Thu Nov 23 15:00:00 CET 2023
في 14 نوفمبر 2023، تشاركت منظمة الصحة العالمية والويبو ومنظمة التجارة العالمية في تنظيم الندوة التقنية المشتركة العاشرة بعنوان "في مواجهة المستقبل: صحة الإنسان وتغير المناخ". وشدد الحدث على أهمية استكشاف التقاطعات بين الصحة العامة والتجارة والملكية الفكرية، وذلك للاستفادة من الأدوات المتاحة حالياً وتطوير تقنيات جديدة لمعالجة آثار تغير المناخ على صحة الإنسان، وخاصة بين سكان العالم الأكثر تهميشاً.
وافتتح الندوةَ المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدحانوم غيبريسوس، والمديرة العام لمنظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو إيويلا، والمدير العام للويبو دارين تانغ. وأبرز ثلاثتهم الآثار المدمرة لتغير المناخ التي نشهدها حالياً على صحة الإنسان، والحاجة إلى تطبيق الدروس المستفادة من الاستجابة لجائحة كوفيد-19 والاسترشاد بها في بذل جهود عاجلة ومشتركة بين القطاعات بهدف حماية البشر من التهديدات المناخية المتصاعدة.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، السيد غيبريسوس: "من الملح أن ندعو الدول الأعضاء إلى احترام التزاماتها بخفض الانبعاثات والانتقال إلى الطاقة النظيفة وبالإسراع في تنفيذ هذه الالتزامات". وأردف قائلاً: "بنفس الروح التي حاربنا بها لتحقيق الوصول العادل إلى لقاحات كوفيد-19 على مستوى العالم، ينبغي لنا أن نضمن ألا تحول قواعد الملكية الفكرية والتجارة دون الوصول إلى تكنولوجيات أكثر خضرة وصحة. وستواصل منظمة الصحة العالمية العمل عن كثب في هذه المجالات مع الويبو ومنظمة التجارة العالمية واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية المتعلقة بتغير المناخ وأصحاب المصلحة الآخرين - وخاصة الدول الأعضاء - لتوجيه دفة الابتكار والتجارة نحو خدمة مستقبل أكثر استدامة وصحة للجميع."
وأشارت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية أوكونجو إيويلا إلى أن "التجارة أداة لا غنى عنها لنشر التكنولوجيا الخضراء وخفض تكلفة إزالة الكربون". وقالت: "إن الطريق نحو حل المشاكل في مجال الصحة العامة والمناخ، تمرّ ولا بد بتعزيز التقنيات المتقدمة واختراعها وتطويرها ونشرها على نطاق واسع. فابتكار هذه التقنيات وضمان الوصول إليها هدفان لا بد أن يسيرا جنباً إلى جنب". وشددت على أن "العديد من حكومات البلدان النامية لم تضع بعد الآليات أو الأدوات القانونية التي تمكن من استغلال أوجه المرونة الحالية أو المستقبلية. ومع تزايد تأثير تغير المناخ على الصحة، فقد حان الوقت للاستعداد". وأضافت: "لقد قدمت لنا عملية الاستجابة للجائحة مزيداً من الدروس لتوجيه جهودنا من أجل بناء أنظمة صحية قادرة على الصمود أمام تغير المناخ ولدعم الوصول العادل إلى التقنيات الطبية اللازمة للتكيف مع المناخ".
وقال المدير العام للويبو دارين تانغ إن الويبو "تعمل على جعل الملكية الفكرية جزءا من سعينا الجماعي نحو بناء مستقبل أفضل للجميع، لأننا بحاجة إلى الملكية الفكرية للمساعدة في إطلاق العنان للابتكار والإمكانات الإبداعية لشعوبنا من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة". وأضاف: "توجد الآن فجوة بين من يملكون هذه التقنيات ويودون تقديمها، وبين من هم في حاجة إليها. ولهذا السبب أنشأنا منصة WIPO Green - وهي منصة مجانية على الإنترنت توفق بين مقدمي التكنولوجيا الخضراء والباحثين عنها في جميع أنحاء العالم." وأردف المدير العام السيد تانغ قائلاً: "ستواصل الويبو المساعدة في بناء قدرات الابتكار ونقل التكنولوجيا في الدول الأعضاء كي يؤدي نقل التكنولوجيا إلى نشرها فعلياً على أرض الواقع، وستكون الويبو كذلك صوتاً بناءً في المناقشات الهامة الجارية حاليا داخل المجتمع الدولي بشأن جوانب المرونة في اتفاق تريبس وغيرها من قضايا الملكية الفكرية." وشدد أيضا على أهمية الأدوات المتاحة من قبيل منصة المساعدة التقنية الثلاثية، والتي سيجري تمديد استخدامها إلى ما بعد جائحة كوفيد-19.
وألقى الخطابَ الرئيسي السيد أمبروسيو يوبانولو دال ريال، نائب رئيس اللجنة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC). واستعرض فيه الآثار السلبية الحالية والمستقبلية لتغير المناخ على صحة الإنسان، بما في ذلك انتشار الأمراض الحساسة تجاه المناخ ومخاطر التشريد القسري ونشوب النزاعات العنيفة الناجمة عن المناخ. وأشار إلى أن الإجراءات القائمة على الأدلة المقترحة على الصعيد الدولي ستكون لها آثار متزامنة تتمثل في التخفيف من حدة أزمة المناخ مع تحسين جميع أبعاد صحة الفرد ورفاهه.
وأعقبت الملاحظات الافتتاحية والخطاب الرئيسي ثلاث حلقات نقاش. وتطرقت حلقة النقاش الأولى - التي أدارتها السيدة يوكيكو ناكاتاني، مساعدة المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، شعبة الوصول إلى الأدوية والمنتجات الصحية - إلى الخبرات العملية اللازمة لتوفير احتياجات الرعاية الصحية التي تفرضها أزمة المناخ في مختلف المناطق، وشارك في هذه الحلقة متحدثون من إدارة البيئة وتغير المناخ والصحة التابعة لمنظمة الصحة العالمية ومن وزارة تغير المناخ والتنسيق البيئي والقانون والعدالة والموارد المائية في باكستان ومن منظمة أطباء بلا حدود ومن اتحاد نساء الشعوب الأصلية في بوليفيا ومن وشبكة العمل المناخي في أمريكا اللاتينية.
وأما حلقة النقاش الثانية، التي أدارها السيد إدوارد كواكوا، مساعد المدير العام لقطاع الشراكات والتحديات العالمية في الويبو، فقد تناولت كيف يمكن للملكية الفكرية أن تكون أداة تمكينية للتكنولوجيات المبتكرة التي تعالج تغير المناخ وتعزز صحة الإنسان. ذلك فضلا عن النُّهج التي تكفل أن تكون الملكية الفكرية أداة تضمن الوصول العادل إلى هذه التكنولوجيات على الصعيد العالمي. وضمت الحلقة متحدثين من قسم القانون التجاري في جامعة كيب تاون (UCT) والبعثة الدائمة للبرازيل لدى منظمة التجارة العالمية والمنظمات الاقتصادية الأخرى في جنيف، ومبادرة أدوية للأمراض المهملة (DNDi) ومنظمة ابتكار التكنولوجيا الحيوية (BIO).
وتطرقت حلقة النقاش الثالثة - التي أدارها السيد أنطوني توبمان، مدير في شعبة الملكية الفكرية والمشتريات الحكومية والمنافسة، التابعة لمنظمة التجارة العالمية - إلى كيفية تطبيق السياسات التجارية من أجل التخفيف من المخاطر الصحية المرتبطة بتغير المناخ، بما في ذلك ضمان سلامة الأغذية والأمن الغذائي. وشارك في المناقشة متحدثون من وزارة الصحة الكندية ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) وشركة نوفارتيس وشراكات ابتكارات الطاقة النظيفة.
ولخص السيد كلايف أونداري، مدير المنتجات والمعايير الصحية في شعبة الوصول إلى الأدوية والمنتجات الصحية التابعة لمنظمة الصحة العالمية، في ملاحظاته الختامية المناقشات ثم أشار إلى أن التعاون المستمر مع الدول الأعضاء، إضافة إلى مشاركة القطاع الخاص والمجتمع المدني ومجتمعات الشعوب الأصلية، هي أمور لا غنى عنها للتصدي للتحديات الصحية الناجمة عن تغير المناخ.
يمكن الاطلاع على تسجيل الفيديو للندوة وقراءة نبذات عن المتحدثين والمتحدثات والمشرفين والمشرفات وسيرهم/ن الذاتية على صفحة الحدث.