مشروع يعزز الانتفاع الاستراتيجي بالملكية الفكرية من إعداد معاهد البحث الصحي في ‏البلدان النامية

طوَّر المشروع الذي مولته شبكة جنيف الأكاديمية الدولية بالتنسيق مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) وامتد لثلاث سنوات نموذجاً لتعزيز قدرة مؤسسات البحث في مجال الصحة في البلدان النامية من أجل إعلاء قيمة نتائج الأبحاث التي تقوم بها هذه البلدان عن طريق إدارة أصول الملكية الفكرية فيها على نحو استراتيجي. وقد أسفر هذا المشروع أساساً عن إيداع البراءات في مجال علاج السرطان في البلدان المشاركة.

وقد انطلق مشروع تجريبي في سبتمبر/أيلول 2004 في سبعة بلدان تقع في قارتين اثنتين للمساعدة على مواجهة تحديات كثيرة تحيق بمعاهد البحث الصحي على صعيد الموارد والبنى التحتية المتصلة بالملكية الفكرية وهذ البلدان هي تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو وغابون وغينيا الاستوائية والكاميرون وكولومبيا. وأسفر هذا الأمر عن إنشاء شبكتين لمؤسسات البحث الصحي تحصلان على ما تحتاجه من دعم يتصل بالملكية الفكرية عن طريق "مركز الملكية الفكرية" الذي يقدم خدمات مشتركة في هذا المجال بوصفه استراتيجية لتنمية الخبرات المحلية لحماية نتائج الأبحاث وحيازتها وتسويقها من خلال الانتفاع بالبراءات وبسائر أنماط الملكية الفكرية.

وقد صرح السيد شريف سعد اللـه وهو المدير التنفيذي لمكتب الانتفاع الاستراتيجي بالملكية الفكرية لأغراض التنمية قائلاً: هذا المشروع الرائد لمؤسسات البحث الصحي في البلدان النامية هو بمثابة نموذج يسمح بإعلاء قيمة نتائج الأبحاث التي تقوم بها تلك البلدان والسعي لاكتساب المنافع الاقتصادية والاجتماعية نتيجة الاستثمار في البحث والتطوير. ومضى يقول: سيعزز هذا الأمر في المقابل، على الأجلين المتوسط والطويل، تطوير أشكال من العلاج نحن بمسيس الحاجة إليها لمكافحة أمراض السرطان والملاريا وسائر الأوبئة الاستوائية، وسيساعد كذلك على الحد من فقدان الموارد البشرية القيِّمة في البلدان النامية. وأردف السيد سعد اللـه قائلاً: لقد برهن هذا النموذج على فعاليته كاستراتيجية تمدُّ معاهد البحث الصحي في البلدان النامية بما تحتاجه من خبرات في مجال الملكية الفكرية من أجل حماية نتائج الأبحاث فيها وإدارتها على نحو فاعل واستراتيجي مما يخولها جني ثمار التزامها الفكري ويعزز قدراتها في مجال البحث.

ومضى السيد سعد اللـه يقول: لقد كان للشركاء السويسرين دورٌ حاسم في لمِّ شمل أربعة أفرقة متعددة الاختصاصات تجمع 31 خبيراً ساعدونا على إيجاد حلول خلاقة وعلى تكوين نموذج واقعي واختباره وتقييمه بنجاح بما يستوفي احتياجات البلدان النامية بطريقة ملموسة وعملية في مجال يتسم بالأهمية والحساسية ألا وهو مجال البحث الصحي.

وقال السيد راندل هاربر وهو الأمين التنفيذي لشبكة جنيف الأكاديمية الدولية: يُتوقع أن يساعد تطبيق البلدان النامية لهذا النموذج على تطوير الأدوية فيها على الأجلين المتوسط والطويل فضلاً عن إنتاج تلك الأدوية وتوزيعها استناداً إلى المناهج المعهودة والعلاج التقليدي. وبمقدور مراكز الملكية الفكرية أن تساعد تلك البلدان على إعداد أطر قانونية متبصرة وعادلة داخل مؤسسات البحث في البلدان الصناعية فضلاً عن دعم الباحثين من البلدان النامية في إيدع طلبات البراءات.

وينطوي هذا النموذج التجريبي للويبو وشبكة جنيف الأكاديمية الدولية على مشاركة 22 مؤسسة بحث من بلدان ستة في الاتحاد الاقتصادي والنقدي لوسط أفريقيا و12 معهد بحث من كولومبيا. وقد تدرب ما يربو على 130 فرداً من علماء ومحامين ومديري معاهد أبحاث على إتقان مهارات عملية أساسية تمكنهم من صون نتائج أبحاثهم وإدارتها والاستفادة منها. ومن أمثلة ما يتدربون عليه صياغة طلبات البراءات واتفاقات التراخيص لأغراض نقل التكنولوجيا. وشارك أيضاً ما يزيد على 600 1 جهة تضم علماء ومؤسسات بحث ومديرين في حلقات عمل تتعلق بقضايا الملكية الفكرية والبراءات لصالح مؤسسات البحث، ونظَّم هذه الحلقات مركز الملكية الفكرية في كولومبيا (خدمات المشاركة في الملكية الفكرية "سيكوبي") ومركز الملكية الفكرية في منطقة الاتحاد الاقتصادي والنقدي لوسط أفريقيا (الخدمات المشتركة الافتراضية في الملكية الفكرية "سيكوفيبي") بالتعاون مع المؤسسات الشريكة المحلية، ويجري العمل حالياً على تطوير واستعراض سياسات مؤسسات الملكية الفكرية والإجراءات التي تقوم بها لمساعدة مؤسسات التطوير والأبحاث على حماية نتائج أبحاثها والاستفادة منها.

وقد اتفقت كافة مؤسسات الأبحاث المشاركة على سياسات مشتركة وعلى اقتسام خدمات الملكية الفكرية بقصد تقليص النفقات والاستفادة من الموارد على الوجه الأكمل من خلال وفورات في الحجم. ويمكن للبلدان النامية أن تستفيد من نموذج "شبكة التطوير والتنمية ومركز الملكية الفكرية" باعتباره استراتيجية تمكن مراكز البحث والجامعات من الانتفاع بنظام الملكية الفكرية لحماية نتائج أبحاثها وحيازتها وتسويقها.

وأنشئ بموجب هذا المشروع مركزان للملكية الفكرية في كولومبيا "سيكوبي"، وفي منطقة الاتحاد الاقتصادي والنقدي لوسط أفريقيا "سيكوفيبي" يعمل فيهما باحثون ومحامون ومديرون محليون اختيروا من بين 130 فرداً سبق وأن تلقوا تدريبهم في الوبيو. وقد قدمت الويبو، بموجب هذا المشروع، التدريب في مجالات ثلاثة أساسية وهي تحديداً: صياغة البراءات والتراخيص ونقل التكنولوجيا وإدارة الملكية الفكرية والبحث الصحي وتسويقهما. وقد بدأ هذان المركزان بمساعدة شبكتي البحث والتطوير فيهما في يناير/كانون الثاني 2007. وأصبح الباحثون في وضع يؤهلهم انتقاء خيارات تتصل بحماية نتائج أبحاثهم واستغلالها تجارياً نظراً إلى أن مركزي الأبحاث يسديان النصح ويقدمان الدعم من حيث الانتفاع بنظام الملكية الفكرية والمساهمة في إذكاء الوعي بها في صفوف السلطات المحلية وسائر معاهد الأبحاث.

وقد أودع حتى الآن طلب براءة واحد فقط على الصعيد الوطني بالتعاون مع "سيكوبي" في كولومبيا من خلال معاهدة التعاون بشأن البراءات، ويتعلق طلب البراءة هذا بسلسة من إجراءات تشخيص سرطان عنق الرحم، وجرت صياغة خمسة طلبات براءات إضافية. وأودع معهد الأبحاث المشارك في غابون بدعم من "سيكوفيبي" طلب براءة لصنع أدوية معالجة السرطان من خلاصة الأعشاب، ويُتوقع في المستقبل القريب أن تَصدر عن منطقة الاتحاد الاقتصادي والنقدي لوسط أفريقيا أربعة طلبات براءات إضافية.

وقد صُمِّم "مركزا الملكية الفكرية" لكي يؤديا وظائف هامة تدعم الأبحاث وتعززها في البلدان النامية عن طريق تزويدها بالخدمات المشتركة التي تنطوي على ما يلي: إعداد طلبات البراءات وتوفير الحماية القانونية لنتائج الأبحاث وإدارة الملكية الفكرية وإعداد التراخيص التي تحوزها مؤسسات البحث في هذا المجال وتشجيع الشراكة بين القطاعين العام والخاص والترويج لشبكة التطوير والتنمية ولأصول الملكية الفكرية فيها والبحث عن التمويل والتفاوض بشأنه.

وأنشأت شبكة جنيف الأكاديمية الدولية مشروع "شبكات البحث والملكية الفكرية: نموذج لدعم الباحثين في البلدان النامية في إطار إعداد نتائج البحوث الصحية وامتلاكها واستغلالها" ويضم ما مجموعه 11 مؤسسة شريكة في أفريقيا الوسطى (المنظمة الأفريقية للملكية الفكرية (OAPI) ولجنة الاتحاد الاقتصادي والنقدي لوسط أفريقيا) وفي كولومبيا (مكتب الإشراف على الصناعة والتجارة (SIC) والمعهد الكولومبي للعلوم (Colciencias)) وفي سويسرا. وقد ساهمت أيضاً في هذا المشروع الجهات الشريكة السويسرية التالية: شبكة جنيف الأكاديمية الدولية (RUIG-GIAN) ومعهد الدرسات العليا التجارية (HEC) في جامعة جنيف ومعهد الدراسات العليا الدولية (HEI) في جنيف والمعهد المداري السويسري في بازل والمعهد الدولي للتنمية الإدارية في لوزان (IMD) ومجلس البحوث الصحية لأغراض التنمية (COHRED). وبالإمكان الحصول على المعلومات الإضافية عن طريق الموقع الإلكتروني التالي http://www.ruig-gian.org .

وستنشُر الويبو عما قريب نتائج المشروع كدراسة تقييمية باللغات التالية: الإسبانية والإنكليزية والروسية والفرنسية والصينية والعربية.

ويمكن للصحفين الراغبين في الحصول على مزيد من المعلومات الاطِّلاع على الموقع التالي:  http://www.ruig-gian.org