الذكاء الاصطناعي من منظور صيني

مقابلة مع هايفنغ وانغ، شركة بايدو

هل ترى أن اتجاهات إيداع براءات الذكاء الاصطناعي والمنشورات العلمية الموصوفة في اتجاهات الويبو التكنولوجية تتوافق مع معرفتك وخبرتك في هذا المجال؟

من بين تقنيات الذكاء الاصطناعي كان مجال تعليم الآلة، وخاصة التعلم العميق، أكثر مجال أحرز فيه تقدّم في السنوات العشر الماضية تقريبًا. وبالنسبة للتطبيقات الوظيفية، فقد أظهرت قدرة الحاسوب على الرؤية ومعالجة الكلام ومعالجة اللغة الطبيعية إمكانات صناعية هائلة استخدمت في التطبيقات العملية. وتتطابق هذه التطورات مع اتجاهات البراءات والمنشورات العلمية.

والبحث في تقنيات الذكاء الاصطناعي في الجامعات الصينية يقترب أكثر فأكثر من مستوى أفضل الجامعات النظيرة في العالم.

هايفينغ وانغ

يظهر البحث المذكور في التقرير عددا ملحوظا من البراءات الواردة من الجامعات الصينية ومعاهد البحوث في مجال الذكاء الاصطناعي. كيف تفسر هذه النتائج وما هي المجالات التي تنشط فيها الجامعات الصينية بشكل خاص؟

والبحث في تقنيات الذكاء الاصطناعي في الجامعات الصينية يقترب أكثر فأكثر من مستوى أفضل الجامعات النظيرة في العالم. وبالنسبة لبعض تقنيات الذكاء الاصطناعي، ردمت الفجوة المعرفية بين الجامعات الصينية ومؤسسات الأبحاث العملاقة بسرعة، وأصبحت الفجوة أصغر فأصغر؛ وبالنسبة لبعض التطبيقات الوظيفية، فقد أحرزنا تقدمًا كبيرًا وربما قد تفوقنا ببضع خطوات لاعبين رئيسيين آخرين. وسبب هذه النتائج، النمو المستمر لمواهب الذكاء الاصطناعي في الصين بفضل جهود الشركات ذات الصلة مثل بايدو، والتعاون مع الجامعات الصينية لتسريع الابتكار التكنولوجي ورعاية المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي.

هل تؤثر سياسات الذكاء الاصطناعي الوطنية على مستوى النشاط؟

أدرج الذكاء الاصطناعي في الخطة الاستراتيجية الوطنية للصين منذ عام 2016. وقد أصدرت الحكومة العديد من السياسات لدعم تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، ابتداء من حماية رأس المال والملكية الفكرية وصولا إلى تنمية الموارد البشرية والتعاون الدولي. وإلى جانب التركيز على الدراسات النظرية، تعزز هذه السياسات أيضًا الموارد المتعلقة بدمج الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد الحقيقي.

هل ترى أي تحول في تحديد أولويات الذكاء الاصطناعي منذ أخر "طفرة" أحدثها؟

يمكن تلخيص أخر "طفرة" في الذكاء الاصطناعي كقفزة كبيرة للتطبيقات الوظيفية بفضل انفجار البيانات الضخمة وقوة الحوسبة والخوارزميات المتقدمة المستمرة. وحان الوقت الآن ليكون لتطبيقات الذكاء الاصطناعي أثر حقيقي في الاقتصاد. ويمكن وصف تطبيقات الذكاء الاصطناعي بأنها تكامل منظم بين مختلف التطبيقات الوظيفية والاستمرار في تطويرها من خلال البيانات الحقيقية والسيناريوهات التجارية العمودية.

ما هي العوامل الحاسمة في نقل الذكاء الاصطناعي من البحث إلى السوق؟

البيانات والسيناريوهات المطبقّة هي أكثر العوامل أهمية في عملية النقل من البحث إلى السوق. والجمع بين تقنيات الذكاء الاصطناعي المختلفة والتطبيقات الوظيفية مهم أيضا لتحقيق النتائج الأكاديمية للتطبيق الصناعي.

وإضافة إلى ما سبق، تتعاون الجامعات الصينية ومؤسسات الأبحاث والشركات الخاصة تعاونا وثيقا لإجراء أبحاث في مجال الذكاء الاصطناعي ونقل التكنولوجيا الناجمة عنه بسلاسة، من خلال تنفيذ برامج تدريب مواهب الذكاء الاصطناعي وإنشاء مختبرات تعاونية وغير ذلك.

ما هو برأيك الحدث الكبير القادم في مجال الذكاء الاصطناعي؟

رغم صعوبة تحديد أمر واحد على أنّه الحدث الكبير القادم في مجال الذكاء الاصطناعي، إلّا أن من الممكن تحديد مكمن تحديات الذكاء الاصطناعي وفرصه: وهي آليات تعليم شبيهة بتعلّم الإنسان، وتطبيقات وظيفية متآزرة مع المعرفة، ومجموعات من التطبيقات الوظيفية المختلفة المتكاملة مع الأجهزة، وتطبيقات ذكاء اصطناعي مخصصة ببيانات حقيقية وسيناريوهات عمودية.

ما هي برأيك التحديات والفرص الممكنة للذكاء الاصطناعي؟

بالنسبة لتقنيات الذكاء الاصطناعي، فإن أحد أكبر التحديات هو دراسة آلية الذكاء للتعلم من عينات صغيرة الحجم وبتكلفة منخفضة للطاقة. وبالنسبة للتطبيقات الوظيفية، فقد تصل التقنيات المتقدمة مثل رؤية الحاسوب ومعالجة الكلام ومعالجة اللغة الطبيعية إلى المستوى التالي من خلال تسخير المعرفة المكتسبة.

وبالنسبة للصناعة، فهناك توجّه لدمج الأجهزة والبرمجيات لجعل تقنيات الذكاء الاصطناعي أكثر قابلية للتطبيق العملي. ويمكن أن تكون أطر التعلم العميق بواسطة رقائق الذكاء الاصطناعي فرصة جديدة للاعبين الساعين إلى السيطرة على صناعة الذكاء الاصطناعي المستقبلية.

وبالنسبة لأنظمة التطبيقات، فقد أصبحت الحاجة عظيمة إلى الجمع بين تقنيات الذكاء الاصطناعي المختلفة والتطبيقات الوظيفية. وينبغي أن تكون أنظمة تطبيقات الذكاء الاصطناعي متكاملة مع سيناريوهات الأعمال.

إلى أي مدى يشغل الذكاء الاصطناعي جزءًا من استراتيجية أعمال شركة بايدو؟

بدأت بايدو التخطيط بشأن الذكاء الاصطناعي عام 2010، وصبت جهود البحث والتطوير في معالجة اللغات الطبيعية والكلام وتعليم الآلة ورؤية الحاسوب والتعلم العميق ورسم المعرفة وما إلى ذلك. وفي عام 2013، أعلنت بايدو عن إنشاء أول معهد في العالم يركز على دراسة التعلم العميق. وفي مارس 2017، أنشأت بايدو مجموعة أعمال جديدة، وهي مجموعة الذكاء الاصطناعي، لتنظيم الإدارات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، بهدف تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعزيز تطبيقاته. وحاليا، تبرز بايدو كواحدة من أكبر الناشطين في مجال الذكاء الاصطناعي في العالم. ويعمل في بايدو أكثر من 10000 مهندس بحث وتطوير، وتبلغ استثمارات البحث والتطوير السنوية حوالي 2 مليار دولار أمريكي. ويمثل البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي نسبة كبيرة من لااستثمارات المذكورة. وتعتمد أعمال بايدو الحالية على تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي الرائدة أو تصاغ باستخدامها، وتعمل بايدو باستمرار على توسيع قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي من أجل تنمية النظام الإيكولوجي للصناعة بأكملها.

هل ترى أي تحولات جديرة بالاهتمام بين عمالقة الصناعة في مختلف مجالات الذكاء الاصطناعي؟

كل عمالقة الصناعة، بما في ذلك بايدو، متفائلون بشأن اتجاهات تنمية الذكاء الاصطناعي، ويركز كل منهم على نقاط قوته لاتخاذ المزيد من إجراءات التنمية وإحراز مزيد من التقدم.

كيف تقرأ أثر الذكاء الاصطناعي على الاقتصاد؟

لقد أثّر الذكاء الاصطناعي تأثيرا واضحا على الاقتصاد العالمي، وقد يساهم في النمو الاقتصادي بشكل مطّرد. فمن ناحية، يمكن أن يكمّل الذكاء الاصطناعي العمل الحالي والأصول الموجودة ويزيد من قدرة العمال وكفاءة رأس المال؛ ومن ناحية أخرى، قد يشجّع الذكاء الاصطناعي على الابتكار ويلهم الصناعات الجديدة الناشئة.