دروس متقدمة في المغرب: كيف يرتقي برنامج مساعدة المخترعين بمهارات خبرائه
Thu Jun 18 10:54:00 CEST 2020
حتى وقت قريب، كانت قلّة صغيرة فقط من المخترعين المغاربة قادرة على الوصول إلى خبراء البراءات. ونتيجة لذلك، رفضت طلبات قرابة نصف من تقدموا بطلبات للحصول على براءة لدى المكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية (أومبيك)، غالباً استنادا إلى أخطاء في الشكليات. ويرى فريق أومبيك أن هؤلاء المخترعين يستحقون فرصة لتقييم أفكارهم بناء على الأسس الموضوعية. وعقدت أومبيك شراكة مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) لإطلاق برنامج مساعدة المخترعين (IAP) لمساعدة المخترعين المحليين في الحصول على مشورة الخبراء في الامتثال لنظام البراءات.
خبراء البراءات هم عماد برنامج مساعدة المخترعين. فهم يتبرعون بوقتهم وفكرهم لمساعدة المخترعين ذوي الموارد في بلدهم على صياغة طلب البراءة والتواصل مع أومبيك. ويصف المتطوع محمد الحرزلي مدى رضاه عن التجربة "بسبب تبادل وجهات النظر مع المخترع" و"العمل تضامننا مع مواطني بلده".
Sومنذ بدء البرنامج، ساعد متطوعوه أكثر من 70 مبتكراً في كولومبيا وإكوادور والمغرب والفلبين وجنوب إفريقيا. وخصصت كل دولة مشاركة البرنامج ليتناسب مع نظام الابتكار الوطني. وفي حالة المغرب، رأت أومبيك أن برنامج مساعدة المخترعين فرصة لإشراك مجموعة شغوفة من المخترعين ذوي الخبرة وتطوير مهاراتهم لمساعدة المبتكرين في البلد.
واليوم، تعتبر مهنة البراءات في المغرب صغيرة ولا يعمل بها سوى عدد قليل من محامي الملكية الفكرية المسجلين. ولتشجيع المزيد من الخبراء على الانخراط في المهنة، سمحت أومبيك في 2018 لخبراء إضافيين بتقديم خدماتهم عبر برنامج مساعدة المخترعين. وشمل ذلك أعضاء نشطين في جمعية المخترعين من ذوي الخبرة الكبيرة في البراءات.
ولصقل مهارات هذه الموجة الجديدة من الخبراء، نظمت الويبو وأومبيك حلقة عمل محلية لصياغة البراءات في المغرب في أكتوبر 2019. وعزز المشاركون في حلقة العمل، بما في ذلك متطوعو برنامج مساعدة المخترعين وفاحصو أومبيك، مهاراتهم من خلال التدريب في الفصول الدراسية والتدريب العملي على التمارين. وركز التدريب بشكل خاص على مقابلة المخترعين لتعظيم القيمة المحتملة لطلب البراءة الناتج.
واستمر التدريب العملي خارج الفصل الدراسي من خلال عنصر الإرشاد. وأقرن المشاركون بمحام براءات لصياغة طلب براءة كامل من الألف إلى الياء بدعم من مرشدهم. ورغم أن هذه التمارين كانت افتراضية بحتة، إلا أن مشاركين اثنين يعملان على مشاريع لدعم المستفيدين من البرنامج.
يقدم هذا التعاون فوائد للمخترعين والخبراء ومكتب البراءات المحلي. ويرى المتطوع عبد الحق أمّاني أنّ "برنامج مساعدة المخترعين يفتح نافذة على المستوى المهني في مجال استشارات الملكية الفكرية. وسيساهم حتماً على المدى المتوسط في ظهور جيل من المخترعين والخبراء في صياغة طلبات البراءات من خلال برامج التدريب المختلفة المتاحة لأصحاب المصلحة". ويؤدي خبراء البراءات المهرة دوراً حاسماً في دعم النظام البيئي للابتكار في البلد. وتكافح العديد من البلدان لتأسيس مهن البراءات في ظل غياب طلب محلي واضح. ولكن بدون هؤلاء المتخصصين، قد تختفي إمكانات الابتكار المحلي.
ويساعد البرنامج على تعزيز الطلب على خدمات المتخصصين في البراءات. وعند الجمع بين البرنامج والتدريب المتخصص مثل برنامج الويبو للتدريب على صياغة البراءات، يمكن للبلدان أن تضع نفسها في موضع يتيح لها تحويل الأفكار إلى أصول ملكية فكرية. وفي نهاية المطاف، يمكن للقدرة المحلية المعززة أن تولد فرص عمل وتمهد الطريق لاقتصاد قائم على المعرفة.
هل ترغبون بمزيد من المعلومات عن برنامج مساعدة المخترعين؟
يُرجى زيارة الموقع الشبكي للبرنامج لتتعرفوا أكثر على كيفية تقديم طلب كمخترعين، أو لتصبحوا متطوعين أو رعاة للبرنامج.