يمكن لأي شخص أن يصبح مبدعاً بفضل التكنولوجيا الرقمية. فيكفيه أن يحصل على اتصال بالإنترنت وكاميرا وبرمجية لتعديل الفيديوهات وأن يتمتع قبل ذلك كله بالكثير من الإبداع والعشق – هذه هي المكونات الرئيسية لمهنة المبدعين السمعيين البصريين الذين بدأوا مسيرتهم المهنية على الإنترنت وجذبوا الملايين من المعجبين من شتى أنحاء العالم.

ولعل موقع يوتيوب الذي يتمتع بمليارات المستخدمين قد أثبت مكانته كمنهل لإبداع العديد من العاملين في صناعة الأفلام والموسيقى والتمثيل الكوميدي. وقد يقول البعض اليوم إن موقع يوتيوب هو مولد نجوم الغد لا التلفاز. وكشف استبيان أجرته مجلة Variety في عام 2014 أن نجوم يوتيوب أكثر جاذبية وروعة وأقرب إلى الجماهير من أقرانهم في وسائل الإعلام "التقليدية".

تعرف على خمسة مبدعين استفادوا من إمكانات يوتيوب لتحقيق الشهرة:

فرقة البوب "5 سيكوندس أوف سمر" (hemmo1996)

بدأت فرقة البوب الأسترالية "5 سيكوندس أوف سمر" على موقع يوتيوب بنشر فيديوهات أعادت فيها أداء أغاني فنانين مثل مايك بوسنر وكريس براون؛ وجذب أداؤها سريعاً عشرات الآلاف من المشاهدين. ولم تخفَ الشهرة الافتراضية للوك هيمينجز (الذي نشرت الفيديوهات على قناته)، وكالوم هود، وأشتون إيروين، ومايكل كليفورد، عن أعين شركات الإنتاج والتوزيع الموسيقية الكبرى، ما مكن هذه الفرقة من إصدار أول أغنية لها عبر الوسائل التقليدية بعنوان "Unplugged" التي أصبحت بعدئذ من بين أول خمس أغاني مستمعة على آي تيونز في أستراليا. وشاركت هذه الفرقة في جولة عالمية مع فرقة صبيان البوب "وان دايريكشون" ما ساعدها على الاشتهار على الصعيد الدولي وإصدار أول أغنية لها وألبوم لدى شركة إنتاج كبرى في عام 2014 قبل أن تقوم بجولة في أوروبا وأمريكا الشمالية. وتحظى فرقة 5 سيكوندس أوف سمر اليوم بمتابعة نحو مليونَي مشترك على يوتيوب وتعدُّ مثالاً حياً للموسيقيين الذين بدأوا مسيرتهم المهنية على يوتيوب.

5 سيكوندس أوف سمر (الصورة: فليكر/إيفا رينالدي)

ليلي سينغ، الممثلة الكوميدية والمتحدثة التحفيزية (IISuperwomanII)

كانت ليلي سينغ تعاني من الاكتئاب وتبحث عن وسيلة للتعبير عن نفسها، فبدأت برفع فيديوهات على يوتيوب للترويح عن مشاعرها. وتنشر سينغ على قناتها "IISuperwomanII" مشاهد ساخرة للحياة اليومية أساسها تراثها البنجابي. وإن سينغ التي جذبت أصالتها وحماسها أكثر من 8 ملايين مشترك حتى اليوم، هي أيضاً متحدثة تحفيزية وكوميدية ارتجالية ومغنية راب.

وفي عام 2015، شرعت سينغ في جولة حول العالم لتقديم عرضها "رحلة الى جزيرة اليونيكورن" المستمدة أحداثها من محتويات قناتها على يوتيوب. وأصدرت مؤخراً أول فيلم طويل لها وهو فيلم وثائقي عن جولتها حول العالم في 25 بلداً منها أستراليا والهند وسنغافورة والمملكة المتحدة.

ليلي سينغ (الصورة: فليكر/غيج سكيدمور)

ليندسي ستيرلينغ، عازفة الكمان الراقصة (lindseystomp)

أغرمت ليندسي ستيرلنغ بالرقص والموسيقى منذ الصغر فبدأت رحلتها الموسيقية كعازفة كمان. وشاركت في البرنامج التلفازي "America’s Got Talent" في عام 2010 حيث قدمت أداء "عازفة هيب هوب" رقصت خلاله وهي تعزف الكمان. ولفت عرضها انتباه المصور الأمريكي وناشر الفيديوهات على يوتيوب ديفين غراهام الذي أنتجت معه فيديو لأغنيتها "Spontaneous Me".

وشرعت ليندسي ستيرلنغ منذئذ في نشر فيديوهات موسيقية بانتظام على قناتها على موقع يوتيوب لبناء قاعدة المعجبين وإثرائها حتى تجاوزت 8 ملايين مشترك. وأصدرت ليندسي ستيرلنغ منذ بداية مسيرتها على يوتيوب عدة ألبومات وقامت بجولة حول العالم وأصدرت مؤخراً كتاباً عن سيرتها الذاتية.

ليندسي ستيرلينغ (صور: lindseystirling.com/بريت ويست)

جيرمان غارمنديا، الكوميدي (HolaSoyGerman)

كان جيرمان غارمنديا تعيساً ذات يوم ففتح حاسوبه المحمول وسجل مونولوجاً فكاهياً مدته دقيقتان نشره على يوتيوب باسم "مواقف من الحياة اليومية" ("Las cosas obvias de la vida"). وتشجع بفضل مئات المشاهدين وطلبات نشر فيديوهات أخرى، فقرر رفع فيديوهات فكاهية جديدة عن مواقف الحياة اليومية التي يتعرض لها الجميع.

وشهدت فيديوهاته انتشاراً واسعاً على الإنترنت حتى جذبت ملايين المشاهدين حتى بدأ غارمنديا يرفع مقطعاً مصوراً يوم الجمعة من كل أسبوع. وأصبح غارمنديا أشهر شخصية على يوتيوب في العالم الإسباني حتى بات يكسب عيشه من الفيديوهات وعلامته الشخصية. وأصدر في بداية عام 2016 أول كتاب له بعنوان "Chupa el perro"، ويقوم حالياً بجولة في أمريكا اللاتينية.

جيرمان غارمنديا (الصورة: فليكر/Foto TVN)

وونغ فو للإنتاج (WongFuProductions)

أقبل فيليب وانغ ووسيلي شان وتيد فو، أثناء دراستهم الجامعية، على إنتاج الفيديوهات القصيرة في إطار الواجبات الدراسية. ثم قرروا إصدار فيديو موسيقي يقوم على أغنية جاستين تيمبرليك "Señorita". وانتشر هذا الفيديو انتشاراً واسعاً بين زملائهم حتى قرروا تأسيس شركة وونغ فو للإنتاج.

وقرر الأصدقاء الثلاثة بعد تخرجهم من الجامعة أن يؤسسوا شركتهم الخاصة لإنتاج الأفلام القصيرة والمشاهد ومدونات الفيديو على يوتيوب ومنصات أخرى. وجذبوا حتى الآن أكثر من 2.5 مليون مشترك، ونوعوا أعمالهم بحيث أصبحت الشركة تنتج ملابس ولعب البلش وحفلات موسيقية.

وونغ فو للإنتاج (الصورة: شركة وونغ فو للإنتاج)