مؤشر الابتكار العالمي 2018: ما هي الاقتصادات التي تبتكر بكفاءة؟
31 يوليو 2018
بقلم إدوارد هاريس، قسم الأخبار ووسائل الإعلام في الويبو
لماذا تبتكر بعض الاقتصادات على نحو أكثر كفاءة عن غيرها – محوّلةً استثماراتها الابتكارية إلى نتائج مهمّة ذات قيمة عالية، فتنتفع بها مادياً؟
إنّ ما يميّز مؤشر الابتكار العالمي 2018 هو ترتيبه للابتكار في 126 اقتصاداً، وتكشف الويبو وشركاؤها أيضا عن مزيد من الخبايا في هذا الشأن من خلال اتباع نهج بديل يقتضي إجراء تقييم لمؤشراته البالغ عددها 80 مؤشراً، والتي تتراوح من البحث والتطوير ونفقات التعليم، إلى الطلبات الدولية للبراءات وتطوير تطبيقات الهواتف المحمولة.
وتبين مجموعة واحدة من النتائج كيف أن بعض الاقتصادات تحقق المزيد باستخدام موارد أقل- "المبتكرون الأكفاء"- متيحة بذلك أداة هامة للدول الأعضاء في الويبو وغيرها من الأطراف المهتمة بتعزيز الاقتصادات المُبتكِرة.
ويكمن سرّ نجاح أولئك الذين أُطلقت عليهم تسمية "المبتكرين الأكفاء" في أنّهم خلصوا إلى مزيج من السياسات يساعد على زيادة عائدات الاستثمارات في مجال الابتكار إلى أقصى حدّ ممكن، وذلك في شتّى مجالات الاقتصاد.
فمن هي الاقتصادات التي تعتبر الأكثر كفاءة في مجال الابتكار؟
في الشكل البياني أعلاه، يشير الخط الرمادي إلى القيم المتوقعة لمدخلات الابتكار ومخرجاته في جميع الاقتصادات التي شملتها الدراسة الاستقصائية، وذلك حسب مجموعة الدخل. وتعتبر الاقتصادات التي تقع أعلى الخط من بين تلك التي تبتكر بكفاءة أكبر عن غيرها. أمّا تلك التي تقع أسفل الخط، فهي بحاجة لأن تبذل مجهوداً أكبر. ويمثل الربع الأيمن أعلى الخط الموقع المثالي: مدخلات عالية القيمة (مثل توفر الباحثين أو الخريجين في العلوم والهندسة) تنتج عنها بكفاءة مخرجات عالية القيمة (مثل تصنيع المنتجات التكنولوجية عالية التطور والشريحة المتوسطة من المنتجات عالية التطور).
وتحتل ذلك الموقع بلدانٌ مثل سويسرا (CH) وهولندا (NL) والسويد (SE) والولايات المتحدة الأمريكية (US). ووفقاً لنتائج مؤشر الابتكار العالمي، نجد ما يلي:
- في فئة البلدان ذات الدخل المرتفع، تبرز سويسرا وهولندا والسويد وألمانيا وإيرلندا ولوكسمبورغ وهنغاريا أيضًا كونها تنتج العديد من المخرجات مقابل مستوى معين من المدخلات. فعلى سبيل المثال، تحتل سويسرا الرتبة الأولى حسب مؤشر الابتكار العالمي 2018 في كلا المجالين اللذين تُقاس نتائج الابتكار بالاستناد إليهما، أي المخرجات الإبداعية، ومخرجات
- المعرفية والتكنولوجية. وبعبارة أخرى، فهي تحول بكل كفاءة استثماراتها في مجال الابتكار إلى نتائج فعلية. وضمن الشريحة العليا من البلدان ذات الدخل المتوسط، تتميز الصين بأداء عالٍ من حيث الكفاءة، ويُعزى ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، إلى نقاط قوّتها، بما في ذلك الإبداع المعرفي الذي يشمل معدلات البراءات والمنشورات، والأثر المعرفي الذي يشمل العلامات التجارية والتصاميم الصناعية. وهي من بين الاقتصادين الوحيدين ضمن الشريحة العليا من البلدان ذات الدخل المتوسط، إلى جانب ماليزيا، اللّذين يسجلان مستويات مماثلة من المدخلات والمخرجات لتلك التي تسجلها مجموعة البلدان ذات الدخل المرتفع.
- ومن بين الشريحة الدنيا من الاقتصادات ذات الدخل المتوسط، تبرز أوكرانيا وجمهورية مولدوفا وفييت نام بأداء أحسن عمّا كان متوقعاً نظراً إلى مستويات مدخلاتها. فعلى سبيل المثال، تتميز فييت نام بأداء عالٍ فيما يتعلق بزيادة إنتاجية كل عامل، وهي تحتل الصدارة بين بلدان الفئة التي تنتمي إليها في مجال الصادرات الصافية للمنتجات التكنولوجية عالية التطور. كما أنّها تحتّل مكانة بارزة نسبياً في مجال صادرات السلع الإبداعية وتطوير تطبيقات الهاتف الجوال.
- ومن بين البلدان ذات الدخل المنخفض، تعتبر تنزانيا ومدغشقر من بين المبتكرين الأكفاء.
"الابتكار الكفء" هو سبيل واحد من بين شتّى السبل التي ينتهجها مؤشر الابتكار العالمي لتحليل ما يزخر به من بيانات ثرية، فيتجاوز مجرد كونه ترتيباً مرموقاً، ويضفي مجموعة من وجهات النظر والمقارنة التي من شأنها أن تساعد واضعي السياسات ورواد الأعمال على إيجاد السبيل الأنسب لتحفيز النشاط الابتكاري.