جمعية كوريا للمخترِعات: تُشجّع على تحويل ابتكارات النساء إلى مشاريع وأعمال

بقلم كيم سوونسون، رئيسة جمعية كوريا للمخترعات، جمهورية كوريا

قبل ثلاثين عاما وبالتحديد في سنة 1993، اجتمعت ثلة من المخترعات ذوات الرؤيا لتأسيس جمعية كوريا للمخترعات (KWIA). ولسائل أن يسأل: ما كان الغرض من ذلك؟ لقد كان تسليط الضوء على مساهمتهن في المجتمع، ما يمنح الأجيال الجديدة منهن الفرصة لتوليد الدخل بفضل اختراعاتهن واستخدامهن للملكية الفكرية بفعالية.

وصبّت جمعية كوريا للمخترعات في سنواتها الأولى تركيزها على نسج شبكتها الخاصة من المخترعات وعلى دعم عملهن. ولكن، ذاع صيتها وعمق أثرها بشكل كبير جدا بمجرّد أن ظافرت جهودها مع جهود المكتب الكوري للملكية الفكرية (KIPO) لإطلاق مشروع تعزيز اختراعات المرأة. واليوم، تتلخص مهمة الجمعية في "تعزيز أفكار المرأة في كل مكان".

برامج لدعم المخترِعات من النساء

يسلط مشروع تعزيز اختراعات المرأة الضوء على المساهمات الهامة التي تقدمها المخترِعات للمجتمع، كما يسعى إلى تشجيع المزيد من النساء على المشاركة في عملية الابتكار. ويرمي كذلك إلى تمكين النساء من الاستفادة استفادة كاملة مما يمنحه استخدام الملكية الفكرية من منافع اقتصادية. ويفتح المشروع أمام المشارِكات الأبواب لاكتساب المعرفة وصقل المهارات وشحذ الأفكار التي تحتجنها لتطوير وتسويق اختراعاتهن بنجاح. ويشمل ذلك إرشادات مفصلة بشأن كيفية تسخير الملكية الفكرية للرفع من قيمة اختراعاتهن في السوق وحمايتها.

وتدير الجمعية كذلك أربعة برامج رئيسية أخرى هي: برنامج الدروس الإبداعية للمخترعات المبدعات، وبرنامج أفكار المرأة في كل مكان، والمسابقة الدولية للاختراعات النسائية في كوريا، والمعرض الكوري الدولي للاختراعات النسائية الذي يعقد بالتزامن مع المنتدى الدولي الكوري للاختراعات النسائية.

ومن خلال برنامج أفكار المرأة في كل مكان، تقدم جمعية كوريا للمخترعات الدعم للنساء المشاركات بتوفير توجيهات الخبراء لهن، وبمساعدتهن على صنع النماذج الأولية وتقديم طلبات للحصول على حقوق الملكية الفكرية لحماية أعمالهن. وتساعد خدمات الدعم العملية هذه المشاركات في رحلتهنّ في عالم ريادة الأعمال على مجابهة ورفع أية تحديات تتعلق بالملكية الفكرية قد تعترض طريقهنّ.

حتى الآن، مكنت برامج الجمعية أكثر من 200 2 امرأة سنوياً من إحراز التقدم في رحلاتهن الابتكارية.

وتعد المسابقة الدولية للاختراعات النسائية في كوريا فرصة للمشاركات لعرض أفكارهن وتقييمها من قبل لجنة من المحامين المختصين في مجال الملكية الفكرية والأكاديميين ومختصّي التسويق. وتفوز أفضل المشاركات بمكان في معرض كوريا الدولي للمخترِعات، وهذه فرصة ممتازة لهن ليس للفوز بالجوائز فحسب ولكن كذلك لترويج اختراعاتهن وتسويقها.

مشاركة المرأة آخذة في الازدياد

حتى الآن، مكّنت برامج الجمعية أكثر من 200 2 امرأة سنوياً من إحراز التقدم في رحلاتهن الابتكارية. وأصبحت العديد منهن اليوم مخترعات متسلسلات ورائدات أعمال على رأس شركات مزدهرة. وقد أدت هذه البرامج الهامة كذلك إلى زيادة ملموسة في نسبة مشاركة المرأة في نظام الملكية الفكرية. وينعكس هذا في العدد المتزايد من النساء الكوريات اللاتي يتقدمن بطلبات للحصول على حقوق الملكية الفكرية.

طلبات الحصول على حقوق الملكية الفكرية حسب الجنس

الشكل 1: عدد طلبات الملكية الفكرية المقدمة إلى المكتب الكوري للملكية الفكرية (KIPO) حسب نوع الجنس. (المصدر: إحصاءات الملكية الفكرية لعام 2022، KIPO)

تعزيز نمو الأعمال التجارية

ابتكرت ليم سوجين، المشاركة في نسخة عام 2018 من برنامج أفكار المرأة في كل مكان التابع لجمعية كوريا للمخترعات، "جدارا مزيفا يمكن لأي كان صناعته يدوياً" ويمكن استخدامه في أماكن الإيجار حيث تكون المساحة محدودة.

وقررت ليم سوجين خلال عملية تطوير وتحسين نموذجها الأولي، تحويل فكرتها إلى منتج قابل للتسويق. وقالت ليم سوجين: "كان برنامج جمعية كوريا للمخترعات فرصة رائعة بالنسبة لي. لقد زودني بالمعلومات والدعم والثقة - وساعدني في الحصول على حقوق الملكية الفكرية - التي كنت بحاجة إليها لأتمكن من تحويل فكرتي إلى مشروع تجاري. وبفضل البرنامج، تمكنت من الحصول على براءة اختراع، ما سيساعدني في الحفاظ على ميزتي التنافسية في السوق بينما أنكب على بناء مشروعي".

واستفادت ليم بعد إتمامها البرنامج من حزمة دعم تمولها الحكومة تُمنح لمن هم بصدد بعث مشروع، ما ساعدها على طرح اختراعها في السوق. ومنذ إطلاق الجدار الذي ابتكرته ليم سوجين في عام 2020، جرى تثبيته في أكثر من 000 1 موقع، وينبئ المستقبل بنمو شركتها التي اعتمدت كثيراً على الملكية الفكرية

هل الحل في وجه التحديات التي تواجهها المرأة هو أن تصبح مخترعة؟

في جمهورية كوريا، تعاني نساء كثيرات في الثلاثينيات من عمرهن عواقب أخذ إجازة مهنية بسبب الإنجاب و/أو مسؤوليات الرعاية الأخرى. وتبلغ معدلات عمالة المرأة ذروتها عموما عندما تكون في العشرينات من عمرها. ثم تجنح هذه المعدلات إلى الانخفاض بسرعة عندما تبلغ النساء الثلاثينات من العمر، وترتفع تدريجيا مرة أخرى عندما تكنّ في الأربعينات من العمر، كما هو موضح في الشكل 2 (أدناه).

معدلات عمالة المرأة حسب العمر في عام 2021 (كوريا بالمقارنة مع منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي)

نحن نخلق فرصا جديدة للنساء للتحرر من القيود التي تفرضها سوق العمل وليصبحن مخترعات مستقلات لهن معرفة بالملكية الفكرية وليكتسبن المهارات التي يحتجنها لتحويل أفكارهنّ إلى فرص تجارية قابلة للتطبيق.

وعلاوة على ذلك، تكون الوظائف التي تتمكن النساء من الحصول عليها في الأربعينيات من عمرهن عادة أقل مستوى من تلك التي شغلنها قبل أخذ الإجازة المهنية. والحال كذلك في صفوف النساء المتعلمات تعليماً عالياً. ومن الصعب توقّع أن تتغير هذه الاتجاهات دون تدخل الحكومة.

وتساعد جمعية كوريا للمخترعات النساء على رفع هذا التحدي من خلال أنشطة الترويج لاختراعاتهن. وعن طريق برامجنا، نحن نخلق فرصا جديدة للنساء للتحرر من القيود التي تفرضها سوق العمل وليصبحن مخترعات مستقلات لهن معرفة بالملكية الفكرية وليكتسبن المهارات التي يحتجنها لتحويل أفكارهنّ إلى فرص تجارية قابلة للتطبيق.

تهيئة الفرص للنساء على مستوى العالم

جمعية كوريا للمخترعات هي أول جمعية في العالم للمخترعات من النساء. وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية، عملنا دون كلل على تعزيز مساهمات المرأة الهامة في تطوير التكنولوجيات والمنتجات الجديدة التي تحسّن حياتنا. وسنواصل العمل بنشاط على دعم المخترعات على الصعيد العالمي من خلال برامجنا التدريبية وشبكتنا الدولية التي تمكن النساء من النمو والتطور وتبادل المعارف والخبرات.

ونحن سعيدون جداً لأن موضوع حملة اليوم العالمي للملكية الفكرية لهذا العام هو النساء والملكية الفكرية. وبينما شهدنا في السنوات الأخيرة تزايدا طفيفاً في عدد النساء اللاتي يستخدمن نظام الملكية الفكرية لحماية اختراعاتهن، يبقى التقدم بطيء الوتيرة. ونحن بحاجة إلى مضاعفة جهودنا لتشجيع المزيد من النساء على المشاركة في أعمال الابتكار وضمان أن يكون لديهن معرفة كافية بحقوق الملكية الفكرية لتحويل هذه الابتكارات إلى مشاريع تجارية مزدهرة.

نحن بحاجة إلى مضاعفة جهودنا لتشجيع المزيد من النساء على المشاركة في أعمال الابتكار...

ومن جانبنا، ستستضيف جمعيتنا المنتدى الكوري الدولي للاختراعات النسائية الذي سيعقد حضورياً في يوليو 2023، وللمرة الأولى بعد أربع سنوات من التوقف. وسيكون هذا بمثابة فرصة رائعة لإعطاء زخم جديد لجهودنا المبذولة لتوسيع شبكتنا الدولية من المخترعات وتعزيزها، والتعريف برؤية جمعيتنا المستقبلية.

ويسعدنا أن نكون قادرين على لم شمل مجتمعنا العالمي من النساء في منتدى هذا العام، وعرض اختراعاتهن البارزة في نسخة عام 2023 من معرض كوريا الدولي للمخترعات. فدعونا نواصل العمل معا لدعم المخترعات في جميع أنحاء العالم، ما يعود علينا جميعاً بالنفع في كل مكان.