اليوم العالمي للملكية الفكرية 2020 - لنبتكر من أجل مستقبل أخضر
رسالة من المدير العام
يجري إحياء اليوم العالمي للملكية الفكرية هذا العام في ظروف غير مسبوقة. وأود أن أشيد بجميع من يعملون في الصفوف الأولى لمواجهة وباء فيروس كورونا المنتشر حاليا. كما أود أن أتقدم بتعازيّ الخالصة لكل من عانوا من فقدان أحبائهم بسبب هذه الأزمة الصحية.
وقد شهدت الأشهر الأخيرة، تعرّض حياة مليارات الأشخاص حول العالم إلى اضطراب جذري. ومع ذلك، يمكننا أن نستلهم من الإرادة البشرية الدؤوبة للتغلب على الشدائد وإيجاد حلول مبتكرة للتحديات العالمية المعقدة. وإننا نشهد كل يوم ظهور مبادرات مشجعة، حيث تتظافر الحكومات والصناعة والأوساط الأكاديمية لدعم جهود الابتكار للخروج من الأزمة الحالية.
وإن استجابتنا للأزمة الحالية شهادة على حكمتنا الجماعية وبراعتنا وإبداعنا لمواجهة تلك التحديات وبناء مستقبل آمن ومستدام وأخضر. وبينما نتطلع إلى ذلك المستقبل، نرى أن الابتكار القائم على الملكية الفكرية والتفكير الابتكاري أمران أساسيان لمواجهة التحديات العالمية التي تواجهنا.
ويفتح الابتكار الباب أمام حلول ونهج جديدة نحتاجها لبناء مستقبل مستدام وأخضر.
المدير العام فرانسس غري
لنأخذ زيادة الطلب العالمي على الطاقة كمثال. فنرى في مؤشر الابتكار العالمي لعام 2018: "الابتكار يمد العالم بالطاقة"، أنه من المتوقع أن يزيد الطلب العالمي على الطاقة بنسبة 30 في المائة بحلول عام 2040، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية (IEA). ولن نتمكّن من إنشاء أنظمة للطاقة النظيفة اللازمة لتلبية ذلك الطلب، وتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتعزيز النمو الاقتصادي، إلاً من خلال تشجيع الابتكار ودعم تطوير أنظمة متينة للملكية الفكرية تحفزه وتدعمه. وتلك هي المعادلة المعقدة التي تواجه راسمي سياسات الطاقة.
واليوم، تبلغ حصة الطاقة المتجددة في الإنتاج العالمي حوالي 15 في المائة. وحسب ما ورد في مؤشر الابتكار العالمي لعام 2018: " الابتكار يمد العالم بالطاقة"، يجب أن تبلغ نسبة الطاقة الأولية العالمية المتأتية من مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الحرارية الأرضية، حوالي 85 في المائة بحلول عام 2050. ولتحقيق ذلك، علينا بالتفكير ملياً في كيفية إنتاج الطاقة وتخزينها وتوزيعها واستهلاكها، ولا بد لنا من تنفيذ سياسات تدعم التطور والنشر السريعين لتكنولوجيات الطاقة المتجددة التي تمكّن جميع القطاعات من اكتساب المزيد من الكفاءة في استخدام الطاقة وإضفاء الطابع "الأخضر" على عملياتها.
ويفتح الابتكار الباب أمام حلول ونهج جديدة نحتاجها لبناء مستقبل مستدام وأخضر.
ولكن علينا أن نعمل لتحقيق ذلك. فلا بد لنا أن نضع مسألة الاستدامة البيئية في قائمة الأولويات - إنها أساس رفاهنا في المستقبل. ونحن بحاجة كذلك إلى الاستثمار في النظم البيئية الوطنية للابتكار وتمكين النفاذ الواسع إلى أنظمة وطنية فعالة للملكية الفكرية، بما يدعم تطوير ونشر التكنولوجيات والمنتجات والخدمات اللازمة للانتقال نحو مستقبل أكثر إشراقاً واخضراراً وتقلّ فيه نسبة الكربون.
وفي هذه الفترة التي لم يُشهد لها مثيل في التاريخ، دعونا نوجه أذهاننا إلى ما يمكن لكل منا القيام به ليكتسب المزيد من القدرة على الصمود والمزيد من المسؤولية في مواجهة التهديدات المحدقة بالصحة العالمية وبالكوكب قاطبة. ودعونا نفكّر في الدور الذي يمكن أن يؤديه الابتكار ونظام الملكية الفكرية في دفع الجهود العالمية التي تُبذل من أجل بناء مستقبل أخضر يعزز رفاهية البشرية. ودعونا نعلن التزامنا القوي ببناء مستقبل أخضر.
وتحقيقاً لهذه الغاية، أشجعكم على توقيع خريطة التعهّد لليوم العالمي للملكية الفكرية.
معاً، يمكننا أن نبتكر من أجل مستقبل أكثر اخضراراً وإشراقاً واستدامةً.
أتمنى لكم جميعاً السعادة والسلامة في اليوم العالمي للملكية الفكرية 2020.