المصممون السلفادوريون يحدثون تأثيراً على المجتمعات المحلية
لقد شهدت السلفادور خلال السنوات الأخيرة ارتفاعاً في عدد شركات الأزياء الناشئة التي تقودها نساء، حيث برزت في المقدمة مصممات تتمتعن بموهبة رفيعة. واكتسبت بعض هؤلاء المصممات هيبة داخل البلد وخارجه بفضل خطوط الملابس والإكسسوارات لديهن، وذلك عن طريق إدخال الابتكار على التقنيات والمنتجات الحرفية التقليدية من أجل ابتداع تصاميم مبتكرة ذات خصائص أصلية. وإلى جانب ما تتسم به هذه المنتجات من سمات جمالية وجودة متميزة، فإنها تتيح فرص عمل وتساعد على إبقاء بعض الممارسات التقليدية حية. وحتى عهد قريب، كان العديد من التقنيات الحرفية يواجه خطر الاندثار في السلفادور بسبب عدم تقدير الحرف وعدم إعطائها القيمة التي تستحقها. ومن الناحية التاريخية، السلفادور هو أحد البلدان المنتجة الرائدة لصبغة اللون النيلي (الإنديغو) عالية الجودة. ورغم ذلك، تم الاستعاضة شيئاً فشيئاً عن هذه الصبغة الطبيعية بملونات صناعية جعلت الإنديغو يوشك على الاندثار. ونتيجة لذلك، يبذل المصممون جهوداً من أجل الحفاظ على التقنيات الحرفية عن طريق تصنيع منتجات لها تصاميم معاصر وتستخدم مواد أولية محلية.
واليوم، تستخدم شركات الأزياء السلفادورية الراقية التقنيات الحرفية التقليدية من أجل إضافة قيمة إلى منتجاتها. وقد أفضى ذلك إلى نهوض سريع في الحياكة التقليدية وتقنيات الصبغ بالإنديغو، وأصبح المصممون يعملون إلى جانب المجتمعات الأصلية للحرفيين السلفادوريين ويطبقون المعارف التقليدية في عملهم.
وتمثل العلامتانLuna Mena® و Eva Innocentiمثالين ملهمين على الطريقة التي يمكن أن يعمل بها التصميم والثقافة جنباً إلى جنب.
علامة Lula Mena®
تشتهر علامة Lula Mena® بالسلع الجلدية والمنسوجات المنزلية والملابس النسائية والمجوهرات، وتصنّع كذلك منتجات وتصاميم فريدة ومبتكرة ومصنوعة يدوياً ومراعية للبيئة وفقاً لمعايير التجارة العادلة. وهذه العلامة التي تحمل اسم مالكة الشركة، تولد الأمل وتحول حياة العديد من النساء الضعيفات في المناطق ذات المخاطر العالية في السلفادور.
وعن طريق إدماج التصميم مع المعارف التقليدية، تتبع مجموعات المنتجات التي تحمل علامة Lula Mena® المبادئ الخمسة التالية:
- مواد وأساليب إنتاج مراعية للبيئة؛
- والصناعة اليدوية؛
- ومعايير التجارة العادلة؛
- وتصاميم وتقنيات مبتكرة؛
- وتمكين النساء المحليات من أجل مساعدتهن على تحسين الظروف المعيشية لهن ولأسرهن.
وتؤدي الملكية الفكرية دوراً رئيسياً في شركة السيدة مينا. وتطور رائدة الأعمال منتجات تحمل العلامة التجارية Lula Mena® منذ 2013، وتدير أصول الملكية الفكرية لديها بعناية؛ إضافة إلى أن تصاميم مجموعاتها الأصلية مسجلة أيضاً في مكتب الملكية الفكرية الوطني.
وقد حصلت علامة Lula Mena® بالفعل على اعتراف وطني ودولي. وفي عام 2019، اختارت مجلة فوربس (Forbes) لأمريكا الوسطى والجمهورية الدومينكية هذه الشركة بوصفها واحدة من الشركات الثلاثين الواعدة لعام 2019. ومنحت مجلة فرست (FIRST) علامة Lula Mena® جائزة الرأسمالية المسؤولة، وهي ميدالية وُضعت لتكريم رؤساء الشركات الذين برعوا في النجاح التجاري والمسؤولية الاجتماعية.
علامة Eva Innocenti
وفاخرة ومصنوعة بعناية، أطلقت المصممة السلفادورية إيفا إينوسنتي علامتها المسماة Eva Innocenti، في عام 2015. ويُستوحى كل تصميم من حس الموضة العريق الذي تتمتع به السيدة إينوسنتي، ومن تقديرها للإتقان الحرفي. وينتج عن اهتمامها بالتفاصيل وشغفها بعناصر منتجاتها المصنوعة يدوياً مزيج من الجودة والأناقة الخالدة بلمسة عصرية.
وتكمن رؤية علامة السيدة إينوسنتي في إنشاء تصاميم جذابة وأنثوية من أجل النساء اللواتي يتمتعن بالأناقة والقوة والبراعة. ومن خلال إدماج أعلى الجلود السلفادورية جودة مع عناصر مصممة مطلية بذهب من عيار 24 قيراط، تصنع هذه المصممة تصاميم فريدة محببة لدى عملائها. وتتم صناعة المنتجات بشكل أخلاقي في السلفادور على يد خبراء حرفيين، ويكمن جزء من رسالة المصممة في تعزيز الحرفية السلفادورية الراقية من أجل إحداث أثر إيجابي في المجتمعات المحلية.
وتؤدي حماية الملكية الفكرية دوراً مهماً في النموذج التجاري لعلامة Eva Innocenti. وعندما أطلقت المصممة علامتها في عام 2015، سجلت العلامة التجارية "Eva Innocenti". وإضافة إلى وجود علامة تجارية مسجلة، تُسجل أيضاً التصاميم الفريدة لحقائبها الأصلية وسلعها الجلدية لدى المكتب الوطني للملكية الفكرية.
تمكين النساء كطريقة لتحقيق التغيير الاجتماعي
إضافة إلى الأثر الفوري التي تحدثه شركات الأزياء السلفادورية على الحرفيين في المجتمعات المحلية، تحدث أيضاً أثراً ثانوياً على القطاعات الاقتصادية في السلفادور.
وعلى الصعيد المحلي، يستفيد منتجو الجلد وقطاعا الزراعة والأزياء، على وجه الخصوص، إذ يوفرون المواد الأولية للمنتجات النهائية. وتؤكد السيدتان مينا وإينوسنتي التزامهما باتخاذ هذه القطاعات مصدراً للمواد الأولية، إضافة إلى الاعتماد على المهارات الحرفية للمجتمعات المحلية. وساهمت تقنيات الإنتاج المحلية والأخلاقية هذه في إضافة قيمة إلى منتجاتهما.
ويساعد العمل الذي تقوم به السيدة مينا والسيدة إينوسنتي على تمكين النساء بوصفهن معيلات للأسر المعيشية. وعن طريق توفير فرص عمل مستدامة، يستطيع الحرفيون تحسين جودة حياتهم.