نحتفل كل عام باليوم العالمي للملكية الفكرية في 26 أبريل وهي فرصة لمناقشة دور الملكية الفكرية وعلاقتها بالابتكار والإبداع. وشعارنا هذا العام هو الأفلام: هواية عالمية.

فيديو:YouTube | Video

وكانت الأفلام ولا تزال تستقطب جمهورا عالميا. فمنذ الأفلام الأولى من السينما الصامتة ما فتئت تشاهَد في العالم بأسره بعيون منبهرة وبهواية مفعمة. وشهدنا مؤخرا نشأة الجمهور العالمي وأيضا الإنتاج العالمي. فبعدما كانت هوليود تهيمن على عالم الأفلام بلا منازع، إذا بنا نرى اليوم صناعة الأفلام تزدهر عبر العالم، مثل بوليود في الهند ونوليود في نيجيريا، كما في إسكندينافيا أو شمال أفريقيا والصين وسائر بقاع آسيا. إن الأفلام حقاًّ هواية عالمية.

والأفلام هي أيضا إنتاج مباشر من الملكية الفكرية. انظر كيف تصنع الأفلام. تبدأ أولا بالسيناريو، وهو الملكية الفكرية لصاحبه المؤلف أو كاتب السيناريو. ثم هناك الممثلون، وأداؤهم هو ملكهم الفكري. ثم الموسيقى، وفيها الملكية الفكرية التي تعود للملحنين والعازفين. ويساهم الكثير في إعداد الفيلم كي نستطيع نحن أن نشاهده كأداء واحد ٍكاملٍ مكتمل كالنسيج المغزول من خيوط الملكية الفكرية المتعددة. تسري الملكية الفكرية في كل جوانب صناعة الأفلام.

(صور: WIPO).

ويساهم الكثير في إعداد الفيلم كي نستطيع نحن أن نشاهده كأداء واحد ٍكاملٍ مكتمل كالنسيج المغزول من خيوط الملكية الفكرية المتعددة.

WIPO Director General Francis Gurry

وكل أولئك الذين يساهمون في صناعة الأفلام وتوزيعها يتمتعون بالحماية في إطار قانوني دولي. وتعود نشأة النظام إلى اتفاقية برن التي أبرمت في القرن التاسع عشر. وإلى جانب الدول الأعضاء في المنظمة، تحرص الويبو على أن يظل هذا الإطار القانوني الدولي يواكب العالم المتغير ويستمر في خدمة الغرض الأساسي منه، ألا وهو تسخير الملكية الفكرية لخدمة الابتكار والإبداع. ومؤخراً، أضفنا معاهدة جديدة هي معاهدة بيجين لحماية الأداء السمعي البصري من أجل حماية أداء الفنانين.

وهذا العام، في اليوم العالمي للملكية الفكرية، أدعو كلّ عشاق الأفلام من كل مكان، وأنتم تشاهدون فيلما أن تتذكروا كل المبدعين والمبتكرين الذين أدلوا بدلوهم في إعداد الفيلم. بل وأحثّكم أيضا على التفكير في التحدي الرقمي الذي أتت به الإنترنت إلى عالم الأفلام. وإنها في معتقدي مسؤولية على عاتق المسؤولين كما هي على عاتق كل واحد منّا بأن نفكر في هذا التحدي وأن نتساءل: كيف نستفيد من هذه الفرص الرائعة لتعميم الثقافة وإتاحة المصنفات الإبداعية بنقرة زرّ واحدة، ونحرص في الوقت ذاته على أن يبدع المبدعون كما يبدعون ويكسبوا عيشهم كما يكسبون ويعدّوا الأفلام كي نثري بها حياتنا؟