Mon Aug 14 14:08:24 CEST 2023
أمضى 30 شخصا مدة أسبوع متجمعين حول أدوات الحياة اليومية. أدوات عادية، كانت في هذه الحالة مطرقة وخرازة، شيئان لن يراهما المشاركون بنفس العين مرة أخرى. واجتمع صناع التغيير الابتكاري هؤلاء في جنيف لصقل مهاراتهم في صياغة البراءات. وهدفهم المشترك: تعلم كيفية تحويل الأفكار إلى أصول قيّمة. وبعد أسبوع، اكتسب المشاركون ذلك وأكثر - شبكة دولية من المهنيين.
وقد بدأت المجموعة رحلتها قبل الوصول إلى أبواب الويبو بأشهر. فبصفتهم مشاركين في البرنامج الدولي للتدريب على صياغة البراءات (IPDTP)، كانوا في منتصف الطريق من تجربة تعلم عملي مدتها 8 أشهر. هذا البرنامج الرائد، في نسخته الثانية الآن، هو جهد تعاوني بين الويبو والاتحاد الدولي لوكلاء الملكية الفكرية (FICPI). ويقدم البرنامج على ثلاث مراحل، ويبدأ بوحدة تعليمية شاملة عن بعد، مما يوفر للطلاب أساسًا متينًا في أساسيات صياغة البراءات. بعد ذلك، ينخرط المشاركون في حلقة عمل عملية، يطبقون فيها هذه المهارات. وينتهي البرنامج بجلسات توجيه، مما يتيح للطلاب فرصة للحصول على ملاحظات فردية لتعزيز مهاراتهم في صياغة البراءات.
ما يميز برنامج التدريب الدولي هو نهجه العالمي. لكسب الزخم، ستوجه معظم الاختراعات لأسواق متعددة. ولهذا السبب يحتاج مهنيو البراءات إلى صياغة الطلبات مع مراعاة البعد العالمي. وشارك المدربون في البرنامج، وهم من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وجنوب إفريقيا والهند، معرفتهم العميقة بكل من صياغة البراءات وإشكاليات وضع طلبات لبدان مختلفة. وفيما بينهم، كان لدى الفريق أكثر من 77 عامًا من الخبرات المجمّعة.
"لم أتوقع هذا التنوع في المدربين، فهم عقول ثمينة. وقد اكتسبت معرفة بصياغة البراءات في ولايات قضائية مختلفة. ولكل من المدربين أسلوبه وتوجيهاته في تنظيم المطالبات"، حسبما قالته سعاد عصام أبو الدهب، رئيسة الملكية الفكرية في EVA Pharma، مصر. إن التعرف على أساليب وممارسات الصياغة المختلفة يمنح المشاركين رؤى نقدية عن صياغة طلبات براءات أشد متانة. وقال إيغريماتشو إيشيتو وولدي، الأستاذ المساعد في جامعة وولايتا سودو، إثيوبيا: "إنها نقطة تحول بالنسبة لصائغي البراءات".
طلب براءة عالي الجودة يتطلب أكثر من مجرد وصف الاختراع. إذ ينبغي أن يتوقع كيف يمكن للآخرين تنفيذ نفس الفكرة الأساسية مع تعديلات صغيرة. هذا هو محور التركيز الأساسي لحلقة عمل جنيف. وقال لسيمون نجوجونا، مساعد الدراسات العليا في مديرية إدارة الملكية الفكرية والاتصال الصناعي الجامعي، في جامعة جومو كينياتا للزراعة والتكنولوجيا في كينيا: "لقد تعلمت طرح الأسئلة الصحيحة عبر نموذج الكشف عن الاختراع، والتفكير كما إن كنت أحد المنافسين، كيف يمكن أن أنتهك أحد المطالبات".
ويخطط سيمون، مثل غيره من المشاركين، لنشر المعرفة التي اكتسبها من خلال البرنامج للارتقاء بجامعته إلى المستوى التالي. "إنني أرغب في صياغة أفضل ومشاركة المفاهيم التي تعلمتها مع زملائي."
وباستخدام أشياء بسيطة مثل المطرقة والخرازة، تدرب الطلاب على كيفية صياغة مطالبات البراءات. وطبق الطلاب المفاهيم التي تعلموها، والتفكير في وظائف هذه الأدوات والغرض منها واستخداماتها المحتملة الأخرى، والمصطلحات الدقيقة التي يمكن استخدامها لصياغة براءة لهذه الأدوات. وفي التمرين الأخير لحلقة العمل، وهي تجربة انتهاك صورية، وجد الطلاب أن اللغة تأخذ معنى جديدًا تمامًا - عبر توفير وصف واضح وموجز للمطرقة وأجزاءها والغرض منها، وليس ذلك فحسب، بل أوجه اختلاف المطرقة المحددة عن الأدوات الأخرى التي تخدم غرضًا مشابهًا.
خلال فترة وجودهم في جنيف، عمل المشاركون معًا من خلال تمارين جماعية. ويتيح نهج العمل الجماعي هذا التعلم من المدربين والطلاب على حد سواء. وهذا التركيز على العمل الجماعي له هدف آخر أيضاً - بناء الروابط بين هؤلاء المهنيين الناشئين. وهذا العام، جاء المشاركون من 23 بلداً، وبفضل التمويل السخي من الصناديق الاستئمانية اليابانية للملكية الصناعية العالمية وغيرها من الممولين الذين يقدمون المنح الدراسية، حصل 18 مشاركًا على الأقل على تمويل لحضور حلقة العمل. بالنسبة لبعض المشاركين، فهم المهنيون الوحيدون الذين يتمتعون بمهارات الصياغة في بلدهم. وهو عمل يمكن أن يشعر المرء بالوحدة.
وبعد حلقة العمل، لم يعد المشاركون يشعرون بالوحدة. وقد وصفت جيسيكا هيرنانديز غاليانو، عالمة الملكية الفكرية في AGP eGlass، كولومبيا، الفترة التي قضتها في جنيف. "لقد كان من الرائع الالتقاء بأشخاص من جميع أنحاء العالم وفهم وجهات نظر مختلفة للتعامل مع صياغة البراءات. لقد كونت الكثير من الصداقات وشبكة ضخمة من الأشخاص الرائعين". والأهم من ذلك ربما، أن جميع المشاركين "يتشاركون نفس الشغف بالملكية الفكرية".
سيضع المشاركون الآن ما تعلموه قيد الاختبار. فخلال الأشهر القليلة المقبلة، سيعملون على تمارين في مجال خبرتهم. وعقب كل تمرين، سيتلقون ملاحظات شخصية من المدربين ونصائح لتحسين ممارساتهم. وسيستفيدون من جلسات التعقيبات الجماعية عن التمارين، وسيرشدهم المدربون من خلال الأخطاء الشائعة في التمارين وسيقدمون لهم المزيد من التوجيه في الصياغة. وإضافة إلى ذلك، سيشارك الطلاب في منتديات المناقشة وبالتالي التعلم من بعضهم البعض.
سيفتح باب التسجيل في البرنامج التدريبي الدولي التالي عن صياغة البراءات في نهاية عام 2023. أرسل(ي) رسالةللانضمام إلى قائمتنا البريدية.