مؤسسة سولار إيمبولس: التوفيق بين الاقتصاد والإيكولوجيا

واجهت التكنولوجيات النظيفة على مر عقود مفهوماً خاطئاً مفاده أن "التكنولوجيا النظيفة غالية جداً". وفضلاً عن ذلك، شاعت فكرة خاطئة في بعض الأوساط بأنه ليس من الممكن الحفاظ على النمو الاقتصادي ومستويات المعيشة مع الحفاظ في الوقت ذاته على السلامة البيئية وحماية الكوكب. ولكن هذا خطأ. لماذا؟ أولاً، لأن إلحاق الضرر بالكوكب وموارده الطبيعية وتنوعه البيولوجي يؤثر بالفعل تأثيراً هائلاً على الاقتصادات الوطنية. وثانياً، لأن التكنولوجيات النظيفة فرصة اقتصادية وصناعية كبيرة.

أُنشئت مؤسسة سولار إيمبولس لإثبات أنه من الممكن التوفيق بين الاقتصاد والإيكولوجيا (الصورة: ©Solar Impulse| جان ريفيار | Rezo)

وأُنشئت مؤسسة سولار إيمبولس لإثبات أنه من الممكن التوفيق بين الاقتصاد والإيكولوجيا عن طريق دعم تطوير التكنولوجيات النظيفة والطاقات المتجددة.

وإن مؤسسة سولار إيمبولس التي أنشأها بيرتراند بيكارد عقب رحلة الطيران التي جاب بها العالم بالطاقة الشمسية قد وضعت لنفسها هدفاً صعباً وطموحاً يتمثل في إيجاد واختيار وتعزيز 1000 تكنولوجية نظيفة تحمي البيئة بطريقة مربحة، وأُطلق على هذا التحدي وسم #1000Solutions.

وبغية اختيار هذه الحلول، أطلقت المؤسسة علامة الحلول الفعالة لسولار إيمبولس، التي ترمز إلى التكنولوجيات النظيفة ذات التأثير البيئي الإيجابي القوي والنموذج الاقتصادي المتين، سواء أكانت هذه التكنولوجيات توفر المال بالنسبة إلى المستهلك النهائي أم تخلق الوظائف أم تثبت ربحيتها. وهذا التقييم المعمّق للحلول تُجريه جماعة مكونة من أكثر من 400 خبير رائد في مجالات مثل الطاقة النظيفة والماء والتنقل وإعادة التدوير والبناء وهلم جرا.

أطلقت مؤسسة سولار إيمبولس علامة الحلول الفعالة لسولار إيمبولس،
التي ترمز إلى التكنولوجيات النظيفة ذات التأثير البيئي الإيجابي القوي و
النموذج الاقتصادي المتين. وحُدد حتى الآن ما يقارب 500 حل، ويحمل
كل منها العلامة المذكورة. (الصورة: بإذن من مؤسسة سولار إيمبولس)

وإن قناعة المؤسسة بأن التكنولوجيات النظيفة يمكن أن تُنشاً نظاماً مستداماً ندعم فيه الاقتصادات مع حماية البيئة في الوقت ذاته ليست بفكرة مثالية. وحتى الآن، حددت المؤسسة بالفعل ما يقارب 500 حل لإثبات أن ذلك ممكن. وهذه التكنولوجيات أقل تلويثاً وتستعمل موارد أكثر استدامة وينتج عنها مخلفات أقل وتعزز اقتصاداً أكثر دائرية من تلك التكنولوجيات التي تحل محلها. وعلاوة على ذلك، اختُبرت هذه التكنولوجيات في العالم الحقيقي وأثبتت فعاليتها.

وجميع هذه الابتكارات هي نتاج عقول المخترعين الاستثنائية الذين عندما واجهوا خطراً مباشراً مثل أزمة المناخ استخدموا إبداعهم وبراعتهم وروحهم الريادية من أجل تحدي الحالة الراهنة وتطوير تكنولوجيات مراعية للبيئة في كل قطاع من القطاعات.

وتشمل هذه التكنولوجيات تكنولوجيا قوية للإبحار بالأجنحة من أجل خفض انبعاثات السفن، وحل للزراعة خارج الأحواض من أجل خفض استخدام المياه ومبيدات الآفات في الزراعة، وحل ابتكاري لتحويل القوة المستمرة للأمواج إلى طاقة، وقارب يعمل بالطاقة الشمسية لجميع المخلفات البلاستيكية من الأنهار، وعملية لصناعة البلاستيك القابل للتحلل حيوياً من المخلفات المنزلية، والكثير من الأشياء الأخرى. ويقف خلف كل اختراع من هذه الاختراعات أفراد وفرق بارعون ومتحمّسون.

وبالنسبة إلى معظم هؤلاء الرواد، أدت حقوق الملكية الفكرية دوراً أساسياً في علميات الإبداع لديهم. وتمثل البراءات والعلامات التجارية وحقوق التصميم وحق المؤلف عناصر حاسمة لحماية حلول المخترعين وجذب المستثمرين وتوليد الدخل وتحفيز الأفكار الجديدة. وبالتالي، فإن حقوق الملكية الفكرية أدوات أساسية من أجل تعزيز التكنولوجيا النظيفة والابتكار المستدام.

وترى مؤسسة سولار إيمبولس أن حقوق الملكية الفكرية تؤدي درواً أساسياً في تسريع تنفيذ جميع الحلول التي تحمل علامة المؤسسة، الموجودة في محفتظها، في أسواق العالم. ولهذا السبب، قررت المؤسسة في اليوم العالمي للملكية الفكرية 2020 المشاركة في دعوة الويبو إلى استكشاف "الدور الذي يؤديه الابتكار والملكية الفكرية في تمهيد سبيل لمستقبل مراع للبيئة".

وتتشاطر مؤسسة سولار إيمبولس والمنظمة العالمية للملكية الفكرية رؤية مشتركة، وهي أنه "في ظل تفكير ابتكاري واستخدام استراتيجي لحقوق الملكية الفكرية، تكون الاستدامة سهلة المنال".