تمكين المبتكرين في مجال التكنولوجيا الطبية عن طريق زمالة الويبو للابتكار في مجال الصحة العالمية

Wed Sep 27 16:32:00 CEST 2023

شهد قطاع التكنولوجيا الطبية (MedTech)، الذي يلعب دوراً محورياً في العديد من مراحل رعاية المرضى، نمواً في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط. وعلى الرغم من هذا المسار الواعد من النمو وزيادة الاستثمارات، مازال القطاع يواجه تحديات تتعدد أوجهها، منها ضمان حقوق الملكية الفكرية وفهم العمليات التنظيمية. وتهدف زمالة الويبو للابتكار في مجال الصحة العالمية، المبرمج انطلاقها في أكتوبر 2023، إلى الربط بين الرعاية الصحية والابتكار وتعزيز الشمولية والتشجيع على التعاون ودفع عجلة النمو والتنمية على الصعيد المحلي.

ويشمل مجال التكنولوجيا الطبية مجموعةً واسعةً من المنتجات والخدمات التي تُستخدم في كل مرحلة من مراحل رعاية المرضى: من الوقاية إلى التشخيص والعلاج والرصد. إذ يجمع هذا المجال بين الطب والهندسة والأعمال، ويهدف إلى إيجاد الحلول التي تنقذ حياة الناس وتحسنها. وفي السنوات الأخيرة، شهد المجال نموا مذهلا في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط. فعلى سبيل المثال، وفي عام 2021، تلقت حوالي 479 شركة ناشئة أفريقية تنشط في مجال الصحة تمويلاً بقيمة 4,77 مليار دولار أمريكي، بالمقارنة مع عام 2020 الذي حصلت فيه 180 شركة حديثة الإنشاء على مبلغ قيمته 379,6 مليون دولار أمريكي. ومن بين قصص النجاح الجديرة بالذكر شركة Wisepill، وهي شركة جنوب أفريقية تأسست في عام 2007، وطورت برنامجاً ينبه المرضى عبر هواتفهم المحمولة إذا غفلوا عن تناول أدويتهم.

وعلى الرغم من هذه الإيجابيات، لا يزال المبتكرون في مجال تكنولوجيا الصحة في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط يواجهون مجموعة من التحديات التي تقوض قدرتهم على المزيد من النمو. وتنشأ هذه التحديات غالباً بسبب محدودية الموارد المالية وقصور البنية التحتية الصحية والافتقار إلى الخبرة التقنية وتخلّف العمليات التنظيمية عن مواكبة التقدم في مجال الرعاية الصحية.

وعلاوة على ذلك، تمثل حماية الاختراعات بموجب الملكية الفكرية تحديا بالنسبة إلى العديد من الشركات. فعلى سبيل المثال، يمكن أن تصل تكلفة إيداع طلب للحصول على براءة والاحتفاظ بها إلى آلاف الدولارات، ما يُمثل نفقات محتملة كبيرة تُثقل كاهل الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة. وبالإضافة إلى ذلك، يتسبب ضُعف إنفاذ قوانين الملكية الفكرية في العديد من البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط في تعريض المبتكرين لخطر سرقة أفكارهم أو نسخها. وقد تؤدي مثل هذه العوامل كذلك إلى العزوف عن الاستثمارات في هذا المجال.

زمالة الويبو للابتكار في مجال الصحة العالمية تسد الفجوة بين الابتكار والاحتياجات في مجال الرعاية الصحية

تلعب الويبو دوراً رئيسياً في دفع عجلة الابتكار وتأمين الوصول إلى الإنجازات التي يُحققها، وذلك باعتبارها وكالة الأمم المتحدة المتخصصة في مجال الملكية الفكرية والابتكار. ولذلك، أعلنت الويبو مؤخرا عن عقد شراكة مع إدارة التكنولوجيا الحيوية في الهند ومعاهد التكنولوجيا في الهند لإطلاق زمالة الابتكار في مجال الصحة العالمية التي سيعمل في كنفها الباحثون ورواد الأعمال مع هاتين المؤسستين كجزء من برنامج التصميم الحيوي في الهند.

وسترعى الويبو أربعة من الزملاء في مجال تكنولوجيا الصحة من البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط لتمكينهم من المشاركة في الفوج الأول. وسيُمنح الزملاء الإقامة في حرم معهد التكنولوجيا في الهند، في نيو دلهي أو مومباي، لمدة عامين. وستعمل الويبو بالاشتراك مع إدارة التكنولوجيا الحيوية في الهند على تطوير وتقديم مواد تدريبية تركز على الملكية الفكرية والتي ستُصمم وفقا لمتطلبات برنامج التصميم الحيوي، وسيستفيد منها 100 طالب سنوياً. والهدف من ذلك هو بناء القدرات بشأن طرق تسخير الملكية الفكرية لتعزيز الابتكار والوصول العادل إلى التكنولوجيات الطبية التي تتصدى للتحديات في مجال الصحة العالمية.  

بناء نظام إيكولوجي شامل للابتكار في مجال التكنولوجيا الطبية

تشجع الويبو على وضع نظام إيكولوجي شامل للملكية الفكرية، يركز على الفئات الممثلة تمثيلاً ناقصاً. ففي عام 2022، كانت نسبة النساء المخترعات من مجموع مودعي طلبات الحصول على براءات 17 في المائة على الصعيد الدولي. ويمكن أن يعزى هذا التفاوت بين الجنسين جزئيا إلى حقيقة أن النساء غالبا ما يحظين بفرص أقل للعمل في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM). ولسد هذه الفجوة، تتيح زمالة الويبو للابتكار في مجال الصحة العالمية أمام المبتكرين ذوي الطموح، بمن فيهم النساء، فرصة مجابهة التحديات الصحية العالمية من خلال الابتكار والتكنولوجيا.

وعلاوة على ذلك، يشجع برنامج التصميم الحيوي لإدارة التكنولوجيا الحيوية في الهند على ابتكار منتجات وخدمات وحلول تعتمد على التكنولوجيا، بما فيها تلك المصممة لتحسين صحة الأمهات والجوانب الأخرى لصحة المرأة ورفاهها. ويتماشى ذلك مع المهمة التي أخذتها الويبو على عاتقها بموجب خطة عملها بشأن الملكية الفكرية والمساواة بين الجنسين، وهي بأن تكون على رأس تطوير نظام إيكولوجي للملكية الفكرية يعزز ويشجع مشاركة المرأة في مجال الملكية الفكرية والابتكار، وذلك لمصلحة الجميع.

تعزيز التعاون

وخلال تطوير ابتكارات التكنولوجيا الطبية، سيكتسب المشاركون في برنامج التصميم الحيوي لإدارة التكنولوجيا الحيوية في الهند أيضا المعرفة بشأن كيفية استخدام نظام الملكية الفكرية من قبل المبتكرين والحكومات والمنظمات الدولية والقطاع الخاص لتطوير ونشر التقنيات الطبية لتحقيق نتائج صحية أفضل. فعلى سبيل المثال، تعمل شبكة مراكز دعم التكنولوجيا والابتكار (TISCs) ومكاتب نقل التكنولوجيا (TTOs) التابعة للويبو على سد الفجوة بين البحث والممارسة، وتدعم نقل المعرفة والتكنولوجيا من الأوساط الأكاديمية إلى المجال الصناعي عبر 90 بلدا. وعموما، من شأن تسليط الضوء على المشاركين في برنامج التصميم الحيوي لإدارة التكنولوجيا الحيوية في الهند أن يساعدهم في فهم كيفية نقل أفكارهم من المختبر إلى السوق.

نسج الروابط بين المبتكرين في مجال التكنولوجيا الطبية وما تقدمه الملكية الفكرية من خدمات ودعم

من شأن الملكية الفكرية أن تدعم الابتكار المحلي في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط. ويمكنها المساعدة في بناء القدرات المحلية وخلق فرص العمل ودعم النمو الاقتصادي والمساهمة في تحقيق العديد من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. وسيساعد دمج المواد المتعلقة بالملكية الفكرية في برنامج زمالة الويبو للابتكار في مجال الصحة العالمية على تعزيز عقلية ريادة الأعمال في صفوف المشاركين. ويمكن للزملاء الحصول على معلومات بشأن تقييم الملكية الفكرية وتقييم السوق وتطوير الأعمال، مما سيمكنهم من المساهمة في تسويق ونشر حلول التكنولوجيا الطبية.

ويستفيد المبتكرون في قطاع التكنولوجيا الطبية من نظام الويبو في مجال الملكية الفكرية وخدماتها ومعارفها وبياناتها بطرق عديدة. ويمكن لخدمات الويبو العالمية لحماية الملكية الفكرية - بما في ذلك البراءات والعلامات التجارية والتصاميم الصناعية - أن تساعد المبتكرين على حماية أفكارهم. كما تتيح قواعد البيانات العالمية للويبو للمبتكرين فرصة استكشاف براءات الاختراع والتكنولوجيات القائمة، مما يحول دون ازدواجية الجهود المبذولة ويجنبهم قضايا الانتهاك المحتملة. وفي حالة نشوب النزاعات، يقدم مركز الويبو للتحكيم والوساطة خدمات محايدة وغير هادفة للربح على الصعيد الدولي لتسوية المنازعات بفعالية من حيث الوقت والتكلفة.

وتشجع الويبو الشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة على استخدام الملكية الفكرية لتسويق اختراعاتها. فعلى سبيل المثال، تعد أداة الويبو لتشخيص حالة الملكية الفكرية مورداً مجانياً للتقييم الذاتي للملكية الفكرية يساعد الشركات على تحديد أصولها في مجال الملكية الفكرية. وتقدم هذه الأداة تقريرا مخصّصاً فيه توصيات ومعلومات إضافية عن الملكية الفكرية وعن القدرة التنافسية للأعمال. 

وتدعم الويبو أيضا المخترعين والشركات الصغيرة ذات الموارد المحدودة لتحويل ابتكاراتها إلى أصول تجارية من خلال برنامج مساعدة المخترعين (IAP). ويوفق برنامج مساعدة المخترعين بين الجهات المستفيدة المختارة وبين المحامين المتطوعين المختصين في البراءات لمساعدتها على فهم نظام البراءات مجاناً. ومن شأن هذه الأدوات الموجهة تعزيز الابتكار المحلي ما يلبي احتياجات الرعاية الصحية المحددة للسكان المحليين. ويمكن للإنتاج المحلي أيضا أن يساعد البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط على تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال تطوير التكنولوجيات الطبية والحد من اعتمادها على الحلول الطبية المستوردة، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى توسيع نطاق الوصول العادل.

ويلتزم برنامج زمالة الويبو للابتكار في مجال الصحة العالمية بمجابهة التحديات الصحية العالمية من خلال الابتكار والتكنولوجيا، مما يجعل من الملكية الفكرية حافزا للابتكار والإبداع والوصول العادل.