تثمين "تمر دقلة نور طولقة"
9 أكتوبر 2024
نظّمت المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) بالاشتراك مع وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والمعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية (INAPI).
”1“ في 24 سبتمبر الماضي، في بسكرة، ورشة عمل حول الإدارة الجماعية للمؤشر الجغرافي ”تمر دقلة نور طولقة“ وحوكمته لفائدة المنتجين والسلطات المحلية وأصحاب المصلحة في القطاع.
”2“ في 25 سبتمبر، في الجزائر العاصمة، ورشة عمل إعلامية لفائدة السلطات المختصة وأصحاب المصلحة في سلسلة القيمة للمؤشر الجغرافي ”تمر دقلة نور طولقة“.
ركّزت ورشة العمل التي عُقدت في بسكرة بشكل رئيسي على توعية المنتجين بأهمية مرحلة ما بعد تسجيل المؤشرات الجغرافية، وبخاصة حماية المؤشر الجغرافي "تمر دقلة نور طولقة“.
وهذا المنتج الزراعي الرمزي محمي بموجب مؤشر جغرافي منذ 22 سبتمبر 2016 لأنه يتسم بصفات وسمعة وخصائص ترجع أساساً إلى مكان منشئه. وباعتبار المؤشر الجغرافي وسيلة لتثمين المنتجات وأداة فعالة ضد المنافسة غير العادلة والتقليد، فإن الأمر متروك للمنتجين للاستفادة على أكمل وجه من جميع تلك الجوانب. فيجب أن يكونوا مجهّزين بشكل جيد للاستفادة الفعالة من حقوق ملكيتهم الفكرية بعد التسجيل. وللقيام بذلك، يجب أن يكونوا منظّّمين كما ينبغي وملتزمين ومزوّدين بالمعارف المناسبة لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من حقوق ملكيتهم الفكرية.
وفي هذا الصدد، يكمن أحد العوامل الرئيسية للنجاح في الحوكمة الرشيدة لمجموعة المنتجين التي تقف وراء المشروع، وهي المسؤولة عن ضمان الامتثال للمواصفات المحدّدة والدفاع عن المؤشر الجغرافي والترويج له وتثمينه.
وللحفاظ، تحديداً، على سمعة ”تمر دقلة نور طولقة“ وخصائصها الفريدة المرتبطة بالبيئة الجغرافية والبشرية المحدّدة التي تُنتج فيها، يجب على مجموعة المنتجين ضمان الالتزام بالمعايير المنصوص عليها في المواصفات وضمان المراعاة التامة لشروط وعملية الإنتاج. ويُعد الامتثال للقواعد المنصوص عليها في المواصفات شرطاً أساسياً لكسب ثقة المستهلكين. ويولي المستهلكون بشكل متزايد اهتماماً كبيراً بالمنشأ الجغرافي للمنتجات وأصالتها. وغالباً ما يقيم هؤلاء صلة مباشرة بين منشأ المنتج وصفاته أو خصائصه أو سمعته. ولذلك فإن خطة المراقبة تحدّد دائماً كيفية التحقّق من القواعد المنطبقة على المؤشر الجغرافي.
وسيكون لمراقبة الجودة بشكل جيد وللحماية القانونية، حتماً، أثر إيجابي. ومن شأن هذان العاملان أن يزيدا من قيمة المنتج ويمنحانه ميزة تنافسية في الأسواق.
وجمعت ورشة العمل، التي عُقدت في 25 سبتمبر في الجزائر العاصمة، ممثلين عن جميع القطاعات المعنية وأتاحت الفرصة لبحث التحديات التي تواجه الجهات الفاعلة في سلسلة القيمة ( المنتجون والمحوّلون والموزّعون). وكان هدفها الرئيسي هو زيادة وعي السلطات الوطنية المختصة وأصحاب المصلحة الآخرين بالفوائد المحتملة للمؤشر الجغرافي بالنسبة للمنتجين المحليين، كأداة من أدوات الملكية الفكرية الكفيلة بتحسين وصول المنتجات المحلية إلى الأسواق مع الحفاظ على معايير الجودة المشتركة وأساليب الإنتاج التقليدية.
واتُفق على وضع خطة عمل، قبل نهاية العام، بهدف تعزيز القدرات التقنية للمنتجين والسلطات المختصة وأصحاب المصلحة في سلسلة القيمة الخاصة بالمؤشر الجغرافي ”تمر دقلة نور طولقة“ بغرض تحسين الإدارة الجماعية لذلك المؤشر الجغرافي وضمان أن يعود بفوائد ملموسة على الجهات الفاعلة في سلسلة القيمة ويسهم في تحسين الاقتصاد المحلي. وستتناول خطة العمل المذكورة، من بين أمور أخرى، تعزيز الحوكمة الداخلية للمجموعة صاحبة المؤشر الجغرافي، وأنظمة المراقبة والتصديق، واستراتيجية الإيسام والتسويق. وستراعي هذه الاستراتيجية البيئة المؤسسية والقيود التي تفرضها.
وبشكل عام، تساهم المؤشرات الجغرافية في التنمية المحلية والحفاظ على المعارف التقليدية وموروثات الأجداد، فضلاً عن صون البيئة وتعزيز السياحة.
وأُطلق برنامج دعم المؤشر الجغرافي ” تمر دقلة نور دي طولقة“ في 12 ديسمبر من العام الماضي، وهو جزء من مشروع الويبو المعنون ”تمكين الشركات الصغيرة من خلال الملكية الفكرية: وضع استراتيجيات لدعم المؤشرات الجغرافية أو العلامات الجماعية في فترة ما بعد التسجيل "
ووافقت لجنة الويبو المعنية بالتنمية والملكية الفكرية على هذا المشروع الرائد في عام 2022 لصالح الجزائر والبرازيل وأوغندا وباكستان.
والهدف من المشروع هو استحداث أدوات ومبادرات لبناء القدرات بغرض تمكين مستخدمي أو أصحاب المؤشرات الجغرافية في البلدان النامية من الاستفادة بفعالية من حقوق ملكيتهم الفكرية بعد التسجيل. وينبغي استخدام ذلك التسجيل لتحسين القدرة التنافسية للمنتجات، مما يزيد من دخل مستخدمي تلك الحقوق أو أصحابها ويساعد في تنمية مناطق الإنتاج.