أصحاب المصلحة يحتفلون بالذكرى السنوية العاشرة لاعتماد معاهدة مراكش التاريخية

يوليو 2023

بعد عشر سنوات من ضرب المطرقة، اجتمعت الدول الأعضاء والجهات المهنية الرئيسة خلال الجمعية العامة للويبو للاحتفال بالذكرى السنوية العاشرة معاهدة مراكش لتيسير النفاذ إلى المصنفات المنشورة لفائدة الأشخاص المكفوفين أو معاقي البصر أو ذوي إعاقات أخرى في قراءة المطبوعات، معاهدة الويبو الأسرع تقدّما.

قال المدير العام للويبو دارين تانغ إن معاهدة مراكش ليست مجرد نص قانوني، بل هي "تتعلق أيضًا بالفرص. فرصة لأطفال المدارس الذين يعانون من إعاقات بصرية أو إعاقات للدراسة بنفس وتيرة أقرانهم. فرصة للأشخاص في هذا المجتمع لمتابعة مهن كانت مغلقة دونها. والفرص المتاحة للمجتمع العالمي لدعم بعضهم البعض من خلال التبادل عبر الحدود وحركة المصنفات المتاحة بنسق ميسّر".

وقال السيد تانغ إن المعاهدة "في طريقها إلى أن تصبح معاهدة عالمية". وأشار أيضًا إلى أن معاهدة مراكش "كانت مبادرة رائدة في الشراكة مع المنظمات غير الحكومية لإحداث تأثير على أرض الواقع".

تحدث المدير العام عن الكيفية التي يمكن بها للتكنولوجيات الجديدة أن توسع انتشار وتسريع وتيرة عمل اتحاد الكتب الميسرة (ABC) وأشار إلى اتفاق تم إبرامه مؤخرًا مع شركة تاتا للخدمات الاستشارية في الهند حول حل برمجي جديد سيتم تعميمه على شركاء الاتحاد في البلدان النامية والأقل نمواً.  وسيساعد هذا البرنامج على زيادة عدد الكتب الميسّرة النفاذ للأشخاص المكفوفين أو ذوي إعاقات في قراءة المطبوعات.

وتحدثت السيدة مارتين أبيل-وليامسون، رئيسة الاتحاد العالمي للمكفوفين(WBU) ، في الحفل مشيرة إلى الدور المحوري للاتحاد العالمي للمكفوفين في الدعوة للمعاهدة والجهود الجارية لضمان تنفيذها الكامل. مشيرة إلى وجود فجوة بين المصادقة والتنفيذ في بعض الدول الأعضاء، ودعت المجتمع الدولي إلى مضاعفة جهودنا والعمل بشكل تعاوني لسد فجوة التنفيذ هذه، وضمان أن تصبح إمكانات معاهدة مراكش التحويلية حقيقة واقعية للجميع.

وبعد تجربتها كفتاة كفيفة نشأت في جنوب إفريقيا مع نفاذ محدود إلى الكتب المدرسية، رأت السيدة برافينا سوخراج إيلي، المسؤولة الرئيسية وأمين الخزانة في المجلس الدولي لتعليم الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، أن اعتماد المعاهدة هو "نقطة تحول هائلة في رحلة الوصول والإدماج والمشاركة للأشخاص ذوي الإعاقات البصرية أو إعاقات أخرى في قراءة المطبوعات" وحثت مجتمع المعوقين على مواصلة الدعوة إلى المصادقة على المعاهدة وتنفيذها.

مكفوفٌ بسبب انفجار لغم أرضي عندما كان في التاسعة من عمره، شارك السيد دانغ هواي فوك، المدير التنفيذي لمركز ساو ماي للتكنولوجيا المهنية والمساعدة للمكفوفين، وهو عازف موسيقي، فرحه بأن بلاده قد صادقت مؤخرًا على المعاهدة ونفّقت أحكامها التي ستسهل الآن التبادل عبر الحدود للكتب المتاحة والموسيقى بنسق برايل من خلال اتحاد الكتب الميسّرة.

وقال السيد هوغو سيتزر، الرئيس التنفيذي لمؤسسة مانوال موديرنو والرئيس السابق لجمعية الناشرين الدولية (IPA) ، إن الجمعية قد دعمت المعاهدة منذ اعتمادها، كما أن مجموعة كبيرة من الناشرين في جميع أنحاء العالم تدعم أهداف المعاهدة وتعمل تعميم النشر الميسّر. وقال إنه يجب على الجميع الالتزام بمواصلة العمل في هذا الاتجاه. وتأكيدا على ذلك، استشهد بمثل بوذي: "إذا كنت في الاتجاه السليم، فكل ما عليك فعله هو الاستمرار في المشي."

وأشاد مؤلف كتب الأطفال توني برادمان، متحدثًا باسم المنتدى الدولي للمؤلفين (IAF)، بالإنجازات العظيمة للمعاهدة حتى هذه اللحظة، وحث جميع أصحاب المصلحة على مواصلة دعمهم، مشيرًا إلى أنه "يجب أن ندرك أن مثل هذه الاتفاقيات تحقق شيئًا واحدًا فوق كل شيء، ألا وهو هو الأمل في المستقبل."

هذه المعاهدة التي تضم 93 طرفًا متعاقدًا وتشمل 119 دولة، تتصدى لـ"مجاعة الكتاب" من خلال مطالبة الأطراف المتعاقدة بتبني أحكام القانون الوطني التي تسمح بنسخ وتوزيع وإتاحة المصنفات المنشورة في أنساق ميسّرة النفاذ من خلال التقييدات والاستثناءات على حقوق أصحاب حق المؤلف.

كما تنص على تبادل هذه المصنفات في أنساق ميسّرة عبر الحدود من قبل المنظمات التي تخدم المكفوفين أو ذوي إعاقات في قراءة المطبوعات. فهي تنسق التقييدات والاستثناءات حتى تتمكن هذه المنظمات من العمل عبر الحدود. وبفضل مشاطرة هذه المصنفات بنسق ميسّر في زيادة العدد الإجمالي للأعمال المتاحة، والقضاء على الازدواجية وزيادة الكفاءة. فبدلاً من قيام خمسة بلدان بإنتاج نسخ بنسق ميسّر لنفس العمل، يمكن لكل بلد من البلدان الخمسة إنتاج نسخة بنسق ميسّر لعمل واحد مختلف، ثمّ مشاطرته مع كل واحد من البلدان الأخرى.