مدينة صباح، ماليزيا: انطلاقة جدّ موفقة لعيادة إدارة الملكية الفكرية الموسّعة المشتركة بين رابطة أمم جنوب شرق آسيا والمنظمة العالمية للملكية الفكرية

Thu Oct 31 12:34:00 CET 2024

من 21 إلى 25 أكتوبر 2024، شهدت مدينة صباح، ماليزيا انطلاقةً ناجحةً للنسخة الأولى من العيادة المذكورة أعلاه. وانعقد اليوم الأول من العيادة في فندق بروميناد بالتعاون مع الوكالة الماليزية للملكية الفكرية (MyIPO)، واستقطب 109 من المشاركين الذين مثلوا شركات صغرى وصغيرة ومتوسطة الحجم، ومؤسسات ووكالات من القطاعين العام والخاص.

ويتولى قسم الملكية الفكرية للأعمال التجارية في الويبو ومكتب الويبو في سنغافورة إدارة برنامج "عيادة الملكية الفكرية"، وهو برنامج مدته 4 أشهر يهدف إلى دعم الشركات المبتكِرة في صياغة استراتيجياتها في مجال الملكية الفكرية استناداً إلى أهدافها التجارية ومحافظ أصولها غير الملموسة، وذلك بمساعدة قيّمة من مكتب البراءات الياباني.

ومع نمو الأصول غير الملموسة بشكل كبير تزامناً مع نمو سرعة الابتكار، ينبغي للشركات إنشاء أصول الملكية الفكرية وغيرها من الأصول غير الملموسة وحمايتها لتبقى في طليعة الركب، وتحافظ على جذب رؤوس الأموال الاستثمارية والمستثمرين في الداخل والخارج. ويعد امتلاك استراتيجية قوية للملكية الفكرية وإدارتها الجيدة أمراً ضرورياً للشركات في ظل الاقتصاد الرقمي.  ويزداد الأمر أهمية بالنسبة إلى الشركات الصغرى والصغيرة والمتوسطة التي تحاول استغلال من فرصها في السوق استغلالاً كلياً، بينما تتنافس على الصعيد العالمي للحفاظ على وجودها في السوق أو توسيع نطاقها، وسط بيئة معقدة وسريعة التغير من المخاطر والتحديات.

وقد جرى اختيار قطاعي الأغذية والمشروبات وقطاع الفنادق ليكونا محور تركيز عيادة إدارة الملكية الفكرية المنعقدة في مدينة صباح لأن هذين القطاعين من بين المحركات الرئيسية للتنمية في ماليزيا.  إذ يساهم قطاع الأغذية والمشروبات بنسبة 2% من الناتج المحلي الإجمالي و5% من إجمالي الصادرات، بينما يوظف حوالي 1.5 مليون شخص أو حوالي 12% من القوى العاملة في العمل المنظم. كما أن للقطاع تأثيرٌ مهم على سلاسل الإمداد والتوريد والخدمات اللوجستية في ماليزيا، نظراً لموقع البلاد الاستراتيجي كمركز جاذب للابتكار والتجارة الإقليمية. ومن ناحية أخرى، تمثل السياحة نشاطاً رئيسياً يتمحور حول إنتاج السلع والخدمات وتجهيزها وتوفيرها.  وبالفعل، فقد أدى النمو السريع للسياحة إلى تحويل مطار كوتا كينابالو الدولي إلى ثاني أكثر المطارات ازدحاماً في ماليزيا. وبفضل زخم كبير من الحكومة والعوامل الخارجية المواتية، سيواصل قطاع الفنادق لعب دور رئيسي في السياحة عالية التأثير على المدى الطويل.

وقد بدأت الآن 17 شركة من مدينة صباح رحلتها الخاصة تحت مظلة العيادة لتسخير الملكية الفكرية لتوسيع نطاق أعمالها وتحقيق القيمة المضافة. وألقى الملاحظاتِ الافتتاحية كل من السيد ماركو أليمان، المدير العام المساعد لقطاع الملكية الفكرية والنظم الإيكولوجية للابتكار في الويبو؛ والسيدة ساتشيو يوشينو، مديرة شعبة التعاون الدولي في مكتب الملكية الفكرية الياباني؛ والسيدة ثيتابها واتانابروتيبايسان، مديرة مكتب الويبو في سنغافورة؛ والسيد داتوك أرميزان بن محمد علي، وزير التجارة المحلية وتكاليف المعيشة في وزارة التجارة الداخلية، الذي مثّله السيد داتو سيري محمد سيوثي بن بكار، الأمين العام في وزارة التجارة المحلية وتكاليف المعيشة.

وسلط المدير العام المساعد ماركو أليمان الضوء على أهمية الشركات الصغرى والصغيرة والمتوسطة في اقتصادات اليوم والتزام الويبو بجعل الملكية الفكرية تعمل لصالح هذه الشركات. ثمّ قدّم عيادةَ إدارة الملكية الفكرية وأكد على تأثيرها واسع النطاق والإيجابي والنتائج الإيجابية التي حققتها، إذ شاركت أكثر من 700 من الشركات الصغرى والصغيرة والمتوسطة في 21 عيادة منذ انطلاق البرنامج في عام 2021.

وقدمت السيدة ساشيو يوشينو، مديرة مكتب الملكية الفكرية الياباني، نبذة عن برنامج "صندوق اليابان الاستئماني العالمي للملكية الصناعية" ومساهمته القوية في تعزيز البنية التحتية للملكية الفكرية في جميع أنحاء العالم.  وعلاوة على ذلك، سلطت الضوء على أهمية دعم الشركات الصغرى والصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة القائمة على الملكية الفكرية لتعزيز الابتكار الذي لن يمنحها ميزة تجارية فحسب، بل سيؤدي أيضاً في نهاية المطاف إلى تحقيق النمو المستدام.

وعرضت السيدة ثيتابها واتانابروتيبايسان، مديرة مكتب الويبو في سنغافورة، العديد من التأثيرات والنتائج الإيجابية التي حققتها المؤسسات المشاركة في العيادات السابقة في سنغافورة والفلبين وإندونيسيا وبروناي دار السلام وجمهورية لاو الديمقراطية الشعبية. وقد استفادت هذه المؤسسات من المعرفة التي اكتسبتها من العيادة لتحويل مسار أعمالها، بما في ذلك عن طريق تسجيل علاماتها التجارية الخاصة لتعزيز قيمتها التجارية وتخفيف مخاطر السوق.

وأكد سعادة الوزير السيد داتوك أرميزان بن محمد علي على الدور المحوري لقطاعي الأغذية والمشروبات والفنادق والضيافة في الاقتصاد الماليزي، مشيرًا إلى أن هذين القطاعين ليسا أساسيين في توفير فرص العمل فحسب، بل في دفع عجلة النمو الاقتصادي كذلك. وتابع مشيراً إلى أنه استناداً إلى إدارة الإحصاءات الماليزية، فإن ما مجموعه 453 136 منشأة لخدمات الأغذية والمشروبات كانت تنشط في عام 2022، حيث بلغ إجمالي قيمة إنتاجها 99 مليار رينجيت ماليزي، مقارنة بـعدد 490 167 منشأة بلغت قيمة إنتاجها 66.4 مليار رينجيت ماليزي في عام 2015.  وقد بيّن هذا أهمية قطاع الأغذية والمشروبات في نمو ماليزيا وتطورها.

وتواصلت الفعالية بتقديم مجموعة من العروض التفاعلية والمناقشات الثرية بشأن كيفية حماية الملكية الفكرية وتعزيز النجاح في قطاع الأغذية والمشروبات وقطاع الفنادق. وقد أدارت الجلسة السيدة ماتيلد تاشون، مسؤولة البرامج في قسم الملكية الفكرية للأعمال التجارية في الويبو، وشارك فيها المتحدثون السيد وينستون تشان، الرئيس التنفيذي لشركة FT للاستشارات؛ وداتوك روجر تشين، الشريك الإداري في شركة تشين لاو وونغ وفو؛ والسيدة يوسنيزا سيارميلا بنتي يوسف، نائبة المدير العام (قسم الاستراتيجية والتقنية) في الوكالة الماليزية للملكية الفكرية.

وخلال عرض توضيحي عملي يركز على الأعمال التجارية، أوضح السيد وينستون تشان كيف يمكن للشركات استغلال إمكانات الملكية الفكرية الخاصة بها من خلال التركيز على ثلاث دعائم أساسية: "الابتكار والاغتنام والتسويق". وسلط الضوء على أن القيمة الحقيقية تُستخلص عندما يجري تطوير الأصول المناسبة وتقييمها بشكل صحيح والاستفادة منها بفعالية باستخدام الأدوات المناسبة.

وقدّمت السيدة ماتيلد تاشون عرضاً توضيحياً عن دور العلامات التجارية كعامل تمكيني رئيسي للعلامات التجارية ونجاح الأعمال – بدعم من السيد روجر تشين، وأوضحت كيف أن الأسس المتينة للعلامات التجارية تمكّن الشركات من الاستفادة من الملكية الفكرية عن طريق الترخيص، واستحداث تدفقات جديدة للإيرادات مع التخفيف من المخاطر بفعالية.

وشاركت الشركات السبع عشرة المختارة بعد ذلك في جلسات إرشادية فردية مع خبراء الملكية الفكرية والأعمال التجارية.  وانصب التركيز على تحديد أصول الملكية الفكرية الخاصة بكل منها وبناء استراتيجيات الملكية الفكرية التي تتماشى بشكل جيد مع تصورات أعمالها واستراتيجياتها التنفيذية.

وستنعقد بقية البرنامج عبر الإنترنت، وستتضمن جلستين إرشاديتين إضافيتين، وفرص تدريب موسعة، وإتاحة الوصول المستمر إلى موارد الويبو القيّمة.