نظام الملكية الفكرية في إثيوبيا يرفع المصاعد مرة أخرى
Wed Apr 06 10:37:11 CEST 2016
بقلم لويس إنريكه شافيز برادو
هبط وحي الإلهام على دانيال ميبراهتو خلال صعوده، في يوم حار، الأدراج الطويلة المؤدية إلى الطابق التاسع من مبنى في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. ويقول السيد مبراهتو إن تدفق قطع غيار المصاعد الأجنبية الصنع إلى البلاد، انقطع لسنوات نتيجة انعدام الأمن السياسي، مما أدّى إلى تعطّل المصاعد تدريجيا في إثيوبيا.
ويتابع السيد ميبراهتو متحدثا عن تجربته في صعود الطوابق التسعة لحضور مؤتمر عن العلوم والتكنولوجيا في بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، "لم تكن النساء الحوامل قادرات على الذهاب إلى المكاتب. وكان على الجميع صعود الدرج إلى شققهم". ويضيف "عندما رأيت هذا الوضع، قلت لنفسي: لا بد لي من حل هذه المشكلة".
وهكذا بدأ السيد ميبراهتو ، البلغ من العمر 65 سنة، تصميم المصاعد بنفسه، ساعيا بجد إلى حماية تصاميمه الصناعية بغية ضمان نموذج أعمال مستدام يمنع المنافسين المحتملين من نسخ منتجاته المميزة.
واليوم، توظف شركته، شركة دان العامة المحدودة لتقنيات المصاعد، نحو 250 موظف وتورّد لوازم المصاعد وغيرها من المنتجات في جميع أنحاء البلد.
نظام ملكية فكرية قوي
وينسب السيد ميبراهتو الفضل في ازدهار آفاق أعماله إلى وجود نظام ملكية فكرية قوي. فبعد أن أدرجت بعض قواعد الملكية الفكرية بشأن المصنفات الأدبية والفنية في فصل من القانون المدني لإثيوبيا لعام 1960، أعطى سن دستور جمهورية إثيوبيا الاتحادية لعام 1994 والقوانين الصادرة منذ ذلك الحين قوة إضافية لنظام الملكية الفكرية. ويوفر إطار سياسة الملكية الفكرية في اثيوبيا الإرشادات اللازمة لدمج الملكية الفكرية ضمن السياسات والاستراتيجيات والخطط الوطنية. كما يضمن الإطار المساهمة المجدية في تحقيق أهداف التنمية الوطنية.
وقد أدّت الويبو دورا نشطا في هذه العملية عبر تقديم المساعدة التقنية خلال مرحلة الإنشاء، ومواصلة تعزيز نظام الملكية الفكرية عن طريق تكوين الكفاءات وتوفير المواد والمعدات الأساسية، فضلا عن عقد منتديات تهدف إلى إذكاء الوعي بالملكية الفكرية.
المساعدة المقدّمة على الأرض
أنشأت الويبو وإثيوبيا عددا من مراكز دعم التكنولوجيا والابتكار، التي تتيح للمبدعين في البلدان النامية الحصول على معلومات تقنية محلية عالية الجودة وخدمات ذات صلة، وتساعدهم على استغلال طاقاتهم الإبداعية وتحصيل حقوق الملكية الفكرية وحمايتها وإدارتها.
ويقول السيد ميبراهتو "لقد ظلّ نظام الملكية الفكرية قيد الإنشاء فترة طويلة، ولكنّه الآن يزداد قوّة يوماً فيوما".
ويختم قائلا "اليوم، أصبح الجميع واعيا للغاية بحقوق الملكية الفكرية"، "فالجميع يعمل بجد ويبحث ليصبح مبدعا ومخترعا".