افتتاح منتدى دولي يؤكد على ضرورة تحقيق توازن في أنظمة الملكية الفكرية

نيودلهي/جنيف Wed Nov 11 15:52:00 CET 2009
PR/2009/614

بمناسبة افتتاح المنتدى الدولي الخامس عن دور الإبداع والاختراعات في تحسين مستقبل البشرية في القرن الحادي والعشرين، المعقود في 11 نوفمبر 2009 في نيودلهي، أكد وزير التجارة والصناعة الهندي، السيد أناند شارما ضرورة تحقيق توازن داخل نظام الملكية الفكرية بين الحوافز الفعالة اللازمة للابتكار ونشر فوائد الابتكار، مشيرا إلى العلاقة بين أهداف الملكية الفكرية وأهداف السياسة العامة في مجالات مثل البيئة والصحة العامة. ومن جهته، شدد المدير العام للويبو السيد فرانسس غري على ضرورة تحقيق هذا التوازن واستعرض التحديات التي تواجه مجتمع الملكية الفكرية والفرص المتاحة له في ظل بيئة اقتصادية وتكنولوجية سريعة التطور.

وقال السيد شارما إن الملكية الفكرية تحظى باهتمام كبير وإنها تثير الاهتمام وتسترعي الانتباه أكثر من أي وقت مضى. وأشار إلى أن الابتكار التكنولوجي هو المحرك للتنمية الاقتصادية مؤكدا التزام حكومة الهند بتوفير بيئة قوية للملكية الفكرية على الصعيدين القانوني والإداري على حد سواء. واستطرد قائلا:"هؤلاء الذين يساهمون في الابتكارات الجديدة يحتاجون إلى الحصول على ضمانات من المنظمات متعددة الأطراف بل ومن الحكومات أيضا- ونحن في الهند ما زلنا على وعي بذلك ولدينا بالفعل أنظمة قوية للملكية الفكرية."

وأضاف وزير التجارة والصناعة الهندي قائلا إنه إذا كان من الضروري توفير بيئة آمنة للملكية الفكرية، فإنه من المهم بالمثل ضمان تقاسم منافع الابتكار والمعرفة. وشدد في هذا الصدد على ضرورة كفالة التأمين الصحي والتعليم للجميع والحد من الفقر وتقليص الهوة المعرفية. وأكد السيد شارما على ضرورة تحسين قدرات البلدان النامية والبلدان الأقل نموا على الاستفادة من الاقتصاد القائم على المعرفة، وشدد على حتمية تحسين الوصول إلى الفوائد التي تتيحها أنظمة الملكية الفكرية.

وصرح السيد شارما بأن قطاع الأدوية النوعية الهندي نجح في تخفيض الأسعار العالمية للأدوية المنقذة للأرواح. أما فيما يتعلق بتغير المناخ، فقد أيد الوزير الهندي بشدة حرية انتقال التكنولوجيا المفيدة إلى البلدان الفقيرة وإتاحة الموارد لهذه البلدان. واستطرد قائلا:"هنا يكون من الضروري تحقيق التوازن...وليس من السهل تحقيق ذلك لكن لن يمكننا إحراز أي تقدم دون تحقيق ذلك التوازن. وعلينا أن نتناول أيضا هذه القضايا المهمة."

وأكد السيد غري على الدور الحاسم الذي تضطلع به الملكية الفكرية في إيجاد حلول للقضايا الرئيسية المتعلقة بالسياسة العامة مثل الصحة العامة وتغير المناخ والأمن الغذائي. وأوضح أنه ينبغي للبلدان العمل معا لضمان اضطلاع نظام الملكية الفكرية بدور حافز لإيجاد حلول للتحديات العالمية التي تواجه واضعي السياسات في جميع أنحاء العالم.

وقال المدير العام للويبو إن الأزمة الاقتصادية الأخيرة أحدثت تأثيرا واضحا في الطلب على حقوق الملكية. وأشار إلى أنه على الرغم من أن آثار الأزمة الاقتصادية لم تدم إلا فترة قصيرة فمن الواضح أن الانتفاع بنظام الملكية الفكرية سيتكثف باطراد على المدى الطويل. ويدل هذا على تطور اقتصاد المعرفة الذي يرتكز فيه الاقتصاد والتنمية والتغير الاجتماعي على المعرفة والتربية والتعليم.

وأشار أيضا السيد غري إلى ضرورة وضع قواعد ومعايير فعالة ومتوازنة، على نحو يتيح حفز الابتكار والإبداع ويحقق التوازن بين مصالح مالكي الحقوق والمنتفعين والمجتمع ككل. واستعرض المدير العام للويبو التحديات العديدة التي تواجهها أوساط الملكية الفكرية والتي تتمثل في الآتي: التراكم الهائل لطلبات البراءات غير المعالجة ووجود بيئة رقمية تعرض النماذج التقليدية لحق المؤلف لضغوط شديدة وقدرة الملكية الفكرية على الإسهام في تقليص الهوة المعرفية وضرورة التغلب على التوترات السياسية القائمة بين الملكية الفكرية وأهداف السياسة العامة.

الخلفية

من المقرر أن تنظم الويبو المنتدى في الفترة من 11 إلى 13 نوفمبر 2009 بالتعاون مع إدارة السياسة الصناعية والترويج الصناعي التابعة لوزارة التجارة والصناعة في الهند، وبمساعدة اتحاد غرف التجارة والصناعة في الهند. وقد عقدت منتديات سابقة في هلسنكي (فنلندا) وبيجين (الصين) وكاب تاون (جنوب أفريقيا) وسان خوسيه (كوستاريكا).

وتشمل الموضوعات التي ستطرح للنقاش آثار انتكاس الاقتصاد العالمي على الملكية الفكرية وكيفية إسهام الملكية الفكرية في الحد من تداعيات الأزمة الاقتصادية، واستخدام الملكية الفكرية من أجل تحقيق الانتعاش الاقتصادي والتنمية، والنماذج والاستراتيجيات الجديدة المتعلقة بالابتكار، ودور الملكية الفكرية في النهوض بتنمية التكنولوجيات الجديدة. كما سيتيح المنتدى دراسة مزايا استحداث استراتيجية وطنية في مجالي الملكية الفكرية والابتكار، لتشكل إطارا متناسقا لإنشاء نظم إيكولوجية ديناميكية في مجال الابتكار، وكذلك الدور الحاسم الذي تضطلع به مؤسسات البحث العامة والجامعات وقطاع الصناعة.

ستركز المناقشات أيضا على دراسة سبل استغلال الفوائد الممكنة للانتفاع الاستراتيجي بالملكية الفكرية من أجل إيجاد فرص لتحسين المنافسة في مجال الأعمال وتوسيع نطاق الأسواق وتحقيق التنمية الاقتصادية.

وسيتناول متحدثون قادمون من آسيا، بوجه خاص من الهند، ومن أفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، الموضوعات التالية: تطور الاقتصاد العالمي ووقع ذلك على الملكية الفكرية، ودور الملكية الفكرية في تعزيز التكنولوجيات الجديدة واستحداثها والوصول إليها، ونموذج الابتكار المتمثل في النظم الإيكولوجية الوطنية الفعالة في مجالي الملكية الفكرية والابتكار، والتحديات القائمة في مجال الإبداع وهي: تحقيق المعرفة والحصول عليها بشكل مطرد، والانتفاع الحيوي بالملكية الفكرية لصالح القدرة التنافسية للمؤسسات، وتعزيز احترام الملكية الفكرية.