كانت ظروفنا، لدينا جميعا القدرة على الإبداع. وبفضل هذه القدرة البشرية على الإبداع والاختراع تتحسن معيشتنا بكلّ أسبابها: في الرعاية الصحية وفي النقل، في الاتصالات وفي الترفيه. وغاية الملكية الفكرية أن تنهض بالظروف التي تساعد تلك القدرة الإبداعية والابتكارية على التفتق في العالم قاطبةً.

وقد تغيّرت طرق الإبداع التي تعبّر بها الإنسانية عن نفسها تغيرا جذريا في السنوات الثلاثين الفائتة. وأخذ الناس يبدعون بطرق عجيبة غريبة أكثر من أي وقت مضى. فها نحن نشهد انتشار المحتويات الشبكية وغفور الأفراد يلتقون – من خلال العمل الجماعي ومنابر الإبداع المفتوحة مثلا – للمشاركة في أعمال الإبداع المشترك. وهذا التعاون الإبداعي إنما يحمل فرصاسانحة للبشرية.

فبمَ سيأتي الجيل القادم؟

ولئن كان من الصعب التنبؤ بالمستقبل، فما نعرفه عن يقين هو أن سرعة التغير قد تزايدت على مدى الأجيال القليلة المنصرمة. وأصبحت بين أيدينا اليوم طائفة واسعة من التكنولوجيات القادرة على تغيير طريقة عيشنا بالكامل. وهذا التغيير آت بسرعة فائقة. والجيل القادم سيصبح حاضرا غدا لا بعد غدٍ.

وعلى سبيل المثال، فقد تنقلب حياتنا نتيجة التطورات المقبلة في علوم الحياة. وقد أخذت تكنولوجيا المعلومات وعلم الأحياء الجزيئي وطبّ التجديد بل التقنيات من مثيل الطباعة المجسمة تجتمع كلها في علوم الحياة وحولها لتستنبط مقدَّرات رائعة.

وفي اليوم العالمي للملكية الفكرية، نحث الجميع على التأمل في دور الملكية الفكرية في عالمنا المتغير. وإني على قناعة بأن في الملكية الفكرية شيئا من العبقرية. فهي التي تشعل حافزا فريدا من نوعه للاستثمار في البحث والتطوير وفي الابتكار وفي الإبداع والإنتاج الثقافي.

وكيف لها ذلك؟ لها ذلك لأنها تقيم آلية للبيع والشراء ومشاطرة النفاذ إلى الفوائد المتأتية من الابتكار والإبداع الثقافي. والتحدي الذي نواجهه هنا هو أن نضمن العدل والتوازن في شروط النفاذ فتنتشر الفوائد وتستنهض عالما يعمّ فيه الحراك والنشاط الإبداعي وينمو فيه الجيل القادم.

لدى الشباب من الخيال الخصب ما يفوق الذي يكون عند المسنين. والشباب هم المستقبل. إذن أوجه رسالتي إلى الشباب في اليوم العالمي للملكية الفكرية: امضوا في الإبداع واستمروا في الابتكار ومحّصوا في الدور الذي ينبغي للملكية الفكرية أن تضطلع به في التدبير الاجتماعي للنشاط الإبداعي والابتكاري في المستقبل.