تقرير المدير العام إلى جمعيات الويبو – 14 إلى 22 يوليو 2022
[بالصيغة التي ألقي بها]
سعادة السفيرة تاتيانا مولسيان، رئيسة الجمعية العامة للويبو
معالي الوزراء،
أصحاب السعادة،
المندوبون الموقرون،
الأصدقاء والزملاء،
أتشرف بل وأفخر أن أرحب بكم في سلسلة الاجتماعات الثالثة والستين لجمعيات الدول الأعضاء في الويبو.
ولا شك أنّه بعد سنتين من الاجتماع في قاعة فارغة تقريباً، يبدو الترحيب شخصياً بقرابة 900 منكم هذا العام وكأنه ضرب من الخيال. ودعوني أرحّب أحر الترحيب لمن يلتحقون بنا عن بعد من جميع أنحاء العالم. ومعهم جمعاً، سيبلغ عددنا في جمعيات هذا العام أأكثر من 1100 مشارك من الأوساط العالمية للملكية الفكرية.
وبادئ ذي بدء أشكر رئيستنا، السفيرة مولسيان، على قيادتك الحكيمة وتوجيهاتها الثمينة لي وزملائي طوال السنة الأولى من فترة ولايتها، وفي التحضير لجمعيات هذا العام. ونعرب عن بالغ تقديرنا لرؤساء اللجان والأفرقة العاملة والهيئات الأخرى التي عقدت اجتماعاتها على مدى العام الماضي. وككل عام، نعرب عن عميق امتناننا للدعم الذي قدمه منسقو المجموعات، الذين يضطلعون بالمهمة الصعبة في تمثيل مختلف المجموعات الإقليمية وإيجاد توافق في الآراء. وما تقدّمونه من توجيه ودعم وتشجيع يساعدنا على جعل الويبو تعمل لما فيه مصلحة جميع أعضائها.
وأتوجه بخالص الشكر إلى عديد الزملاء في الويبو الذين يعملون بلا كلل وبتفانٍ منقطع النظير كي تتكلل هذه الجمعيات بالنجاح، والذين ظلّوا يعملون على نحو وثيق معكم جميعاً في العام الماضي.
***
الزملاء الأعزاء،
في جمعيات العام الماضي قلت لكم "في هذه الأوقات، لا يمكن للويبو...مواصلة العمل وكأن شيئا لم يكن". ولهذا السبب، وضعت خطتنا الاستراتيجية المتوسطة الأجل طموحاً للوصول لعالم "يستخدم الملكية الفكرية كأداة قوية لتوليد فرص العمل، وجذب الاستثمارات، وتطوير الأعمال التجارية، وتنمية الاقتصادات والمجتمعات في نهاية المطاف".
وحينما تقاسمت معكم هذه الرؤية الحديثة والمهمة الجديدة، كنا لا نزال في وسط أزمة كوفيد. وهذا العام، يبدو أننا بلغنا أخيراً نهاية نفق جائحة كوفيد الطويل والمظلم، لكننا لن نخرج لأيام مشمسة وسماء زرقاء، بل لعواصف تقترب وغيوم تتجمّع.
غزو أوكرانيا. التضخم العالمي. عرقلة سلاسل إمداد المواد الغذائية والطاقة. إنّ الأوضاع العالمية لا تزال صعبة للغاية.
ولكن رغم هذه التحديات، لا يمكننا الوقوف على أطلال الماضي أو التوقف عن عملنا في بناء مستقبل النظام العالمي للملكية الفكرية.
وكمجتمع عالمي للملكية الفكرية، يجب أن نظل ملتزمين التزاماً لا يحيد بتحويل الملكية الفكرية من رافعة تقنية تهمّ المتخصصين فقط، إلى حافز قوي للوظائف والاستثمارات والتنمية يدعم المبتكرين والمبدعين في كل مكان.
وعلى أرض الواقع، توعز لنا أكبر الاتجاهات بلزوم أن نظلّ أقوياء في طريقنا. فرغم أن الوباء قد أنبت عن عراقيل جسيمة، إلا أنه كان أيضاً مسرّعاً قوياً للتكنولوجيا والرقمنة والابتكار. وفي العديد من البلدان، لا تزال الملكية الفكرية تنتقل من الهوامش إلى المركز، لأن الأعمال التجارية والاقتصادات تسخّر الأزمة كفرصة لإعادة التفكير وإعادة الهيكلة وإعادة البناء، باستخدام الابتكار والإبداع كمحركين للنمو.
وقد بلغت طلبات البراءات الدولية المودعة بموجب نظام معاهدة البراءات للويبو أعلى مستوياتها القياسية عام 2021، متجاوزة عتبة 275,000 طلب للمرة الأولى. وشهدت طلبات العلامات التجارية والتصاميم الصناعية التي أودعت بموجب نظامي مدريد ولاهاي نمواً من رقمين بنسبة 15 و21 في المائة على التوالي. وارتفع حجم استخدام آليات الويبو للتسوية البديلة للمنازعات بنسبة 44 في المائة، مع ارتفاع بنسبة 22 في المائة في استخدام آليات الويبو لتسوية المنازعات المتعلقة بأسماء الحقول.
وتضاف هذه الأعداد إلى اللوحة الأكبر لنمو إيداعات الملكية الفكرية في السنوات الأخيرة، وهو ما يلاحظه أيضاً الكثير منكم ممن يعملون في المكاتب الوطنية للملكية الفكرية. فمنذ عام 2015، تضاعفت أحجام العلامات التجارية بطريقة انفجارية لتفوق 17 مليون إيداع، وأما الارتفاع في إيداعات البراءات والتصاميم فقد كان متواضعاً مقارنة بما سبق، إذ بلغ الارتفاع نسبة 15 بالمائة تقريبا خلال الفترة نفسها.
وأبدت العناصر الأخرى لاقتصاد الابتكار نمواً ومرونة أيضاً. فخلافاً لما حدث عقب الأزمة المالية لعام 2008، نمت النفقات العالمية المتعلقة بالبحث والتطوير بزيادة فاقت 3 في المائة عام 2020. وعلى مستوى فرادى الشركات، فقد تواصل نمو البحث والتطوير في عام 2021، مع زيادة إنفاق الشركات الكبرى على البحث والتطوير بنسبة 10 في المائة. وستعرض نسخة 2022 من مؤشر الابتكار العالمي للويبو، المقرر نشرها في سبتمبر، مزيدًا من التفاصيل عن حالة الابتكار على مستوى العالم.
وهذه المقاييس الإيجابية للملكية الفكرية والابتكار والإبداع مدفوعة، إلى حد كبير، بمحركات متنوعة للنمو، وليس فقط من قبل مراكز الابتكار التقليدية.
فاليوم تودع 7 من كل 10 طلبات ملكية فكرية في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. وقد ارتفعت استثمارات رأس المال الاستثماري بأكثر من أربعة أمثال في أفريقيا وأمريكا اللاتينية خلال الاثني عشر شهراً الماضية لتبلغ 3 مليارات دولار أمريكي و16 مليار دولار أمريكي على التوالي. وتفوقت كل من بوليوود ونوليوود على هوليوود من حيث عدد الأفلام المنتجة، وفي عام 2021، أتى المحتوى الأكثر بثًا على سبوتيفاي ونيتفلكس من بورتوريكو وجمهورية كوريا.
وقد تبيّن أن بلداناً مثل البرازيل وبلغاريا والهند وفييت نام هي من بين أكثر البلدان ثباتاً في إحراز تقدم في مؤشر الابتكار العالمي. وتتباهى قرابة 50 بلداً الآن بشركة ناشئة وصلت لوضع "وحيد القرن (يونيكورن)" – من بينها الإكوادور وإندونيسيا وليتوانيا وماليزيا والسنغال وتايلند. وقبل عقد من الزمن، كان عدد هذه البلدان خمسة فقط.
أي حقبة مثيرة نعيشها، يمكن أن ينبع فيها الابتكار والإبداع من أي مكان.
لكن أجمل ما يداعب أوتار القلب هو التأثير الحقيقي لعملنا على الناس في أرض الواقع.
فحينما كنت في مهمة في المكسيك في وقت سابق من هذا العام، تشرفت بلقاء مجموعات من أبناء المجتمعات الأصلية من جميع أنحاء البلاد، تكبدوا عناء رحلة طويلة إلى مكسيكو سيتي للتواصل مع الويبو، تدفعهم إلى ذلك رغبة بمعرفة كيف للملكية الفكرية أن تصبح صديقتهم وحليفتهم في جلب تراثهم إلى الساحة العالمية. ومن هذه المجموعات مجموعة متميزة من النساء من ولاية واخاكا يشتهرن بحرفة يدوية تقليدية، وهي شكل من أشكال حياكة الحرير تسمى "حرير كاخونوس" (Seda de Cajonos)، منحت مؤخراً وضع المؤشر الجغرافي.
وقد تضررت منطقة واخاكا بشدة من الجائحة، وبينما يسعى المجتمع المحلي للوقوف على قدميه مرة أخرى، تساعده الويبو على الجمع بين حماية المؤشر الجغرافي واستخدام العلامات التجارية والتصاميم وأنواع أخرى من الملكية الفكرية في تسويق هذا المنتج الحرفي ووسمه وتغليفه بطريقة تنقله إلى أسواق العالم دون الإخلال بالتقاليد المحلية.
ومثيلات هذه القصص هي ما يذكرنا بأهمية عملنا في هذه الجمعيات، وأننا حين نعمل متكاتفين بطريقة جيدة، نستطيع إحداث علامة فارقة في حياة الناس أينما كانوا.
***
الزملاء والأصدقاء الأعزاء،
في العام الماضي، تلقينا موافقتكم على البرنامج والميزانية للثنائية 2022/23، ووصلنا تأييدكم للخطة الاستراتيجية المتوسطة الأجل للفترة 2022-2026.
ومنذ ذلك الحين، كان تركيزنا بسيطاً ووحيداً – ترجمة ما سبق إلى خطط وإجراءات ملموسة لتحقيق ما تتوقعونه من نتائج وتأثيرات.
ولنقوم بذلك على نحو جيد، واصلنا إدارة موارد المنظمة بحكمة وكفاءة وفعالية، باستخدام إطار الإدارة القائمة على النتائج.
ويسعدني أن أبلغكم أننا على الرغم من التحديات التي أبرزتها الجائحة، سجلنا فائضاً وافراً للغاية بلغ حوالي 245 مليون فرنك سويسري للثنائية 2020/21. مما يضعنا في موقف جيد لاستثمار هذه الفوائض في القدرات والأدوات والمشاريع لمواصلة دعمكم بقوة، حتى وإن كانت البيئة المالية والاقتصادية الكلية متقلبة وصعبة.
ومفتاح نجاحنا هو المعايير العالية للحوكمة وإدارة المخاطر، ويسعدني أن أخبركم أن المدقق الخارجي أشاد بنهجنا في إدارة المخاطر والضوابط الداخلية باعتباره أحد أفضل النهج في منظومة الأمم المتحدة.
ولا بد لوكالة الأمم المتحدة المختصة بدعم المبتكرين والمبدعين من أن تتمتع بحد ذاتها بثقافة بيئة عمل تدعم المبادرات والجهود والفكر الاستباقي. وهذا التحول في ثقافتنا إلى ثقافة منفتحة وشفافة وديناميكية يظلّ أولوية قيادية رئيسية لي ولزملائي، ونحن ملتزمون تماماً بتحقيق ذلك على مر السنين.
وكجزء من هذه العملية، أجرينا أول دراسة استقصائية – في تاريخ المنظمة – بشأن مشاركة الموظفين، وقد بدأنا بالفعل في استخدام النتائج لإجراء محادثات صريحة ومفتوحة على مستوى وحدات العمل الفردية، وعلى مستوى المنظمة ككل، بشأن ما يمكننا القيام به للتحسين كمؤسسة. ولأننا نرى في التنوع مصدر عزوة لنا، سنواصل العمل على بناء قوة عمل متنوعة وديناميكية.
***
واستناداً إلى أسس الإدارة الديناميكية والحوكمة المتينة والإدارة السليمة، وضعنا أربع ركائز للعمل – الوصول إلى كل أرجاء العالم، والجمع بين الناس، وجلب القيمة للناس، وإحداث أثر في الميدان. وسأتناول كل واحدة منها.
أولاً، الوصول إلى كل أرجاء العالم.
لا تزال الملكية الفكرية، بالنسبة لكثير من الناس، موضوعاً تقنياً ومخيفاً، يستحسن تركه لمجموعة صغيرة من الخبراء والفنيين المتخصصين في الملكية الفكرية. وهذا واقع لا بد من تغييره، وعلينا كمجتمع عالمي للملكية الفكرية أن نجعل الملكية الفكرية مسألة وجيهة وأسهل فهماً للأشخاص العاديين والمبتكرين والمبدعين.
وخلال العام الماضي، غيّرنا في الويبو طريقة إطلاع الجمهور على عملنا، فابتعدنا عن التركيز المقتصر على قضايا الملكية الفكرية التقنية نحو تبادل القصص التي تبيّن تأثير الملكية الفكرية للناس. ومن قصصنا التي حازت بأعلى المشاهدات، قصة فنان الرسوم المتحركة تينو ماكوني من زمبابوي، الذي يبدع سلالة جديدة من الأبطال الخارقين الأفريقيين ويلهم جيلاً جديداً كاملاً من الرسامين والفنانين الأفريقيين.
كما وسعنا قنوات التواصل. فأطلقنا حساباً على انستغرام في نهاية العام الماضي – تبلغ أعمار 60 بالمائة من متابعيه 35 عاماً أو أقل، ومن المتوقّع أن نطبق حساباً على تيك توك في العام المقبل. وفي الآونة الأخيرة وصل عدد متابعينا عبر منصات التواصل الاجتماعي إلى أكثر من 350,000 متابع ومتابعة، وهي زيادة هائلة منذ الجمعيات الأخيرة.
ولم نتوقف عن تسخير قوة التكنولوجيا الرقمية للتفاعل مع أصحاب المصلحة بطرق جديدة. وقد شاهد معرضنا الافتراضي بشأن المؤشرات الجغرافية 70,000 زائر عبر الإنترنت منذ إطلاقه في الخريف الماضي، وبغية توعية شباب مجتمعات الشعوب الأصلية بمسألة تغير المناخ، فقد عقدنا مؤخراً جائزة الويبو للتصوير الفوتوغرافي لشباب الشعوب الأصلية والجماعات المحلية، التي اجتذبت أكثر من 230 مشاركة من جميع أنحاء العالم.
ويسعدني أيضاً إبلاغكم بأن اليوم العالمي للملكية الفكرية لهذا العام قد اجتذب مشاركة عالمية قياسية. إذ سجّلنا خلال اليوم الذي حمل موضوع "الملكية الفكرية والشباب: الابتكار من أجل مستقبل أفضل"، أكثر من 15 مليون انطباع عبر منصاتنا الرقمية، ونظم ما يقرب من 600 حدث احتفالاً باليوم العالمي للملكية الفكرية في 189 دولة عضواً، وهي أكبر مشاركة شهدناها على الإطلاق.
ونشاهد كثيراً من مكاتب الملكية الفكرية تتواصل بطريقة عصرية جديدة وتطوّر هذه القدرة ثنائية اللغة – قدرة التحدث بشأن الملكية الفكرية بطريقة تقنية فيما بيننا، ولكن التواصل بشأن الملكية الفكرية مع الآخرين بطريقة يصل صداها لمسامعهم ويتضح مغزاها في حياتهم. ونأمل أن ينضم المزيد منكم إلى هذه الحركة لربط مجتمعكم بعملنا.
ثانياً، تواصل الويبو اضطلاعها بدورها الرئيسي كمنتدى عالمي يجمع بين الناس لتبادل الأفكار وصياغة المعايير وإقامة الشراكات بمختلفة الطرق.
وقد شدّ من عزمنا عودة لجان الويبو وأفرقتها العاملة إلى ساعات عملها العادية وإيقاع المشاركة الاعتيادية مع استقرار الأوضاع الصحية. ورغم عدم وجود توافق كامل في الآراء بشأن جميع قضايانا المعلقة، فإن إعادة إحياء هذه الاجتماعات يمنحني الأمل في قدرتنا على اتخاذ خطوات هادفة، كمجتمع للملكية الفكرية، لإحراز تقدم بشأن تلك القضايا.
ولا حاجة للبحث بعيداً كي نجد دليلاً على أن تحقيق توافق في الآراء أمر صعب، لكنه ليس مستحيلًا. ففي الأول من يوليو من هذا العام، نفذت مكاتب الملكية الفكرية معيار الويبو الجديد ST.26 لوصف الأحماض الأمينية والنيوكليوتيدات في وثائق البراءات، وهو تتويج لعملية استغرقت سنوات من التعاون الوثيق والتآزر والتوافق. وكما يقول المثل الإنكليزي "إن وجدت الإرادة وجد السبيل"، والأمانة على أتمّ الاستعداد لمساعدة الدول الأعضاء على العثور على كليهما.
وفيما عدا وضع القواعد والمعايير، لا تزال الويبو المحفل الذي تُناقش فيه أحدث المسائل المرتبطة بالملكية الفكرية. فقد شرعنا في إجراء محادثات بشأن القضايا المتعلقة بالأسرار التجارية، وهو موضوع يتزايد الاهتمام به في العديد من البلدان. ونواصل بناء الزخم وراء محادثتنا بشأن الملكية الفكرية والتكنولوجيات الحدودية. ومنذ الجمعيات السابقة، عُقدت دورتان وصل عدد المسجلين فيهما إلى 2,000 مسجل من أكثر من 110 بلدان. وستلقي محادثنا السادسة، المزمع أن تبدأ في 21 سبتمبر، نظرة فاحصة على الاختراعات القائمة على الذكاء الاصطناعي ومسائل السياسة العامة – وهي قضايا حيّة للغاية بالنسبة لكثير من المديرين العامين لمكاتب الملكية الفكرية الحاضرين معنا.
وفي 1 نوفمبر من هذا العام، سنطلق أيضاً أول محادثة رفيعة المستوى للويبو بشأن التمويل المدعوم بالملكية الفكرية. وهذه قضية ذات أهمية بالغة بالنسبة إلى كثير من الدول الأعضاء ونتطلع إلى الجمع بين أصحاب المصلحة من قطاعي الأعمال والمال والقطاع العام لمناقشة الطريقة التي يمكننا بها دعم الشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة لتمكينها من استخدام ملكيتها الفكرية وأصولها غير الملموسة لأغراض التمويل. وتمهيداً لتلك المناقشات، ننشر حالياً سلسلة من التقارير عما اضطلعت به بلدان مختلفة في هذا المجال – بدءاً بتقرير عن سنغافورة في العام الماضي، وتقارير أخرى قيد الإعداد عن البرازيل وكندا والصين واليابان وجامايكا وجمهورية كوريا والمكسيك وسويسرا والمملكة المتحدة.
ورغم سرورنا بالجمع بين الناس للحديث والنقاش، إلا أننا نرغب أيضاً في الجمع بينهم لاتخاذ إجراءات ملموسة. وتكتسي الشراكات أهمية متزايدة بالنسبة لنا لغرض التمكّن من إحداث أثر واسع النطاق. والتصدي لتحديات عالمية معقدة، مثل الجائحة وتغير المناخ، يتطلب إقامة شراكات بين فئات مختلفة من أصحاب المصلحة.
ولتعميق دعمنا للشركات الصغيرة والمتوسطة، نعمل حالياً مع غرفة التجارة الدولية ومركز التجارة الدولي والوكالة الدولية للطاقة المتجددة من أجل توصيل خبراتنا وبرامجنا إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة وذلك تحت رعاية تلك الهيئات أو في إطار شبكاتها. والتعاون الذي نقيمه مع المنظمات غير الحكومية، مثل رابطة مديري التكنولوجيا في الجامعات والرابطة الدولية للعلامات التجارية، يسمح لنا بالاستناد إلى مجموعة واسعة من الخبرات في مجال الملكية الفكرية لتزويدكم بالدعم في مجالات من قبيل نقل التكنولوجيا، والمعارف التقليدية، وتدعيم النساء في ميدان الملكية الفكرية.
ومن المجالات الأخرى التي نتعاون فيها مع الشركاء من أجل تغيير حياة الناس العمل الذي يضطلع به اتحادنا للكتب الميسّرة. ولدى ذلك الاتحاد الآن أكثر من 750,000 عنوان متاح بزهاء 80 لغة لأغراض التبادل عبر الحدود، مما يساعد على توسيع إمكانيات التعلم والترفيه لفائدة الملايين حول العالم من المكفوفين أو معاقي البصر أو ذوي الإعاقات الأخرى في قراءة المطبوعات.
وبصفتنا وكالة من وكالات الأمم المتحدة، فإن مهمتنا هي استخدام خبراتنا لمواجهة التحديات العالمية. وهو ما يفسّر حماسنا البالغ لانضمامنا هذا العام، أخيراً، إلى مجموعة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، ونحن ملتزمون كل الالتزام بجلب خبراتنا في مجالي الملكية الفكرية والابتكار للمساعدة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ونواصل إقامة شراكات على مستوى جنيف وفي أماكن أخرى بغرض مساعدة الدول الأعضاء على تذليل تحديات معقدة مثل الجائحة. ففي شهر أبريل من هذا العام، أطلقنا – بالاشتراك مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة التجارة العالمية – ’المنصة الثلاثية للمساعدة التقنية الخاصة بكوفيد-19‘. وهي منصة إلكترونية تستضيفها الويبو وتمكّن الأعضاء من الاستناد إلى حصيلة خبرات كل المنظمات الثلاث وهي ثمرة مباشرة لتعاوننا المعزّز بشأن قضايا الملكية الفكرية والصحة العامة والتجارة. وأحثّ الدول الأعضاء بشدة على زيارة المنصة واستكشاف نوع المساعدة التي يمكنكم جنيها منها. ومن المزمع أيضاً أن نعقد في خريف هذا العام حلقة عمل ثلاثية ثالثة بشأن وسائل التشخيص، تليها ندوة مشتركة بشأن كوفيد-19 والتأهب للجوائح من المقرّر عقدها في 15 ديسمبر.
أما تغير المناخ فهو أحد التحديات العالمية التي تكتسي فيها الحلول الابتكارية أهمية حاسمة من كل النواحي. ويسرّني في هذا الصدد الإعلان أن منصة برنامج ويبو غرين (WIPO GREEN) للمطابقة التكنولوجية الخاصة بتكنولوجيات تغير المناخ شهدت نمواً وباتت تغطي نحو 130,000 من الاحتياجات والتكنولوجيات والبراءات. وقد انضم تسعة شركاء آخرين إلى المنصة منذ الجمعيات السابقة، وقدمنا الدعم لستة اتفاقات جديدة للمطابقة في الأرجنتين والصين وإندونيسيا واليابان. وستتمثل المرحلة المقبلة بالنسبة إلى برنامج ويبو غرين في التركيز على بعض الجوانب الصناعية ومساندة مكاتب الملكية الفكرية في تصميم سياسات لدعم تكنولوجيات تغير المناخ في بلدانها.
أصحاب السعادة،
من الصفات الفريدة للويبو ضمن وكالات الأمم المتحدة هي كوننا مورّداً الخدمات، لا لأصحاب المصلحة من القطاع الحكومي فحسب، بل كذلك لرواد الأعمال والشركات.
ونشعر بالامتنان لأن الطلب على تلك الخدمات ظلّ متيناً، ونحن ملتزمون كل الالتزام بضمان أن تواصل خدماتنا جلب القيمة للمستخدمين. ولا شكّ في أن مواصلة الاستثمار في المنصات المعلوماتية الوجيهة، مثل مشروع المنصة المرنة والآمنة الخاصة بمعاهدة التعاون بشأن البراءات، فضلاً عن تعزيز مشاركة العملاء والمستخدمين، هي عوامل أساسية لتحسين كفاءتنا والحفاظ على معايير الخدمة وتعزيز تجربة العملاء. وبالتالي، نأمل في مواصلة جلب القيمة للمبتكرين في بلدانكم عند استعمالهم خدماتنا لنقل ملكيتهم الفكرية عبر الحدود.
ونحن ملتزمون أيضاً بتزويدكم بما تحتاجونه من بيانات لانتهاج خيارات مستنيرة في مجال السياسات، ويسرّنا أن ثلثي المشاركين من قرابة 80 بلداً شاركوا في أول استقصاء أجريناه بشأن استخدام مؤشر الابتكار العالمي، أفادوا بأنهم يستخدمونه كمرجع قيّم في مجال السياسات لأغراض تعزيز أنظمتهم الإيكولوجية للابتكار. وفريقنا يضطلع أيضاً بمشروع يرمي إلى مساعدة الدول الأعضاء على التقاط مقاييس الاقتصاد الإبداعي وقياسها بطريقة أفضل.
وتواصل برمجياتنا المكتبية في مجال الملكية الفكرية توفير البنية المعلوماتية والبرمجيات اللازمة لمكاتب الملكية الفكرية لتمكينها من إدارة العمليات الخلفية، وكذلك إدخال الرقمنة، بواسطة أحدث الإصدارات التي تمكّن مكاتب الملكية الفكرية من استخدام الحلول السحابية. وقد باتت أكثر من 90 دولة من الدول الأعضاء تستخدم فعلياً تلك البرمجيات المكتبية ونتوقّع أن ينمو الطلب عليها مع انتقال المزيد من المكاتب إلى العمليات الرقمية والتفاعل مع مودعيها ومستخدميها عبر الإنترنت.
***
أهم مجالات عملنا وأكثرها إسعاداً للنفوس هو مساعدة أعضائنا، أي أنتم، وخصوصاً البلدان النامية والبلدان الأقلّ نمواً، على استخدام الملكية الفكرية لأغراض النمو والتنمية. والأثر هنا يكتسي أهمية حاسمة لضمان النجاح، لأن الملكية الفكرية باعتبارها مورداً غير ملموس يجب أن تصبح ملموسة كي يتمكّن الناس فعلاً من رؤية قيمتها.
وفي خطتنا الاستراتيجية المتوسطة الأجل، حدّدنا النساء والشباب والشركات الصغيرة والمتوسطة كمجالات تركيز بالنسبة لنا. وسأسلّط الضوء على بعض من عملنا في تلك المجالات.
ونعكف الآن، بالتعاون مع شيلي وكولومبيا والجمهورية الدومينيكية والمكسيك، على تنفيذ مشروع جديد لدعم دمج 32 امرأة في وظائف العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات من خلال برنامج مخصص للتدريب والإرشاد يمكّن من تطوير المهارات العملية الخاصة بالملكية الفكرية في مجالات مثل البيوتكنولوجيا والهندسة والكيمياء.
وفي أوغندا، قمنا بإرشاد 70 رائدة أعمال في مجال استخدام الملكية الفكرية لأغراض تطوير المنتجات وتسويقها. كما أصدِرت 13 شهادة من شهادات العلامات التجارية لدعم بعض أولئك الرائدات في استراتيجية العلامات الخاصة بهن، وهناك 15 شهادة أخرى في طريق الإصدار.
وقد بلغنا الآن المرحلة الثانية من برنامجنا الخاص بالإرشاد والمطابقة الموجه لرائدات الأعمال من الجماعات الأصلية والمحلية. وقد أطلقنا مؤخراً مشروعنا الأول بشأن الملكية الفكرية وريادة الأعمال النسائية في المنطقة العربية، وهو مشروع يسعى إلى مساعدة 35 رائدة أعمال في إقليم البترا بالأردن على تسجيل حقوق الملكية الفكرية الخاصة بهن وإدارتها وتسويقها.
والتفاعل مع الشباب هو أحد الأولويات الأساسية الأخرى للمنظمة. فالشباب ليسوا مبتكري ومبدعي المستقبل فحسب، بل هم شريحة كبيرة من السكان في المناطق النامية مثل أفريقيا، حيث ينتمي 65 بالمائة من السكان إلى فئة دون الثلاثين سنة.
وبالتالي، فإننا بصدد تطوير برنامج إقليمي لريادة الأعمال الشبابية، وهو برنامج يسعى، من خلال الإرشاد وتطوير المهارات الخاصة بالملكية الفكرية، إلى دعم المزيد من رواد الأعمال الشباب الأفريقيين لتمكينهم من استخدام نظام الملكية الفكرية بغرض تعزيز أعمالهم. كما نعكف على إطلاق مشروع جديد بالتعاون مع كابو فيردي من أجل تدريب 200 من رواد الأعمال الشباب في مجال إطلاق العنان لقيمة الملكية الفكرية.
وبالموازاة مع ذلك، قمنا بتوسيع نطاق عمل أكاديمية الويبو ليتجاوز نقل المعارف التقنية الخاصة بالملكية الفكرية وينتقل إلى بناء المهارات العملية في مجال الملكية الفكرية. وبإدراج دورات مثل "الملكية الفكرية من أجل الشباب والمعلمين"، وكذلك برامج بشأن الملكية الفكرية لفائدة الشركات الناشئة وبشأن الملكية الفكرية لفائدة منتجي التطبيقات وألعاب الفيديو، نسعى إلى تزويد رواد الأعمال وأصحاب المشاريع وغيرهم بمهارات في مجال الملكية الفكرية لتحقيق النجاح.
ولتلبية احتياجات من يرغب في اكتساب خبرة أعمق في مجال الملكية الفكرية، نعمل على توسيع شبكتنا الخاصة بمؤسسات التدريب في مجال الملكية الفكرية حول العالم. ولدينا الآن ما يقارب 12 من تلك المؤسسات التي باشرت وظائفها، ومن المتوقّع أن يصل العدد إلى 30 في السنوات المقبلة، إذ يجري تطوير مؤسسات من ذلك النوع في الجزائر وتركيا والإمارات العربية المتحدة وتطوير مؤسسات أخرى من النوع ذاته بالتعاون مع شركاء دوليين، بما في ذلك المنظمة الإقليمية الأفريقية للملكية الفكرية (الأريبو) ورابطة أمم جنوب شرق آسيا (الآسيان) ومجلس التعاون لدول الخليج العربية.
ونستعد أيضاً لفتح الجولة الثانية من طلبات الانضمام إلى برنامجنا الخاص بالخبراء الشباب، الذي جلب إحدى عشر خبيراً من شباب العالم إلى الويبو لتوسيع معارفهم ومهاراتهم في مجال الملكية الفكرية ليصبحوا الجيل القادم من قادة الملكية الفكرية والابتكار في بلدكم، وفي منطقتكم.
ودعم الشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة لتمكينها من استخدام الملكية الفكرية لتحقيق النمو في مجال الأعمال هو جانب أساسي آخر من عملنا. وذلك لأن الشركات الصغيرة والمتوسطة تؤدي دوراً حاسم الأهمية في الاقتصاد العالمي، إذ تمثّل 90 بالمائة من مجموع الشركات في العالم وتستخدم 70 بالمائة من القوى العاملة العالمية وتستحدث ما يصل إلى نصف الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وقد مكّنت أداتنا الخاصة بتشخيص الملكية الفكرية، منذ إطلاقها في شهر نوفمبر من العام الماضي، من مساعدة 3,000 من أصحاب الأعمال على فهم أصول ملكيتهم الفكرية، وصلتها باستراتيجية الأعمال، مما أسفر عن إعداد أكثر من 800 تقرير شخصي. وقد تُرجمت الأداة إلى لغات الأمم المتحدة الست، ومن المتوقّع ترجمتها إلى لغتين إضافيتين.
وفضلاً عن مشاريع منتظمة لتدريب الشركات الصغيرة والمتوسطة في إثيوبيا والمملكة العربية السعودية وسوريا وترينيداد وتوباغو وأوكرانيا وغيرها من البلدان، نقوم بتنفيذ برنامج بشأن تسويق الملكية الفكرية وجني إيرادات نقدية منها لفائدة الشركات الصغرى والصغيرة والمتوسطة في كولومبيا والجمهورية الدومينيكية وبيرو، كما نعمل مع السلفادور وجورجيا بشأن برامج تدريبية موجهة للشركات الصغيرة في قطاعي التكنولوجيا والزراعة لكل منهما. وسجّلت أكاديمية الويبو في الثنائية 2020/21 مشاركة 15,000 شركة صغيرة ومتوسطة، أي بزيادة قدرها 20 بالمائة مقارنة بالثنائية السابقة.
وخدمة للباحثين، تستمر شبكتنا الخاصة بمراكز دعم التكنولوجيا والابتكار في الاتساع، إذ بلغت 1300 مركز في العام الماضي في نحو 90 بلداً، وتمكّنت في مجموعها من معالجة 1.7 مليون استفسار. ونعمل الآن على الربط بين تلك المراكز ضمن شبكات وطنية بما فيها تلك الموجودة في إسواتيني وسيراليون وكابو فيردي، ونشرع حالياً في الربط بين الشبكات الوطنية ضمن شبكات إقليمية، مع مشروع تجريبي في دول البلطيق. وتمكّنا، في الشهر الماضي، من استكمال مشروع يشمل 22 جامعة في مصر و11 جامعة في الأردن بغرض تكوين كفاءاتها في إدارة حقوق الملكية الفكرية.
ونحن ملتزمون أيضاً بتفعيل الملكية الفكرية لفائدة المجتمعات المحلية، وبخاصة في مجال التراث والمعارف التقليدية – حتى تتمكّن الملكية الفكرية من مساعدة تلك المجتمعات على جلب حِرفها وتراثها وحكمتها إلى العالم، واستحداث فرص عمل، والارتقاء بتلك المجتمعات في ذات الحين.
وتحدثتُ منذ قليل عن مشروعنا في المكسيك بشأن "حرير كاخونوس". وقد أطلقنا كذلك مبادرتنا المجتمعية الأولى في البرازيل، وهي مبادرة نعمل في إطارها مع الوكالة الحكومية لدعم الشركات الصغرى والصغيرة (SEBRAE) من أجل دعم تطوير العلامات الجماعية لفائدة مجتمعي تيفي وألفاريس المحليين بمنطقة الأمازون. ومكّن ذلك من دعم 420 منتجاً لاستحداث قيمة من منتجات مصنوعة من مواد الدقيق والعسل والزيوت المحلية.
وبالإضافة إلى ذلك، نقوم بتنفيذ مجموعة من المشاريع الوطنية والإقليمية في مجال المؤشرات الجغرافية، بما في ذلك مشاريع تدعم مؤشر "ماد دي كازامانس" السنغالي، ومؤشر "عسل ششار" الجزائري، ومؤشر "ملح كامبوت البحري" الكمبودي، ومؤشر "الكافا" في جزر المحيط الهادئ.
واستجابة لتعقيبات أعضائنا من البلدان الأقل نمواً، قمنا كذلك بالتعاون مع تلك البلدان بوضع مجموعة أدوات لتمكين تأهيلها، وذلك بغرض توفير مساعدة تقنية هادفة وموضوعية ومجدية للاقتصادات المدرجة في قائمة التأهيل. وبدأنا فعلاً بالتواصل مع البلدان الأقل نمواً لحثّها على الاستفادة من مجموعة الأدوات المذكورة ونرحّب بتواصل البلدان الأقل نمواّ معنا لمعرفة المزيد في هذا الصدد.
وأخيراً، يسرّنا أن مجموعة أدوات المساعدة في مجال كوفيد-19، التي أعددناها العام الماضي بناء على طلب الدول الأعضاء ما فتئت تستقطب الاهتمام، إذ باتت تشمل 23 مشروعاً استُكمل بعض منها والبعض الآخر قيد التطوير، إضافة إلى 8 مشاريع في طور المناقشة. ومع ذلك، نحثّ المزيد من الدول الأعضاء على الاستفادة من الطيف الواسع للدعم والمساعدة المتاحين ضمن مجموعة الأدوات.
وكل ذلك ليس سوى لمحة سريعة عن العمل الذي تقوم به الويبو لدعمكم كدول أعضاء وجعل الويبو شريككم الصادق في استخدام الملكية الفكرية لأغراض النمو والتنمية.
***
زملائي وأصدقائي،
أياً كانت التحديات والصعوبات، يمكن لمجتمع الملكية الفكرية العالمي، وينبغي له، أن يعوّل على خصال النشاط والطاقة والتفاؤل التي يتسم بها المبتكرون والمبدعون الذين ندعمهم، وأن يواصل مسار التحويل الذي شرعنا فيه معاً.
وخالص أملي، أنا وزملائي، هو ألا تكتفي هذه الجمعيات بمنحنا فرصة لإعادة تأكيد قوة العلاقة التي تربطنا بكم كأعضاء في منظمتنا، بل أن تمنحكم أنتم أيضاً الفرصة للتواصل مجدداً مع بعضكم البعض، وإعادة تصور دور الملكية الفكرية ومؤسسات الملكية الفكرية، وتجديد جهودنا من أجل تحويل الملكية الفكرية من مجموعة حقوق قانونية إلى محرّك قوي لتوليد فرص العمل وتوظيف الاستثمارات ونمو الأعمال والتمكّن، في نهاية المطاف، من تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وستظلّ الويبو إلى جانبكم طوال مسيركم نحو النمو والتنمية، وتتمنى لكم جميعاً جمعيات ناجحة ومثمرة ومجدية.
شكراً جزيلاً.