بيان الويبو بشأن الملكية الفكرية وكوفيد-19؛ في اجتماع مجلس تريبس يوم 20 يوليو
Tue Jul 20 16:13:00 CEST 2021
في 20 يوليو، أدلت مديرة شعبة العلاقات الخارجية للويبو دليلة حمو بالبيان التالي أمام مجلس تريبس.
حضرة الرئيس، حضرات المندوبين الموقرين، صباح الخير،
لا تزال الجائحة العالمية تدمر حياة الناس وسبل عيشهم في جميع أنحاء العالم. ورغم أن التهديد بدأ يدخل ضمن نطاق السيطرة في بعض البلدان، فإن العديد من البلدان الأخرى ما زالت تعاني من الآثار الكاملة للجائحة.
والانتصار في المعركة ضد كوفيد-19 هو التحدي الأكثر إلحاحا حالياً في العالم. وإيجاد سبل تضمن إنتاج اللقاحات على الصعيد العالمي للتغلب على النقص العالمي في اللقاحات عامل جوهري في هذا المسعى. ولنتذكّر أنه لا أحد في مأمن حتى نكون جميعا في مأمن.
وعبقرية الإنسان هي مصدر الأمل الكبير. وقد شهدنا العام الماضي أسرع عملية تطوير وتوزيع للقاحات في التاريخ. ومن المتوقع أن تسريع إنتاج لقاحات كوفيد-19 في الأشهر المقبلة سيوصل حجم الإنتاج إلى حوالي 11 مليار جرعة بحلول نهاية العام. ورغم أن هذه أنباء سارة للغاية، لا يزال هناك الكثير مما ينبغي فعله لضمان وصول هذه اللقاحات المنقذة للحياة إلى جميع المجتمعات في كل أنحاء العالم.
وبخلاف التغلب على هذا الوباء، نحن بحاجة أيضاً للعمل معاً بهدف دعم البلدان وهي ترسي أسس إعادة البناء في مرحلة ما بعد كوفيد-19. وتسخير الطاقات الابتكارية والإبداعية لشعوبنا، وبناء نظام عالمي متوازن وفعال للملكية الفكرية يدعم هذه الجهود، سيكونان عاملين أساسيين لإعادة البناء على نحو أفضل.
ومواكبة لسير المناقشات المهمة في هذا المنتدى، تلتزم الويبو باتخاذ التدابير اللازمة لدعم الهدف المشترك المتمثل في الحصول العادل على لقاحات كوفيد-19 وعلاجاته وتشخيصاته والتكنولوجيات الصحية الأخرى. غير أن هذا التحدي المقبل معقد ومتعدد الجوانب ويتطلب إجراءات متضافرة على مستوى الوكالات.
ولهذا السبب يسرنا شديد السرور تعزيز التعاون الثلاثي بين الويبو ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة التجارة العالمية. وفي الشهر الماضي، التقى المدراء العامون للويبو ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة التجارة العالمية لرسم الخطط لمزيد من التعاون بغية التصدي لجائحة كوفيد-19 وغيرها من التحديات الملحة في نقطة تقاطع الصحة العامة والملكية الفكرية والتجارة.
وما فتئت الأفرقة التابعة للوكالات الثلاث تعمل جاهدة على تجسيد هذه التطلعات.
وقد اتفقنا على تنظيم سلسلة من حلقات العمل الخاصة ببناء القدرات لتعزيز تدفق أحدث المعلومات عن المستجدات الحالية فيما يتعلق بالجائحة وأوجه الاستجابة لتحقيق الحصول المنصف على التكنولوجيات الصحية لمكافحة كوفيد-19. وستركز حلقة العمل الأولى، المقرر عقدها في سبتمبر، على نقل التكنولوجيا وترخيصها.
واتفقنا على إطلاق منصة مشتركة للمساعدة التقنية الثلاثية لدعم البلدان في تقييم احتياجاتها غير الملبّاة من اللقاحات والأدوية المضادة لكوفيد-19 والتكنولوجيات ذات الصلة وترتيب أولوياتها والاستجابة لها. ولا يزال العمل جاريا في هذا الشأن وسنشارككم مزيداً من التفاصيل في الوقت المناسب.
ومع تسارع سير العمل الثلاثي، أعلن المدير العام دارين تانغ الأسبوع الماضي عن حزمة من الخدمات والتدابير على صعيد الويبو بهدف دعم الدول الأعضاء في التغلب على جائحة كوفيد-19 وإعادة البناء.
وتغطي الحزمة خمسة مجالات تتمتع فيها الويبو بتجارب وخبرات داخلية كبيرة وهي: المساعدة في مجال السياسيات والتشريعات؛ والمساعدة التقنية وتكوين الكفاءات؛ ودعم الابتكار ونقل التكنولوجيا؛ وتسوية منازعات الملكية الفكرية؛ والموارد المعرفية. ويمكن الاطلاع على التفاصيل الكاملة في موقع الويبو الإلكتروني وفي صفحة الخدمات وتدابير الدعم المتعلقة بكوفيد-19.
وتكمل هذه الحزمة تدابير الويبو طويلة الأمد الأخرى بشأن التصدي للجائحة، مثل أداة تتبع السياسات بشأن كوفيد-19 وعملنا الرامي إلى دعم تجهيز بيئة مواتية لنقل التكنولوجيا وترخيصها. والواقع أننا نعقد اليوم حلقة عمل عن دور سياسات نقل المعارف، وهي الأولى في سلسلة من الندوات التي تركز على الابتكار في زمن جائحة كوفيد-19.
حضرة الرئيس، حضرات المندوبين الموقرين،
تشارك الويبو منذ فترة طويلة في مداولات هذا المجلس الموقر، وتتابع عن كثب المداولات الهامة التي تجريها الحكومات الأعضاء في منظمة التجارة العالمية بشأن المقترحات المتعلقة بكوفيد-19 في مجلس تريبس. ونحن مستعدون لتقديم المساعدة القانونية والتقنية وفقا للمادة 67 من اتفاق تريبس، والمادة 4 من اتفاق الويبو ومنظمة التجارة العالمية.
ونتطلع إلى العمل مع شركائنا الأساسيين في جميع أنحاء العالم من أجل دعم الجهود الجماعية الرامية إلى وضع نهاية لجائحة كوفيد-19 وإعادة البناء بطريقة أكثر شمولا واستدامة.
وباسم الويبو أشكركم، حضرة الرئيس، على جهودكم الدؤوبة في توفيق الآراء لتحقيق هذه الأهداف المشتركة.
حضرة الرئيس، حضرات المندوبين الموقرين، شكراً لحسن إصغائكم.