يقلم ديفيد دوراند،، مؤسس مكتب المحاماة DURAND Lawyers والمؤسس المشارك لمؤسسة MVIP، وكذلك الرئيس الحالي للمنتدى الدولي للملكية الفكرية في كيبيك (FORPIQ) (جدول الأعمال)، مونتريال، كندا.
في عالم الابتكار والإبداع وريادة الأعمال، لا ينبغي أن توجد فجوات أو تفاوتات بين الجنسين. والعلم، سواء أجراه رجل أو امرأة، يظل علماً، ولا ينبغي الحكم عليه سوى على أساس نتائجه. ومع ذلك، يكشف البحث عن عدد من العوائق التي تمنع المرأة من المساهمة في البحث العلمي وما ينتج عنه من ابتكارات.
وفقاً لتقرير صادر عن المكتب الكندي للملكية الفكرية بعنوان معالجة الذكاء الاصطناعي: تحليل من منظور كندي، فإنه "على الصعيد الدولي، هناك امرأة واحدة لكل ثلاثة رجال مشاركين في البراءات ذات الصلة بالذكاء الاصطناعي. وبالمقارنة مع الاختراعات الحاصلة على براءات والتي تشمل باحثاً كندياً واحد على الأقل، تنخفض هذه النسبة إلى امرأة واحدة لكل ستة باحثين ذكور".
وبالمثل، تكشف بيانات صادرة عن الويبو أن "نسبة المخترعات المعيّنات في طلبات البراءات الدولية في عام 2020 بلغت 16.5 في المائة فقط." وفي حين أن هذه الحصة قد "زادت بنسبة 3.8 نقاط مئوية"، فإن التقدم يبقى بطيء. وتقدر الويبو بأنه، حسب الوتيرة الحالية، لن يتحقق التكافؤ بين الجنسين بين المخترعين المدرجين في طلبات المودعة بموجب معاهدة التعاون بشأن البراءات قبل عام 2058".
وهذه النسب مثيرة للقلق، إذ لا شك في أن المرأة كانت ولا تزال تساهم بنشاط في مجاا العلوم، حتى لو وُصفت أحياناً “بالبطلة الخفية". ولهذا السبب من المهم تشجيع المزيد من النساء على الانخراط في نظام الملكية حتى يتمكن من الاستفادة من قيمة عملهم. وعندما ينخرط المزيد من النساء في الملكية الفكرية، فإننا نفوز جميعاً لأن التنوع في الابتكار يعني المزيد من المواهب، والمزيد من الآفاق الجديدة، وفرض أفضل لإيجاد حلول للتحديات المعقدة التي نواجهها.
والمنتدى الدولي للملكية الفكرية - كيبيك والمنتدى الدولي للملكية الفكرية - كيبيك (FORPIQ) يشجع على استخدام الملكية الفكرية في جميع أنحاء كندا من خلال مؤتمره ودعم شبكته شركائه ولجنة التنظيم وأعضائه. وتكريماً لليوم العالمي للملكية الفكرية لعام 2023 وموضوع حملة هذا العام النساء والملكية الفكرية تسريع الابتكار والإبداع، يرغب المنتدى (FORPIQ) في تسليط الضوء على بعض أبرز المخترعات والمبدعات ورائدات الأعمال في كندا، واللواتي يجسدن قدرة المرأة على أن "تفعل" وأن تضطلع بعمل مبتكر.
تحسين طريقة المشي من الكعب إلى أخمص القدمين لتحسين الحركة: أصبحت الدكتورة نانسي مايو، من قسم علم الأوبئة السريرية بجامعة ماكجيل، رائدة أعمال في أواخر الستينيات من عمرها. وأسست شركة Physio Biometrics في أغسطس من عام 2019. وعلى الرغم من اقتراحها الأولى الذي جاءت به في عام 2014 والذي لم يحظ باهتمام أحد، فإنها استمرت في أبحاث الارتجاع البيولوجي لتحسين طريقة المشي من الكعب إلى أخمص القدمين لتحقيق قدر أكبر من الاتزان وحركة أفضل.
لقد ابتكرت جهاز استشعار يمكن ارتداؤه، Heel2ToeTM، ويتم توصيله بالجزء الخارجي من حذاء المشي. ويوفر الجهاز ردود فعل سمعية إيجابية في الوقت الفعلي عندما يتخذ من يرتديه "خطوة جيدة" – أي خطوة تبدأ بضربة كعب قوية.
واليوم، تمتلك الشركة 135 نموذجاً أولياً لجهاز الاستشعار الخاص بها، وكلها تُباع أو تستخدم في مشاريع بحثية مع المسننين والمصابين بمرض باركينسون.
ولضمان تطوير جهاز الاستشعار والخوارزميات المرتبطة به، تعمل الدكتورة مايو بالتعاون مع زميل لها للحصول على منحة من مجلس أبحاث العلوم الطبيعية والأبحاث الهندسية في كندا (NSERC). وأتاح هذا التمويل الأولي فرصاً أخرى للحصول على تمويل للأبحاث من مؤسسة Healthy Brains for Healthy Lives وصندوق McGill للابتكار وجهات أخرى، بهدف دعم الابتكار وتوفير فرص العمل للأشخاص ذوي المهارات العالية داخل شركة الدكتورة مايو. والإيرادات الإضافية الناتجة عن تنظيم ورشات عمل وبيع الأجهزة، يُعاد استثمارها في الشركة لضمان مواصلة تطور التكنولوجيا استجابة لاحتياجات المستهلكين.
تقول الدكتورة مايو أنه قد يكون أمراً صعباً أن تصبح رائد أعمال لأنه "بمجرد أن تبدأ، لا يمكنك التوقف". ويضاف دور ريادة الأعمال إلى الأدوار الأخرى التي تقوم بها العالمات: باحثة ومعلمة ومخترعة وراعية أسرة. ويمكن أن تعني الطبيعة التنافسية لريادة الأعمال التخلي عن أدوار مهمة أخرى. وعندما تواجهك حواجز، تقول الدكتورة مايو أنه يمكنك إما "التقدم أو الاستسلام". والاستسلام ليس من صفات الدكتورة مايو، كما يتضح من إنجازاتها العديدة التي تشمل نشر أكثر من 300 بحث علمي. وتواصل الدكتورة مايو التفوق في مجالها.
قد يكون من الصعب أن تصبح رائد أعمال لأنه "بمجرد أن تبدأ، لا يمكنك التوقف".
وكلمات الدكتور مايو الحكيمة لرواد الأعمال في المستقبل، هي "كن عن دراية بالأسواق والمستهلكين وزودهم بالمنتج الذي يلبي احتياجاتهم"، خاصةً عندما يحتاجون إلى جهاز يسمح لهم بالمشي بشكل أفضل.
تشخيص العقم لدى الرجال: تعمل الدكتورة سارة كيمينز في مركز الأبحاث التابع لمستشفى جامعة مونتريال (CHUM)، وقسم علم الأمراض وبيولوجيا الخلية في جامعة مونتريال وقسم الصيدلة والعلاج في جامعة ماكجيل. وإنها عالمة في الوراثة اللاجينية، مما يعني أنها تدرس كيفية تأثير السلوك البشري والبيئة على طريقة عمل جيناتنا.
وقد طورت الدكتورة كيمينز تشخيصاً للخصوبة لدى الرجال يسمى HisTurn، بناءً على المؤشرات الحيوية للحيوانات المنوية فوق الجينوم (العلامات البيوكيميائية المرتبطة بالحمض النووي).
وبعد استعراض وتقييم تقرير الابتكار الذي قدمته الدكتورة كيمينز إلى مكتب McGill للابتكار والشراكات، تولت الجامعة عملية حماية الاختراع. وتعاونت جامعة McGill أيضاً مع منظمة Axelys لزيادة دعم تطوير التكنولوجيا، ووفرت منظمة Axelys معلومات لدعم نقل التكنولوجيا وتنفيذ تشخيص HisTurn وتسويقه.
وحسب الدكتورة كيمينز، فإن "تبني تشخيص HisTurn في المؤسسات الطبية سوف يسد الفجوة التكنولوجية والاحتياجات الصحية من خلال التشخيص الدقيق للعقم عند الرجال وتزويد الأطباء بمعلومات قابلة للتنفيذ لاختيار خطة العلاج الأنسب."
تقول الدكتورة كيمينز أنها عملت مع مكتب McGrill للابتكار والشراكات بالتعاون مع وكيل براءات لتحديد أفضل استراتيجية للملكية الفكرية لاعتمادها من أجل تسويق التشخيص.
وشرحت قائلة إن: "الدعم الذي قدمه وكيل البراءات لنا لا يقدر بثمن، إذ أتاح لفريقنا إمكانية الوصول إلى الخبرة والفهم اللازمين في المجال العلمي الذي نعمل فيه، بالإضافة إلى المعرفة المتعمقة بالقانون وبعملية تسجيل البراءات، والتي قد يكون من الصعب إدارتها تضمين جوانب لاجينومية".
فيما يتعلق بالفجوة القائمة بين الجنسين في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، تقول الدكتورة كيمينز إن: "الدراسات أظهرت أن النساء في جميع أنحاء العالم أقل احتمالًا للحصول على نفس المنحة التي يحصل عليها الرجال، وتخصص لهن مساحة أصغر في المختبرات وحزم أقل لبدء تشغيل أعمالهن، وأنهم أكثر طلباً في مجالات التوجيه والتعليم وتقديم الخدمات. كما يقل احتمال قبول منشوراتهن العملية في المجلات عالية التأثير. وبالتالي، فإن المرأة تكرس وقتاً وموارد أقل لتسويق علومها. وإلى أن تتحقق المساواة في مجال العلوم، ستظل المرأة ممثلة تمثيلاً ناقصاً في تسجيل البراءات".
وتعتقد الدكتورة كيمينز أنه ينبغي منح المزيد من المنح الدراسية والبرامج المالية للطلاب ناقصي التمثيل (أي الجيل الأول من المهاجرين والطلاب ذوي الدخل المنخفض وغيرهم) لتمكين المزيد من الأشخاص الموهوبين من الاستفادة من الفرص في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
إلى أن تتحقق المساواة في مجال العلوم، ستظل المرأة ممثلة تمثيلاً ناقصاً في تسجيل البراءات.
وتعتقد الدكتورة كيمينز أيضاً أن العديد من المهارات التي يكتسبها العاملين كباحثين رئيسيين في المختبر يمكن نقلها إلى المشاريع الريادية. وتشرح ذلك قائلة: "إن تشغيل مختبر يعني تأمين ملايين الدولارات لتشغيله وإدارة فريق من الباحثين وإلهامهم لتحقيق هدف مشترك. كما يتعين العمل باستمرار وتقديمه إلى مجتمعات مختلفة، بما في ذلك الجمهور والأطباء والعلماء الآخرين. لذا فإن امتلاك مهارات تواصل فعالة أمر ضروري".
وتقول الدكتورة كيمينز: "إن البرامج التي تعزز النساء وتروج نجاحاتهن هي المفتاح لجذب المزيد من الشابات إلى مجال الابتكار".
تتفق الدكتورتان مايو وكيمينز على أن الحصول على التمويل المرن لتغطية تكاليف تسجيل البراءات والاستفادة من الأموال المطابقة لتأمين تدفقات مالية أكبر، هو مفتاح لتحويل فكرة إلى عمل تجاري ناجح. وتثني رائدتا الأعمال على صندوق الابتكار التابع لمكتبMcGill ، الذي تأسس في خريف 2021 لدعم الابتكار في مجال ريادة الأعمال من خلال تقديم منح للباحثين الذين يسعون لتسويق التكنولوجيات والاكتشافات الجديدة.
ويوضح الدكتور مارك فيبر، مدير الابتكار والشراكات في مكتب McGill، قائلاً إن " الصندوق يسعى إلى مساعدة الباحثين على تخطي جسر العقبات، وهي تلك الفترة غير المستقرة التي يخرج خلالها الاختراع من المختبر ويشق طريقه إلى السوق".
لتقديم مزيد من الدعم للمرأة في مجال الأعمال التجارية، أطلق بنك تنمية الأعمال الكندي (BDC) في سبتمبر 2022 منصة Thrive بقيمة 500 مليون دولار كندي لمساعدة "الشركات الرائدة التي تقودها النساء على النجاح ولكي تصبح رائدة على مستوى العالم في المستقبل". وتسعى المنصة إلى ضمان "وصول رائدات الأعمال إلى كل ما يحتجنه لتحقيق الازدهار ويكون لهن تأثير دائم على الاقتصاد". ويشمل العرض الفريد من نوعه استثمار رأس المال في المراحل المبكرة للشركات التي تقودها النساء، والاستثمارات الاستراتيجي في الصناديق التي تقودها وتركز عليها النساء، بالإضافة إلى النماذج الناشئة التي تعمل مع شركاء النظام البيئي لتوفير استثمارات رأس مالية للشركات التي تقودها النساء في المراحل الأولى من تطورها.
وتقدم مجموعة Innovation Asset منحاً للنساء العاملات في مجال الملكية الفكرية، بشرط استيفاء معايير الأهلية. كما استثمرت حكومة كيبيك 8 ملايين دولار كندي لزيادة عدد النساء في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، ضمن مبادرات أخرى.
يعد إذكاء الوعي بالملكية الفكرية في صفوف العالمات خطوة مهمة نحو تضييق الفجوة القائمة في مجالي الملكية الفكرية والابتكار.
يُعد إذكاء الوعي بالملكية الفكرية في صفوف العالمات خطوة مهمة نحو تضييق الفجوة القائمة في مجالي الملكية الفكرية والابتكار. ولكن يجب استكمال هذه الجهود بالتزام بتوفير التوجيه والقيادة للأجيال الشابة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. مما يعني تغيير المفاهيم والعقليات حول الابتكار والملكية الفكرية قبل أن تبدأ الشابات دراساتهن أو متابعة حياتهن الأكاديمية.
شكر وتقدير: يود المؤلف أن يتقدم بجزيل الشكر إلى الدكتورة كيمينز والدكتورة مايو والدكتور فيبر، وكذلك بنك تنمية الأعمال الكندي، على المساهمات المقدمة لتدوين هذا المقال.
السيد ديفيد دوراند، حائز على شهادة بكالوريوس علمية (الكيمياء)، وشهادة ليسانس في الحقوق، وهو محامي ووكيل متخصص في العلامات التجارية، وهو مؤسس مكتب المحاماة DURAND Lawyers والمؤسس المشارك لمؤسسة MVIP، ويشغل حالياً منصب رئيس المنتدى الدولي للملكية الفكرية في كيبيك (FORPIQ)، كما أنه مستشار في الرابطة الوطنية للتمويل الجماعي والتكنولوجيا المالية في كندا (NCFA). ومثل السيد دوراند أمام اللجنة الدائمة المعنية بالتمويل في مجلس العموم الكندي فيما يتعلق بالأصول الرقمية ضمن مراجعتها القانونية لقانون عائدات الجريمة (غسيل الأموال) وتمويل الإرهاب، ودُعي إلى تقديم أطروحته المؤلفة بالاشتراك بعنوان: “Don’t block the blockchain: How Canada can guard against money laundering while maintaining global competitiveness”. وقد شارك أيضاً في مشاورات أخرى بشأن تنظيم منصات تداول الأصول الرقمية (CSA/IIROC, IOSCO - CR02/2019 ) وبشأن الترتيبات العالمية المتخذة بشأن العملات المستقرة أمام مجلس الاستقرار المالي الدولي (FSB)، وتحديث أسواق رأس المال في أونتاريو (بالإشتراك مع الرابطة الوطنية للتمويل الجماعي والتكنولوجيا المالية في كندا) ونقل البيانات الشخصية عبر الحدود (بالاشتراك مع غرفة التجارة الرقمية) أمام مكتب مفوض الخصوصية في كندا. كما شارك مؤخراً في اجتماع للجنة الدائمة للعلوم والبحوث التابعة لمجلس العموم الكندي للحديث عن دعم تسويق الملكية الفكرية (شهادة).
وقُبل السيد دوراند مؤخراً كخبير في البلجنة الكندية للمرايا ISO/TC279 التابعة لمجلس المعايير المعني بمعايير إدارة الابتكار، وكذلك في اللجنة IEC SEG15 المعنية بالميتافيرس. وأعطى أيضاً دورات حول قانون الملكية الفكرية في جامعة أوتاوا، ونشر مؤخراً المقال الذي شارك في كتابته Durand, D., Mulcair, C. (2023). What’s the Big Idea? The Crossroads Between Investment and IP. في: Bader, M.A., Süzeroğlu-Melchiors, S (محرران)، إدارة الملكية الفكرية للشركات الناشئة. إدارة المتخصصين. مؤسسة Springer، شام. https://doi.org/10.1007/978-3-031-16993-9_8.
الغرض من مجلة الويبو مساعدة عامة الجمهور على فهم الملكية الفكرية وعمل الويبو، وليست المجلة وثيقة من وثائق الويبو الرسمية. ولا يراد بالتسميات المستخدمة وبطريقة عرض المادة في هذا المنشور بأكمله أن تعبر عن أي رأي كان من جهة الويبو بشأن الوضع القانوني لأي بلد أو إقليم أو منطقة أو سلطاتها أو بشأن تعيين حدودها أو تخومها. ولا يراد بهذا المنشور أن يعبر عن آراء الدول الأعضاء أو أمانة الويبو. ولا يراد بذكر شركات أو منتجات صناعية محددة أن الويبو تؤيدها أو توصي بها على حساب شركات أو منتجات أخرى ذات طبيعة مماثلة وغير مذكورة.