أضواء على الابتكار التكنولوجي الأخضر الذي يقوده الشباب
Tue Aug 08 10:47:00 CEST 2023
حقائب الظهر المزودة بألواح للطاقة الشمسية: فسح الطريق أمام التعليم في بوتسوانا
لقد جلب السيد كيدوميتسي ما هو أكثر من الضوء المجازي إلى حياة أطفال المدارس في بوتسوانا عندما ابتكر حقيبة تشيدزا الشمسية (Chedza Solar Backpack).
لا يحتاج الجيل Z وجيل الألفية إلى منبه، فإحباطهم من الظلم الاجتماعي والبيئي يوقظهم، وعلى رأسهم في بوتسوانا السيد كيدوميتسي ليفي الذي يبلغ من العمر 32 عاماً، المسؤول التنفيذي الأول ومؤسس شركة كيد-ليفي، وهو شخص لا يُستثنى من المعادلة.
فلنتحدث عن رحلة الملكية الفكرية التي خاضها هذا المخترع الشاب والمخترع الأخضر ورائد الأعمال حديث العهد، والعمل الذي اضطلع به - ولنستكشف الطريقة التي يمكن بها حماية اختراعاتك الخضراء وتحويلها إلى أصول نقدية.
ومن خلال الظهور البارز على المسرح العالمي لشبكة سي إن إن، استقطبت حقيبة تشيدزا الشمسية الاهتمام الدولي. واستفاد السيد كيدوميتسي وفريقه من بريق الشهرة هذا، ونشروا كمية محدودة مؤلفة من 100 حقيبة ظهر مزودة بألواح للطاقة الشمسية نفدت في غضون أسبوع واحد.
وعلاوة على ذلك، سطع ضوء التزامهم بالارتقاء الاجتماعي عندما تبرعوا بسخاء بحقائب ظهر لطلاب في جميع أنحاء بوتسوانا، وهو ما أثرى حياة الأطفال في المدارس، مثل مدرسة ألما ماتير التي درس فيها السيد كيدوميتسي، ومدرسة سينيتي الابتدائية، ومدرسة بوفيريما الابتدائية. ويتراوح نطاق حقيبة تشيدزا الشمسية بين حقيبة ظهر مدرسية مزودة بألواح للطاقة الشمسية، وحقائب ظهر مؤسسية وعسكرية وعربات للسفر مزودة بألواح للطاقة الشمسية.
لماذا حصلت قصة كيدوميتسي على حيز في موقع الويبو الإلكتروني؟ هل خطر ببالك هذا السؤال؟ إن السيد كيدوميتسي هو مثال رائع على حقيقة أن العمر ليس عائقاً أمام الانتفاع بنظام الملكية الفكرية. وتستفيد التكنولوجيا الموجودة في حقيبة الظهر من الطاقة الشمسية. وتشحن الحقيبة نفسها خلال النهار باستخدام لوح الطاقة الشمسية التي تبلغ قدرته 6 واط من أجل توليد الكهرباء. وهذه التكنولوجيا محمية بموجب براءة، واسم الشركة "Chedza Solar Backpack" مسجل كعلامة تجارية من قبل السيد كيدوميتسي. ومن المناسب جداً أن الاسم "Chedza" يعني "الضوء" في لغته الأصلية، الستسوانا، وهو ما يعكس بشكل رائع الغرض من الاسم. وقد حصل على براءته وعلامته التجارية من الهيئة المعنية بالشركات والملكية الفكرية (CIPA) في بوتسوانا.
ومن خلال رحلته في مجالي الابتكار وريادة الأعمال، يطور السيد كيدوميتسي اعترافاً قوياً بقيمة الملكية الفكرية، ويشجع سائر المبتكرين ورواد الأعمال الطامحين على الانضمام إلى القافلة. ويشدد السيد كيدوميتسي على ما يلي:
سأشجع الشباب والمبتكرين على التعلم وأخذ تسجيل الملكية الفكرية على محمل الجد وإيلاء الأولوية لحماية ابتكاراتهم. فالملكية الفكرية استثمار طويل الأجل.
لحظة التجلي: ما وراء كواليس فكرة الطاقة الشمسية
إن مصدر الإلهام الذي شع منه الابتكار مدهش تماماً. وقد كشف لنا المخترع الشاب ما يلي:
في يوم من الأيام، أثناء القيادة مع الأصدقاء في شوارع سينيت التي ترعرعت فيها، صادفنا طالباً استخدم كيس أرز من علامة تاستيك بحجم 5 كغ كحقيبة مدرسية. وعرضنا على الطفل أن نوصله إلى المنزل، وهناك اكتشفنا أن الأسرة كانت تعيش تحت خط الفقر، دون كهرباء أو مال من أجل شراء الكيروسين.
وعلى غرار هذا التلميذ، لا يمكن للملايين من أطفال المدارس الأفارقة القيام تأدية واجباتهم المدرسية في الليل بدون كهرباء لإضاءة الغرفة، أو لشحن الأجهزة التي قد يحتاجونها من أجل القيام بذلك.
ومع أخذ هذا الواقع بعين الاعتبار، حدثت لحظة التجلي لدى السيد كيدوميتسي، أو في حالته الاستثنائية، لحظة النور القائمة على الطاقة الشمسية - لماذا لا نجد حلاً لتزويد تلاميذ المدارس الأفارقة بإمكانية الحصول إلى الإضاءة والكهرباء من أجل منحهم تعليماً جيداً، مع توفير المال والحفاظ على كوكب الأرض في الوقت نفسه؟
ولا توفر حقائب الظهر هذه المزودة بألواح للطاقة الشمسية حلاً مستداماً للإضاءة فحسب، بل تقلل أيضاً استخدام الكيروسين والشموع والوقود الأحفوري، وتوفّر المال للأسر المحرومة اقتصادياً.
وعلاوة على ذلك، يستخدم العديد من أطفال المدارس في المناطق الريفية في العادة حقائب ظهر قماشية متدنية الجودة شديدة التعرض للتلف والتمزق. ويعني ذلك أن حقائب الظهر المتردية يجب أن تُستبدل باستمرار، حتى عندما تكون الأموال شحيحة، مما يؤدي إلى سيناريوهات مثل الطالب الفقير الذي يلجأ إلى استخدام كيس الأرز كحقيبة مدرسية. وتُصنّع حقائب تشيدزا من قماش مستدام ومضاد للمياه يمكن أن يدوم لمدة خمس سنوات، وهو ما يعود بالنفع على الأسر الفقيرة.
وإضافة إلى الفعالية من حيث التكلفة، اشترى العديد من الأفارقة خارج بوتسوانا حقائب الظهر كحل مؤقت لمسألة تقنين التيار الكهربائي أو انقطاعه، وهما مشكلتان على مستوى القارة.
وتظهِر حقائب تشيدزا الشمسية القدرة الإبداعية للشباب الأفارقة على حل التحديات الاجتماعية والبيئية المتعددة عند تزويدهم بالموارد اللازمة وأدوات الملكية الفكرية. وبحقيبة تلو الأخرى، يساعد السيد كيدوميتسي المجتمعات المحلية الريفية مع القيام في الوقت ذاته أيضاً بتعزيز أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة المتمثلة في التعليم الجيد وطاقة نظيفة وبأسعار معقولة والعمل المناخي.
أنت أيضاً يمكنك الإبداع في مجال التكنولوجيا الخضراء: كيف يمكن للويبو أن تدعم أفكارك الخضراء؟
هل قمت، مثل السيد كيدوميتسي، بتصميم أو تطوير ابتكار أخضر مراعٍ للبيئة؟ يمكن لسوق التكنولوجيا الخضراء لدينا، وهي منصة WIPO GREEN، أن تربطك بأفراد أو شركات تسعى إلى تسويق تكنولوجيتك الخضراء أو ترخيصها أو توزيعها.
ثق(ي) بنا، إذ يُحتمل أن سرقة زميلك لإجاباتك أثناء الاختبار كان أمراً محبطاً، ولكن سرقة ابتكارك وخسارة الأموال في هذه العملية أسوأ بكثير.
ونحن هنا لمساعدتك على حماية ملكيتك الفكرية.
كيف تحمي ابتكارك؟
هل أنت على استعداد لإطلاق الابتكار الذي كافحت لصناعته لكي تفاجئ(ي) به العالم؟ لكي تتمكن(ي) من جني المال لقاء دمك وعرقك ودموعك فإنك ستحتاج(ين) إلى براءة، وتنتهي صلاحية البراء عادة بعد 20 عاماً من الحصول عليها.
والبراءة هي بمثابة درع وسيف لابتكارك، وتمنحك حقوقاً استئثارية في الاستخدام والاستغلال، والأهم من ذلك، تمكنك من جني أرباح من إبداعك. وعندما تحمي ابتكارك بموجب براءة، لا يمكن لأي شخص آخر صناعته أو توزيعه أو بيعه أو استخدامه بشكل تجاري بدون الحصول على موافقتك، إلّا إن قمت ببيع حقوق الابتكار أو منحها لطرف ثالث بموجب ترخيص. وخذ(ي) مثالاً السيد كيدوميتسي، فهو وحده الذي يحق له صناعة تصميم حقيبة تشيدزا الشمسية، وبيعها وجني أرباح منها، ما لم يختر السماح للآخرين بإنتاج عناصر مماثلة.
وللحصول على براءة، يجب تقديم معلومات تقنية عن ابتكارك إلى الجمهور. ولا داعي للقلق، فهذا لن ينتقص من الطابع الفريد للابتكار. وبدلاً من ذلك، بل يعزز ثقافة الابتكار.
وتذكر(ي) أن البراءات لا تقتصر على الشركات الكبيرة أو المنتجات المعقدة مثل حقيبة تشيدزا الشمسية. وهي متاحة للأفراد بشأن أي منتج أو عملية مبتكرة تحل أي مشكلة أو تقدم طريقة جديدة للقيام بشيء ما، سواء كانت المنتجات أو العمليات كبيرة أو صغيرة. فمن الآلات والتصاميم الفريدة للمنتجات، إلى أصناف نباتية جديدة أو مجوهرات أو منسوجات أو برمجيات أو أجهزة حاسوبية أو حتى شيء بسيط مثل مشبك الورق - فإذا كان الاختراع أصلياً، يمكنك حمايته بموجب براءة.
ورغم أن البراءة صالحة عادةً في البلد الذي مُنحت فيه فقط، فإن إيداع طلب براءة واحد بموجب معاهدة البراءات يوفّر لك حماية شاملة في ما يصل إلى 157 بلداً.
وللاستزادة من المعلومات، يُرجى الاطلاع على الأسئلة المتكررة المتعلقة بتسجيل البراءات من أجل التأكد من بقاء المقلدين في مكانهم.
الدعم الذي تقدمه الويبو بشأن الابتكارات
يتيح برنامجنا الخاص بمراكز دعم التكنولوجيا والابتكار للمبتكرين في البلدان النامية معلومات عالية الجودة عن التكنولوجيا وخدمات ذات صلة من أجل المساعدة على إقامة حقوق الملكية الفكرية وحمايتها وإدارتها.
ويوفر برنامج مساعدة المخترعين التابع للويبو للشركات الصغيرة والمخترعين موارد لتسويق ابتكاراتهم. ويجمع البرنامج بين المبتكرين والمهنيين المتخصصين في البراءات مجاناً. ويُنفذ البرنامج حالياً في شيلي وكولومبيا وإكوادور وكينيا والمغرب وبيرو والفلبين وسنغافورة وجنوب أفريقيا. هل لديك رغبة في الحصول على رخم أولي لرحلتك في مجال الابتكار؟ اطلع(ي) على طريقة التقدم بطلب إلى برنامج مساعدة المخترعين.
ولدى قيامك بذلك، قد تجد(ين) برنامج التدريب بشأن صياغة البراءات مفيداً بشكل خاص من أجل تطوير المهارات التي تحتاج(ين) إليها لصياغة طلب البراءة وإيداعه، مما يجعل العملية بأسرها في منتهى السهولة.
ماذا تنتظر(ين) إذن؟ فلتطلق(ي) العنان لمهارتك الإبداعية وأظهر(ي) للمبتكرين الشباب الآخرين أن السماء ليست الحد، فهناك بصمات القمر على القمر! ولا يتطلب منك الحصول على كل موارد الملكية الفكرية التي قد تحتاج(ين) إليها سوى نقرة على موقعنا الإلكتروني.