الفن والإبداع لتغيير العقليات من أجل مستقبل أخضر

مانيشا غوبتا، فنانة وكاتبة وشاعرة وكاتبة سيناريوهات حائزة على جوائز دولية ومخرجة ومقدمة برامج ومتخصصة في الملكية الفكرية ومدربة ووسيطة، نيودلهي، الهند

طٌرح موضوع اليوم العالمي للملكية الفكرية لعام 2020، "الابتكار من أجل مستقبل أخضر"، في الوقت المناسب وإنه لَوجيه خاصة في ضوء جائحة كوفيد-19 العالمية الحالية. وإذا كنا لم نبدأ أصلاً في رحلتنا نحو مستقبل أخضر، فقد حان الوقت للقيام بذلك. ولكن قبل أن نتمكن من تغيير أي شيء، علينا أن نغير أنفسنا وعاداتنا وعقولنا. ففي النهاية "يتوقف الأمر كله على العقل"، كما كان يقول جورج هاريسون من فرقة البيتلز منذ فترة طويلة!

كيف تتغير الآراء وما الذي يؤثر على العقل؟

"حقوق الملكية الفكرية من أجل ستقبل أخضر"، لوحة للفنانة مانيشا غوبتا

بصفتي فنانة ومخرجة، أعتقد أن الفنون والسينما بأشكالهما العديدة أدوات مهمة جداً للإبداع ولديها القدرة على تغيير العقول والعقليات وبالتالي تغيير مستقبل العالم. وتتميز هذه الوسائل المرئية للتواصل المباشر والدقيق بقدرتها على التأثير على البشرية ككل. لذلك، إذا كان العالم يرغب في رسم مستقبل أخضر، فإن الفنون والأفلام وسيلة ممتازة لنشر التغيرات السلوكية التي نتصورها للمجتمع على نحو فعّال.

وسيحاكي الأشخاص ما يُمثَّل في أي شكل من أشكال الفنون أو الرؤى السينمائية، بما في ذلك الرسوم المتحركة. وأقترح مفهوم "GREEN HEROES" (الأبطال الخضر) حيثما تعلق الأمر بالفنانين الذين يروجون لأسلوب حياة إيكولوجي ومراعي للبيئة من خلال أعمالهم؛ أو المخرجين الذين يصفون مزايا ومكافآت التحلي بسلوك مراعي للبيئة من خلال أفلامهم؛ أو الرسوم المتحركة التي تعزز الثقافة الخضراء من خلال تصرفات الأبطال الخارقين. وإن هذه الجوانب الثلاثة للإبداع، إذا كل منها مدعوم بحقوق الملكية الفكرية، ستكون بالطبع حافزاً كبيراً لتشجيع أنماط حياة مراعية للبيئة في جميع الفئات العمرية وشرائح المجتمع كافة.

ومع تفشي فيروس كورونا الحالي، حان الوقت لنا جميعاً للتفكير في استدامة البيئة والكوكب واستدامة أنفسنا. ويعتمد بقائنا على قدرتنا على التغلّب على هذه الأزمة العالمية الحالية وتغيير مواقفنا حول كيفية استهلاكنا للموارد الطبيعية. وعلى مدى الأشهر الماضية، إذ كان العالم في حالة انغلاق وعُزلة، انخفضت مستويات التلوث بشكل كبير وأصبح الهواء أنقى بكثير، مما يدل على ما يمكننا وما ينبغي علينا القيام به لاحترام ييئة كوكبنا الطبيعية ورعايتها. وكل ما هو مراعٍ للبيئة إنما هو الطريق الذي يجب أن نسلكه. فلنبتكر ولنبدع بشتى الوسائل لبناء مستقبل أنقى وأكثر اخضراراً.

وبينما نتطلع إلى المستقبل، نحتاج جميعاً إلى التفكير في كيفية تأثير أعمالنا على صحة بيئتنا وكوكبنا. فلنتعهد جميعنا، بصفتنا مهنيين مبدعين، بدعم وتشجيع السلوك الأخضر من خلال جهودنا الإبداعية، ولنناصر قضية المستقبل الأخضر لصالح البشرية.

وما ذكرته هو ما سعيت إليه من خلال تصور الموضوع على لوحة زيتية على قماش بعنوان "حقوق الملكية الفكرية من أجل مستقبل أخضر".