الدول الأعضاء في الويبو تمدّد العمل الدولي لحماية المعارف التقليدية والموارد الوراثية والفولكلور

وافقت الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) على مواصلة العمل بسرعة في مجال الملكية الفكرية والمعارف التقليدية والموارد الوراثية والفولكلور/أشكال التعبير الثقافي التقليدي، مع التركيز على البعد الدولي. ومدّدت الجمعية العامة، المجتمعة من 24 سبتمبر/أيلول إلى 3 أكتوبر/تشرين الأول 2007، ولاية اللجنة الحكومية الدولية المعنية بالملكية الفكرية والموارد الوراثية والمعارف التقليدية والفولكلور لمدة سنتين. وأقرّت بالعمل المتين المنجز حتى الآن وتعهّدت أيضا بالعمل نحو تقريب المواقف أكثر حول القضايا.

وقال المدير العام للويبو، الدكتور كامل إدريس: "أكّدت الدول الأعضاء من جديد التزامها بالسير قدما في جهودها من أجل التوصل إلى توافق دولي حول حماية المعارف التقليدية والموارد الوراثية والفولكلور". وأضاف قائلا: "لقد أرست اللجنة توجيهات مفيدة في المشاورات والمبادرات التشريعية على مستوى المجتمعات المحلية وعلى الصعيد الوطني والإقليمي. ولا تزال موادها العملية تساعد مباشرة واضعي السياسات في سعيهم نحو اعتراف قانوني أقوى بالمعارف التقليدية وأشكال التعبير الثقافي التقليدي وحمايتها على نحو أكثر متانة. وساعد عملها في مجال الموارد الوراثية وقضايا الكشف في البراءات على تحديد مفاهيم الجدال الحاسم الجاري حاليا. والتحدي الآن هو الانطلاق من ذلك العمل للتوصل إلى نتائج عملية وملموسة على الصعيد الدولي. وآمل في أن تستفيد الدول الأعضاء من تلك الجهود وتعمل من أجل خاتمة موفقة فيما يتعلق بالبعد الدولي".

وجاء قرار الدول الأعضاء تجديدا لتوجيهات الجمعية العامة في سنة 2005 إلى اللجنة كي تسرع في عملها وتركز بصورة خاصة على البعد الدولي للملكية الفكرية والموارد الوراثية والمعارف التقليدية والفولكلور أو أشكال التعبير الثقافي التقليدي. ولا تستبعد هذه الولاية أية حصيلة، بما في ذلك إمكانية وضع صك دولي أو صكوك دولية في هذا المجال دون المساس بالعمل المنجز في محافل أخرى.

وأشار رئيس اللجنة، السفير غوستي أغونغ ويساكا بوجا من أندونيسيا إلى أن اللجنة "ساعدت على النهوض بشراكات من أجل تكوين الكفاءات والمبادرات التعاونية بين الشمال والجنوب بغية تعزيز الإقرار العملي بالمعارف التقليدية وأشكال التعبير الثقافي التقليدي وحمايتها في نظام الملكية الفكرية". وأعرب عن أمله فيه أن "يفضي الأساس المتين من العمل الموضوعي المنجز وما تحقق بشأن توسيع نطاق المشاركة وتعزيز الحوار، إلى نتائج ملموسة في السنتين المقبلتين". وفي تقريره إلى الجمعية عن عمل اللجنة، أبرز الرئيس المشاركة في أعمال اللجنة وطابعها الشامل وجوهر نتائج أعمالها والبعد الخاص بتكوين الكفاءات. وقال إن الصندوق الطوعي للتبرعات "جاء إلى اللجنة بأصوات وأفكار جديدة". ويذكر أن صندوق الويبو الطوعي للتبرعات يرمي إلى دعم مشاركة المجتمعات المحلية ومجتمعات الشعوب الأصلية في أعمال اللجنة.

وحثّت الوفود اللجنة على العمل نحو نتيجة جوهرية في السنتين القادمتين. وأشارت إلى الحاجة إلى الانطلاق من العمل الحالي للجنة مؤكدة على أهمية تصدي اللجنة للقضايا المعقّدة والحساسة المطروحة أمامها. وشدّد العديد من الوفود على عدم المساس بأعمال سائر المحافل متعددة الأطراف ولكنهم دعوا في الوقت ذاته إلى صكّ قانوني دولي ملزم باعتباره الحلّ الفعال الوحيد للظاهرة العالمية المتمثلة في التملّك التعسفي للمعارف التقليدية وأشكال التعبير الثقافي التقليدي وإساءة استعمالها لأغراض صناعية وتجارية.

ورحّبت الجمعية بالانطلاقة الناجحة لصندوق الويبو الطوعي للتبرعات وأشارت إلى أحدث أمثلة ملموسة عن جهود الويبو من أجل ضمان صوت فعال في الويبو لمجتمعات الشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية، بصفتها المالك الرئيسي للمعارف التقليدية وأشكال التعبير الثقافي التقليدي والموارد الوراثية. وأنشئ الصندوق رسميا في 2005 وقد دعم العديد من المشاركين من الشعوب الأصلية في أعمال اللجنة. واستقطب مستوى مرتفع من المساهمات التي سوف تترجم إلى دعم مستمر لمشاركة تشكيلة متنوعة من المجتمعات الأصلية والمحلية في عمل اللجنة المقبل في إطار ولايتها المجدّدة.

من المرتقب أن تُحرز اللجنة الحكومية الدولية المعنية بالموارد الوراثية والمعارف التقليدية والفولكلور، التي أنشأتها الجمعية العامة للويبو في أكتوبر/تشرين الأول 2000، تقدماً نحو فهم دولي مشترك للأسلوب الأفضل لحماية المعارف التقليدية وأشكال التعبير الثقافي التقليدي من تملكها التعسفي وسوء استخدامها. والهدف الأساسي هو دعم أصحاب المعارف التقليدية وأشكال التعبير الثقافي التقليدي والأمناء عليها في ممارسة سلطة أكبر بشأن طريقة استخدام هذه العناصر الجوهرية بالنسبة لهويتهم الثقافية وطريقة انتشارها، وفي تعزيز الجوانب القانونية لاحترامها والاعتراف بها. وطالب العديد من المشاركين في النقاش بصكوك قانونية دولية معينة لتحقيق ذلك. وما زال على الدول الأعضاء التوصل إلى توافق في الآراء بشأن الشكل المعيّن لنتيجة هذا العمل. وأدى عمل اللجنة إلى مشروعات أهداف ومبادئ لحماية المعارف التقليدية وأشكال التعبير الثقافي التقليدي حماية قانونية من تملكها التعسفي وسوء استخدامها. وتخضع مشروعات هذه الأحكام حالياً لمشاورات فعالة ومركزة في العديد من البلدان، وتساهم بالفعل في التشجيع على الحوار ووضع تدابير عملية وقانونية على المستوى المحلي والوطني والدولي كما بلغ إلى علم الجمعية.