الملكية الفكرية
خدمة لمصلحة الجميع

كان عام 2020 عاماً لم يسبق له مثيل، إذ واجه العالم أزمة عالمية مدمرة لم تكن في الحسبان.
ومنذ ذلك الحين، أحدثت جائحة كوفيد- 19 خسائر فادحة في أرواح الناس وسُبُل رزقهم. وغيَّرت، في الوقت نفسه، طرائق العمل والمعيشة، فسرَّعت وضخَّمت توجهات كانت موجودة بالفعل نحو الرقمنة، والتكنولوجيا، واستخدام الابتكار والإبداع باعتبارها قاطرات للنمو.

شرعنا خلال العام الماضي في إحداث تحول مهم في نهجنا المُتّبع في التواصل، فاتسع نطاقه وتحوَّل من حوار مباشر على نطاق ضيق مع المتخصصين في الملكية الفكرية إلى محادثة أوسع مع عامة الناس تؤدي إلى زيادة وعيهم بقدرة الملكية الفكرية على تحسين حياة جميع الناس في كل مكان.

إن الدور المنوط بالويبو بصفتها جهة محتضنة لمجتمع الملكية الفكرية العالمي قد شهد تطوراً سريعاً بسبب التحديات الناجمة عن جائحة كوفيد-19 . َّ وقد تكي َّ فنا مع الظروف الجديدة فقدمنا منصات جديدة تلتقي عليها الدول األعضاء لتشكيل النظام اإليكولوجي العالمي للملكية الفكرية من خالل وضع القواعد والمعايير وتبادل األفكار وأفضل الممارسات. وواصلنا أيضاً تعزيز شراكاتنا، لنضمن أن يكون للملكية الفكرية دور في مساعدتنا على مواجهة التحديات العالمية المعقدة.

حينما ظهرت جائحة كوفيد- 19 في مطلع عام 2020 ، كانت أولويات الويبو الرئيسية هي ضمان استمرار تقديم خدمات الملكية الفكرية العالمية ومساعدة المستخدمين على التغلب على التحديات التي يواجهونها. وعلى الرغم من التحديات الكبيرة الناتجة عن التحوّل إلى العمل عن بُعد لأول مرة في تاريخ الويبو، عمل موظفونا بجدّ وإبداع للتكيّف مع أسلوب العمل الجديد مع ضمان الاستمرار في تحقيق النواتج والأهداف.

إن الملكية الفكرية أداة قوية لتحقيق النمو والتنمية المستدامة، وهي بمثابة محفز لخلق فرص عمل وتحقيق التنمية الاقتصادية وتعزيز حيوية المجتمع. ومن خلال تحويل التركيز من الجوانب القانونية للملكية الفكرية إلى إمكاناتها الاقتصادية، تدعم الويبو الابتكار الوطني والأنظمة الإيكولوجية الإبداعية التي تؤدي بدورها إلى دفع عجلة النمو والتنمية المستدامة.

في ظل الوضع غير المتوقع وغير المسبوق الناجم عن الأزمة الصحية العالمية الحالية، واجهت المنظمة وواجه موظفوها ككل تحديات عديدة خلال العام الماضي. وطوال هذه الفترة، أخذت الويبو بيد موظفيها وساعدتهم على إدارة الأزمة، والعمل عن بُعد، ومعالجة المخاطر، وإعادة توزيع القوى العاملة، والحفاظ على سلامتهم وعافيتهم – إعادة إضفاء الطابع الإنساني على عملية إدارة الموارد البشرية. وعلى الرغم من أن ذلك كان له تأثير هائل على أسلوبنا في العمل، كان التأثير القابل للقياس على الأداء المالي محدوداً بدرجة أكبر، ولا يزال الوضع المالي للمنظمة سليماً ومستقراً.