مؤتمر دولي يدعو إلى تعزيز التعليم والبحث في إدارة الملكية الفكرية

جنيف Mon Jul 21 12:20:00 CEST 2008
PR/2008/561

كانت الحاجة إلى تعزيز التعليم والبحث في إدارة الملكية الفكرية ولا سيما في البلدان النامية، محط المناقشات في مؤتمر دولي نظمته المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) يومي 17 و18 يوليه/تموز 2008. وهذا المؤتمر الدولي هو أول مؤتمر من نوعه يتعمق في دراسة وضع التعليم والبحث في إدارة الملكية الفكرية على الصعيد العالمي ويضع خارطة طريق لتطويرهما مستقبلاً. وحضر هذا المؤتمر ما يربو على ثلاثين أكاديميا أغلبهم من المعاهد العليا لإدارة الأعمال ومديرون تنفيذيون وواضعو سياسات من ثمانية عشر بلداً في أصقاع المعمورة. وأصدر المشاركون في المؤتمر بيانا يشدد على الحاجة الملحة إلى إدراج البرامج التعليمية لإدارة الملكية الفكرية في مقررات المعاهد العليا التجارية ومناهج مدارس الهندسة والحقوق. ويدعو البيان الويبو أيضاً إلى الاضطلاع بدور قيادي في تطوير هذا الاختصاص المهم والناشئ.

وركز المؤتمرون في يومهم الأول على مواضيع عامة متنوعة ولا سيما دور الملكية الفكرية في التنمية الاقتصادية وفي قدرة الشركات على المنافسة ناهيك عن تحليل طبيعة العرض والطلب في مجال التعليم والبحث في إدارة الملكية الفكرية. وفي اليوم الثاني، تفكَّر خبراء في الطرائق الكفيلة بدمج الملكية الفكرية في المجالات العملية للإدارة. وفي جلسات خمس عُقدت في الوقت ذاته، نظر المشاركون في الطرائق الكفيلة بإدراج مفاهيم الملكية الفكرية من قبيل البراءات والأسرار التجارية والعلامات التجارية والرسوم والنماذج الصناعية والبيانات الجغرافية وحق المؤلف في المناهج التي تركز على الاستراتيجية التجارية والابتكار والتسويق والتمويل والمسؤولية الاجتماعية للشركات.

وسلط المؤتمر الضوء على الحاجة إلى تعميق الوعي بالتعليم في إدارة الملكية الفكرية وبدوره الحاسم في تكوين مؤسسات تجارية تتمتع بالكفاءة والمقدرة في مجال الملكية الفكرية. واتفق المشاركون عموماً على ضرورة بذل المزيد من الجهود لكي تصبح المؤسسات التجارية بما فيها مؤسسات العالم المتقدم قادرة على إعداد ما يناسب من بنى وأنظمة وتكوين كفاءات قادرة على إدارة الأصول غير المادية ولا سيما الملكية الفكرية والاستفادة منها لتعزيز قيمتها وتكوين الثروات.

وأحاط المؤتمر علماً بعدم كفاية التعليم والبحث في إدارة الملكية الفكرية. إذ تفتقر معظم المعاهد التجارية العليا وكليات علوم الإدارة إلى مناهج التعليم والبحث في برامج ماجستير إدارة الأعمال أو إدارة التكنولوجيا أو برامج تأهيل الكوادر بعد المرحلة الأكاديمية. ولا تستجيب هذه البرامج بعددها القليل لطلب الشركات التجارية بما في ذلك الشركات العاملة خارج الحدود الوطنية ولا تسمح للطلاب باكتساب مستوى كاف من المعرفة والمهارات بما يمكنهم من التعامل مع الملكية الفكرية بوصفها من الحقوق القانونية. ولاحظ المشاركون في المؤتمر أن عدم كفاية التعليم في مجال التجارة والأعمال الموجه نحو الملكية الفكرية ملموس بصفة خاصة في البلدان النامية والبلدان المنتقلة إلى اقتصاد السوق الحر. ويعزى ذلك بصورة كبيرة إلى استمرار غياب الوعي بإدارة الملكية الفكرية بوصفها أصلاً من الأصول المالية والنقص الحاد في الموارد والمواد التدريبية. ويتعين بذل الكثير من الجهود لضمان اندماج الملكية الفكرية بالكامل في تعليم إدارة الأعمال. وفي ضوء هذه التطورات، أكد المشاركون على أهمية التعاون على المستوى دون الإقليمي والإقليمي والدولي في النهوض بالتعليم والبحث في إدارة الملكية الفكرية.

وقد افتتح المدير التنفيذي لمكتب التخطيط الاستراتيجي ووضع السياسات وأكاديمية الويبو العالمية، السيد يو تاكاجي، المؤتمر بالنيابة عن المدير العام للويبو، ورحب بالمشاركة الدولية الكبيرة في المؤتمر وقال إن "إدارة الملكية الفكرية هي موضوع الساعة ولها دور أساسي في تحويل القدرات التنموية والتنافسية الهائلة وما يتولد عن الابتكار والعلامات من قيمة إلى منافع ملموسة للبلدان والشركات". وأقر السيد مبازي سينجلا وهو عميد أكاديمية الويبو بأن "تعليم إدارة الملكية الفكرية لا يزال في مرحلته الوليدة" وأكد من جديد على "التزام أكاديمية الويبو بتقديم كل ما يلزم من زخم ودعم للنهوض بالتدريس والبحث في هذا المجال ولا سيما في الاقتصاديات النامية"

ورحب المشاركون بتوقيت المؤتمر وأشاروا إلى الأنشطة الكثيفة والمتنوعة التي تضطلع بها أكاديمية الويبو وأعربوا عن تقديرهم لدعم الويبو لأنشطة المساعدة التقنية وتكوين الكفاءات في هذا المجال.