كيف يمكن حماية الأسرار التجارية؟
تستمر الأسرار التجارية ما دامت المعلومات القيمة من الناحية التجارية سرية، وتكون محمية بموجب التدابير المعقولة للحفاظ على السر. ويختلف ما هو "معقول" بناءً على المعلومات المتوافرة وقيمتها وعدد من الظروف الأخرى.
وإليك بعض الأمثلة على التدابير:
- جعل المعلومات سرّية قدر الإمكان؛
- الحد من إمكانية النفاذ إلى المعلومات من خلال وضع قيود مادية وتكنولوجية؛
- إبرام اتفاقات عدم الإفصاح مع الموظفين والمورّدين والشركاء، لمنع الجهات المتلقية من الإفصاح عن المعلومات السرية أو استخدامها دون تصريح؛
- التحقق دورياً من "وجوب" اطلاع كل من الموظفين على المعلومات ذات الصلة بالأسرار التجارية.
- خلق ثقافة بين الموظفين تحرص على إبقاء السرّيّة من بين الأولويات.
نصيحة خبير - من الممكن دمج حماية الأسرار التجارية مع أنواع حماية الملكية الفكرية الأخرى. مثلاً، فيما تختص البراءات بحماية الخصائص التقنية لمنتج ما، من شأن الأسرار التجارية أن تحمي الإعدادات المحددة التي تحسّن أداء ذلك المنتج. بالإضافة إلى ذلك، قد يحمي حق المؤلف الشفرة المصدرية والنصوص والرسوم التي يتضمنها دليل المستخدم الخاص بالمنتج، وقد تحمي التصاميم الصناعية هيئته الجمالية وملمسه، وقد تحمي العلامة التجارية شعار المنتج.
خطوات عملية لتنفيذ استراتيجية الأسرار التجارية
في أحيان كثيرة، يكون الموظفون، عن غير قصدهم، أكبر مسبّب لخسارة الشركات أسرارَها التجارية. فتوخّي الوضوح منذ بداية المطاف قد يحد من ذلك الخطر.
ويجب أن تحدد عقود العمل التزامات الموظفين بشكل واضح، بما في ذلك التزامهم بعدم الإفصاح عن المعلومات السرية دون الحصول على إذن صريح. ويجب عليك تدريب الموظفين لتحديد المعلومات التي تعتبرها الشركة سرية، بالإضافة إلى الخطوات المتّبعة للحفاض على سريتها.
وعند تعيين موظفين جدد، بإمكان الشركة استخدام قائمة مرجعية للالتحاق بالعمل تلزمها بتأكيد التزامهم بشروط السرية تجاه صاحب العمل السابق. وذلك يساعد الشركات على الحد من خطر الاستحواذ غير المشروع على الأسرار التجارية التي يملكها صاحب العمل السابق.
اللحظة التي يغادر فيها أحد الموظفين الشركة هي لحظة مهمة لحماية الأسرار التجارية التي تملكها الشركة. فاطلب(ي) من الموظفين الذين يوشكون على الغادرة أن يعيدوا المعلومات والمواد السرية التابعة للشركة. واحرص(ي) على أنهاء إمكانيات النفاذ التي كان يمتّع بها هؤلاء الموظفون والتي تصلهم بمعلومات سرّية، على غرار البريد الإلكتروني والحسابات وما إلى ذلك.
وتتمثل إحدى الممارسات الفضلى في إجراء مقابلة نهاية الخدمة مع كل موظف يغادر الشركة. وخلال المقابلة، يُنصح بأن يذكَّر الموظّف بالتزاماته الجارية تجاه الشركة ويُطلب منه الإقرار بها خطياً.
وفيما تفرض بعض القوانين قيوداً على مدى استخدام اتفاقات عدم التنافسية التي تقيّد انتقال العمّال إلى وظائف جديدة وتمنعهم من استخدام المهارات التي اكتسبوها في وظائفهم السابقة، يُحفظ واجب احترام الطابع السري لأسرار صاحب العمل عمومًا، على الأقل لفترة معينة بعد مغادرة الموظف الشركة.
يوصى بإبرام اتفاقات عدم الإفصاح مع الشركاء المحتملين، بما فيهم العملاء والمورّدين. ويمكن القيام بذلك من خلال اتفاق بسيط في أول العلاقة. ويجب الحرص على مراجعة الالتزامات الواردة في أي اتفاق مع الغير وتحديثها إذا لزم الأمر.
اعتمد(ي) قواعد السلوك والأخلاقيات التي تمنع الممارسات غير المشروعة وغير الأخلاقية للتخفيف من المخاطر. على سبيل المثال، يجب إنهاء الموظفين والشركاء التجاريين عن استخدام هويات مزيفة للوصول إلى مواد مخصَّصة لفئة معيَّنة على المواقع الإلكترونية، أو لحضور جلسات مغلقة في مؤتمرات صناعية، أو عند طلب أحد منتجات شركة منافسة، أو عند استخدام إحدى خدمات شركة منافسة.
الإنفاذ
تحمي الأسرار التجارية أصحابها من الاستحواذ غير المصرح به على المعلومات السرية أو الكشف عنها أو استخدامها من قبل الغير. قد تكون عملية إثبات أن شخصاً ما قد استخدم سرك التجاري بشكل غير قانوني عملية شاقة، وهي في بعض الحالات تقلل من قيمة سرك التجاري أو تضيعها بالكامل، فيحدث ذلك على سبيل المثال، إذا لم يكن السرّ محمياً بشكل كافٍ من الإفصاح العلني في طور الإجراءات القضائية. وقد تختلف إجراءات الإنفاذ والأمور التي عليك إثباتها من بلد إلى آخر.
فعليك أن تكون جاهزاً للتصرف بسرعة والحرص على توافر الوثائق لإظهار أنك تملك سراً تجارياً. إذا كنت مرتاب(ة) في أن شخصاً ما قد سرق سرك التجاري أو استخدمه دون إذنك، عليك التصرّف بسرعة. وقد يتسنى لك وضع حدّ للاستخدام من أجل التخفيف من الضرر عن طريق التدابير الأولية.
تذكّر(ي) أن الأسرار التجارية من شأنها أن تحمي مالكها فقط من الاستخدامات غير المصرح بها لمعلوماته السرية وبطريقة تتعارض مع الممارسات التجارية النزيهة. ولا تسري أي حماية في حال حصول شخص آخر على المعلومات عينها عن طريق سبل مثل التطوير المستقلّ أو الهندسة العكسية من قبل الآخرين، أو تسرّب المعلومات السرية بسبب فشل مالكها في اتخاذ الخطوات المعقولة التي من شأنها الحفاظ على سريتها، أو انتشار السر عامةً في الأوساط الصناعية ذات الصلة.