كيدزانيا: استعدوا لعالم أفضل
بقلم كاثرين جويل، شعبة منشورات الويبو، الويبو
تتيح كيدزانيا للأطفال من عمر سنتين إلى 14 عاماً تجربة فريدة وتفاعلية والعديد من الذكريات المسلية التي لا تنسى. ونظراً لأن كيدزانيا تقوم على حب الأطفال لأداء الأدوار، فإنها أصبحت أحد أسرع علامات التعلم والترفيه نمواً في العالم. وتقدم السيدة، ماريكروز أروبارينا، المسؤولة التنفيذية الأولى السابقة للعمليات المكسيكية، لمحة عن الشركة من الداخل وتوضح ما هو السر الكامن وراء نجاحها.
ما هو الإلهام الذي استلهمت منه فكرة كيدزانيا؟
أنشأ كيدزانيا السيد زافييه لوبيز أكونا ومعاونوه في عام 1997. وأفتتح أول متنزه مواضيعي، المعروف باسم Ciudad de los Niños (مدينة الأطفال) في شهر سبتمبر 1999، في سانتا في، بمدينة المكسيك. وهو الوقت الذي بدأ فيه العمل في الشركة. وكيدزانيا مدفوعة بالرغبة في إحداث علامة فارقة في حياة الأطفال وضمان أن يصبحوا مواطنين ملتزمين ومسؤولين.
حدثينا عن مفهوم كيدزانيا
كيدزانيا هي مدينة مغلقة بحجم الطفل تتيح له فرصة فريدة لكي يتعلم ويتفاعل مع أطفال آخرين من خلال تمثيل الأدوار. ويجمع مفهومنا بين التعليم والترفيه ويتمحور حول رغبة الأطفال الطبيعية في الابتكار والاستشكاف واللعب مع بعضهم البعض. ونحن نعتقد بأن تمثيل الأدوار هو بحق طريقة ذكية يتعلم من خلالها الأطفال. وفي كيدزانيا، تتاح للأطفال الفرصة لكي يستكشفوا ما يزيد على 90 مهنة للكبار، ويتعلموا كيف يتصرفون في النقود ويستوعبوا كيف يعمل العالم الحقيقي. فكيدزانيا توفر لهم مكاناً آمناً لكي يتعلموا وهم يمثلون الأدوار ولكي يتعلموا من بعضهم البعض ويكتسبوا الثقة في قدراتهم. فهدفنا هو حثهم على أن يصبحوا مواطنين عالميين عظماء.
وكيدزانيا هي عبارة عن نموذج مصغر لمدينة تعمل بشكل كامل. وهي مقسمة إلى ثلاثة أجزاء رئيسية وهي المطار ووسط المدينة والضواحي. ويدخل الأطفال المتنزه عن طريق المطار حيث تكون تذكرة دخولهم هي بطاقة الإقلاع. وتضم المدينة شوارع مبلطة بالطوب وبها مكاتب تقدم مختلف الخدمات وواجهات محلات تعرض شعارات العلامات التجارية المألوفة. فنحن نبذل قصارى جهدنا لكي نقدم لزوارنا تجربة أقرب إلى الواقع قدر الإمكان.
وفي الداخل، يمكن للأطفال أن يلعبوا أدوار الكبار في مواقع أو "منشآت" مضيفة لممارسة الأنشطة، حيث تضم محطة إطفاء حرائق وسوبر ماركت ومحكمة ومطعم سوشي ومستشفى ومكتب ضرائب ومواقع أخرى عديدة. ونحن نتأكد من أن كل منشأة مجهزة بمستلزمات واقعية للغاية حتى تكون التجربة واقعية قدر الإمكان.
ونحن نفكر في كيدزانيا باعتبارها دولة لها لغتها وهويتها وثقافتها وحكومتها الخاصة واقتصادها الخاص بها، حيث تجرى فيها جميع الصفقات بعملتنا وهي الكيدزوس. وعند الدخول، يحصل كل طفل على 50 كيدزوس حيث يمكنه إنفاقها وإدخارها (بل وحتى يمكنه فتح حساب خاص به في البنك) أو التبرع بها. ويمكن للأطفال كسب المزيد من الكيدزوس عن طريق القيام بمختلف الوظائف. وتحظى أدوار عامل المطافئ والطيار ورجل الشرطة بشعبية كبيرة للغاية. وبهذ الطريقة، تقدم كيدزانيا للأطفال عالم العمل حيث يتعرفون على قيمة المال. والعديد من الأطفال اختاروا مواصلة هذه المهن التي اكتشفوها لأول مرة في كيدزانيا.
بل يمكن أيضاً للأطفال الحصول على جواز سفر من مكتب الجوازات- وهو جزء من برنامجنا لتعزيز الولاء، الذي يتمحور حول موضوع المواطنة. ويختم جواز السفر بعد كل نشاط ويتيح بعض المزايا. وشخصيات كيدزانيا –بيخا وأوربانو وبيبوب وشيكا وفيتا وباش (أعلاه)- تمثل المثل العليا للدولة وهم مسؤولون عن الترويج لقيمنا فيما بين الأطفال، وهي قيم التواجد والتعرف والابتكار والتبادل والاهتمام واللعب.
ويعطى كل طفل عند وصوله إسورة أمن حتى يتسنى للوالدين تعقبه وتعقب أنشطته (الأطفال الذي تقل أعمارهم عن ثماني سنوات يكونوا مصحوبين بشخص بالغ). وتمكن أيضاً الأساور الشركة من جمع بيانات قيمة عن تطور احتياجات وأذواق الأطفال حتى نتمكن من مواصلة تحسين عروضنا. فكيدزانيا عبارة عن مكان يجرب فيه الأطفال طرقاً جديدة لتحقيق ذاتهم والقيام بأشياء وإعداد أنفسهم للمستقبل. فنحن نقول إن كيدزانيا تشكل "فرصة للاستعداد لعالم أفضل."
كيف كانت تجربتك في العمل مع كيدزانيا؟
لقد بدأت مع الشركة في عام 1999، بتطوير مضمون تعليمي من أجل المنشأة الأولى لكيدزانيا في سانتا في، ثم تحولت إلى المبيعات والعمليات. لقد درست إدارة الأعمال، لكنني أحب الأطفال، لذا فقد كانت كيدزانيا مكاناً ممتازا بالنسبة لي. وقد توليت خلال السنوات الثلاث الماضية إدارة أربع منشآت مكسيكية لكيدزانيا. فقد أتاحت لي كيدزانيا أن أنمو مهنياً وأصبحت من عدة أوجه هي بيتي الثاني.
كم هو عدد منشآت كيدزانيا؟
لدينا الآن 28 منشأة في 25 بلداً. آخرها أطلق في دبي في سبتمبر 2019. وهناك 10منشآت أخرى تحت الإنشاء وبحلول نهاية العام، سنكون قد افتتحنا منشأتين أخريتين –أحدهما في دالاس (وهي أول منشأة لنا في الولايات المتحدة الأمريكية.) والثانية في جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا.
إدارة الملكية الفكرية بعناية ضرورية لضمان أن نحافظ على نزاهة علامتنا التجارية والعلامات التجارية لشركائنا في قطاع الصناعة.
وتقع عامة منشآت كيدزانيا في المولات التجارية، حتى يتسنى للأهالي الذهاب للتسوق في الوقت الذي يتمتع فيه أطفالهم بتجربتهم في كيدزانيا. ونحن نفتح 360 يوماً سنوياً، وقد رحبنا منذ عام 1999 بما يزيد على 80 مليون زائر- من الأهالي والأطفال، بالطبع، بالإضافة إلى المدارس والشركات التي تزورنا لأغراض تعزيز روح الفريق. فطريقة كيدزانيا في إخراج الطفل الكامن في كل شخص أمر مثير للدهشة.
وكل منشأة تضم نحو 400 موظف، بما في ذلك الأفرقة المعنية بالدعم التشغيلي وإدارة المكاتب والمبيعات. والشمول مهم للغاية بالنسبة لنا. فالمتقاعدون والمعوقون يشكلون 10 في المائة من قوتنا العاملة. كما أننا نتيح للأطفال المحرومين والمعوقين الدخول مجاناً إلى منشآتنا.
لقد اعترف بكيدزانيا باعتبارها أحد علامات الترفيه الأسرع نمواً في العالم. فما هو سر نجاحها؟
نحن نحاول الجمع بين الأداء والهدف المنشود، وأن نؤدي عملنا بشكل جيد ومتقن. فمع كيدزانيا، الجميع فائزون. فالمجتمع فائز لأننا نوفر وظائف والأهالي فائزون لأن أطفالهم يتعلمون وهم يتسلون. والمدارس فائزة لأننا نقدم لتلاميذها تجربة تعليمية غامرة. وشركاؤنا في قطاع الصناعة فائزون لأننا نوفر لهم منصة تسويقية فريدة ليؤسسوا الولاء لعلامتهم وينموا معنا في مختلف البلدان. وأعتقد أن نجاحنا يأتي من التزامنا الاجتماعي القوي بإحداث علامة فارقة.
ما هو نموذجها التجاري؟
كيدزانيا هي عبارة عن شركتين في شركة واحدة. فهي مركز ترفيه وتعليم للأسر ومنصة للعلامات التجارية كي تتشارك من خلالها مع الأسر. فكل طرف يركز بقوة على المسؤولية الاجتماعية للشركات. ومفهومنا يتركز على حب الأطفال الفطري لتمثيل الأدوار. ففي كيدزاينا، يمكن للأطفال استكشاف ما يعني أن يكون طبيباً أو رجل إطفاء أو رجل شرطة والعديد من الأدوار الأخرى. ولدينا أربع منشآت تعمل في المكسيك، وتوسعنا في عملياتنا التجارية الدولية من خلال منح حقوق امتياز. والمنتفعون بحق الامتياز هم عبارة عن شركات موجهة عادة نحو تقديم الخدمات- فهي تفهم أهمية إقامة علاقات طيبة مع المستهلك- وتلتزم بتعليم الأطفال. وينبغي أن يكتسب المنتفعون بحق الامتياز "الدراية اللازمة" و"معرفة الجمهور المستهدف" لإطلاق الشركة سريعاً. وتقدم كيدزانيا الملكية الفكرية والتصاميم والمواضيع والدراية والأدلة التشغيلية اللازمة وتتعاون مع المنتفع بحق الامتياز لوضع الخطة الرئيسية واختيار الموقع المناسب.
ما هي التحديات المقترنة بحق الامتياز؟
لكل حق امتياز جديد تحديات خاصة به. لكن التحدي الرئيسي هو ضمان أن يظل شكل منشآتنا يلبي وتظل عملياتها تلبي معايير الجودة الدولية. ورغم أن جميع منشآت كيدزانيا تتشابه فيما بينها من حيث تصميمها، فإن لكل منها نكهته الثقافية الخاصة. والفريق المسؤول عن إدارة العلاقات مع المنتفعين بحق الامتياز ومراقبتها، المعروف باسم وكالة استخبارات كيدزانيا، يضطلع بدور مهم في رصد معايير الجودة والحفاظ عليها. فالمراقبة مهمة للغاية فيما يخص منح حق الامتياز. ولهذا السبب لدينا عقود امتياز صارمة للغاية. فسوء التنفيذ وسوء الخدمة المقدمة يمكن أن يضرا بسمعتنا.
ما هو دور كلا من الابتكار والإبداع في الشركة؟
الابتكار والإبداع راسخان بعمق في ثقافة الشركة. فلا وجود لنا بدونهما. فنحن في كيدزانيا، ننمي الابتكار والإبداع في جميع أنحاء العالم من خلال الترفيه. ونسعى في كل نشاط، إلى إلهام الأطفال وتمكينهم من استشكاف حسهم للإبداع والابتكار وروح المشاريع التجارية. وعلى مستوى الشركات، نبحث دوماً عن أفكار جديدة ونعين العديد من الشباب. ونعمل أيضاً بشكل وثيق مع الأوساط الجامعية حتى يتسنى للطلاب التعلم من تجربتنا وتحقيق الأفكار والطموحات الخاصة بهم. ونحن نعتبر ذلك جزءاً من مسؤوليتنا الاجتماعية.
ما هو الدور الذي تضطلع به الملكية الفكرية في الشركة؟
الملكية الفكرية تشكل جوهر نموذجنا التجاري. فنحن نمتلك الملكية الفكرية في تصاميم الهندسة المعمارية وفي جميع العناصر الإبداعية المقترنة بإنشاء منشأة كيدزانيا ونحمي بفعالية أصول ملكيتنا الفكرية. وهذا أمر شديد الأهمية لأننا نواجه الكثير من المنافسة من المقلدين في جميع أنحاء العالم. ونحن نتنامى سريعاً قدر المستطاع لتحقيق الاستفادة القصوى من ميزة كوننا أصحاب الإنطلاقة الأولى. ونحن نركز للغاية على التفاصيل ونولي أهمية كبيرة إلى الجودة لأننا نؤمن بأن أفضل السبل لضرب المقلدين هو تقديم خدمات فائقة الجودة وأفضل المنتجات المتاحة. وعلامتنا التجارية وسمعتنا العالمية كمقدمي خدمات ذات جودة هما ما يتيحان لنا الاستمرارية في هذا السوق.
كما أننا نعمل مع ما يزيد على 960 علامة تجارية- ولا أعتقد أن لدى شركات عديدة أخرى كل هذا العدد من الشركاء في قطاع الصناعة- لذا، فإن إدارة الملكية الفكرية بعناية ضرورية لضمان أن نحافظ على نزاهة علامتنا التجارية والعلامات التجارية لشركائنا في قطاع الصناعة.
لم تعمل كيدزانيا مع كل هذا العدد من العلامات التجارية؟ وما الذي تجده فيها؟
يمثل شركاؤنا في قطاع الصناعة الشركات والأنشطة التجارية للمدينة وهم يشكلون جزءاً رئيسياً من تجربة كيدزانيا. فمشاركتهم تضيف إلى أنشطتنا طابعاً أصيلاً ومصداقية. ومن خلال العمل معنا، تتاح الفرصة لأصحاب العلامات التجارية كي يعيدوا شيئاً للمجتمع عن طريق دعم تعليم الأطفال. وهو يتيح لهم أيضاً الفرصة ليتعرفوا على تطور أذواق واحتياجات الأطفال وذويهم وتعزيز الاعتراف بعلاماتهم فيما بينهم وولائهم لها. وتتاح لهم أيضاً الفرصة لينموا معنا مع دخولنا إلى أسواق جديد. فبعض العلامات التجارية معنا منذ البداية. وتتيح كيدزانيا للعلامات التجارية منصة فريدة للوصول إلى مستهلكين جدد وفرصة لإحداث علامة فارقة.
هل استخدمتم نظام مدريد للويبو لتسجيل علاماتكم على المستوى الدولي؟
نعم، فباعتبارنا شركة مكسيكية ذات بصمة عالمية، فإن نظام مدريد يعد بالنسبة لنا أسلوباً سهل الاستخدام وفعالاً من حيث التكلفة لتسجيل علاماتنا التجارية وحماية علامتنا في الأسواق التي نستهدفها. وهو أيضاً يسهل علينا إدارة حافظة أصول علاماتنا التجارية.
الابتكار والإبداع راسخان بعمق في ثقافة الشركة. فلا وجود لنا بدونهما. فنحن في كيزانيا، ننمي الابتكار والإبداع في جميع أنحاء العالم من خلال الترفيه.
ما هي خطط كيدزانيا للمستقبل؟
نحن نشرع في وضع تطبيق كيدزانيا 4.0 لجعل منشآتنا أكثر ذكاءاً وأكثر توجهاً نحو التكنولوجيا بفضل استحداث مهن وأنشطة جديدة تعكس اتجاهات جديدة. كما أننا نطلق مجموعة من التطبيقات الجديدة لتعزيز تجربة كيدزانيا من أجل الأطفال وذويهم، مع حرصنا على ألا نضحي بالتفاعلية. ونحن نقيم جدوى فتح مواقع ذات أنشطة أقل في مدن أصغر لإتاحة الفرصة لكيدزانيا لتوسع نطاق امتيازها العالمي. ومفهومنا الجديد للصحة واللياقة والترفيه لكبار السن، كينيزيس، سينطلق في دولة المكسيك في عام 2020، مع إتاحة فرص منح امتيازات في بلدان أخرى.
بماذا تنصحين الشباب؟
كن منفتحاً وصبوراً ومتحمساً واعمل بدأب من أجل أهدافك واستمتع!
الغرض من مجلة الويبو مساعدة عامة الجمهور على فهم الملكية الفكرية وعمل الويبو، وليست المجلة وثيقة من وثائق الويبو الرسمية. ولا يراد بالتسميات المستخدمة وبطريقة عرض المادة في هذا المنشور بأكمله أن تعبر عن أي رأي كان من جهة الويبو بشأن الوضع القانوني لأي بلد أو إقليم أو منطقة أو سلطاتها أو بشأن تعيين حدودها أو تخومها. ولا يراد بهذا المنشور أن يعبر عن آراء الدول الأعضاء أو أمانة الويبو. ولا يراد بذكر شركات أو منتجات صناعية محددة أن الويبو تؤيدها أو توصي بها على حساب شركات أو منتجات أخرى ذات طبيعة مماثلة وغير مذكورة.