النظام الدولي للعلامات التجارية والرياضة

حقوق العلامات التجارية هي الأساس الذي تبني عليه العلامات التجارية الرياضية سمعتها وقيمتها التجارية، ففي كل يوم يصادف المستهلكون - بما في ذلك عشاق الرياضة - علامات تجارية، سواء في مركز للتسوق أو في حدث رياضي أو على أجهزتهم المحمولة.

والعلامة التجارية هي علامة تمكن من التمييز بين السلع أو الخدمات الخاصة بمؤسسة ما وتلك الخاصة بالمؤسسات الأخرى. وتُحمى هذه العلامات بموجب حقوق الملكية الفكرية.

وتمكن العلامات التجارية المستهلكين من انتقاء وشراء منتجات من اختيارهم وهم على ثقة من أن السلع التي تحمل علامة معينة لديها الجودة والأداء.

ويمكن حماية العلامات التجارية - حق الملكية الفكرية الوحيد القابل للتجديد طالما يجري استخدامه في سياق تجاري - من خلال إيداع طلب لتسجيلها لدى مكتب العلامات التجارية الوطني أو الإقليمي ودفع الرسوم المطلوبة. ويمكن أيضًا حماية العلامة التجارية دوليًا إما عن طريق إيداع طلب لدى مكتب العلامات التجارية في كل بلد تُطلب فيه الحماية، أو عن طريق إيداع طلب من خلال نظام مدريد في الويبو.

ويمنح تسجيل العلامة التجارية حقًا استئثاريا في استخدام العلامة التجارية المسجلة. وهذا يعني أن صاحب العلامة التجارية يمكنه استخدامها أو يمكنه ترخيص استخدامها لشخص آخر مقابل الدفع عن ذلك. ويمنح تسجيل العلامة التجارية اليقين القانوني ويعزز موقف صاحب العلامة التجارية في حالة التقاضي. وتعد هذه العلامات التجارية حقوقا خاصة وتتولى المحاكم إنفاذ حمايتها.

وقد تتشكل العلامة التجارية من كلمات وحروف وأرقام ورسومات ورموز. وقد تتشكل أيضًا من سمات ثلاثية الأبعاد من قبيل شكل السلع وتغليفها، أو إشارات غير مرئية مثل الأصوات أو الروائح أو ظلال الألوان المستخدمة باعتبارها سمات مميزة.

ويمثل نظام مدريد للتسجيل الدولي للعلامات حلا مناسبا وفعالا من حيث التكلفة لتسجيل وإدارة العلامات التجارية في جميع أنحاء العالم، إذ يقوم المستخدمون ببساطة بإيداع طلب واحد ودفع مجموعة واحدة من الرسوم للحصول على الحماية في نحو 120 دولة. ومن ثم يمكنهم تعديل أو تجديد أو توسيع محفظة علاماتهم التجارية العالمية من خلال نظام مركزي.

وفي عام 2018، مر أكثر من 61000 طلب للعلامات التجارية الدولية عبر نظام مدريد، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 6.4 في المائة عن العام السابق.

توليد القيمة باستخدام العلامات التجارية

بحماية الشركات لحقوق علاماتها التجارية وابتكار وسومها، بما في ذلك الشركات المصنعة للسلع الرياضية ومنظمي الأحداث الرياضية والفرق الرياضية وغير ذلك، فإنها تتميز عن منافسيها ويمكنها تكوين سمعة دائمة.

وتعتبر العلامات التجارية أدوات تسويقية لا غنى عنها. وفي عالم الرياضة، يتيح استخدامها الاستراتيجي فرصًا تجارية كبيرة لتوليد الدخل.

عقود الرعاية

يرتبط عشاق الرياضة بعلاقة عاطفية عميقة مع الفرق والبطولات والمسابقات التي يتبعونها. فعلى سبيل المثال، تعمل الأندية الرياضية مثل ماشستر يونايتد على استغلال علامتها التجارية وولاء معجبيها لزيادة إيرادات النادي وربحيته من خلال صفقات الرعاية ووسائل الإعلام الرقمية الجديدة وفرص المحتوى. وقد استفاد النادي من عام 2015 إلى عام 2017 بمعدل نمو سنوي مركب بلغ 4.6 في المائة في إيرادات الرعاية.

وتستند عقود الرعاية الرياضية إلى حقوق العلامات التجارية ويمكن أن تجلب أرباحا خيالية. وإدراكًا لجاذبية الرياضة وقوتها العالمية كمنصة للتسويق، فإن الشركات في العديد من القطاعات تتوجه نحوها لنشر الوعي بمنتجاتها بين صفوف المستهلكين وزيادة المبيعات. وكمثال على ذلك، برنامج الشركاء الأولمبي (TOP)، الذي ينعت بأنه "واحد من أكثر منصات التسويق الدولية فعالية في العالم". ووفقًا للجنة الأولمبية الدولية (IOC)، تحقق الشركات المشاركة في برنامج الشركاء الأولمبي أكثر من 40 في المائة من إيرادات الألعاب الأولمبية وتضمن حصول منظمي الألعاب الأولمبية على الخدمات والمنتجات التقنية اللازمة لضمان سيرهم بسلاسة. وبموجب هذا البرنامج، يكتسب كل شريك أوليمبي عالمي "حقوقًا وفرصًا تسويقية عالمية استثارية ضمن فئة معينة من المنتجات أو الخدمات". وتوزع الإيرادات المتولدة عن برامج التسويق الأولمبية "في جميع أنحاء الحركة الأولمبية بأكملها" لتعزيز تنمية الرياضة بشكل عام، وكذلك من أجل "توفير الدعم المالي للرياضة في الدول الناشئة".

التسويق

تستخدم العديد من المنظمات الرياضية أيضًا علامتها التجارية وحقوق الملكية الفكرية الأخرى لإضافة قيمة لعلامتها التجارية من خلال ترخيصها للغير لإنتاج السلع، بما في ذلك الملابس والإكسسوارات والأحذية وغيرها.

وعلى سبيل المثال، أبرم نادي مانشستر يونايتد اتفاقا مدته 10 سنوات (يمتد حتى يوليو 2025) مع شركة الملابس الرياضية العملاقة أديداس فيما يتعلق بالرعاية التقنية العالمية وحقوق الترخيص ذات العلامات التجارية المزدوجة.

وتعني التحالفات التسويقية الإستراتيجية الموجودة الآن بين المنظمات الرياضية وشركات الملابس الكبرى مثل أديداس وبيوما وآندر آرمور وغيرها أن النوادي والبطولات الرياضية بدأت تتحول الآن بسرعة قياسية إلى علامات تجارية عالمية مؤثرة على نمط الحياة على اعتبار أن المستهلكين يؤمنون بالصورة القوية للرياضية والقيم المتجذرة فيها.

عقود الدعم

لكبار الرياضيين أيضا حصة في اللعبة، حيث يستغل الكثير منهم علاماتهم التجارية الشخصية (المبنية على نجاحهم الرياضي) لتوليد إيرادات كبيرة من خلال عقود الدعم المبرمة مع شركات الملابس الرياضية الكبرى وغيرها من الشركات. وإدراكًا منها لإمكانات التسويق الكبيرة لهؤلاء النجوم، غالبًا ما تدفع الشركات ملايين الدولارات للشخصيات البارزة في عالم الرياضة (ولغيرها) لدعم منتجاتها.

نظام مدريد في الويبو

يوفر نظام مدريد في الويبو للتسجيل الدولي للعلامات لمالكي العلامات التجارية الرياضية وسيلة فعالة من حيث التكلفة وسهلة الاستخدام لحماية علاماتهم التجارية في الأسواق الدولية. وبهذه الطريقة، يدعم النظام الدولي للعلامات التجارية نمو الأعمال ويعزز الثقة التجارية، حيث يمكن للشركات التي لديها حقوق في العلامة التجارية بناء ميزة تنافسية وأن تكون في وضع جيد يسمح لها بالتعامل مع أي استخدام غير قانوني لحقوقها. ويستفيد المستهلكون أيضًا من كون السلع والخدمات ذات العلامات التجارية التي يشترونها أصلية وحقيقية وآمنة ويمكنهم أن يثقوا فيها. وباختصار، تعود حقوق العلامات التجارية بالربح على الشركات والمستهلكين على حد سواء.