"تمكين المرأة في الصناعات الإبداعية" حدث على هامش جمعيات الويبو يستقطب حضورًا كبيرًا
Fri Sep 28 14:21:00 CEST 2018
لا مكان للجلوس في هذا الحدث الجانبي الذي نظمته شعبة تنمية الموارد البشرية في الويبو وقطاع حق المؤلف والصناعات الإبداعية بشأن "تمكين المرأة في الصناعات الإبداعية"، والذي أقيم على هامش جمعيات الويبو بهدف إبراز أوجه عدم المساواة بين الجنسين في الصناعات الإبداعية وعرض أفكار عن علاجات مقترحة.
فيديو: مسائل بارزة Video (شاهد على يوتيوب)
التزام الويبو بالمساواة بين الجنسين
أكد فرانسيس غري، المدير العام للويبو، في كلمته الافتتاحية على التزام الويبو بالمساواة بين الجنسين. ويجتمع فريق النقاش المعني بالمساواة بين الجنسين والملكية الفكرية للمرة الرابعة خلال الجمعيات، إلّا أن هذا هو أول اجتماع يركز على الصناعات الإبداعية. وقد أشار المدير العام إلى التحديات في قياس حجم مشاركة المرأة في الصناعات الإبداعية، ولا سيما في الحالات التي تنشأ فيها حقوق المؤلف عند الإبداع ودون أي تسجيل.
وقال السيد غري إن الصعوبات التي تواجهها النساء في الصناعات الإبداعية منذ أمد بعيد بسبب التحيز ضد المرأة أمر لا ينكره عاقل. واستشهد بمثال تاريخي للروائية الإنكليزية وأحدى أبرز الكتاب في العصر الفيكتوري، ماري آن إيفانز، التي كتبت تحت اسم مستعار هو جورج إليوت.
آراء لأعضاء فريق النقاش
قالت منسقة الحوار، السيدة كارين تمبل، مديرة السجل بالإنابة في مكتب الولايات المتحدة لحق المؤلف، إن النساء ينتجن بعض أكثر المساهمات إبداعًا في العالم، ولكن للأسف تظهر الأرقام أنهن لا زلن يواجهن كثيرا من العقبات في الصناعات الإبداعية. وعلى سبيل المثال، أشارت السيدة تمبل إلى أن 7 في المائة فقط من مخرجي السينما في العالم و20 في المائة من كتاب السيناريو هنّ من النساء. وأضافت "أننا محظوظون اليوم بأن نستضيف واحدة من النساء المخرجات في اللجنة، السيدة ساندرا نشأت من مصر.
سارت السيدة ساندرا نشأت، المخرجة السينمائية المصرية الشهيرة، وراء حلمها بأن تصبح مخرجة أفلام رغم تحفظات والدها. وعندما سئلت عن نصيحة تقدمها للشابات، أجابت بأن يركزن على عملهن ويتبعن شغفهن. وأكدت على أن المرأة يجب أن تحصّل دراية جيدة بحقوقها وتؤمن بنفسها. وعماد ما سبق هو التعليم.
السيد كلاوديو أوسا، رئيس مكتب شيلي لحق المؤلف، أجرى مؤخرًا تحليلاً للمصنفات التي سجلتها النساء في شيلي بين عامي 1886 و1925، واستنتج وجود اتجاهات متزايدة واضحة على الرغم من الفجوات الكبيرة بين الجنسين. ونظّم مكتبه حملة بطلاتها ثلاث شخصيات كرتونية لثلاث نساء مشهورات في شيلي في قطاع الصناعات الإبداعية - غابرييلا ميسترال ومارسيلا باز وفيوليتا بارا. واعتمدت استراتيجيته على تحريك النقاش بين عامة الناس بطرح سؤال، إن استطاعت هؤلاء النساء تسجيل مصنفاتهن رغم كل العقبات التي كانت موجودة في وقتهن، فلماذا لا تستطيعين ذلك؟
وأشار السيد أوسا إلى أن النسبة المئوية للنساء اللواتي سجلن أعمالهن ازدادت منذ بدء الحملة، في حين ظلّت النسبة المئوية للرجال مستقرة أو انخفضت قليلاً، مما أدى إلى تضييق الفجوة بين الجنسين بشكل كبير. وليست الحملة العامل الوحيد في تضييق الفجوة، إلّا أنها ساهمت في ذلك بالتأكيد.
وتحدّثت نائبة المدير العام للويبو، السيدة سيلفي فوربن، عن النساء المشهورات تاريخياً في الصناعات الإبداعية، وامتد الحديث من اليابان في القرن العاشر إلى الولايات المتحدة في الوقت المعاصر، ومن الأدب إلى الموسيقى مرورا بالرسم. وشملت الأمثلة نساءً اضطررن إلى استخدام أسماء ذكور لنشر أعمالهن الأدبية، ورسّامات أبدعن في ظل الذكور من أفراد أسرتهن. وسلطت الضوء على التحيز القائم على نوع الجنس الذي لا يزال آفة نعاني منها حتى اليوم، ولكنّها ضربت أمثلة عن نساء موهوبات في الصناعات الإبداعية حققن النجاح رغم كل الصعوبات.
آراء عبّر عنها الحضور
تلت عروض أعضاء الفريق جلسة نقاش. وذكر مندوب إندونيسيا أمثلة عن تمكين المرأة في الصناعات الإبداعية. فقال إن حكومة إندونيسيا أجرت مسحا للصناعات الإبداعية أظهر أن 55 في المائة من العاملين في القطاع هنّ من النساء. وتسعى الحكومة إلى اجتذاب الأمهات العاملات في منازلهن لتعليمهن برمجة الحاسوب بمبادرة "Coding Moms". وأمّا وكالة بيرو للملكية الفكرية فذكرت أنها أصبحت أول كيان عمومي يوقع اتفاقية المساواة بين الجنسين المسماة "Somos Pares (نحن متساوون)" وفازت الوكالة بجائزة المساواة بين الجنسين في فئة القطاع العام لعام 2018.
وختاما، على الرغم من أهمية وضع السياسات وتدوين الكلمات على الورق، أصبح من الواضح ضرورة اتخاذ إجراءات ملموسة لإحداث التغيير. وشجّع أعضاء الفريق على المزيد من العمل لضمان المساواة في الصناعات الإبداعية والعمل مع جيل الشباب ودعم المرأة في التغلب على مخاوفها. واقترحت المنسقة مقاربة ذات شقين – تعاون بين الفنانين والحكومة، مثل حركة (Time-Up) في الولايات المتحدة. ومسؤوليات تغيير تقع على عاتق الجميع، سواء كمسؤولين حكوميين ووالدين ورجال ونساء.