ستوجي تي: الهيب هوب والملكية الفكرية وموسيقى الجاز
بقلم كاثرين جيويل، شعبة المعلومات والتواصل الرقمي وإدوارد هاريس، شعبة الأخبار ووسائل الإعلام، الويبو
في عام 2016، أطلق فنان الهيب هوب الرائد في جنوب إفريقيا، تومي موليكان، مسيرته المهنية الفردية تحت اسم "ستوجي تي" بعد أن كان المغني الرئيسي لفرقة "Tumi and the Volume" التي تم حلّها. وأجرى فنان الراب الشهير مؤخرا مقابلة مع مجلة الويبو، تحدث خلالها عن شغفه بموسيقى الهيب هوب وتوقيعه مؤخرا مع شركة Def Jam Africa ومدى أهمية فهم الموسيقيين الشباب لكيفية حماية حقوق الملكية الفكرية الخاصة بهم وإدارتها.
لماذا الموسيقى مهمة بالنسبة لك؟
بالنسبة لي، إنها الطريقة الوحيدة للوجود في العالم. أنا مفيد كموسيقي لمجتمعي وبلدي والعالم. وهذا الأمر يحثني على الاستيقاظ بنشاط كل صباح.
ما الذي جذبك إلى الهيب هوب؟
كانت الهيب هوب أكثر أشكال الموسيقى حيوية في الثمانينيات، عندما أصبحت بالغا. لطالما شعرت بروعة موسيقى "الهيب هوب" وبأنها تتحدث معي. لدي أيضا موهبة التحدث بسرعة. وفي أحد الأيام، قدم لي أحدهم الدعم لأفعل ما اعتقدت أنه مجرد شغف والباقي، كما يقولون، تعرفونه جيدا.
أخبرنا عن تطورك في المجال الموسيقي.
بدأت العمل كمغني راب في الشوارع مع عدد من أصدقائي. وكان ذلك مثيرا في البداية ولكنني شعرت لاحقا بأن هذا الأمر محدود، ولا يسمح لي بالتعبير جيدا عن الشِعر الذي قرأته، وعن موسيقى تشايكوفسكي التي أحببتها. ولذلك، أصبح فن "الكلمات المنطوقة" أكثر جاذبية بالنسبة لي. ولكنني كنت أيضا أملك موهبة وموسيقى وإيقاعات الراب، وبالتالي، أسسنا فرقة Tumi and the Volume، والتي كنت أؤدي فيها دور فنان الكلمات المنطوقة، وكان باقي أعضاء الفرقة يؤدون شِعري. ولقد قمت بجولة حول العالم مع الفرقة، ولكن أدى ذلك إلى تراجع ما حققته في جنوب إفريقيا. ولذلك، قررت تسجيل بعض أعمال الهيب هوب الكلاسيكية بشكل منفرد للحفاظ على شهرة اسمي ضمن مجتمع موسيقى الهيب هوب في وطني.
وفي ذلك الوقت، في جنوب إفريقيا، كان مسرح الموسيقي الحي، بشعره وأساليبه المتنوعة، رائجا وكان هناك مسرح موسيقى الهيب هوب الكلاسيكي، ولم يلتقيا أبدا. ولقد كان ذلك الأمر محبطا جدا، لأنني أردت الدخول إلى كل غرفة كما أنا (لطالما كان الإخلاص والصدق والأصالة مجسدا في كل ما أفعله)، وشعرت بأنني سأكون غير صادق تماما إذا استمريت في القيام بشيء لمجرد أن الجمهور أراد ذلك مني. أيضا، مع تقدمي في السن، تغيرت أولوياتي، فقد تغير عالمي وأردت مواصلة التطور كفنان. أردت أن أعبر عن مجموعة أوسع من المواضيع وعن قصص جنوب إفريقيا. لذلك قررت تغيير اسمي إلى ستوجي تي.
لماذا اخترت الاسم "ستوجي تي"؟
أنا أستمتع حقا بالسيجار و"ستوجي" هو اسم آخر للسيجار، والذي يعكس بالنسبة لي فكرة الحرفية والوقت الذي يستغرقه صنع السيجار، وكيف تتذوقه وتستمتع به. وهذه هي الطريقة التي أتعامل بها مع فني.
لقد وقعت مؤخرا مع شركة Def Jam Africa. ماذا يعني هذا بالنسبة لك؟
"ديف جام أفريقيا" Def Jam Africa هي شركة تابعة لـ"ديف جام ميوزيك" Def Jam Music، التي تتمتع بإرث مذهل في موسيقى الهيب هوب. التوقيع مع ديف جام أفريقيا هو حلم أصبح حقيقة. ويشكل ذلك أيضا خطوة في الاتجاه الصحيح لتصل الموسيقى التي أؤلفها إلى جمهور عالمي.
لماذا من المهم للفنانين المحافظة على حقوق أعمالهم الإبداعية؟
أتذكر عندما أخبرت أمي أنني بحاجة إلى المال لاستوديو. سألتني لماذا وأتذكر أنني قلت لها ما يلي: أجلس في المنزل وأجد فكرة ولدي صديق يعمل على صنع الإيقاعات، ونحن نمتلك هذه الفكرة والإيقاعات. وبعد ذلك، نذهب إلى شخص ما ونسجل معه الموسيقى، وإذا لم نتمكن من الدفع له، فعلينا مشاركة ملكية التسجيل معه. ثم يأتي شخص آخر، وعلينا تقسيم العائدات معه أيضا. أمي، أنت تذهبين إلى العمل وتقضي ساعاتك في العمل وتتقاضى الراتب. وأود أن أفعل ذلك أيضا. ولكن الرجل الذي أسجل عملي معه يريد مني أن أفعل شيئا آخر لأنه يعتقد أن ما أريد أن أقوم به لن ينجح. لذا، لا بد لي من القيام بذلك بمفردي.
علمتني فكرة الاستقلالية أنه يجب أن أحمي نفسي بكل الطرق. وبدأ الأمر بإرسال كلماتي إلى نفسي بالبريد لإثبات أنني كتبتها. وبعد ذلك اكتشفت أن هناك وكالات تدافع عن حقوقك وناشرين للموسيقى يمكنهم مساعدتك في الاستفادة من قيمة حقوقك والترويج لعملك. تعلمت ذلك خلال ممارسة عملي.
وأقول لكل شخص يبلغ من العمر 18 عاما يريد أن ينطلق في مجال الراب أنه إذا أمضى ساعة واحدة فقط لفهم نشر الموسيقى وفهم ما هي الملكية الفكرية، وما هي الإتاوات، وما هي حقوقهم، فذلك سيكون مفيدا لموسيقاهم أكثر من الساعات الثلاث التي يقضونها على "يوتيوب" YouTube لاكتشاف كيفية مزج نمط طبول جديد. العائق أمام دخول عالم الموسيقى أصبح غير موجود تقريبا الآن بسبب التكنولوجيا. وهذا الأمر يجعل الموسيقيين غير محصنين وبالتالي فهم بحاجة إلى أن يكونوا على اطلاع على الملكية الفكرية.
غالبا ما يتصور الموسيقيون أن شركات إنتاج الموسيقى هي مثل "ذئب كبير وسيء" والتي بدورها لديها موقف تجاه الفنانين يمكن اختصاره بعبارة "أنتم لا تعرفون ما الذي تتحدثون عنه". وسيكون من المفيد للجميع أن يفهم الفنانون لغة صناعة الموسيقى وأن تكون لديهم رؤية واضحة لحقوقهم، وما الذي تعنيه، وكيفية حمايتها وكيف يمكنهم الاستفادة منها.
سيكون من المفيد للجميع أن يفهم الفنانون لغة صناعة الموسيقى وأن تكون لديهم رؤية واضحة لحقوقهم، وما الذي تعنيه، وكيفية حمايتها وكيف يمكنهم الاستفادة منها.
ما الذي يميز موسيقى الهيب هوب في جنوب إفريقيا وكيف تطور هذا النوع من الموسيقى؟
عندما ظهرت موسيقى الهيب هوب لأول مرة في جنوب إفريقيا، كانت منقولة عن ثقافة الهيب هوب التقليدية في البرونكس. كانت عبارة عن "البيت بوكس" Beatboxing، والكتابة على الجدران، وموسيقى الراب، وعمل "الدي جي" deejaying، وفكرة معرفة الذات والمشاركة المجتمعية. هذا هو الهيب هوب الذي تجده في كيب تاون اليوم.
في الوقت نفسه، كان لموسيقى الهيب هوب التي ظهرت في جوهانسبرج ميل تجاري نحو موسيقى "الكوايتو" Kwaito، التي كانت من أهم أنواع الموسيقى في ذلك الوقت. وكانت تعكس روح جنوب إفريقيا الجديدة للمدينة الحديثة التألق. وقد أصبح الرجال الذين كانوا يؤلفون هذه الموسيقى باللغة المحلية من أكبر النجوم. وبدأوا بتهميش فناني الهيب هوب التقليديين في الضواحي الذين قدموا عروضهم باللغة الإنجليزية، وهذا ما لم يفهمه معظم الناس. ولكن لم يتم تقبل موسيقى "الكوايتو" Kwaito، على الأقل في أماكن الهيب هوب التقليدية. الهيب هوب نخبوي بشكل لا يصدق. وفي ذلك الوقت، كانت موسيقى الهيب هوب حديثة وكانت تشبه حركة عبادة سرية بالنسبة لنا.
أما أنا فكنت مهتما بكلا النوعين. كنا نذهب جميعا إلى النوادي الليلية معا وشهدنا كيف كان الفنانون ينتقلون من معسكر إلى آخر، وفقا لما كان رائجا ومربحا اقتصاديا. ولقد أثار ذلك اهتمامي بفكرة أن يكون الشخص أصيلا، وأن يأخذ موقفا واضحا وثابتا وأن يحافظ على هويته، بغض النظر عما يحدث من حوله. وقد أظهر لي ذلك أيضا قيمة ما يفعله هؤلاء الأشخاص. ولكن هل هناك نوع هيب هوب جنوب أفريقي؟ هذا السؤال هو موضوع نقاش كبير الآن. هل هو النوع الموسيقي "أمابيانو" Amapiano؟ أو "الكوايتو"؟ نحن نستمر في إنتاج هذه الأنواع من الموسيقى ويواصل الجميع القول قد يكون هذا هو الهيب هوب الجنوب أفريقي. ربما هكذا حدث هذا التطور؟
ولكن بالنسبة لي، إذا كانت الموسيقى جيدة ولديها جمهور، فهذا رائع. ينسى الناس دائما أن الهيب هوب هو موسيقى تعكس الأشخاص الذين يصنعونها. ولقد انجذب العديد من الشباب إلى موسيقى الهيب هوب في جميع أنحاء العالم. وهي تشبه الدين الذي يُكوّن كل شخص قيمة خاصة له. وفي اليابان، يميل الناس إليها، وأيضا في إفريقيا أو في جنوب إفريقيا، إذ يريد الناس أن تعكس هويتهم. يريدون صنع موسيقى الراب بلغاتهم الخاصة ويريدون أن تعكس موسيقى الشعوب الأصلية. ولا شيء محرج في ذلك.
ما هو أفضل ما حصل لك في حياتك المهنية؟
أوه، هذا الأمر يتغير مع الوقت، لكني أعتقد الآن أنها مجرد نعمة أن تكون قادرا على الاستمرار في عزف الهيب هوب وأن تكون قادرا على التحول إلى "ستوجي تي". ما زلت أتساءل كيف تمكنا من تحقيق ذلك.
ما هي التحديات الكبيرة التي تواجهها كفنان اليوم؟
يعتمد الأمر حقا على السياق، ولكن بشكل عام، فإن التحدي هو أن يتم أخذك على محمل الجد، بحيث أنه حتى عندما أقوم بإنتاج أغنية لا يتوقعها الناس، لا يزال يُنظر إلي على أنني مغني راب ذكي لديه وجهة نظر حول العالم وبأنني ممتع لأنني أفعل هذا الشيء "الآخر" الجديد.
كيف تريد أن ترى موسيقى الهيب هوب تتطور؟
أود أن يكون هناك مساحة أكبر للأصوات خارج إطار موسيقى الهيب هوب التقليدية، حتى نشهد تنوّع عالمي لهذا النوع من الموسيقى.
البث التدفقي مثل بطاقة العمل؛ إنها طريقة لكي يتعرف الناس على الموسيقى الخاصة بك بينما تستفيد من القنوات الأخرى لكسب المال.
هل كان البث التدفقي أمرا إيجابيا بالنسبة للفنانين؟
كان الهيب هوب دائما من أوائل المتبنين للتكنولوجيات الحديثة. منذ وقت ليس ببعيد في جنوب إفريقيا، قبل ظهور البث التدفقي، كان جزءا من استراتيجية الفنان أن يتم وضع الموسيقى الخاصة بهم على الإنترنت حتى يتمكن الناس من الوصول إليها، لأن ذلك كان يشكل مصدرا للدخل.
في هذه الأيام، بصفتك فنانا، يمكنك القيام بجولة فنية، وإذا أثبتت للعلامة التجارية أن تنزيلك المجاني اجتذب الآلاف من الأشخاص، فمن الممكن أن تحصل على موافقة العلامة التجارية. تفتح هذه القنوات مصادر دخل جديدة. ثم تنظر إلى منصات البث التدفقي وتدرك أنها لا تدفع إلا القليل في الحقيقة ولن تكون مصدر إيراداتك الرئيسي. البث التدفقي مثل بطاقة العمل؛ إنها طريقة لكي يتعرف الناس على الموسيقى الخاصة بك بينما تستفيد من القنوات الأخرى لكسب المال.
هل هناك جانب سلبي للبث التدفقي؟
المشكلة التي أواجهها مع البث التدفقي هي أنه لا يأخذ في الاعتبار مختلف الجماهير والأسواق. ولا يميز بين الموسيقي الشهير الذي يرغب (الملايين) من معجبيه في دفع سنتان فقط مقابل البث التدفقي لأعماله وفنان موسيقى الجاز الذي تكون قاعدة معجبيه الصغيرة مستعدة لدفع دولارين للاستماع إلى أعماله. وبالتالي فإن فنان الجاز لا يمكنه الاستفادة من منصات البث التدفقي.
المشكلة التي أواجهها مع البث التدفقي هي أنه لا يأخذ في الاعتبار مختلف الجماهير والأسواق.
ما هو الإلهام لألبوميْك إمبراطورية الأغنام "The Empire of Sheep" و"Yeah".
ألبوم "The Empire of Sheep" (أي إمبراطورية الأغنام) يعكس نظرتي لوضع جنوب إفريقيا الحالي. فلسوء الحظ، كما هو الحال في أجزاء كثيرة من العالم، أصبح من الأهم أن يكون لديك متتبّعين أكثر من أن يكون لديك قادة في جنوب أفريقيا.
من أين تحصل على الإلهام؟
أحيانا يجب أن تتحدى نفسك من خلال النظر إلى وضع ما والتساؤل عما إذا كانت هناك لوحة أخرى يمكن صنعها. أكبر مصدر للإلهام، في الوقت الحالي، هو فهم هذا الوباء المجنون الذي نخرج منه وعكس هذا الأمر في مجموعة من الأغاني.
ما هي رسالتك للفنانين الشباب الطموحين؟
بصفتك فنانا، أنت دائما بحاجة إلى مكان يمكنك فيه الاستماع إلى نفسك، وحيث يمكنك تحديد موسيقاك بشكل صحيح. اليوم، من السهل جدا الحصول على هاتف وبث الموسيقى الخاصة بك. وهذا مذهل. ولكن لا يوجد مكان يمكنك من خلاله عرض أفكارك والحصول على تعليقات صادقة. من المهم أن تحيط نفسك بأشخاص صادقين بشأن ما تفعله والذين يمكنهم مساعدتك في تحسين رسالتك والموسيقى التي تؤلفها.
الغرض من مجلة الويبو مساعدة عامة الجمهور على فهم الملكية الفكرية وعمل الويبو، وليست المجلة وثيقة من وثائق الويبو الرسمية. ولا يراد بالتسميات المستخدمة وبطريقة عرض المادة في هذا المنشور بأكمله أن تعبر عن أي رأي كان من جهة الويبو بشأن الوضع القانوني لأي بلد أو إقليم أو منطقة أو سلطاتها أو بشأن تعيين حدودها أو تخومها. ولا يراد بهذا المنشور أن يعبر عن آراء الدول الأعضاء أو أمانة الويبو. ولا يراد بذكر شركات أو منتجات صناعية محددة أن الويبو تؤيدها أو توصي بها على حساب شركات أو منتجات أخرى ذات طبيعة مماثلة وغير مذكورة.