بقلم ديفيد هانكوك (شركة Omdia)، وجيف سلي، وساشا وونش-فنسنت (الويبو)[1]
لعل مستقبل السينما الغامرة وتمويل الأفلام المتوسطة الميزانية في عام 2023 وما بعده سيحدد وحده ما إذا كان العالم سيشهد مستويات ما قبل الوباء مجدداً.
وكان لجائحة كوفيد-19 تأثير كبير في إنتاج الأفلام العالمي، مما أدى إلى انخفاض كبير في عدد الأفلام المنتجة، حيث انخفض الإنتاج إلى 5,438 فيلماً في عام 2020، أي انخفض بنسبة 40% عن الرقم القياسي البالغ 9,098 فيلماً في عام 2019، مما يؤكد استمرار الاهتمام الواسع النطاق بالأفلام الطويلة.
ومع ذلك، تُظهِر بيانات أفلامنا الجديدة - التي أعدتها شركة Omdia بالتعاون مع مؤشر الابتكار العالمي - نمواً قوياً في إنتاج الأفلام في عام 2021[2] - إذ شهد الإنتاج زيادة قدرها 40% وصولاً إلى 7,589 فيلماً إجمالاً. ويعني ذلك أن إنتاج الأفلام شهد انتعاشاً كبيراً وإن لم يصل بعد إلى مستويات ما قبل الجائحة.
أبرز المعالم
في عام 2020، كانت أزمة إنتاج الأفلام في ظل جائحة كوفيد-19 مدفوعة أساساً بالانخفاض الكبير في الإنتاج في الهند (-51%) والصين (-37%) والولايات المتحدة (-45%) واليابان (-27%) والأرجنتين (-67%) - وكلها مرتبة بحسب الانخفاض في الأفلام المنتجة.
في عام 2021، يعزى انتعاش إنتاج الأفلام أساساً إلى الهند (+642 فيلماً) والولايات المتحدة (+496) والأرجنتين (+149) والمكسيك (+148). الصين (-85) من مواقع الإنتاج السينمائي الرئيسية القليلة التي لم تتمكن من التعافي من الجائحة؛ وماليزيا (-20) وأستراليا (-20) واليابان (-16) شهدت أيضاً انخفاضات.
في عام 2021، تصدرت الهند - وصناعة بوليوود الشهيرة - القائمة بأكثر من 1,800 فيلم، أو نحو 24% من إجمالي القيمة غير المقيسة، وحصلت على حصة عالمية إضافية نسبتها 2% - مما يجعلها البطل العالمي بلا منازع من حيث عدد الأفلام المنتجة. وتحتل الولايات المتحدة الأمريكية - بصناعة هوليوود الشهيرة - المرتبة الثانية، بحوالي نصف الإجمالي الهندي، حيث تستحوذ على 12% من جميع إنتاجات الأفلام الروائية. وتأتي الصين في المرتبة الثالثة بحصة عالمية تبلغ نسبتها 7%، واليابان في المرتبة الرابعة بنسبة 6%.
من حيث الاقتصادات المتوسطة والمنخفضة الدخل، دخلت المكسيك والأرجنتين والاتحاد الروسي والبرازيل وجمهورية إيران الإسلامية وإندونيسيا والفلبين، بحسب ترتيب عدد الأفلام المنتجة، قائمة أكبر 20 اقتصاداً منتجاً للأفلام في جميع أنحاء العالم في عام 2021.
في أفريقيا، تتصدر جنوب أفريقيا المرتبة 29 عالمياً (31 فيلماً)، وتأتي مصر في المرتبة 33 (25 فيلماً)، وشهدت تونس تضاعف عدد أفلامها أربع مرات مقارنةً بالعام الماضي، حيث احتلت المرتبة 42 عالمياً (15 فيلماً).
من حيث تعديل إنتاج الأفلام بحسب حجم السكان، تتصدر آيسلندا القائمة وتليها لاتفيا وإستونيا وسويسرا وسلوفينيا.
مع حفاظ السينما على انتعاشها في عام 2022، بدأت المستويات العالمية لإنتاج الأفلام تتعافى أيضاً. ويؤكد الطلب غير المسبوق على الاستوديوهات، وصعود الإنتاج الافتراضي، ودخول البث الشبكي إلى القطاع المسرحي، أن الاهتمام بالأفلام الروائية سيكون قوياً في المستقبل. وبوجه عام، بلغ إنتاج الأفلام في العقد الماضي ضعف ما كان عليه في ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين، مدفوعاً بعدة عوامل، مثل انخفاض تكاليف الإنتاج بفضل التكنولوجيات الجديدة، والنمو العالمي في شاشات السينما الحديثة المتميزة.
من الآن فصاعدا، يبدو أن الغمر المتأصل في تجربة السينما المتميزة سيكون جذاباً للجماهير في جميع أنحاء العالم. وتؤكد البراعة الإبداعية والتكنولوجية في إنتاج فيلم أفاتار: طريق الماء، وعوائد شباك التذاكر، هذه التوقعات الإيجابية.
بعض اختيارات المرشحين لجوائز الأوسكار في 2021 و2022 و2023 - الأفلام الروائية الدولية
لونانا: ياك في الفصل الدراسي (بوتان): يحلم مغني طموح يعيش مع جدته في عاصمة بوتان بالحصول على تأشيرة إلى أستراليا.
الأرجنتين، 1985 (الأرجنتين): فريق من المحامين يواجه المصاعب ويسابق الزمن في ثمانينات القرن العشرين لمواجهة الدكتاتورية في الأرجنتين.
إي أو (بولندا): فيلم يحكي قصة حمار يصادف في رحلاته أشخاصاً طيبين وسيئين، ويمر بفترات من الفرح والألم، ويعرض رؤية لأوروبا الحديثة من خلال عينيه.
الرجل الذي باع ظهره (تونس): سام، لاجئ سوري، حوَّل جسده إلى لوحة فنية حية تُعرض في المتحف قبل أن يدرك أنه باع أكثر من مجرد ظهره.
المصدر: Oscars.org وقاعدة بيانات IMDB للأفلام.
معلومات أساسية
يتضمن مؤشر الابتكار العالمي ركيزة بشأن المخرجات الإبداعية، مع ثلاث ركائز فرعية هي: الأصول غير الملموسة، والسلع والخدمات الإبداعية، والإبداع عبر الإنترنت. ويتوفر مؤشر لعدد الأفلام الطويلة الوطنية ضمن الركيزة الفرعية للسلع والخدمات الإبداعية. وهذه البيانات متاحة بفضل التعاون بين شركة Omdia والمنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو).
وشركة Omdia هي شركة بحوث واستشارات تكنولوجية لها فروع في أكثر من 25 موقعاً بحثياً وتغطي أكثر من 200 سوق وتسعى إلى أن تكون همزة وصل بين مختلف مكونات منظومة التكنولوجيا. وتحتفظ شركة Omdia بمجموعة من قواعد البيانات في قطاعات السينما والتلفزيون والإعلام، بما في ذلك إنتاج الأفلام والتوزيع المسرحي والعرض السينمائي.