لقاء مع الفائزين بجائزة الويبو للتصوير الفوتوغرافي لشباب الشعوب الأصلية والجماعات المحلية 2021-2022
Fri Apr 22 08:53:00 CEST 2022
فاز مشتركان ومشتركة من البرازيل والفلبين وكينيا في مسابقة الويبو للتصوير الفوتوغرافي لشباب الشعوب الأصلية والجماعات المحلية 2021- 2022.
تحت شعار تغير المناخ والإجراءات المناخية: أمّنا الأرض بعدساتنا، تشجّع جائزة الويبو للتصوير الفوتوغرافي شباب الشعوب الأصلية والجماعات المحلية على التعبير عن أنفسهم بخصوص تغير المناخ والإجراءات المناخية – والحرص، في الوقت ذاته، على إذكاء وعيهم بالطريقة التي يمكن بها استخدام حق المؤلف لحماية إبداعاتهم المعبّر عنها في الصور.
للشباب الدور الأكبر في مستقبل كوكبنا، ولذلك يسّرني أن تتيح جائزة التصوير الفوتوغرافي التي تجريها الويبو للمرة الأولى للشباب من الشعوب الأصلية والجماعات المحلية فرصة التعبير عن أنفسهم من خلال التصوير الفوتوغرافي في المسائل المتعلقة بأزمة المناخ والتحديات الأخرى ذات الصلة. ويمكن لهؤلاء المبدعين الشباب، الذين يحظى عملهم بالحماية بموجب حق المؤلف، الاستفادة من الإمكانيات الكاملة التي يتيحها التصوير الفوتوغرافي للتعبير بشكل أفضل عن شواغلهم المرتبطة بعالمنا وتبادل أفضل الممارسات المتّبعة في مجتمعاتهم المحلية.
- المدير العام للويبو السيد دارين تانغ.
ومن بين مئات الطلبات المرسلة، وصل ما مجموعه 30 صورة إلى المرحلة النهائية من المسابقة. وأنشئت لجنة مستقلة من الحكام، ضمّت أربعة مصورين من الشعوب الأصلية والجماعات المحلية، واختارت ثلاثة فائزين بجوائز ستُمنح لهم خلال حدث تنظمه الويبو احتفالاً باليوم الدولي لأمنا الأرض (22 أبريل).
المرتبة الثالثة: فيرين أوغوتو، مجتمع لوو (كينيا)
فيرين أوغوتو، البالغة من العمر 24 عاماً، هي شابة من أبناء مجتمع لوو في كينيا. وهي طالبة جامعية في مجال الاتصالات ومن عشاق التصوير الفوتوغرافي.
في الصورة التي التقطتها فيرين يظهر جاموسين عالقين في الوحل داخل حوض المياه الذي يستخدمانه كمورد ماء. وكما أوضحت فيرين، فإن الجفاف الذي طال مؤخراً أجزاء من شمال كينيا يؤثر سلباً على الحيوانات البرية والداجنة التي بات عليها اجتياز مسافات أبعد بحثاً عن القوت.
لكن المجتمع الذي تنتمي إليه فيرين لا يستسلم. "لقد فهمنا أنماط هطول الأمطار وبدأنا في زرع نباتات مقاومة للجفاف وقادرة على تحمّل الظروف المناخية القاسية. وذلك يوفر العلف للحيوانات الداجنة ويعمل بمثابة غطاء للغابات. ونقوم أيضاً بزرع الأشجار التي تجتذب سقوط الأمطار ".
وتأمل فيرين أن تساعد صورتها الشعوب الأخرى في جميع أنحاء العالم على فهم أهمية الحياة البرية في مجتمعها. "لقد أثّر تغير المناخ على الناس في جميع أنحاء العالم، بطريقة أو بأخرى. فعلينا فعل ما بوسعنا للحفاظ على أمنا الأرض، لأنها موطننا الوحيد".
وبصفتها الفائزة بالمرتبة الثالثة، تحصل فيرين على معدات للتصوير الفوتوغرافي من اختيارها بقيمة تصل إلى 1500 دولار أمريكي.
المرتبة الثانية: برنس لويد بسوريو، شعب سوبانن (الفلبين)
برنس لويد بسوريو، البالغ من العمر 22 عاماً، هو قائد شاب من قادة شعب السوبانن في الفلبين. وهو صحفي ومتطوّع ومصوّر صحفي أو منشئ محتوى. ولبرنس شغف بالمحيط، ويعتبر أنه "كائن محبّ للبحر لكنه عريس بحر يزدهر على اليابسة". ويشعر برنس ومجتمعه بالقلق إزاء تلوث المياه والمحيطات الذي يشهدونه يومياً في حياتهم بجانب البحر. "أعتقد أن الوقت قد حان أولاً لحل هذه المسألة التي يعيشها مجتمعي على نطاق ضيّق، قبل أن أتمكّن من المساعدة على حل المسألة البيئية التي يعيشها العالم على النطاق الأوسع والتي تتمثّل بنقص المسؤولية واللامبالاة".
وتُظهر صورته أحد تقاليد جماعة ساما باجو في الفلبين التي تتمثّل في استحداث أدوات جديدة من الفضلات البشرية، بهدف الحفاظ على البيئة. وفي الصورة، نرى فتاة من جماعة ساما باجو تقوم بتقطيع المخلفات البلاستيكية المعاد تدويرها على شكل شرائح لتصنيع وسادة مزخرفة. ويشرح قائلاً: " صورتي تبيّن تعاطف جماعة ساما باجو مع بيئة المحيط. فهم يؤمنون إيماناً راسخاً بالأرواح البحرية، وبأنهم عندما يحترمون المحيط، ينعمون بالمقابل بصيد وفير، ويشيرون إلى هذا الاعتقاد بتسمية باداليانغ".
وفي حديثه عن شعب سوبانن قال برنس إنهم يفسرون تغير المناخ على أنه عقوبة من الكائن الأعظم (ماغبابايا) لأن المجتمع فشل في أداء دور الوكيل الأمين للموارد الطبيعية. وعلى الرغم من أنهم يعيشون بطريقة تقليدية تقلّ فيها الانبعاثات الكربونية، فإن الأزمة المناخية لا تزال تؤثر سلباً على مجتمعهم، نظراً لارتباطه الوثيق بالطبيعة.
وبصفته الفائز بالمرتبة الثانية، يحصل برنس على معدات للتصوير الفوتوغرافي من اختياره بقيمة تصل إلى 2500 دولار أمريكي.
المرتبة الأولى: جواندرسون غوميز دي ألميدا، شعب بنكارارو (البرازيل)
ينتمي جواندرسون غوميز دي ألميدا، البالغ من العمر 30 عاماً، إلى شعب بنكارارو الأصلي، في ولاية بيرنامبوكو، البرازيل. ويعمل جوندرسن حالياً على إتمام دروس الماجستير في جامعة برازيليا.
ويقول جوندرسن إن شعب بنكارارو قد اعتاد بشكل كبير الحفاظ على ثقافة الشعوب الأصلية وتقاليدها. وللأسف، فإن مجتمع بلده يعاني من نقص الأمطار وفترات الجفاف، فيصبح من الصعب القيام بالأنشطة الزراعية التقليدية.
وتظهر صورته الفوتوغرافية تقليداً يعرف بتسمية سحب الكرمة، ويعَد جزءاً من مهرجان كوريدا دو إمبو (Corrida do Imbu). ويساعد هذا التقليد على التنبؤ بما إذا كانت السنة القادمة ستأتي بموسم حصاد جيد وبحبوحة وأمطار الغزيرة، أم أنها ستكون سنة شحيحة. ويشرح قائلاً: "في ذلك الوقت، تعطينا الكائنات الفلكية إرشادات وتوجيهات لمعرفة كيف سيكون المناخ خلال تلك الفترة". ويدفع هذا التقليد أيضاً أعضاء المجتمع للتفكير في ما كان يمكن عمله بطريقة مختلفة، وكيف يمكنهم تحسين مواقفهم إزاء الطبيعة".
والرسالة التي وجهها السيد جواندرسون إلى المبتكرين في جميع أنحاء العالم هي أن يصبحوا شركاء مع الشعوب الأصلية، وأوضح قائلاً: "لأن علاقتنا مع الطبيعة تقوم على الاحترام وليست علاقة تجارية، ولأننا نستمد الغذاء من الأرض بطريقة واعية ومستدامة.
فما زال هناك حلول لكوكبنا".
وبصفته الفائز بالمرتبة الثانية، يحصل جوداندرسون على معدات للتصوير الفوتوغرافي من اختياره بقيمة تصل إلى 3500 دولار أمريكي.
الإشارات الشرفية للحكّام
قال جوفي توتوريا، وهو شاب من جماعة قرية هاووي التابعة لجزر سليمان "تُظهر صورتي نبتة من نباتات المنغروف التي تتصدى لارتفاع منسوب مياه البحر". "ويتمتع المنغروف بالقدرة على الحد من ارتفاع مستوى سطح البحر الناجم عن تغير المناخ وقد يقوم بدور الحاجز البيولوجي للرياح الشديدة لفائدة المجتمعات التي تسكن في المنخفضات. وعليه، فإن إعادة إحياء المنغروف هو الخيار الأفضل الذي يتخذه مجتمعي المحلي من أجل التخفيف من آثار تغير المناخ ".
ميري نوبي أوتيتياج نونينك هي شابة من أبناء شعب شوار في إكوادور، قامت بتصوير طفلين يلعبان في الماء. وتعتقد ميري أن بعضاً من أعضاء جماعتها يستسلمون عن مكافحة الواقع، بسبب نقص الوعي أو ببساطة لأن صوتهم غير مسموع، ويفضلون تقبّل التغييرات والتكيف معها. وتقول: "هذا هو المعنى الكامن وراء الصورة: فالقنينة والصمام يمثلان المشكلة؛ وابتسامات الأطفال تُظهر أنهم متكيّفون مع الوضع وأنهم يتعاملون معه بصبر وانسجام."
معرض صور التصوير الفوتوغرافي في مقر الويبو
اعتبارا من اليوم، يجري عرض الصور الفوتوغرافية الثلاثين الواردة في القائمة النهائية في مقر الويبو في جنيف بسويسرا. ويُفتح معرض التصوير الفوتوغرافي للموظفين والضيوف حتى 6 مايو 2022.
وأعلن المدير العام للويبو السيد تانغ تانغ رسمياً عن أسماء الفائزين خلال حفل افتتاح المعرض الذي جرى اليوم.
معلومات أساسية
أُطلقت جائزة التصوير في 12 أغسطس 2021، في إطار الاحتفال باليوم الدولي للشباب. وصُمّم هذا النشاط بالتشاور مع مجلس استشاري يضمّ ممثلين عن الشعوب الأصلية والجماعات المحلية، بما في ذلك شباب ومنظمات وحكومات وأفراد يعملون في مجالات تغير المناخ والتنوع البيولوجي والتصوير والملكية الفكرية والإعلام وريادة الأعمال.
وتمثّل الشعوب الأصلية والجماعات المحلية، بالنظر إلى علاقتها الوثيقة مع البيئة ومواردها واعتمادها عليها، إحدى الفئات الأولى التي تواجه الآثار المباشرة الناجمة عن تغير المناخ، مثل زيادة الجفاف، وفقدان التنوع البيولوجي، والفقر والتشرّد، وارتفاع درجات الحرارة، وتنامي مستوى المحيطات، من جملة أمور أخرى. كما تمثّل، في الوقت ذاته، المالكة الرئيسية للمعارف التقليدية، والفئة التي يمكنها أن تؤدي دوراً مهماً في تقدير أثر تغير المناخ والترويج لأساليب التكيف معه. وتم، في الأعوام الأخيرة، الاعتراف بدور الشعوب الأصلية والجماعات المحلية في الحد من آثار تغير المناخ في عدد من المناقشات العامة التي دارت على الصعيد المحلي والصعيدين الوطني والدولي.