مزج تقليد النول اليدوي مع التكنولوجيا لتقديم تصاميم مبتكرة إلى السوق في سريلانكا
لطالما أحبت أوشاني هويج الأنسجة وتصاميم المنسوجات. وكان عليها أن تصمم، في إطار تقديم المشروع النهائي لدراستها في مسلك تصميم الأزياء وتطوير المنتجات، مجموعة أزياء. ولأنها تتطلع دائمًا لاكتشاف خبايا صناعة النول اليدوي في سريلانكا، مزجت أوشاني بين التقاليد والتكنولوجيا لإنشاء تقنية "تشبيك الصور"، وهي تقنية حياكة مبتكرة، تدعم النساجين في البلد.
وبعد تخرجها من جامعة موراتوا، انضمت أوشاني إلى Hayleys Fabric PLC، وهي شركة رائدة في مجال تصنيع النسيج في سريلانكا وجزء من Hayleys PLC، وهي واحدة من أكبر تكتلات الأعمال متعددة الجنسيات في سريلانكا، حيث أتيحت لها فرصة الدخول في صناعة الملابس.
وفي الوقت نفسه، في عام 2017، أطلقت أول علامتها التجارية في مجال التصميم "ويامان"، قبل إعادة تسمية إبداعاتها في عام 2019 تحت اسم "أوشاني ديزاين ".
دعم عائلتها والنساجين في سريلانكا
وُلدت أوشاني في عائلة تعمل في مجال الزراعة، وكانت مصممة على إعالة أسرتها ماليًا. تقول: "والدي مزارع، قام بتربية ثلاثة أطفال، أنا وشقيقيّ، ورأينا مدى شقاء عمله وكيف أنه ثابر طوال حياته لكي يتمكن من تسجيلنا في الجامعة للتخرج فيما بعد والمساهمة في المجتمع".
وأثناء تجولها في سريلانكا للعثور على نساجين، أدركت أن معظم هؤلاء النساجين المهرة كانوا يتقاضون رواتب زهيدة للغاية، ولم يحصلوا إلا على جزء بسيط من ثمن بيع منتوجاتهم.
وكانت أوشاني تهدف، من وراء إنشاء علامتها التجارية للتصميم، إلى تحقيق هدف مزدوج: تقديم الدعم المالي لعائلتها ومساعدة النساجين في الحصول على دخل أفضل.
الإمكانات غير المستغلة لصناعة النول اليدوي في سريلانكا
عندما تعلمت أوشاني المزيد عن خصوصية صناعة النول اليدوي في سريلانكا أثناء دراستها في الجامعة، تراءت لها فرص وإمكانيات. وأشارت إلى أن الصناعة لم تنمو بنفس سرعة التطورات التكنولوجية الأخرى في مجال صناعة الملابس في البلد.
وأدركت أوشاني أن النساجين الريفيين يتمتعون بمهارات عالية لكنهم لا يستطيعون تحويل مهاراتهم إلى عمل تجاري. وقد أكسبها تخرجها من الجامعة المعرفة التقنية والقدرة والإبداع الذي طبقته على صناعة النول اليدوي في سريلانكا أثناء تحويل أفكارها ومفاهيمها التقنية إلى واقع ملموس.
تشبيك الصور
أوضحت أوشاني أن هناك تقنيات متعددة تدخل في حياكة النول اليدوي. وقالت إن حياكة الصورة يتضمن أنواعًا معينة من الإعدادات على آلات النسيج. ويقوم النساجون بنسج صورة كاملة العرض باستخدام نفس إعدادات الحياكة العادية. ونقطة البيع الفريدة لعلامة أوشاني ديزاين هي مجموعات الألوان الفريدة.
ووفقًا لأوشاني، فاستخدام مزيج ألوان متدرج، لن يظهر النسيج كقماش منسوج، ولكن كقماش مطبوع. ومن ابتكاراتها الأخرى طريقة التركيب اليدوية، والتي تنشئ صورًا صغيرة في القماش. وقالت: "أردت دائمًا أن أفعل شيئًا جديدًا وفريدًا".
وتستخدم هذه التقنية آلات نسج تقليدية، تُشغل يدويًا بالكامل بواسطة نساجين ذوي خبرة ومهرة.
كن رائد أعمال مع نصائح خبراء الويبو
رغم أن أوشاني أطلقت علامتها التجارية في عام 2017، إلا أنها قالت: "لم يكن لدي أي فكرة مناسبة باعتباري رائدة أعمال وسيدة أعمال." و"لم أكن أعرف كيف يمكنني العثور على عملاء، ولا أنواع المنتجات التي يمكن أن تلبي السوق."
كانت نقطة التحول في حياتي العملية هي اختياري للمشاركة في برنامج الويبو الإرشادي لتهيئة بيئة مواتية للابتكار لمدة ستة أشهر.
أوشاني هويج، أوشاني ديزاين
وعلمت أوشاني أن نموذج عملها الأولي كان معيبًا ومدى أهمية حماية علامتها التجارية. وبعد حضور برنامج اكتشاف عملاء الويبو، في عام 2019، أعادت أوشاني إطلاق علامتها التجارية باسم "أوشاني ديزاين" بعلامة تجارية مناسبة و "أفكار مناسبة حول كيفية دخول السوق". وقالت إن برنامج الويبو الإرشادي لتهيئة بيئة مواتية للابتكار أظهر لها إمكانات تقنيتها وساعدها في تحديد المنتج المناسب لبيعه لعملاء مناسبين.
وتعمل الآن بالتعاون مع ثلاثة نساجين، وتصنع أوشاني في الغالب الساري. ويُدفع للنساجين عن كل متر تتم حياكته، وتدفع أوشاني سعرًا ثابتًا عن عدد أمتار الساري المنسوج. ويتطلب الساري حوالي 6 أمتار من القماش، ويمكن للنساج الماهر إنتاجه في يوم واحد. وتدفع سعرًا أعلى مقارنة بالسعر الذي يحصل عليه النساجون من الصناعة، خاصةً أن أسلوبها في النسيج يستغرق وقتًا طويلاً ويتطلب مستوى تقنيًا أعلى. وتزود النساجين بالمواد الخام والتصميم والآلات.
وتستهدف علامة أوشاني ديزاين سوق النساء العاملات اللواتي يمكنهن شراء إبداعات أوشاني عبر صفحتها على الفاسبوك.
وكانت قد سجلت علامتها التجارية السابقة ويامان وتستعد الآن لتسجيل أوشاني ديزاين.
التحديات الرئيسية للأزمة الاقتصادية وتقليد التصميم
أثرت الأزمة الاقتصادية في البلد على جميع الشركات، وشعر ت أوشاني أيضًا بعبء أكبر من جرّائها، حيث ارتفعت أسعار المواد الخام إلى ثلاثة أضعاف أسعارها العادية، وأصبح العملاء أكثر ترددًا في الاستثمار في السلع غير الأساسية، مما اضطرها إلى إبطاء وثيرة عملها للتغلب على الأزمة. وأصبحت السماء أكثر وضوحًا الآن، كما تقول، حيث تعمل على مجموعة أزياء سيتم إطلاقها في نهاية يونيو.
ويظل التقليد أحد مخاوف أوشاني، والتي حاولت معالجتها بمساعدة الويبو أثناء تسجيلها لاسم علامتها التجارية.
توسيع قاعدة العملاء
في الوقت الحالي، يتواجد عملاء أوشاني في سريلانكا فقط، لكنها تبحث عن فرصة لبيع منسوجاتها إلى علامات تجارية أخرى لاستخدامها في مجموعاتها. وهي تتطلع أيضًا إلى بيع إبداعاتها في الخارج.
كما تخطط لإنشاء بيت أزياء خاص بها في السنوات القادمة.
وإلى جانب كونها رائدة أعمال، تعمل الشابة كخبيرة تقنية في مجال تطوير المنتجات المستدامة في شركة MAS Holdings. وقالت: "لقد دعمتني عائلتي وزوجي غيان بشكل كبير".