إلحاقا بقرار الجمعية العامة للويبو التي اجتمعت في دورة استثنائية يومي 17 و18 ديسمبر 2012 واللجنة التحضيرية التي تلتها، ستتولى المملكة المغربية استضافة المؤتمر الدبلوماسي المعني بإبرام معاهدة لتيسير نفاذ الأشخاص معاقي البصر والأشخاص العاجزين عن قراءة المطبوعات إلى المصنفات المنشورة، وسيُعقد المؤتمر في مدينة مراكش.
والغرض من المؤتمر هو اعتماد معاهدة دولية لتحسين نفاذ العدد الكبير من الأشخاص معاقي البصر والأشخاص العاجزين عن قراءة المطبوعات على الصعيد العالمي إلى المصنفات المحمية بحق المؤلف.
وباب المشاركة في المؤتمر مفتوح لوفود الحكومات وممثلي المنظمات الحكومية الدولية والمنظمات غير الحكومية وغير ذلك من المدعوين إلى المؤتمر. ولمزيد من التفاصيل يُرجى الاطلاع على المادة 2 من مشروع النظام الداخلي.
وهناك أكثر من 285 مليونا من المكفوفين ومعاقي البصر في العالم يعيش 90 بالمائة منهم في البلدان النامية. وخلصت دراسة استقصائية أجرتها الويبو في عام 2006 إلى أنّ عدد البلدان التي ترد في قوانينها الخاصة بحق المؤلف بنود تحدّد تقييدات واستثناءات لفائدة الأشخاص معاقي البصر يقلّ عن 60 بلدا، وذلك فيما يخص، مثلا، نُسخ البراي أو النُسخ المكتوبة بأحرف مضخّمة أو النُسخ السمعية المرقمنة للنصوص المحمية بحق المؤلف. وعلاوة على ذلك ونظرا للطابع "الإقليمي" الذي يتسم به حق المؤلف فإنّ تلك الاستثناءات، في حال وجودها، لا تشمل عادة استيراد أو تصدير المصنفات المحوّلة إلى أنساق ميسّرة، حتى بين البلدان التي تطبق قواعد مماثلة. وعليه لا بدّ للمنظمات المعنية في كل بلد من التفاوض مع أصحاب الحقوق للحصول على تراخيص تسمح بتبادل النُسخ المُعدة بأنساق خاصة عبر الحدود، أو تسمح لها بإنتاج موادها الخاصة، ممّا يُعد أمرا مكلّفا يحدّ بشدة من فرص نفاذ الأشخاص معاقي البصر إلى المصنفات المطبوعة بكل أنواعها. ويشير الاتحاد العالمي للمكفوفين إلى أنّه لا يُتاح في أنساق ميسّرة لفائدة للأشخاص معاقي البصر إلاّ أقلّ من 5 بالمائة من أصل مجموع الكتب التي تُنشر على مستوى العالم كل عام والبالغ عددها مليون كتاب تقريبا.
وممّا أعطى مزيدا من الزخم لمحادثات الويبو اعتماد اتفاقية الأمم المتحدة لعام 2006 بشأن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، التي تنص (في المادة 3.30) على ضرورة التأكّد من أنّ القوانين التي تحمي حقوق الملكية الفكرية لا تشكّل عائقا تعسفيا أو تمييزيا يحول دون استفادة الأشخاص ذوي الإعاقة من المواد الثقافية.
وسيسهم اعتماد صك جديد في تحسين توافر النُسخ المُعدة بأنساق ميسّرة على الصعيد الدولي لفائدة الأشخاص معاقي البصر وفي تبادل تلك النُسخ عبر الحدود.