إعادة استخدام الأدوية لأغراض جديدة وجائحة كوفيد 19
من تأليف جيمس نارتون- كاتب مستقل
لقد أثارت جائحة كوفيد-19 اهتماماً في جميع أنحاء العالم فيما يخص إعادة استخدام الأدوية لأغراض جديدة مثل دوائي ريمديسيفير وديكساميثازون. ويمكن أن يكون إعادة استخدام الأدوية لأغراض جديدة مهماً من أجل تقديم علاجات جديدة للمرضى، لكنه يثير أيضاً عدداً من المسائل المتعلقة بالملكية الفكرية.
فقد صرحت إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية (USFDA) في مايو 2020 باستخدام الدواء المضاد للفيروسات ريمديسيفير عند الطوارئ لعلاج جائحة كوفيد-19 بعد أن أشارت البحوث إلى أن المرضى الذين يتلقونه يتعافون أسرع بأربعة أيام قبل من يتلقون دواءاً وهمياً. لكن الدواء لم يعتمد بعد، وتجري المزيد من التجارب السريرية لتقييم مدى فعاليته في مكافحة كوفيد-19، بما في ذلك بالاقتران مع دواء بارسيتينيب المضاد للالتهابات (الذي يباع تحت الاسم التجاري أولوميانت). وفي شهر يونيو 2020، وخلال انفراجه في علاج المرضى المصابين بشدة بكوفيد، الذين يوضعون على أجهزة التنفس الصناعي أو يستخدمون أنابيب الأوكسجين، أصبح "معيار الرعاية" في المملكة المتحدة دواء ديكساميثازون، وهو عبارة عن ستيرويد منشط مضاد للالتهابات قليل التكلفة، تبين أنه يحسن بشكل كبير معدلات البقاء.
وفي ظل الإصابة في الوقت الحالي بكوفيد-19 في جميع أنحاء العالم، وعدم وجود لقاح أو علاج معتمد، ينظر الباحثون في إمكانيات العديد من الأدوية الحالية، خاصة الأدوية التي كانت فعالة في مكافحة فيروسات مماثلة مثل فيروس ميرس MERS وفيروس سارس SARS.
ودواء ريمديسيفير استحدث في الأصل لعلاج فيروس إيبولا، لكنه لم يعتمد بعد لأي ظرف. فهو واحد من أربعة علاجات تشكل جزءاً من تجربة التضامن السريرية التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية، والعلاجات الأخرى هي الكلوروكين أو الهيدروكسي كلوروكين واللوبينافير مع ريتونافير واللوبينافير مع ريتونافير بالإضافة إلى الإنترفيرون بيتا 1 ألفا. وهذه العلاجات أظهرت مسبقاً نتائج لمكافحة أمراض مثل الملاريا والسارس وفيروس نقص المناعة البشري، والإصابة بالتصلب المتعدد. وسوف تنطوي تجربة التضامن السريرية على إجراء اختبارات على آلاف المرضى فيما يزيد على 100 بلد.
إن من المهم إعادة استخدام الأدوية المعروفة من أجل استحداث علاجات جديدة وآمنة وفعالة من حيث التكلفة لطائفة كبيرة من الظروف.
ومن جهة أخرى، الديكساميثازون هو عبارة عن ستيرويد قليل التكلفة ومضاد للالتهابات ومتوفر منذ ما يقرب من 60 عاماً. وهو يستخدم على نطاق واسع لعلاج التهاب المفاصل والربو والعديد من الإصابات الجلدية، حيث تبين أنه يحد من الوفيات بمقدار الثلث بين المرضى المصابين بشدة بكوفيد-19. وقد صدرت هذه النتائج عن تجربة RECOVERY السريرية (التقييم العشوائي لعلاج كوفيد 19) التي قادها باحثون من جامعة أوكسفورد في المملكة المتحدة.
وقد صرح البروفيسور مارتان لاندري، وهو أستاذ الطب والأمراض الوبائية بقسم صحة السكان في كلية نافيلد بجامعة أوكسفورد، وأحد الباحثين الرئيسيين في التجربة بقوله:"كوفيد-19 هو مرض عالمي- ومن المدهش أن العلاج الأول الذي ثبت أنه يحد من الوفيات متوفر في الحال وميسور التكلفة في جميع أنحاء العالم."
أهمية إعادة استخدام الأدوية لأغراض جديدة
إن من المهم إعادة استخدام الأدوية المعروفة من أجل استحداث علاجات جديدة وآمنة وفعالة من حيث التكلفة لطائفة كبيرة من الظروف. فمثلاً، الأسبرين (حمض الأسيتيل ساليسيليك) الذي استحدثته شركة باير الألمانية في عام 1899 كعلاج للآلام والحمى، أثبت منذ ذلك الحين فعاليته ضد الأزمات القلبية والسكتة الدماغية وتجلط الدم. وهو يخضع اليوم للمرحلة الثالثة من التجارب السريرية لعلاج القولون وغير ذلك من أمراض السرطان.
لكن الأسبرين ليس المثال الوحيد للأدوية التي تتمتع بالاستمرارية. فعلى سبيل المثال، دواء ثاليدوميد، الذي استحدث في الأصل لعلاج حالة الغثيان في الصباح، استخدم منذ ذلك الحين لعلاج مرض الجذام وهو معتمد الآن أيضاً لعلاج الورم النخاعي المتعدد. وتبين أن العديد من الأدوية فعالة لعلاج مختلف أنوع السرطان: ومن أمثلة ذلك ميرك كيترودا (بمبروليزوماب) الذي استحدث لعلاج حالات سرطان الجلد المتقدمة، لكنه معتمد الآن لعلاج 14 نوعاً من أنواع السرطان، ودواء بريستول-مايرز سكويب أوبديفو (نيفولوماب) المعتمد لعلاج 10 أنواع من السرطان ويجري اختباره الآن لعلاج المزيد. وفي شهر ديسمبر 2019، أعلنت شركة أسترا زينيكا وميرك أن دواء لينبارازا (أولاباريب) اعتمد لعلاج سرطان البنكرياس في الولايات المتحدة الأمريكية بالإضافة إلى سرطان المبايض وسرطان الثدي.
فرص سريرية وفوائد تجارية
تساعد البراءات والحماية التي تمنحها على تبرير التكاليف والمخاطر الكبيرة المقترنة باستحداث دواء جديد وجلبه إلى السوق. غير أنه في ظل تقدير تكلفة استحداث دواء جديد بنحو 2.6 مليار دولار أمريكي، ليس مدهشاً أن يصبح إعادة استخدام الأدوية أولوية بالنسبة إلى الشركات الصيدلانية وكذلك بالنسبة إلى مؤسسات مثل صندوق مكافحة السرطان في أوروبا ومؤسسة Cures Within reach التي يقع مقرها في الولايات المتحدة والتي مولت حتى الآن 80 مشروعاً لإعادة استخدام الأدوية. ويمكن أيضاً أن يؤدي تحسين استخدام البيانات وتطبيق أدوات الذكاء الاصطناعي مثل تعلم الآلة إلى تسهيل إعادة استخدام الأدوية، التي تعتمد في الغالب حتى الآن على الصدفة. وتكتسي إعادة استخدام الأدوية أهمية خاصة بالنسبة إلى الأمراض النادرة في العالم التي يقدر عددها بنحو 7000 مرض نادر، حيث يجعل العدد المنخفض للمرضى إجراء بحوث أصلية أمراً غير مجز من الناحية المالية.
وبالإضافة إلى الفرص الإكلينيكية، هناك مزايا تجارية لإعادة استخدام الأدوية، كما توضح ألي ناوارات في مقال لمجلة Pharmaceutical Technology الصادرة في نوفمبر 2019: "لقد حظي بوجه خاص منجم الذهب المتمثل في إعادة استخدام الأدوية باستقبال حار من جانب المستثمرين في علوم الحياة. فهذا النهج يوفر الأموال للشركات الصيدلانية، بل ويعجل أيضاً باستحداث خيار علاج جديد للمرضى الذين يعانون. ويرجع ذلك في المقام الأول إلى أن الباحثين لا يضطرون إلى تكرار المراحل الأولى للإعداد التي تثبت ببساطة سلامة الدواء." غير أن العديد من المراقبين يتفقون على أن إمكانيات إعادة استخدام الأدوية لم تستكشف تماماً بعد، ويرجع ذلك جزيئاً إلى "التحديات التكنولوجية والتنظيمية التي ينبغي التصدي لها." (Drug repurposing: progress, challenges and recommendations” in Nature Reviews Drug Discovery 18). ووفقاً لأحد التقديرات، 10 فقط من اعتمادات الأدوية الجديدة البالغ عددها 1541 في الولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة من 1990 إلى 2007 تتعلق باستخدامات جديدة لأدوية جنيسة.
سهم آخر في الجعبة
جرى تناول العديد من المسائل القانونية والتنظيمية المتعلقة بإعادة استخدام الأدوية في المؤتمر المعنون "Clinical Innovation: Fair and Effective Incentives for New Uses of Established Drugs" (الابتكار السريري: حوافز عادلة وفعالة للاستخدامات الجديدة للأدوية المنشأة)، الذي نظمته كلية لندن الجامعية ومركز القانون بجامعة جورج تاون في واشنطن العاصمة في عام 2018. وقد ضم المؤتمر باحثين وأطباء ومحامين ومنظمين وقضاة. والنسخ النصية لجميع الجلسات متاحة عبر الإنترنت. وقد افتتح المؤتمر البروفيسور روبين جاكوب من معهد التعليم المعني بقانون العلامات التجارية والابتكار وقال: "إذا وجدتم استخداماً جديداً لدواء معروف، فإن ذلك يعني أنكم وجدتم بحق في الواقع دواءً جديداً وأنكم أطلقتم سهماً جديداً في جعبة الطبيب...ونظراً لأن القيام بذلك أرخص من إيجاد ذرة جديدة تماماً، فإنه ينبغي أن يتسنى بشكل ما التشجيع على ذلك."
ونظراً لتكاليف البحث والتطوير في المجال الصيدلاني، يعتمد المبتكرون بشدة على البراءات للحصول على فترة يمكنهم خلالها استعادة الاستثمارات الهائلة المبذولة. ويمكن أيضاً تمديد هذه الفترة في بعض الأنظمة القانونية، لتعويض الوقت المفقود خلال عملية اعتماد الدواء. لكن، هناك مشكلات فيما يخص الحصول على البراءات وإنفاذها للاستخدامات الجديدة للأدوية الموجودة، وهي هي مرتبطة في جزء منها بالشواغل المتعلقة بما يسمى "التجدد المستمر" للبراءات حيث أنه من الصعب، إذا كان الابتكار الأصلي قديماً، استيفاء اختباري الجدة والنشاط الابتكاري في قانون البراءات، في حين أنه إذا كانت الأدلة على الاستخدام الجديد ضعيفة، فإنه قد لا يتم الكشف عن الاختراع على نحو كاف. وحتى إذا كانت البراءة ممنوحة وسارية، فإن هناك أسئلة حقيقية بشأن ما يشكل تعدياً في نظام توصيف الدواء المعقد.
من الأسلوب السويسري إلى الاتفاقية الأوروبية بشأن البراءات لعام 2000
تمكن المودعون في أوروبا من الحصول على براءات للاستخدامات الطبية الثانية، وكان ذلك في السابق بموجب النص القانوني المعروف باسم "المطالبة على الطريقة السويسرية"، ومنذ عام 2011، بموجب ما يسمى "بالمطالبة وفقاً لاتفاقية البراءات الأوروبية لعام 2000 بشأن "المنتج س لعلاج المرض ص"- المطالبة بمنتج لغرض محدود. لكن، لا تزال ترفع قضايا أمام المحاكم في أوروبا بشأن صحة المطالبات بالاستخدام الطبي الثاني والتعدي عليها، حيث تؤدي إلى نتائج متباينة. وأدى ذلك إلى وجود عدم يقين هائل بشأن وجوب إنفاذ مطالبات الاستخدام الطبي الثاني، كما تشير المستشارة السابقة في مجال البراءات بشركة غلاكسو سميثكلاين، السيدة جوليا فلورانس، خلال مناقشة في ندوة عبر الإنترنت استضافها المعهد القانوني المعتمد لوكلاء البراءات في شهر ديسمبر 2019 (تحت عنوان. Second Medical Use Claims – is there a cure for their ills.) (مطالبات الاستخدام الطبي الثاني- هل هناك علاج لأمراضهم).
وقد أثيرت العديد من هذه القضايا في الحالات التي تمتلك فيها الشركة براءة لاستخدام أول لدواء وبراءة لاحقة لاستخدام ثان. فعند انقضاء البراءة الأولى، يمكن للمنافسين من العوام بيع نسخهم من الدواء، لكن فقط فيما يخص الاستخدام الأول. وأي استخدام للدواء لدواعي الاستخدام المحمية بموجب البراءة الثانية يعد تعدياً عليها. ويسعى مصنعو الأدوية الجنيسة إلى تجاوز هذه المشكلة عن طريق استخدام ما يسمى "بالملصقات الرقيقة"، التي تحدد أنه لا ينبغي وصف الدواء للاستخدامات التي لا تزال مشمولة بالبراءات. ومع ذلك، احتمالات التعدي على البراءة كبيرة.
معركة بريغابالين
من أمثلة التعقيدات التي يمكن أن تنشأ ما يتعلق بدواء بريغابالين الذي استحدثته شركة فايزر وباعته تحت الاسم التجاري ليريكا كعلاج للصرع واضطراب وآلام القلق بوجه عام. وهو من أكثر الأدوية مبيعاً في العالم. ومنذ انقضاء البراءة الأولى في أوروبا في عام 2013، وشركات تصنيع الأدوية الجنيسة تبيع نسخاً قديمة من الدواء تحمل ملصقات رقيقة تقتطع وصف علاج الألم (الذي يحظى بالحماية بموجب براءة للاستخدام الطبي الثاني). غير أن الأدلة المقدمة إلى المحاكم تشير إلى أن نحو 70 في المائة من الوصفات لدواء بريغابالين تتعلق بالاستخدام المشمول بالبراءة.
وخلال السنوات العديدة الماضية، رفعت فايزر قضايا في جميع أنحاء أوروبا حيث توصلت إلى نتائج متباينة. وفي الدانمرك، رفعت دعاوى ناجحة ضد الشركات الصيدلانية في البلد، مما جعل وكالة الأدوية الدانمركية تغير قواعد الاستبدال لديها لتحدد أنه إذا كانت الوصفة صادرة لعلاج دواعي استخدام مشمولة بالبراءة، فإنه يتعين على الصيدلية ألا تصرف إلا المنتج المشمولة دواعي استخدامه بالبراءة. وفي المملكة المتحدة، وصل التقاضي بشأن بريغابالين إلى المحكمة العليا حيث أعطى فريق من خمسة قضاة أربعة آراءً مختلفة في حكم صدر في نوفمبر 2018. فقد خلص ثلاثة قضاة إلى أن الكشف في المواصفات لا يدعم الألم العصبي، حيث لم يقدم صاحب البراءة أي بيانات أو فرضية ذات مصداقية تبين الفعالية، في حين فضل القاضيان المخالفان في الرأي معياراً أقل للمعقولية.
ومن بين القرارات الأخرى الحديثة التي تتضمن مطالبات وفقاً للنموذج السويسري ووفقاً لاتفاقية البراءات الأوروبية لعام 2000، أحكام مجلس الاستئناف التابع للمنظمة الأوروبية للبراءات فيما يخص حمض الزوليدرونيك (القضية T0239/16) وعلاج التصلب (القضية T-2570/11) وكذلك حكم المحكمة العليا في المملكة المتحدة في قضية مجموعة Actavis Group PTC EHF وآخرين ضد شركة ICOS وآخرين ( [2019] UKSC 15 الصادر في 27 مارس 2019) (فيما يخص براءة لاستخدام دواء تادالافيل في جرعات لعلاج الخلل الجنسي). وهذا الحكم أيد استنتاج محكمة الاستئناف الذي يخلص إلى أن الاختبارات السريرية تنطوي على إجراءات شائعة وروتينية ومن ثم فإن البراءة باطلة لعدم وجود نشاط ابتكاري. وصرحت السيدة فلورانس في الندوة التي عقدها معهد وكلاء البراءات عبر الإنترنت قائلة: "نأمل ألا يجعل ذلك جميع الاختراعات الناجمة عن التجارب السريرية بديهية."
كيف يمكن حفز إعادة استخدام الأدوية لأغراض جديدة
لقد قدم التقاضي واسع النطاق بشأن براءات الاستخدام الطبي الثاني بعض الإيضاح لكنه يشير أيضاً إلى أن قانون البراءات لا يمكنه وحده تقديم الحوافز اللازمة للتشجيع على إعادة استخدام الأدوية لأغراض جديدة. وكما قال القاضي السابق بمحكمة الاستئناف التابعة للدائرة الفدرالية بالولايات المتحدة الأمريكية، السيد آرثر غاجارسا في مؤتمر جورج تاون: "نحن نحتاج إلى تشريع جديد على الأقل للاعتراف بأن الاستخدامات الجديدة للأدوية المستقاة من أدوية قديمة كانت موجودة منذ فترة قد تحتاج إلى بعض الحوافز، لتوفير السوق اللازم بحيث يتسنى حماية البراءة والاستخدام الجديد. وتتضمن بعض الحلول الآتي:
- الوصفات الطبية: تعديل السلوك المعتاد في صياغة الوصفات الطبية، سواء عن طريق فصل السوق المشمول بالبراءة بمطالبة من يقدمون الوصفات الطبية بكتابة اسم العلامة لدواعي الاستخدام المشمولة بالبراءات والاسم الدولي الغير مسجل الملكية لدواعي الاستخدام غير المشمولة ببراءات، أو المطالبة بذكر دواعي الاستخدام على الوصفات الطبية (كما هو الحال في الدانمرك) أو وصف الأدوية حسب الفئة (كما هو الحال في بلجيكا). غير أن هناك اعتراضات لأسباب تتعلق بالجانب العملي والسرية.
- التسعير: اقتراح متطرف مقدم من بنيامين روين من كلية سلوان للإدارة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا يشير إلى تسعير الأدوية بحسب داعي الاستخدام وليس المنتج. وثمة اقتراح آخر بإضافة ضريبة إلى كل وصفة طبية لتمويل استحداث أدوية جديدة.
- تمكين الأطباء: يصف العديد من الأطباء أدوية بدون تصريح (حيث تكون الأدوية غير معتمدة بعد لدواعي الاستخدام التي توصف لها). ولا يصرح عادة لشركات الأدوية بالترويج لاستخدام بدون تصريح، لكن يمكن التخفيف من القواعد لتسهيل إعادة الاستخدام. كذلك، يمكن تحسين استخدام الأدلة الواقعية على الفعالية في تجارب الأطباء اليومية.
- مدة الحماية: اقترح بوب أرميتاج، المستشار في مجال الملكية الفكرية، لدى شركة ايلي ليلي سابقاً، أن يتمكن أصحاب البراءات من اختيار فترة حماية ثابتة مدتها 14 عاماً للأدوية المعتمدة حديثاً بدلاً من 20 عاماً، اعتباراً من تاريخ الإيداع، دون تمديد، لكن يمكن أيضاً استكشاف خيارات أخرى.
الاستمرار بعد انقضاء البراءة
يقول مؤلفو دراسة عن دواء ثيوسيكس (ثيروغوانين) نشرت في مجلة Drug Discovery Today في شهر يناير 2018 "إن إعادة استكشاف الأدوية لا يقدر بثمن، لأنه يمكنه تعزيز الخيارات العلاجية والحد من التكاليف المقترنة باستحداث الأدوية. لكن من الضروري، وضع بروتوكول محدد البنية لمواصلة تطوير الأدوية القديمة من أجل تحقيق الاستخدام الأمثل للترخيص وتفادي الإجراءات طويلة الأجل." ودواء ثيروغوانين استحدث كعلاج لسرطان الدم في الخمسينات واعتمد لعلاج مرض القولون المتهيج في عام 2015. ويبين نجاحه أن من الممكن إعادة استخدام الأدوية المبتكرة، لكنه يبين أيضاً أنه يتعين القيام بالمزيد من العمل لحفز إعادة استخدام الأدوية لأغراض جديدة والتشجيع على ذلك.
التجربة السريرية RECOVERY ودواء الديكساميثازون
لقد أنشئت التجربة السريرية RECOVERY (التقييم العشوائي لعلاج كوفيد-19) التي يمولها المعهد الوطني للبحوث الصحية في المملكة المتحدة، في مارس 2020، للتصدي لأزمة الصحة العامة بسبب كوفيد-19.
ونظراً لأن تجربة RECOVERY هي أكبر تجربة سريرية عشوائية للعلاجات المحتملة لكوفيد-19 لعلاج المرضى من نزلاء المستشفيات في المملكة المتحدة، فهي ضمت ما يزيد على 11500 مريض إلى الآن من 175 مستشفى تابعة لخدمات الصحة العامة في جميع أنحاء البلد.
وتتضمن التجربة السريرية دراسة عن إمكانيات دواء الديكساميثازون وهو عبارة عن ستيريويد قليل التكلفة يستخدم على نطاق واسع لعلاج التهاب المفاصل والربو ومختلف الإصابات الجلدية. وقد وجدت الدراسة التي يقودها البروفيسور بيتر هوربي والبروفيسور مارتن لاندري بكلية نافيلد بجامعة أوكسفورد، أن الوفيات فيما بين المرضى يوضعون على أجهزة تنفس صناعي أو الذين يتنفسون بواسطة أنابيب الأوكسجين تقل بمقدار الثلث والخمس على التوالي حين يعالجون بدواء الديكساميثازون. ولا يبدو الدواء مفيداً للمرضى الذين لا يحتاجون إلى أجهزة تنفس أو المرضى في منازلهم.وتجربة RECOVERY التي تراجع باستمرار المعلومات المتعلقة بالأدوية الجديدة التي بإمكانها أن تحسن النتائج الصحية لكوفيد-19، تجري حالياً اختبارات للأدوية التالية:
- لوبينافير-ريتونافير (الذي يستخدم عادة لعلاج فيروس نقص المناعة البشري)
- الديكساميثازون المنخفض الجرعة (لا يستخدم حالياً إلا للأطفال)
- أزيثرومايسين (الذي يستخدم عادة كمضاد حيوي)
- توسيليزوماب (وهو مضاد للالتهاب يعطى عن طريق الحقن)
- بلازما المتعافين (تجمع من المتعافين من كوفيد-19 وتحتوي على أجسام مضادة لمكافحة فيروس SARS-CoV-2)
الغرض من مجلة الويبو مساعدة عامة الجمهور على فهم الملكية الفكرية وعمل الويبو، وليست المجلة وثيقة من وثائق الويبو الرسمية. ولا يراد بالتسميات المستخدمة وبطريقة عرض المادة في هذا المنشور بأكمله أن تعبر عن أي رأي كان من جهة الويبو بشأن الوضع القانوني لأي بلد أو إقليم أو منطقة أو سلطاتها أو بشأن تعيين حدودها أو تخومها. ولا يراد بهذا المنشور أن يعبر عن آراء الدول الأعضاء أو أمانة الويبو. ولا يراد بذكر شركات أو منتجات صناعية محددة أن الويبو تؤيدها أو توصي بها على حساب شركات أو منتجات أخرى ذات طبيعة مماثلة وغير مذكورة.