اليوم العالمي للملكية الفكرية 2020 - الابتكار من أجل مستقبل أخضر
كيف يمكن لحقوق الملكية الفكرية أن تدعم التحول إلى اقتصاد مستدام وقليل الانبعاث الكربوني
يعد تمهيد السبيل نحو مستقبل أخضر ضرورة حتمية في العصر الحالي.
وتضع حملة اليوم العالمي للملكية الفكرية 2020 الابتكار- والحقوق التي تدعمه- في صميم الجهود الرامية إلى تشكيل مستقبل قليل الانبعاث الكربوني. ففي جميع أنحاء العالم، يتزايد الاعتراف بضرورة العمل من أجل الحفاظ على البيئة حيث بدأت الشعوب والشركات والحكومات في اتخاذ الإجراءات اللازمة للتصدي لتغير المناخ. ففي أوروبا مثلاً، وضعت المفوضية الأوروبية هدف أن يصبح الاتحاد الأوروبي محايداً من حيث أثره الكربوني بحلول عام 2050؛ بل إن بعض المدن والمناطق تود التحرك بشكل أسرع: فكوبنهاجن تهدف إلى أن تصبح أول مدينة في العالم محايدة من حيث أثرها الكربوني بحلول عام 2025.
وقد علمنا في الدورة 25 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ المعقود في مدريد، إسبانيا، في شهر ديسمبر 2019، أن الغطاء الجليدي في غرينلاند يذوب بشكل أسرع سبع مرات مقارنة بالتسعينات وأن ربع سكان العالم مهددون بالتعرض لمشكلات متعلقة بإمدادات المياه. وتوضح بيانات صادرة عن وكالة ناسا خلال العقد الماضي، أن العالم شهد أحر خمس سنوات سجلت على الإطلاق منذ عام 2010.
ومع دخولنا في عقد جديد، يشعر الناس بتأثير تغير المناخ في جميع أنحاء المعمورة. فنحن نسمع كل يوم تقريباً، عن حوادث خطيرة مرتبطة بالمناخ- أعاصير وفيضانات وحالات جفاف وحرائق غابات- وعن الدمار الذي تسببه؛ وعن ظواهر قد تكون بالفعل مرتبطة بتغير المناخ، بل ويتوقع أنها قد تصبح أكثر تواتراً وأكثر شدة.
ويعد التصدي لأزمة المناخ العالمية تحدياً جسيماً. فجميعنا نتقاسم هدف التصدي لها وبناء مستقبل أخضر.
ويتزايد الاعتراف بالتكنولوجيا كجزء من الحل. مما يشدد على ضرورة مضاعفة الجهود الرامية إلى إنشاء أنظمة وطنية قوية للابتكار وإتاحة النفاذ إلى أنظمة فعالة وطنية للملكية الفكرية تدعم استحداث ونشر التكنولوجيات والمنتجات والخدمات اللازمة للتحول إلى مستقبل أخضر.
ولا شك أن التحول إلى مستقبل قليل الانبعاث الكربوني يعد مسعى معقداً ومتعدد الأوجه. لكننا نمتلك الحكمة الجماعية والقدرة والإبداع اللازمين للتوصل إلى سبل جديدة وأكثر فعالية لتشكيل مستقبل أخضر، ونظام الملكية الفكرية يضطلع بدور محوري وتمكيني لدعمنا خلال هذه المرحلة. لنر كيف يمكن ذلك.
إن الغرض الرئيسي من حقوق الململكية الفكرية التشجيع على المزيد من الابتكار والإبداع عن طريق ضمان أن يحصل المخترعون والمبدعون على مكافأة عادلة لقاء عملهم وأن يتمكنوا من كسب عيشهم من ذلك، وكذلك حماية السمعة الطيبة للعلامات التجارية.
وتحمي مختلف الحقوق مختلف أنواع الملكية الفكرية، مثل الاختراعات (البراءات)، والأسماء التجارية (العلامات التجارية والبيانات الجغرافية) والتصاميم الصناعية (حقوق التصاميم الصناعية أو براءات التصاميم الصناعية)، والمصنفات الإبداعية، مثل الأفلام أو البرامج التليفزيونية أو الأغاني أو المسرحيات التي تتناول البيئة وضرورة حمايتها (حق المؤلف والحقوق المجاورة).
وتتيح حقوق الململكية الفكرية صحابها منع آخرين من نسخ ملكيتهم الفكرية أو استخدامها دون إذنهم. مما يتيح الفرص لأصحاب الحقوق بتوليد إيرادات عن طريق فرض رسوم على استخدام ملكيتهم الفكرية. ويمكن أن تساعد هذه الإيرادات على تمويل تواصل البحث والتطوير ودعم نمو الشركات والتوظيف. ويشجع احتمال تحقيق مكافأة اقتصادية الشركات على الاستثمار في استحداث ابتكارات، وإبداعات ومنتجات وخدمات حاملة لعلامات تجارية يمكننا ويمكن للبيئة الاستفادة منها.
وحقوق الململكية الفكرية نة. ففي حين أنها تمكن الشركات من تحصيل مردود عن الوقت والطاقة والأموال التي بذلتها في ابتكار نواتج صديقة للبيئة، فإنها تسمح لها أيضاً باستغلال ابتكار ما بشروط غير تجارية أو وفق ترتيبات كتلك المفتوحة المصدر إن قررت ذلك. فإذا أراد مخترع أن يظل اختراعه في الملك العام، فإنه يمكن لحقوق الململكية الفكرية مؤمنة أن تكفل ألا يتمكن طرف ثالث من استغلال الاختراع من الناحية التجارية دون موافقة المخترع.
ومعظم حقوق الململكية الفكرية تمر لفترة زمنية محدودة ولا تمنح إلا بعد استيفاء بعض الشروط. وهناك أيضاً قواعد تسمح باستخدام مختلف أنواع الملكية الفكرية- في ظل ظروف محددة- دون الحصول مسبقاً على إذن صاحب الحق. وهذه الترتيبات تساعد على الحفاظ على توازن بين مصالح المبتكرين والمبدعين ومصالح العامة بحيث يتسنى للجميع الاستفادة من الملكية الفكرية.
وتعزيز إدراك أن عمل أي شيء من أجل صنع مستقبل أخضر يعد أمراً منطقياً بالنسبة إلى الأعمال التجارية، هو أحد أسرع السبل لتغيير السلوكيات وإدماج تكنولوجيات خضراء جديدة.
وبينما يمكن للشركات أن تسعى إلى التماس حقوق الململكية الفكرية أجل تحصيل مردود عن استثمارها في الوقت والطاقة والأموال التي بذلتها من أجل ابتكار نواتج صديقة للبيئة، فإن هذه الحقوق تسمح أيضاً للمخترعين والمقاولين باستغلال ابتكار ما بشروط غير تجارية أو وفق ترتيبات كتلك المفتوحة المصدر.
وتشجع حقوق الململكية الفكرية ابتكار والإبداع في جميع المجالات، بما في ذلك استحداث تكنولوجيات ومنتجات وخدمات صديقة للبيئة.
وتضع حملة اليوم العالمي للململكية الفكرية 20 الابتكار- وحقوق الململكية الفكرية تي تدعمه- في صميم الجهود الرامية إلى صنع مستقبل أخضر. فهي تستكشف كيف تضطلع مختلف حقوق الململكية الفكرية ور حيوي من أجل حفز هذه التحولات وتسهيلها، ونقلها إلى السوق وتوصيلها إلى المستهلكين.
وستحدد التزاماتنا والخيارات التي نتخذها كل يوم، والمنتجات التي نشتريها، والبحوث التي نمولها، والشركات التي ندعمها، والسياسات والقوانين التي نضعها، إلى أي درجة سيكون مستقبلنا أخضر. لكن في ظل تفكير ابتكاري واستخدام استراتيجي لحقوق الملكية الفكرية، تكون الاستدامة سهلة المنال.
سيتطلب التصدي لتغير المناخ استحداث اختراعات وتقنيات جديدة، وإجراء تحسينات في الطرق الحالية لممارسة الأعمال التجارية وتدابير مكافأة مبادرات الاستدامة والاعتراف بها. وهنا، تضطلع البراءات والأسرار التجارية بدور رئيسي.
ولا شك أن العديد من التكنولوجيات التي تدعم الاقتصاد القائم على الكربون تسببت في تدهور البيئة، لكن التكنولوجيا هي أيضاً جزء من الحل. فالتكنولوجيا الجديدة الصديقة للمناخ هي السبيل لإيجاد الحلول التي تدعم صنع مستقبل أخضر.
عن البراءات
البراءة هي حق استئثاري يُمنَح لاختراع (يُقدِّم، بوجه عام، طريقة جديدة للقيام بشيء ما، أو يُقدِّم حلا تقنيا جديدا لمشكلة ما، وقد يكون هذا الاختراع منتجا أو طريقة).
ومن أجل الحصول على براءة، يجب أن تستوفي التكنولوجيا شروط الأهلية للبراءة (مثل الجدة وعدم البداهة ومدى الجدوى، وما إلى ذلك) المحددة في القانون الوطني. كما يجب على مودع الطلب أن يكشف عن معلومات تقنية عن الاختراع في طلب براءة حيث تنشر وتتاح لعامة الجمهور.
ويدعم نظام البراءات التطور التكنولوجي بعدة طرق:
- عن طريق كفالة الاعتراف بالمخترعين ومكافأتهم لاختراعاتهم القيمة من الناحية التجارية، مما يشجعهم على مواصلة الاستثمار في استحداث تكنولوجيات جديدة وأنظف وأكثر فعالية؛
- ويقتضي نظام البراءات أن يتم الكشف بشكل كامل في طلب البراءة عن الاختراع، الذي بمجرد نشره يصبح متاحاً لعامة الجمهور وللباحثين الآخرين لدراسته. ويكفل ذلك أن يتاح البحث للجميع حيث يمكن أن يلهم المزيد من الابتكار؛
- وكلما منحت براءة، كلما اتسع نطاق حجم المعارف التقنية المتاحة للجميع. فعلى سبيل المثال، تتيح قاعدة بيانات البراءات في الويبو Patentscope للمستخدمين البحث في نحو 78 مليون وثيقة براءة مجاناً. وتعد إتاحة المعلومات المتعلقة بالبراءات للجمهور أمراً أساسياً لاستحداث تكنولوجيات خضراء جديدة على نحو فعال ويمكن أن تدعم نشر التكنولوجيات الخضراء الحالية الواقعة في الملك العام وتكييفها.
- والشركات التي تمتلك براءات تتمتع بوضع أفضل يمكنها من جذب وتأمين التمويل والاستثمار اللذين تحتاجهما لتسويق ابتكاراتها، حيث أن البراءات تكفل حقاً قانونيا يمكن إنفاذه أو بيعه أو ترخيصه.
- ويمكن أيضاً للبراءات أن تسهل نشر التكنولوجيات الخضراء الجديدة ونمو الشركات الخضراء، من خلال مثلاً ترخيص البراءات واتفاقات نقل التكنولوجيا، والتراخيص غير التجارية، وغيرها من الترتيبات.
- ويمكن أيضاً أن تدعم حقوق البراءات استحداث أنواع التعاون التجاري اللازم للتصدي للتحديات البيئية المعقدة والعالمية على النحو المشار إليه في تقرير لعام 2014 صادر عن الجمعية الدولية لحماية الملكية الفكرية (AIPPI). وتدعم بالفعل التكنولوجيات المحمية بموجب براءات التحول إلى مستقبل أخضر، عن طريق مثلاً:
- توفير مصادر طاقة متجددة- الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وطاقة الأمواج؛
- وتعزيز استحداث خيارات جديدة ومحسنة لتخزين الطاقة (مثل البطاريات)؛
- وتوفير مصادر الإضاءة الأكثر فعالية من حيث الطاقة (مثل الإضاءة بلمبات الليد)؛ وغير ذلك من التكنولوجيات غير الملوثة والفعالة من حيث استخدام الموارد التي تتيح إدارة النفايات وإعادة تدويرها على نحو أفضل، واستخدام أمثل للموارد والحد من الإضرار بالبيئة.
أمثلة
باعتبار الصين واحدة من أسرع اقتصادات العالم نمواً، فهي تقود الطريق في الاستثمار في تكنولوجيات مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وكذلك في العربات الكهربائية من أجل تحسين جودة الهواء في مدنها. وتترجم بالفعل هذه الجهود إلى مكاسب اقتصادية وبيئية. فوفقاً لبحث أشارت إليه الفايننشال تايمز "يتكلف اليوم إنتاج الكهرباء التي تولدها ألواح الطاقة الشمسية في 11 مقاطعة صينية أقل مقارنة بالطاقة التي تنتجها المصانع التي تعمل بالفحم."
وفي أوروبا، شهد عام 2019 افتتاح مزرعة ريحية قريبة من الساحل (مزرعة Horns Rev 3) في الساحل الغربي للدانمرك، تتمتع عنفاتها البالغ عددها 49 عنفة بالقدرة على إنتاج 407 ميغاوات، "وهو ما يكفي لتغطية الاستهلاك المحلي السنوي من الكهرباء لنحو 425 ألف منزل دانمركي."
وفي المغرب، يتوقع أن يولد مصنع نور للطاقة الشمسية الذي يغطي نحو 1.4 مليون متر مكعب، بالقرب من مدينة ورزازات، 580 ميغاوات من الكهرباء في عام 2020، وهو ما يكفي لتزويد ما يزيد على مليون منزل بالطاقة. وقد خفض المصنع بالفعل انبعاثات الكربون في المغرب بمقدار مئات الآلاف من الأطنان، وفقاً لتقرير صادر عن المحفل الاقتصادي العالمي.
البراءات تساعد على جذب الاستثمارات
تساعد البراءات هذه الشركات على تأمين الاستثمارات الهائلة المطلوبة لمثل هذه المشاريع، لكنها أيضاً ذات قيمة كبيرة بالنسبة للابتكار ضيق النطاق، حيث يسعى الكثير منها إلى تحقيق الفائدة للمجتمعات التي تفتقر إلى الموارد في البلدان النامية.
فعلى سبيل المثال، الأسر المعيشية في بعض المناطق النائية في العالم تستفيد من التكنولوجيات المحمية بموجب براءات التي تقدم مصادر إضاءة نظيفة وميسورة التكلفة وآمنة. ولنذكر على سبيل المثال الفوانيس التي تنتجها الشركات الاجتماعية مثل شركة Nokero and SaLT، التي تسعى إلى الحد من الاعتماد على الكيروسين.
وتستفيد المجتمعات أيضاً من الابتكارات ضيقة النطاق، مثل المراحيض دون المياه (الصرف الصحي البيئي)، من أجل تحسين الصرف الصحي (والصحة) والبيئة، لا سيما في المناطق الريفية في البلدان النامية حيث لا يتاح الحصول على المياه والمجاري. وتساعد أيضاً تكنولوجيا حصاد الضباب الرائدة مثل تكنولوجيا CloudFisher® على التخفيف من نقص المياه في المناطق الساحلية القاحلة.
الأسرار التجارية
يمكن أيضاً للشركات أن تختار الاعتماد على الأسرار التجارية لحماية تكنولوجياتها الجديدة. فالشركات في جميع القطاعات الاقتصادية، بما في ذلك قطاع التكنولوجيا النظيفة، تستخدم الأسرار التجارية على نطاق واسع لحماية درايتها ومعلوماتها القيمة من الناحية التجارية.
وتعتمد الشركات الصغيرة والمتوسطة بالأخص على الأسرار التجارية لحماية ابتكاراتها ولأسباب أخرى متنوعة. فعلى سبيل المثال وعلى عكس البراءات، الأسرار التجارية:
- غير مقيدة بفترة زمنية؛
- وغير مقيدة بموضوع معين؛
- وبدون تكاليف تسجيل؛
- وفعالة على الفور.
لكن، على عكس البراءات، يمكن أن يستخدمها آخرون، إذا تم الكشف عنها وهي أصعب من حيث إنفاذها.
في حين أن البراءات والأسرار التجارية تحمي وظائف الاختراعات، تضطلع أيضاً حقوق أخرى للملكية الفكرية، مثل حقوق التصاميم (أو براءات التصاميم) بدور في استحداث وتسويق واستيعاب التكنولوجيات النظيفة وما يقترن بها من منتجات وخدمات.
وتنطوي العديد من التحسينات في الأداء البيئي للمنتجات على إنتاج تصاميم تحد من استخدام الطاقة، عن طريق مثلاً صنع عربات أو طائرات أكثر أيرودينامية، أو تستخدم على نحو أمثل طرق تفاعلنا مع الأجهزة الإلكترونية، مما يؤدي إلى تجريد عناصر المعدات الحاسوبية مع الاحتفاظ بشكل وملمس جذاب.
ويمكن حماية الشكل الجمالي للمنتج (مظهره وشكله) بموجب حقوق التصاميم (المشار إليها ببراءات التصاميم في بعض الأنظمة القانونية)، حيث يمكن تسجيله أو عدم تسجيله بحسب البلد المعني.
وزيادة الوعي فيما بين مصممي المنتجات بضرورة النظر في الآثار البيئية للمنتج طوال دورة حياته (في جميع مراحله) بما يضمن عدم وجود نفايات- فضلاً عن تزايد الطلب على هذه السلع على مر الألفيات- يعزز استحداث عدد متزايد من المنتجات الصديقة للبيئة. وتستخدم الشركات حقوق التصاميم لحماية سلعها وخدماتها المنتجة على نحو مستدام والصديقة للبيئة، التي تتنوع بين الأثاث وسلع الموضة والأجهزة إلكترونية الشخصية والأغلفة وغير ذلك الكثير.
أمثلة
كرسي نيكو ليس Nico Less، المتأهل للدور النهائي لجائزة التصاميم في أوروبا لعام 2018 للشركات الصغيرة والناشئة هو كرسي مصنوع من لباد، 70 في المائة من مكوناته تأتي من من الزجاجات البلاستيكية المعاد تدويرها.
وفي مهمة من أجل التصدي للوباء العالمي المتمثل في البلاستيك، استحدثت الشركة الناشئة الإندونيسية، شركة Evoware، بديلاً لأغلفة الأغذية البلاستيكية قائماً على النبات ومصنوعاً من الطحالب (وهو صالح للطعام ومغذي!).
وفي صناعة الموضة- ثاني قطاع أكثر تلوثياً في العالم- نشهد تزايد الاعتراف بأهمية الاستدامة والابتكار الأخضر، لا سيما فيما يخص إعادة استخدام المنسوجات وإعادة تدويرها.
ومنذ عام 2015، تقدم جائزة التغيير العالمي لمؤسسة H&M غير الربحية منحاً "للمبتكرين الذين يتوصلون إلى حلول لحفز التحول إلى صناعة موضة دائرية، تحمي العالم وظروف معيشتنا". فعلى سيبل المثال، تستخدم شركة Algalife، وهي إحدى الشركات الفائزة بالجائزة لعام 2018، البيوتكنولوجيا لاستحداث منتجات ملابس تستخدم قدراً أقل من المياه، وتتطلب مواد كيميائية أقل وتستخدم إجراءات تحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وفي عام 2019، أطلقت شركة أديداس للملابس الرياضية FUTURECRAFT.LOOP. وهو "حذاء جري ذو كفاءة مصنوع ليعاد تصنيعه." وإنتاج هذا الحذاء الذي يمكن إعادة تدويره بنسبة 100 في المائة، وهو الأول من نوعه، "يهدف إلى التصدي لمشكلة النفايات البلاستيكية، مما يتيح إنتاجاً حلقياً متكاملاً أو نموذج تصنيع دائري، حيث يمكن إعادة استخدام المواد الخام أكثر من مرة." كما يشير الموقع الشبكي للشركة.
الأسماء التجارية- بما في ذلك العلامات التجارية وأسماء الشركات وأسماء الحقول- هي وسائل تبني من خلالها الشركات التجارية سمعتها في السوق، باعتبارها مثلاً من مناصري البيئة، وتتواصل مع المستهلكين.
عن العلامات التجارية
العلامة التجارية هي كلمة أو شعار أو وسام أو رمز أو تشكيلة من هذه العناصر. وهي تحدد مصدر سلع وخدمات الشركة وتميزها عن سلع وخدمات الشركات الأخرى. ويمكن أيضاً للعلامات التجارية أن تغطي الأشكال والألوان والشعارات وأساليب التغليف المبتكرة. بعبارة أخرى، تتيح لنا العلامة التجارية أن نعرف الأصل التجاري لمنتج معين أو خدمة معينة وتساعدنا على أن نقرر ماذا نشتري حين نختار بين منتجات متشابهة أو ذات صلة في سوق مكتظ بالمنتجات.
وأحياناً، يمكن استخدام مجرد إضافة كلمة مثل "إيكولوجي" أو "أخضر" أو
"صديق للبيئة" لإخبار المستهلكين بأن المنتج صديق للبيئة. ولنذكر على سبيل المثال الاسم التجاري لشركة Ecover البلجيكية الحائزة على جوائز، التي تمتلك مجموعة من المنتجات مثل سائل الغسيل ومنظفات الغسيل وغسول اليد، حيث تستخدم جميعها مواد قابلة للتحلل بيولوجياً وأغلفة يمكن إعادة تدويرها.
وعن طريق اتخاذ "اختيارات خضراء" فيما يخص المنتجات التي نشتريها، والأسماء التجارية التي نفضلها، يمكننا أن نغذي الطلب على السلع والخدمات الصديقة للبيئة ومن ثم نشجع الشركات على تبني المسائل المتعلقة بالاستدامة وتحديد مسارها نحو مستقبل أخضر.
وتستخدم أيضاً منظمات خيرية مثل منظمة ووتر ايد WaterAid علامات تجارية لتعزيز عملها، وبث روح الولاء، وإذكاء الوعي بالبيئة وكفالة ألا يتم تضليل المانحين والرعاة.
علامات التصديق
يمكن أيضاً لعلامات التصديق، وهي نوع خاص من العلامات التجارية، أن تساعد الشركات على تعزيز إنجازاتها البيئية ودعم المستهلكين في خياراتهم الشرائية.
ويمكن أن يستخدم علامة التصديق أي شخص يمكنه أن يضمن أن تستوفي منتجاته المعايير التي يحددها صاحب تصديق مستقل، والتي قد تتعلق بالصحة أو السلامة أو البيئة.
أمثلة
علامة وولمارك WOOLMARK التي تستخدم حالياً على ما يزيد على 5 مليار منتج من الصوف تشهد بأن السلع التي تستخدم عليها مصنوعة من الصوف مائة بالمائة.
وعلامة فيرتريد FAIRTRADE، وهي ربما واحدة من أكثر علامات التصديق الأخلاقية المعترف بها في العالم، تستخدم فيما يزيد على 50 بلداً وتضمن أن السلع التي تحملها تتوافق مع معايير فيرتريد التي تسعى ضمن جملة أمور إلى تعزيز الإنتاج المستدام.
وعلامة Energy Star الجماعية هي عبارة عن رمز تدعمه حكومة الولايات المتحدة الأمريكية لتعزيز فعالية الطاقة. وتسهل العلامة على المستهلكين والشركات شراء منتجات فعالة من حيث التكلفة وموفرة للطاقة تحمي البيئة.
وقد تحتاج المنظمات التي تتحكم في علامات التصديق إلى الموافقة على أي مواد للدعاية أو للبيع تستخدم اسمها أو شعارها.
البيانات الجغرافية
البيانات الجغرافية هي نوع آخر من حقوق الململكية الفكرية تي يمكن أن تدعم الإنتاج المستدام لبعض المنتجات التي لها منشأ جغرافي محدد وتمتلك صفات أو سمعة بسبب هذا المنشأ. فالبيان الجغرافي هو عبارة عن إشارة تستخدم لتحديد منتجات، لها صفات أو سمات أو سمعة مرتبطة بقوة بالموقع الذي تنتج فيه.
وبالإضافة إلى أن البيانات الجغرافية تقدم للمستهلكين ضماناً بأصالة المنتجات ومنشأها، فإنها يمكن أن تضطلع بدور مهم في الحفاظ على معايير الإنتاج المستدام. وهذه المعايير يحددها المنتجون الذين يمتلكون على نحو جماعي البيان الجغرافي.
ولنذكر على سبيل المثال، حالة البيان الجغرافي لويسكي سكوتش Scotch Whisky، حيث التزم منتجو ويسكي سكوتش منذ عام 2009 بالاستدامة البيئية، حين أطلقت جمعيتهم الاستراتيجية البيئية لصناعة ويسكي سكوتش. وتم تحديث الاستراتيجية في عام 2016 وهي حالياً قيد مراجعة جديدة. ويشير الموقع الشبكي للجمعية في هذا الصدد إلى الآتي: "من الضروري توفير بيئة طبيعية مزدهرة من أجل ويسكي سكوتش. فنحن مصممون على عمل المزيد وكفالة مستقبل مستدام لويسكي سكوتش والحفاظ على بيئتنا الطبيعية."
كذلك، التزم منتجو البيان الجغرافي Banano de Costa Rica منذ مدة بتوفير إنتاج مستدام من الناحية البيئية. فقد أنشأ منتجو الموز طوعاً، في إطار شراكة مع السلطات العامة، اللجنة المعنية بالموز لرصد المسائل البيئية المحيطة بإنتاج الموز في المزارع التي يغطيها البيان الجغرافي. وأتاحت عمليات التدقيق البيئية التي اضطلعت بها اللجنة إجراء عملية إنتاج للموز تضمن استخدام أمثل للمياه، وإعادة تدوير المواد البلاستيكية، والحفاظ على الغابات.
يحمي حق المؤلف المصنفات الأدبية والفنية الأصلية، بما في ذلك الخرائط والرسوم والمصنفات الهندسية وبرامج الحاسوب وقواعد البيانات والصور والمصنفات السمعية البصرية مثل الأفلام والبرامج التليفزيونية، بما في ذلك البرامج الوثائقية والموسيقى.
وبموجب شروط اتفاقية برن لحماية المصنفات الأدبية والفنية، ينشأ حق المؤلف تلقائياً ولا ينطوي بشكل عام على أي عملية تسجيل رسمية.
ويكفل حق المؤلف أن يتمكن المبدعون- الذين يمكنهم الاضطلاع بدور رئيسي في إيجاد رؤية لمزايا توفير مستقبل أخضر- كسب عيشهم من عملهم. فالمراهقة السويدية الناشطة في مجال المناخ، غريتا ثنبرغ، مثلاً ستحصل على إتاوات (ستتبرع بها للأعمال الخيرية) من بيع مجموعة أحاديث لها نشرت مؤخراً- ما من أحد أصغر من أن يتمكن من إحداث فارق. كذلك، يدعم نظام حق المؤلف إنتاج مجموعة برامج وثائقية مدهشة، مثل حلقاتBBC’s Blue Planet وSeven Worlds One Planet series الصادرة عن قناة بي بي سي، التي تذكرنا بما هو على المحك، إذا لم نتحرك الآن.
وكما أشرنا سابقاً، يسعى نظام الململكية الفكرية ل إلى تحقيق توازن بين مصالح المخترعين والمبدعين ومصالح عامة الجمهور لضمان أن يكون لدى الفئة الأولى الحافز لتوليد نواتج أصلية وجديدة يمكننا جميعاً الاستفادة منها. لكن في ظل بعض الظروف، من الضروري، من أجل الحفاظ على هذا التوازن، تقييد الحقوق الممنوحة أو تعليقها.
فمثلاً، بموجب قانون حق المؤلف، يتمتع من ينتجون قواعد بيانات أصلية بحقوق استئثارية في مصنفاتهم. وقد يفضي ذلك إلى وضع ينتهي فيه الباحثون الذين يحتاجون إلى استخراج بيانات من هذه المجموعات إلى التعدي على حق المؤلف في هذه المصنفات. ولهذا السبب، حددت رسمياً أنظمة قانونية مختلفة، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، الظروف التي يمكن فيها للباحثين تحليل النصوص والبيانات في شكل رقمي لتوليد معلومات عن الاتجاهات المناخية، وأنماط الطقس، وغير ذلك من العلاقات التي تربط بينها دون التعرض لخطر التعدي على حق المؤلف.
من وجهة نظر قانون حق المؤلف، يعترف ببرامج الحاسوب، بما في ذلك تلك التي تدعم التطبيقات التي تقوم على الذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي، والتعلم العميق، باعتبارها مصنفات أدبية وقابلة للحماية بموجب حق المؤلف.
فالعديد من التكنولوجيات التي ستمكننا من التحول بنجاح إلى مستقبل أخضر ستنطوي على برامج حاسوب متطورة لإدارة الطلب وتحليل السلوكيات وتحقيق استخدام أكثر فعالية للموارد.
وسيتزايد وجود هذه التكنولوجيات في كل شيء بدءاً من العربات وانتهاءً بالعدادات الذكية. ولنذكر على سبيل المثال تكنولوجيا AzuriHomeSmart التي تقدم منتجات وخدمات شمسية للأسر المعيشية الخارجة عن الشبكة في جميع أنحاء أفريقيا.
وتستخدم التكنولوجيا التعلم الآلي لتكييف إنتاج الطاقة من الأنظمة الشمسية ليعكس متوسط استهلاك فرادي المستهلكين للكهرباء ويراعي الظروف المناخية. ويتيح التطور السريع للذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والتعلم العميق نطاقاً هائلاً لتعقب استخدام الموارد وتحقيق الاستفادة المثلى منها وتحسين الأداء البيئي في مجموعة من المجالات.
وتستخدم بالفعل تطبيقات الذكاء الاصطناعي من أجل مراقبة المرور وتقليل زمن الرحلات، وتوليد وفورات من الوقود؛ ومن أجل تعزيز السلامة العامة؛ وتقليل نفايات الأغذية إلى أدنى حد؛ وتحقيق الاستخدام الأمثل لعمليات التصنيع وأنظمة الأغذية الزراعية (ومن أمثلة ذلك الإنسان الآلي الزراعي المستقل؛ وأنظمة مراقبة المحاصيل والتربة والأنظمة الاستباقية لتوقع الآثار البيئية للطقس على غلات المحاصيل، وما إلى ذلك).
ويثير التطور السريع لهذه التكنولوجيات أسئلة مهمة ومناقشة دولية حول كيف يشجع نظام الململكية الفكرية وير الذكاء الاصطناعي وتطبيقه لدعم التقدم الإنساني، بما في ذلك التحول إلى مستقبل أخضر.
Lنظراً لأهمية معالجة مسائل مثل إدارة الموارد الطبيعية والوراثية، يكون للمعارف التقليدية دور رئيسي تؤديه في التصدي لتغير المناخ.
فكما تشير السيدة باتريشيا اسبينوزا، الأمين العام لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ: "يجب أن تشكل الشعوب الأصلية جزءاً من الحل لتغير المناخ. ذلك لأنكم تمتلكون المعارف التقليدية لأجدادكم. فالقيمة المهمة لهذه المعارف لا يمكن ببساطة -ولا يجب- التقليل منها. وأنتم أيضاً أساسيون في إيجاد حلول اليوم وفي المستقبل. ويقر بذلك اتفاق باريس بشأن تغير المناخ. فهو يعترف بدوركم في بناء عالم قادر على الصمود في مواجهة آثار المناخ."
والواقع أن الشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية وضعت على مدى آلاف السنين استراتيجيات للتخفيف من تغير المناخ والتكيف مع آثاره الضارة. فمثلاً، شعب موكن من جزر المحيط الهادئ أدرج أنظمة إنذار في فولكلوره لتسهيل الإبقاء عليه في حال حدوث تسونامي. وتوصلت المجتمعات في بنغلاديش إلى حدائق عائمة كطريقة للتصدي للفيضانات القصوى التي أصبحت متكررة أكثر من أي وقت مضى. والشعوب الأصلية في أستراليا تحدث حرائق صغيرة لتطهير الأرض، كتقنية لمنع حدوث المزيد من حرائق الغابات الشديدة.
وحين يبتكر أفراد المجتمع في إطار المعارف التقليدية وأشكال التعبير الثقافي، يمكنهم استخدام نظام الململكية الفكرية ماية ابتكاراتهم. غير أن المعارف التقليدية على هذا النحو- المعارف التي لها جذور قديمة والتي تكون في الغالب غير رسمية وشفوية- لا تحظى بحماية فعالة بموجب حقوق الململكية الفكرية تقليدية.
وهو ما دفع بعض البلدان إلى وضع أنظمتها الخاصة لحماية المعارف التقليدية وأشكال التعبير الثقافي. مما أدى أيضاً إلى عقد مفاوضات دولية من أجل وضع صكوك قانونية دولية بشأن الململكية الفكرية لموارد الوراثية، والمعارف التقليدية وأشكال التعبير الثقافي التقليدي.
وتعقد هذه المفاوضات في إطار لجنة الويبو الحكومية الدولية المعنية بالململكية الفكرية لموارد الوراثية والمعارف التقليدية والفولكلور (لجنة المعارف). وقد جددت الدول الأعضاء في الويبو ولاية اللجنة في عام 2019، مما يشير إلى أن البلدان لا تزال تعتقد بأن هذه المسائل تقتضي تسوية متعددة الأطراف.
وبالإضافة إلى لجنة المعارف، تقدم أيضاً شعبة الويبو المعنية بالمعارف التقليدية لمختلف أصحاب المصلحة مساعدات من أجل تعزيز القدرات ومساعدات تقنية تكميلية.
ويبو غرين التي أنشأتها الويبو في عام 2013 هي عبارة عن منصة إلكترونية تسعى إلى ربط الموردين والباحثين عن تكنولوجيات صديقة للبيئة.
وهدفها هو تحفيز الابتكار في هذا المجال ونشره على نطاق أوسع، والإسهام في الجهود التي تبذلها البلدان النامية من أجل التصدي للتحديات العالمية لتغير المناخ، والأمن الغذائي، والبيئة.
وهي تضم حالياً قوائم لما يزيد على 3,500 من التكنولوجيات والاحتياجات والخبراء، مع ما يزيد على 100 شريك ما بين شركات صغيرة ومتوسطة وشركات مصنفة ضمن مجلة Fortune 500. وهناك ما يزيد على 1,400 مستخدم في جميع أنحاء العالم وإلى الآن تم ما يزيد على 640 اتصالاً مما يؤدي إلى أوجه تعاون محتملة. وتوجه ويبو غرين خطة استراتيجية تركز على المساعدة على تسريع التحول إلى اقتصاد عالمي أكثر مراعاة للبيئة.
وتقدم قواعد بيانات ويبو غرين تكنولوجيات بدءاً بالنماذج الأولية وانتهاءً بالمنتجات القابلة للتسويق، والمتاحة للترخيص، من أجل التعاون والمشاريع المشتركة والبيع. وهي تضم أيضاً قائمة بالاحتياجات التي تحددها الشركات والمؤسسات والمنظمات غير الحكومية الباحثة عن تكنولوجيات من أجل معالجة مشكلات محددة بيئية أو متعلقة بتغير المناخ.
وتدير ويبو غرين عدداً من المشاريع التي يطلق عليها "Acceleration projects" والتي تركز على منطقة جغرافية معينة أو مجال تكنولوجي معين. وتتيح هذه المشاريع للموردين والباحثين عقد اتصالات ضرورية يمكن أن تؤدي إلى نقل أو نشر التكنولوجيا الخضراء. فعلى سبيل المثال، يركز مشروع جار في أمريكا اللاتينية على استكشاف تحديات محلية، وتحديد فرص خضراء محتملة، وبناء اتصالات في مجال الزراعة الذكية في مواجهة المناخ.
وتنشر ويبو غرين استعراضاً سنوياً للأنشطة والإنجازات. وهي استضافت أيضاً معارض للاختراعات الخضراء، مثل المعرض الذي يعرض التكنولوجيات التي تركز على أفريقيا، الذي نظم في الدورة 22 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، المعقودة في مراكش في شهر نوفمبر 2016. ومؤخراً، لفتت الويبو غرين الانتباه في الدورة 25 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، إلى دور الابتكار ونقل التكنولوجيا في المساعدة على نشر التكنولوجيات الزراعية الذكية في مواجهة المناخ في الأرجنتين والبرازيل وشيلي.
يعرض عدد من مكاتب الململكية الفكرية راء فحص معجل للبراءات المؤهلة للتكنولوجيات الخضراء، بهدف مساعدة هذه التكنولوجيات على الوصول إلى الأسواق على نحو أسرع وتعزيز إجراء المزيد من البحث والتطوير.
فمثلاً، في المملكة المتحدة، تتيح القناة الخضراء (التي استحدثت في عام 2009) لمودعي الطلبات طلب إجراء معالجة معجلة إذا كان للاختراع فائدة بيئية. وينبغي أن يبين الطلب كيف أنه يراعي البيئة وما هي الإجراءات التي يود التعجيل بها (البحث أو الفحص أو النشر). وترفض الطلبات التي من الواضح أنها لا تستند إلى أساس. وإلى الآن، استخدمت ما يزيد على 2,200 براءة منشورة القناة الخضراء وتستغرق الطلبات نحو 11 شهراً من الإيداع إلى المنح.
وقد انتهى البرنامج الرائد للتكنولوجيا الخضراء الذي أطلقه مكتب الولايات المتحدة للبراءات والعلامات التجارية في عام 2009، بعد تلقي3,500 طلب مؤهل. غير أنه لا يزال يمكن لمودعي طلبات البراءات استخدام برنامج الفحص ذي الأولوية (المسار 1) أو برنامج الفحص المعجل، اللذين يمضيان قدماً بالفحص ويحددان هدف اتخاذ قرار نهائي خلال 12 شهراً منذ بدء عملية التعجيل.
وتتضمن المكاتب الأخرى التي تتيح الفحص المعجل لطلبات البراءات المؤهلة للتكنولوجيا الخضراء المكاتب الواقعة في أستراليا وإسرائيل والبرازيل وجمهورية كوريا وكندا واليابان.